القراءة ومهاراتها :
أهمية القراءة:
القراءة فن من الفنون اللغوية المتكاملة، أولاها الإسلام عنايته، ونزلت أولى آياته تحث عليها، فيقول عز وجل (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) (العلق : 1-3)
لذا تعتبر القراءة هدفاً سامياً، حث عليه الإسلام، ولكن لكي يحقق القارئ هذا الهدف لابد أن يجيب لنفسه عن هذا السؤال : لماذا أقرأ؟
وبالطبع ستكون الإجابة متعددة؛ لأنها تختلف من شخص لآخر، فهناك من يقرأ؛ ليحصل على معلومات تفيده فى التعامل مع البيئة وآخر يقرأ؛ لينمى قدراته، وغيره يقرأ للإمتاع؛ إذن الهدف من القراءة عملى، وأصبحت اللغة فيها وظيفية.
وقد عبر عن المعنى السابق رونالد هوايت Ronald Hawit 1980)) بقوله: "إن أسباب القراءة فى جوهرها أسباب عملية أd أننا نقبل على القراءة بهدف غير معرفة اللغة ذاتها ولكن للتعرف على وظيفة اللغة.
وهكذا فإن المتعلم الذى يتعلم اللغة ويطالع بها يجب أن يوجه اهتمامه إلى فائدة اللغة ووظيفتها على أن يؤمن الإيمان الكافي، بأن هذه الفائدة لا تتحقق جدواها إلا بإحكام الصياغة وهنا يبرز دور الكتاب المدرسي للغة العربية -ولاسيما لغير الناطقين باللغة العربية- الذي ينبغي أن ينمى مهارات القراءة من خلال مواقف حياتية وظيفية.
هذا عن أهمية القراءة، فماذا عن مفهوم القراءة ؟
أجمعت الأدبيات التربوية على أن أكثر لفظتين تدلان دلالة قاطعة على المفهوم النامي والمتطور لعملية القراءة هما "نظر" و "استبصار".
"فالنظر" هو الرؤية بالعين مع التفكير والتدبر، أما الاستبصار فهي كلمة تكتمل فيها مهارات الفهم والتحليل والتفسير والتطبيق والنقد والتقويم، وذلك عن طريق استخدام قوى الإدراك الظاهرة والباطنة التي وهبها الله لعباده.
هذا وتختلف كلمة النظر عن الإبصار، لأن الإبصار مترتب على النظر، وفيه إعمال للقدرات العقلية وقد فرق بينهما (صابر عبد المنعم 1998) بقوله :"إن النظر مجرد الإدراك بالعين المجردة للأشياء منها الكلمات والجمل المطبوعة على الصفحة البيضاء أما الإبصار فهو الفهم الشامل للأشياء".
والنظر والاستبصار يشتملان عدة مهارات :
• الرؤية بالعين مع التفكير والتدبر والفهم.
• إدراك العلاقات بين جزئيات المادة المقروءة عن طريق التحليل والتفسير.
• القدرة على التوقع والتنبؤ بالنتائج وصلة ذلك بالواقع الموضوعي لخبرات الإنسان السابقة.
• النقد والتقويم في ضوء معايير عملية موضوعية.
• هذا عن مفهوم القراءة، فماذا عن أنواعها ؟
أنواع القراءة :
أشارت الأدبيات التربوية إلى وجود ثمة خلاف بين العلماء حول مسميات القراءة (جهرية وصامتة) فعلى سبل المثال أشارت إحدى الأدبيات إلى أن الدقة تقتضى أن نسمى القراءة الجهرية "الأداء الجهري"؛ لأن القراءة عملية استقبالية اعتمادها على الحواس الخمس والمخ، بينما الجهر بالرموز المكتوبة أداء تعبيري أدواته تعتمد على الجهاز الصوتي. فالقراءة قد تكون في بعض الأحيان داخلية عقلية،
إذ انبعثت من العقل ودار فيه بعملياتها ومهاراتها المختلفة، ويطلق عليها القراءة الصامتة.
وعلى أي اتجاه من الاتجاهات تعد القراءة فناً من فنون الاتصال اللغوي، فالقراءة الصامتة تستخدم لأغراض مختلفة وكثيرة داخل المدرسة وخارجها، ومن الضروري أن يكتسب المتعلم- ولاسيما في المستويات المتقدمة - أنماطاً مختلفة من القراءة حتى يتمكن من القراءة بفعالية.
القراءة والتكامل مع فنون اللغة العربية الأخرى :
تتكامل القراءة مع فنون اللغة الأخرى، فمن خلال الاستماع يتعلم الطالب كثيراً من الكلمات التي سوف يراها مكتوبة فتزداد قدرته على قراءتها، أما علاقة القراءة بالكلام فإن الطلاب يقرءون بسهولة أكثر الأشياء والموضوعات التي سبق لهم أن تحدثوا عنها، ومن خلال المناقشات داخل الفصل يستطيع المعلم التعرف على خبرات المتعلمين ، واهتماماتهم، ويساعده ذلك على اختيار المحتوى الثقافي المناسب لهم، ولعل ذلك يكون من أهم الأسباب التى تعزز اختيار المحتوى الثقافي للكتاب المدرسى الذى يعتمد على الوظيفية والحياتية، ويكون معبراً عن حاجات المتعلمين حتى يتمكنوا من خلاله من إتقان مهارات القراءة وغيرها من فنون اللغة.
ومن ناحية أخرى تتداخل العلاقة بين مهارة القراءة والكتابة، فالقراءة تساعد على اكتساب المعارف، وتثير فيهم الرغبة في الكتابة الموحية إذ تعزز الكتابة التعرف على الكلمة والإحساس بالجملة، وتزيد ألفة المتعلم بالكلمات كما أن كثيراً من الخبرات في القراءة تتطلب مهارات كتابية، فمعرفة تكوين الجملة –مثلاً- وعلامات الترقيم والهجاء تعد مهارات كتابية ومعرفتها بواسطة القارئ تزيد من فعالية قراءته.
مما سبق يبرز دور وأهمية كتاب دروس اللغة العربية للناطقين بغير العربية في أن يكون نواة تنصهر فيها هذه المهارات.
المهارات الأساسية للقراءة المناسبة للطلاب غير الناطقين باللغة العربية والتي ينبغي أن يسهم في تنميتها كتاب دروس اللغة العربية :
• أن يتعرف الطالب على الفكرة الرئيسة للدرس.
• أن يفهم المترادف والمقابل من الألفاظ .
• أن يميز بين الإيقاع الموسيقى في الشعر والنثر.
• أن يتبع المعلومات المكتوبة.
• أن يجيب عن أسئلة تتعلق بالمقروء.
• أن يستخدم كلمات مما يقرأ في تعبيره حديثاً وكتابة.
• أن يميز بين الخطأ والصواب فيما يقرأ.
• أن ينفعل بما يقرأ.
• أن يدرك وظائف علامات الترقيم في القراءة.
• أن يحدد ما تعود عليه الضمائر.
• أن يحدد الهدف العام لما يقرأ.
نشرت فى 20 إبريل 2012
بواسطة maiwagieh
الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية: ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م. دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م. ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
2,659,739
ساحة النقاش