خصائص التعلم الإلكتروني:
أ- نوع من التعلم يحتاج للتعامل مع مستحدثات تكنولوجية متعددة وإلى التدريب عليها بشكل جيد قبل المرور بالخبرات التعليمية من خلالها.
ب- نوع من التعليم والتعلم يحتاج إلى إعداد مسبق متسم بالدقة لتحديد عناصر التفاعل التعليمي ومصادر التعلم وسبل الحصول عليها.
جـ - نوع من التعليم والتعلم يحتاج إلى مهارات خاصة في المعلم وفي المتعلم لابد من تنميتها لديهم.
د- نوع من التعلم يحتاج لإمكانات تقنية خاصة لابد من توافرها في بيئة التعلم.
الأسس العامة للتعلم الإلكتروني:
يقوم التعلم الإلكتروني على مبادئ نظرية برونر للتعلم من حيث:
أ- مراعاة خصائص المتعلمين.
ب- مراعاة توافر قدر كبير من الحرية في مواقف التعلم بإعداد مواقف تعلم متعددة تسمح للمتعلم للاختيار منها وفق قدراته وإمكاناته.
جـ - مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، وذلك بتقديم المعلومات في أشكال متنوعة تناسب قدرات المتعلمين من حيث تقديمها في صورة لفظية مكتوبة أو مسموعة، أو تقديمها في صور ورسوم ثابتة أو متحركة.
د- التمركز حول المتعلم، حيث لابد وأن يتحول نمط التعليم من التمركز حول العلم كمصدر للمعلومة، إلى التمركز حول المتعلم ومهاراته في الحصول على المعلومات، وتنمية المهارات.
هـ- الاعتماد عن نشاط التعلم، فذلك يساعد على إيجاد بيئة تعليمية تساعد على إقبال المتعلم على التعلم والرغبة فيه، مما يزيد من دافعية للتعلم، والسرعة في تحقيق الأهداف.
فوائد التعليم الإلكتروني:
لاشك أن هناك مبررات لهذا النوع من التعليم يصعب حصرها في هذا المقال ولكن يمكن القول بأن أهم مزايا ومبررات وفوائد التعليم الالكتروني مايلي:
زيادة إمكانية الاتصال: حيث يساعد على زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة فيما بينهم، وبين الطلبة والمدرسة، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الإلكتروني، غرف الحوار. ويرى الباحثين أن هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة.
المساهمة في وجهات النظر المختلفة للطلاب: المنتديات الفورية مثل مجالس النقاش وغرف الحوار تتيح فرص لتبادل وجهات النظر في المواضيع المطروحة مما يزيد فرص الاستفادة من الآراء والمقترحات المطروحة ودمجها مع الآراء الخاصة بالطالب مما يساعد في تكوين أساس متين عند المتعلم وتتكون عنده معرفة وآراء قوية وسديدة وذلك من خلال ما اكتسبه من معارف ومهارات عن طريق غرف الحوار.
الإحساس بالمساواة: بما أن أدوات الاتصال تتيح لكل طالب فرصة الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج، خلافاً لقاعات الدرس التقليدية التي تحرمه من هذا الميزة إما لسبب سوء تنظيم المقاعد، أو ضعف صوت الطالب نفسه، أو الخجل، أو غيرها من الأسباب، لكن هذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة للطالب لأنه بإمكانه إرسال رأيه وصوته من خلال أدوات الاتصال المتاحة من بريد إلكتروني ومجالس النقاش وغرف الحوار.
هذه الميزة تكون أكثر فائدة لدى الطلاب الذين يشعرون بالخوف والقلق لأن هذا الأسلوب في التعليم يجعل الطلاب يتمتعون بجرأة أكبر في التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق أكثر مما لو كانوا في قاعات الدرس التقليدية. وقد أثبتت الدراسات أن النقاش على الخط يساعد ويحث الطلاب على المواجهة بشكل أكبر.
