التحدث :
أهمية التحدث في تعليم اللغة العربية :
مما لا شك فيه أن الكلام أو التحدث من أهم ألوان النشاط اللغوي للكبار والصغار على السواء، فالناس يستخدمون الكلام أكثر من الكتابة في حياتهم، أي أنهم يتكلمون أكثر مما يكتبون ومن هنا يمكن اعتبار الكلام هو الشكل الرئيسي للاتصال اللغوي بالنسبة للإنسان؛ وعلى ذلك يعتبر الكلام أيضا أهم جزء فى الممارسة اللغوية واستخدامها.
ورغم الاقتناع بأهمية الكلام في تعليم اللغة العربية، وأن الأصل في اللغة هو المشافهة ذكرت البحوث والدراسات وبعض الأدبيات التربوية ضعف الطلاب في مهارة التحدث بل وصل الأمر إلى أن خريجي الجامعة في كليات وأقسام اللغة العربية يفتقدون الكثير في القدرة على التعبير الشفهي، وقد عبر عن ذلك (على مدكور 1991) بأن الشكوى قد تجاوزت ضعف الناشئة إلى خريجي الجامعات الذيى يفتقدون كثيراً إلى مهارات الاستماع والتحدث، ويرجع ذلك إلى إهمال المناهج والمقررات الدراسية في المستويات الأولى لفنون اللغة الأربعة ولاسيما التحدث والاستماع .
إن المشكلة الحقيقة في تعليم الكلام أو التحدث- أي التعبير الشفهي- تكمن فى خلو الكتاب المدرسي للغة العربية من الأغراض الواضحة والمحددة لتعليم التحدث وإتقان مهاراته، فأين الكتاب المدرسى من تنمية قدرة المتعلم على المحادثة والمناقشة، وقص القصص، وإلقاء الخطب، وأين إرشاد المتعلمين إلى مصادر الحصول على الأفكار والمعلومات التى تعلمه مهارة التعلم الذاتى والبحث عن المعرفة، وأين الفرص الحقيقية التى تثير دوافع المتعلم
للكلام".
طبيعة عملية التحدث :
إن عملية التحدث أو الكلام عملية معقدة وبالرغم من مظهرها الفجائي إلا أنها تتم في عدة خطوات هي :
استثارة : وقد تكون خارجية، كأن يرد المتحدث على شخص خاطبة أو يشترك في حوار مع أحد…إلخ، وقد تكون الاستثارة داخلية، كأن يعبر المتحدث عن شيء بداخله للآخرين مثل الأديب الذي يعبر عن مشاعره بفكرة، فخلاصة القول أن الاستثارة هي نقطة البدء للتحدث.
التفكير: إذا كانت الاستشارة تمثل الدافع للكلام فإن التفكير يمثل الخطوة التالية؛ لأن الإنسان يبدأ في جمع الأفكار وترتيبها، لأن الكلام بدون تفكير يكون أجوف ولا يلقى له بال.
الصياغة: وهى مرحلة ينتقى فيها المتحدث الرموز (الألفاظ) التى تعبر عن الأفكار ومن الصعب التفريق بين مرحلتي التفكير والصياغة، لأن الإنسان يفكر باللغة ونظامها الرمزي.
النطق: بعد مرور المراحل السابقة يأتي النطق، وهو مظهر الكلام الخارجي وينبغي أن يكون سليماً خالياً من الأخطاء، هذا وينبغي أن يسبق عملية التحدث تدريب التلميذ على التخطيط لها، وهناك عدة نقاط يجب توافرها للمتحدث قبل عملية التحدث وهى:
• أن يتعرف على نوعية المستمعين واهتماماتهم وتفكيرهم.
• أن يحدد أهداف كلامه وذلك يتطلب أن يدرب المتعلم على المواقف التى تتطلب التحدث بطريقة تلقائية.
• أن يكون قادراً على تحديد محتوى كلامه، أى أن يحدد الأفكار والمعانى والمشكلات التى يريد الحديث عنها.
• أن يختار أنسب الطرق للتحدث مثل المناقشة (والمحادثة-الندوة- المناظرة- الخطابة- قص القصص- عرض التقارير…. إلخ).
التحدث والتكامل مع فنون اللغة الأخرى :
لقد أثبتت معظم الأبحاث والدراسات أن الخطوة الأولى لتعليم القراءة والكتابة تتم من خلال التحدث، وأنه أمر ضروري لبناء ثروة لغوية كبيرة للمتعلمين قبل تعليمهم القراءة وأكبر دليل على ذلك مشكلات القراءة التي ترتبط بشكل ما، مع مشكلات التحدث، ومن ناحية أخرى فإن الاستماع إلى القصص والحكايات وإعادة عرضها بعد تلخيصها يعد عاملاً من عوامل تنمية مهارات التحدث الجيد، كما أن محتوى القراءة والنصوص والإملاء فيه مجال كبير للتدريب على مهارات الاستماع والتحدث والكتابة بطريقة متكاملة يقوى بعضها بعضاً وذلك يعد دليلاً قاطعاً على تكامل التحدث مع فنون اللغة الأخرى.
المهارات الأساسية للتحدث في المستوى الأول لغير الناطقين باللغة العربية والتي ينبغي أن يسهم في تنميتها كتاب دروس اللغة العربية من خلال محتوى ثقافي جيد يعتمد على الوظيفة والحياتية:
أ- مهارات ترتبط بجانب النطق مثل:
- نطق أصوات الحروف نطقاً واضحاً صحيحاً.
- نطق الكلمات والجمل نطقاً خالياً من اللجلجة والتهتهة .
- التنويع في نبرات الصوت.
ب- مهارات ترتبط بجانب التعبير مثل :
- تنمية قدرة التعلم على التنويع فى استخدام الكلمات، وانتقاء الكلمات الفصيحة.
- اختيار التعبيرات اللغوية المناسبة للمواقف المختلفة مثل التهنئة أو التعزية أو التحية.
- ضبط الكلمات التي يتحدث بها ضبطاً صحيحاً.
نشرت فى 20 إبريل 2012
بواسطة maiwagieh
الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية: ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م. دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م. ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
2,659,728
ساحة النقاش