سهولة الوصول إلى المعلم: أتاح التعليم الإلكتروني سهولة كبيرة في الحصول على المعلم والوصول إليه في أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية، لأن المتدرب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للمعلم أكثر بدلا من أن يظل مقيداً على مكتبه. وتكون أكثر فائدة للذين تتعارض ساعات عملهم مع الجدول الزمني للمعلم، أو عند وجود استفسار في أي وقت لا يحتمل التأجيل.
إمكانية تحوير طريقة التدريس: من الممكن تلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب الطالب فمنهم من تناسبه الطريقة المرئية، ومنهم تناسبه الطريقة المسموعة أو المقروءة، وبعضهم تتناسب معه الطريقة العملية، فالتعليم الإلكتروني ومصادره تتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة وعديدة تسمح بالتحوير وفقاً للطريقة الأفضل بالنسبة للمتدرب.
ملائمة مختلف أساليب التعليم: التعليم الإلكتروني يتيح للمتعلم أن يركز على الأفكار المهمة أثناء كتابته وتجميعه للمحاضرة أو الدرس، وكذلك يتيح للطلاب الذين يعانون من صعوبة التركيز وتنظيم المهام الاستفادة من المادة وذلك لأنها تكون مرتبة ومنسقة بصورة سهلة وجيدة والعناصر المهمة فيها محددة.
المساعدة الإضافية على التكرار: هذه ميزة إضافية بالنسبة للذين يتعلمون بالطريقة العملية فهؤلاء الذين يقومون بالتعليم عن طريق التدريب، إذا أرادوا أن يعبروا عن أفكارهم فإنهم يضعوها في جمل معينة مما يعني أنهم أعادوا تكرار المعلومات التي تدربوا عليها وذلك كما يفعل الطلاب عندما يستعدون لامتحان معين.
توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع (24 ساعة في اليوم 7أيام في الأسبوع ): هذه الميزة مفيدة للأشخاص المزاجيين أو الذين يرغبون التعليم في وقت معين، وذلك لأن بعضهم يفضل التعلم صباحاً والآخر مساءاً، كذلك للذين يتحملون أعباء ومسئوليات شخصية، فهذه الميزة تتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبهم.
الاستمرارية في الوصول إلى المناهج: هذه الميزة تجعل الطالب في حالة استقرار ذلك أن بإمكانه الحصول على المعلومة التي يريدها في الوقت الذي يناسبه، فلا يرتبط بأوقات فتح وإغلاق المكتبة، مما يؤدي إلى راحة الطالب وعدم إصابته بالضجر.
عدم الاعتماد على الحضور الفعلي: لا بد للطالب من الالتزام بجدول زمني محدد ومقيد وملزم في العمل الجماعي بالنسبة للتعليم التقليدي، أما الآن فلم يعد ذلك ضرورياً لأن التقنية الحديثة وفرت طرق للاتصال دون الحاجة للتواجد في مكان وزمان معين لذلك أصبح التنسيق ليس بتلك الأهمية التي تسبب الإزعاج.
سهولة وتعدد طرق تقييم تطور الطالب: وفرت أدوات التقييم الفوري على إعطاء المعلم طرق متنوعة لبناء وتوزيع وتصنيف المعلومات بصورة سريعة وسهلة للتقييم.
الاستفادة القصوى من الزمن: إن توفير عنصر الزمن مفيد وهام جداً للطرفين المعلم والمتعلم، فالطالب لديه إمكانية الوصول الفوري للمعلومة في المكان والزمان المحدد وبالتالي لا توجد حاجة للذهاب من البيت إلى قاعات الدرس أو المكتبة أو مكتب الأستاذ وهذا يؤدي إلى حفظ الزمن من الضياع، وكذلك المعلم بإمكانه الاحتفاظ بزمنه من الضياع لأن بإمكانه إرسال ما يحتاجه الطالب عبر خط الاتصال الفوري.
تقليل الأعباء الإدارية بالنسبة للمعلم: التعليم الإلكتروني يتيح للمعلم تقليل الأعباء الإدارية التي كانت تأخذ منه وقت كبير في كل محاضرة مثل استلام الواجبات وغيرها فقد خفف التعليم الإلكتروني من هذه العبء، فقد أصبح من الممكن إرسال واستلام كل هذه الأشياء عن طريق الأدوات الإلكترونية مع إمكانية معرفة استلام الطالب لهذه المستندات.
تقليل حجم العمل في المدرسة: التعليم الالكتروني وفر أدوات تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات وكذلك وضع إحصائيات عنها وبمكانها أيضا إرسال ملفات وسجلات الطلاب إلي مسجل الكلية.
مشكلات التعلم الالكتروني:
من خلال التجربة العملية والبحوث والدراسات العلمية أتضح وجود العديد من المشكلات التي تواجه التعلم الالكتروني منها:
(1) من أهم واخطر المشكلات التي تواجه التعلم الالكتروني هو غياب المعلم الإنسان او ضعف الدور الإرشادي والتربوي للمعلم في مواقف التعلم الالكتروني وكذلك ضعف دور المؤسسة التعليمية (المدرسة او الجامعة ) كمؤسسات اجتماعية وتربوية وحضارية تنقل التراث الحضاري للأجيال عبر العصور المختلفة مما قد يتسبب في التغريب الثقافي وفقد الهوية الوطنية والقومية للأجيال القادمة.
(2)أن الوسائط التكنولوجية مهما كانت مبهرة إلا انه مع مرور الوقت تصيب الشخص بالملل وكراهية الأجهزة من طول أوقات العمل أمام تلك الأجهزة التي لا تسمع ولا تحس بألم الشخص أو ضيقه أو تعبه او همومه النفسية.
(3)كل برامج التعلم الالكتروني مكلفة ماديا بشكل قد لا يستطيعه المتعلم العادي وخاصة في دولنا النامية فقد وجد أن متوسط تكلفة المساق الواحد للطالب في الولايات المتحدة في المتوسط بين 200 إلى 400 دولار هذا بالطبع مع توفر جهاز حاسب إلي حديث كما يتطلب كل ذلك بنية تحتية تكنولوجية متقدمة لتوصيل الخدمة التعليمية الالكترونية (شبكات دولية أو محلية، برمجيات، خطوط هاتف، مصممين محترفين لبرامج التعلم الالكتروني )
(4)من أهم مشكلات التعلم الالكتروني أيضا الانضباط والمسؤولية والأمانة العلمية فكثير ما تشير النتائج إلى حدوث غش وتدليس وعدم انضباط في عمليات الحضور والامتحانات
(5)ثبت بالبحث العلمي المتأني أن الطلاب الذين تعلموا تعلما الكترونيا اقل كفاءة ومهارة في الحوار والقدرة على عرض الأفكار كتابة أو شفاهة من زملائهم الذين تعلموا نفس المساقات الدراسية بالطريقة التقليدية، وان التقارير التي يكتبها المتعلمين تقليديا أعلى جودة من زملائهم المتعلمين الكترونيا في نفس المساق التعليمي. ( Hudson,2005 ) من جملة هذه المشكلات وغيرها ظهر مفهوما جديدا في التعلم هو التعلم الخليط وهو التطوير الطبيعي والمنطقي للتعلم الالكتروني.
معوقات التعليم الإلكتروني:
- يواجه التعليم الإلكتروني مصاعب قد تطفئ بريقه وتعيق انتشاره بسرعة. وأهم هذه العوائق قضية المعايير المعتمدة، فما هي هذه المعايير وما الذي يجعلها ضرورية؟ لو نظرنا إلى بعض المناهج والمقررات التعليمية في الجامعات أو المدارس، لوجدنا أنها بحاجة لإجراء تعديلات وتحديثات كثيرة نتيجة للتطورات المختلفة كل سنة، بل كل شهر أحيانا. فإذا كانت الجامعة قد استثمرت في شراء مواد تعليمية على شكل كتب أو أقراص مدمجة CD، ستجد أنها عاجزة عن تعديل أي شيء فيها ما لم تكن هذه الكتب والأقراص قابلة لإعادة الكتابة وهو أمر معقد حتى لو كان ممكنا. ولضمان حماية استثمار الجهة التي تتبنى التعليم الإلكتروني لا بد من حل قابل للتخصيص والتعديل بسهولة.
- الأنظمة والحوافز التعويضية من المتطلبات التي تحفز وتشجع الطلاب على التعليم الإلكتروني: حيث لازال التعليم الإلكتروني يعاني من عدم وضوح في الأنظمة والطرق والأساليب التي يتم فيها التعليم بشكل وواضح كما أن عدم البت في قضية الحوافز التشجيعية لبيئة التعليم هي إحدى العقبات التي تعوق فعالية التعليم الإلكتروني.
- غالباً ما تؤخذ القرارات التقنية من قبل التقنيين أو الفنيين معتمدين في ذلك على استخداماتهم وتجاربهم الشخصية، وغالباً لا يؤخذ بعين الاعتبار مصلحة المستخدم، أما عندما يتعلق الأمر بالتعليم فلا بد لنا من وضع خطة وبرنامج معياري لأن ذلك يؤثر بصورة مباشرة على المعلم (كيف يعلم ) وعلى الطالب ( كيف يتعلم ). و هذا يعني أن معظم القائمين في التعليم الإلكتروني هم من المتخصصين في مجال التقنية أو على الأقل أكثرهم، أما المتخصصين في مجال المناهج والتربية والتعليم فليس لهم رأي في التعليم الإلكتروني، أو على الأقل ليسوا هو صناع القرار في العملية التعليمية. ولذا فإنه من الأهمية بمكان ضم التربويين والمعلمين والمدربين في عملية اتخاذ القرار.
- الخصوصية والسرية: إن حدوث هجمات على المواقع الرئيسية في الإنترنت، أثرت على المعلمين والتربويين ووضعت في أذهانهم العديد من الأسئلة حول تأثير ذلك على التعليم الإلكتروني مستقبلاً ولذا فإن اختراق المحتوى والامتحانات من أهم معوقات التعليم الإلكتروني.
- التصفية الرقمية Digital Filtering: هي مقدرة الأشخاص أو المؤسسات على تحديد محيط الاتصال والزمن بالنسبة للأشخاص وهل هناك حاجة لاستقبال اتصالاتهم، ثم هل هذه الاتصالات مقيدة أما لا، وهل تسبب ضرر وتلف، ويكون ذلك بوضع فلاتر أو مرشحات لمنع الاتصال أو إغلاقه أمام الاتصالات غير المرغوب فيها وكذلك الأمر بالنسبة للدعايات والإعلانات.
- مراقبة طرق تكامل قاعات الدرس مع التعليم الفوري والتأكد من أن المناهج الدراسية تسير وفق الخطة المرسومة لها.
- زيادة التركيز على المعلم وإشعاره بشخصيته وأهميته بالنسبة للمؤسسة التعليمية والتأكد من عدم شعوره بعدم أهميته وأنه أصبح شيئاً تراثياً تقليدياً.
- الحاجة المستمرة لتدريب ودعم المتعلمين والإداريين في كافة المستويات، حيث أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى التدريب المستمر وفقاً للتجدد التقنية.
- الحاجة إلى تدريب المتعلمين لكيفية التعليم باستخدام الإنترنت.
- الحاجة إلى نشر محتويات على مستوى عالٍ من الجودة، ذلك أن المنافسة عالمية.
- تعديل كل القواعد القديمة التي تعوق الابتكار ووضع طرق جديدة تنهض بالابتكار في كل مكان وزمان للتقدم بالتعليم وإظهار الكفاءة والبراعة.
دور المعلم في التعليم الإلكتروني:
• في التعليم الإلكتروني تزداد أهمية المعلم ويعظم دوره، وهذا بخلاف ما يظنه البعض من أن التعليم الإلكتروني سيؤدي في النهاية إلى الاستغناء عن المعلم. وفي الواقع فإن التعليم الإلكتروني لا يحتاج إلى شيء بقدر حاجته إلى المعلم الماهر المتقن لأساليب واستراتيجيات التعليم الإلكتروني، المتمكن من مادته العلمية، الراغب في التزود بكل حديث في مجال تخصصه، المؤمن برسالته أولا ثم بأهمية التعلّم المستمر.
• التعليم الإلكتروني يحتاج إلى المعلم الذي يعي بأنه في كل يوم لا تزداد فيه خبرته ومعرفته ومعلوماته فإنه يتأخر سنوات وسنوات، لذا فإن من المهم جدا إعداد المعلم بشكل جيد حتى يصل إلى هذا المستوى الذي يتطلبه التعليم الإلكتروني، وهذا لا يمكن أن يتأتي في ظرف أيام أو أشهر معدودة بل يحتاج الأمر إلى عمل دءوب وجهد متواصل وتوعية دائمة.
• كما أن الأمر ليس كما يفهمه البعض من أن عدة دورات في الحاسب الآلي على بعض التطبيقات يمكن أن تخرج لنا معلما إلكترونيا، فهناك العديد من المعلمين الذين يجيدون استخدام الحاسب الآلي إلى درجة الاحتراف ولكنهم غير قادرين على توظيف هذه المعرفة في العملية التعليمية والتربوية والممارسات الفصلية، بسبب غياب فلسفة التعليم الإلكتروني واستراتيجياته.
• ومنهم من يوظفها توظيفا تقليديا، يسيء إلى التعليم الإلكتروني أكثر مما يفيده، وذلك عندما تستخدم التقنية مع نفس ممارسات التعليم التقليدي،
• إن المعلم لكي يصبح معلما إلكترونيا يحتاج إلى إعادة صياغة فكرية أولا يقتنع من خلالها بأن طرق التدريس التقليدية يجب أن تتغير لتكون متناسبة مع الكم المعرفي الهائل التي تعج به كافة مجالات الحياة، ولا بد أن يقتنع بأنه لن يكون وحيداً في صناعة رجال المستقبل الذين يعول عليهم المجتمع والأمة في صنع الأمجاد وتحقيق الريادة.
• إذا لابد له من تعلم الأساليب الحديثة في التدريس والاستراتيجيات الفعالة والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقها، حتى يتمكن من نقل هذا الفكر إلى طلابه فيمارسونه من خلال أدوات التعليم الإلكتروني.
• إن الإدارة الواعية المتفتحة والمعلم المخلص لرسالته هم الذين يعون هذه المعاني، فيعلمون أن التعليم الإلكتروني ليس مجرد برمجيات وعتاد وأجهزة مبهرة للزائرين، بل هو بالدرجة الأولى معلم يمتلك كل المواصفات التي ذكرت أعلاه.
دور المتعلم في التعليم الإلكتروني:
تقع على عاتق المتعلم في التعلم الإلكتروني جزء كبير من مسئولية تعلمه، وعليه العديد من الأدوار منها:
• القيام بالنشاطات المختلفة الواجب عليه أدائها أثناء التعلم.
• القيام بالتكليفات التي يقدمها له المعلم، أو التي تقدم له من خلال البرنامج.
• التعامل والتفاعل مع مصادر التعلم المتاحة من خلال وسيط التعلم الإلكتروني والبحث عنها إن لزم الأمر.
• أن يتقن أولا مهارات التعامل مع تقنيات التعلم الإلكتروني المختلفة، كتشغيل الاسطوانات المدمجة على الكمبيوتر، أو استخدام مستعرضات صفحات الويب، أو البرامج الخاصة بالتفاعل من خلال الانترنت كبرامج المحادثة Chat وغيرها من برامج إرسال الملفات واستقبالها.
هل التعليم الإلكتروني يهدد التعليم التقليدي
هناك سؤال مهم يتبادر إلى أذهان الكثيرين من المهتمين بالعملية التعليمية والتربوية وخاصة متخدي القرار والتنفيذيين في المؤسسات التعليمية. والسؤال هو هل يشكل التعليم الإلكتروني خطرا على استمرار نظام التعليم التقليدي في المدارس والجامعات والمعاهد العليا في العالم العربي مستقبلاً؟ ويحمل هذا السؤال في طياته خوفاً على مستقبل التعليم التقليدي بأن يتم الاستغناء عنه ويستبدل بالتعليم الإلكتروني بشكل كامل.
إن الإجابة على السؤال المطروح يمكن اختصارها فيما يلي: "لا" بالنسبة للتعليم التقليدي في مرحلة التعليم العام (ابتدائي، متوسط، ثانوي) ولكن التعليم الإلكتروني سوف يستخدم كمساند للتعليم التقليدي، و"نعم إلى حد ما" بالنسبة للتعليم التقليدي للمرحلة ما بعد الثانوية للطلاب (وخاصة الشباب منهم) الذين يمكنهم الانتقال من أماكن إقامتهم للانضمام إلى الجامعة والعيش بالقرب منها، و"نعم بشكل كامل" بالنسبة لتعليم الكبار الذين يرغبون مواصلة دراستهم ما بعد الثانوية ولكن تمنعهم ظروفهم الوظيفية أو الأسرية من الانتقال إلى العيش بالقرب من الحرم الجامعي للدراسة، و "نعم إلى حد كبير" بالنسبة للموظفين الذين يرغبون الحصول على دورات تدريبية أو ورش عمل وسوف يكون التعليم الإلكتروني بديلاً مهما أمام المتعلمين في هذه الشريحة.
في الحقيقة لا يمكن للتعليم الإلكتروني أن يستبدل التعليم التقليدي في مرحلة التعليم العام لأن الطالب يعتبر في مرحلة اكتساب المبادئ الأساسية مثل القراءة والكتابة والرياضيات وغيرها من المبادئ التي يجب أن يتلقاها من أستاذه بشكل مباشر ودون وسيط. ولكن هذا لا يمنع أن تتم الاستعانة بالتعليم الإلكتروني وتقنياته المختلفة في هذه المرحلة ليكون مكملاً ومسانداً للتعليم التقليدي كوسيلة تعليمية إضافية (وليست أساسية) تسعى إلى تنمية التفكير، والمهارات، وإعطاء الطالب مزيداً من المسائل ليقوم بحلها. فعلى سبيل المثال يمكن الاستعانة بالحاسب الآلي (وهو أحد العناصر الأساسية في التعليم الإلكتروني) في تعلم القرءان الكريم وتطبيق أحكام التجويد من خلاله استماعه إلى أحد كبار القراء سواء في المدرسة أو المنزل عن طريق قرص مدمج (CD)، حيث يستطيع أن يستمع للآية أكثر من مرة، أو أن يختار قارئاً آخراً، وغير ذلك من الخصائص الكثيرة المتاحة. كذلك يمكن استخدام نماذج حاسوبية تحاكي ظواهر طبيعية (مثل البراكين، سقوط الأمطار) أو حيوية (مثل حركة الدم في جسم الإنسان، وظائف أعضاء الجسم) أثناء شرح المعلم حتى يزداد فهم الطالب لتلك الظواهر. ولا يقتصر الأمر على استخدام الحاسب الآلي كوحدة مستقلة في التعليم الإلكتروني بل يمكن استخدام شبكة الإنترنت، وهي عنصر أساسي آخر في التعليم الإلكتروني، حيث يمكن استخدامها في عملية البحث العلمي والتواصل مع الآخرين. فمثلا نستطيع تشجيع الطالب وخاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية على البحث في شبكة الإنترنت وأوعية المعلومات عن المعلومات أو الصور المتعلقة بمواضيع الدراسة حتى نعمق فهمه للمبادئ العلمية التي يدرسها. أيضا يمكن إتاحة الفرصة أمامه للتواصل مع معلميه أو زملائه الطلاب من خلال شبكة الإنترنت بعد نهاية الدوام المدرسي أو في عطلة نهاية الأسبوع، أو الاتصال بطلاب آخرين أو متخصصين في أحد المجالات العلمية، وبالتالي تتوسع دائرته المعرفية ولا تنحصر داخل أسوار المدرسة أو في المنهج الدراسي المقرر عليه. إذن فالتعليم الإلكتروني يمكن استخدامه لمساندة عملية التعليم التقليدي في المدارس وليس استبداله بشكل كامل.
أما بالنسبة لمرحلة التعليم ما بعد الجامعي الذي يقدم غالباً لفئة الطلاب الشباب الذين يدرسون بشكل منتظم في جامعات تقليدية، فإن كثيراً من الجامعات التقليدية بدأت في مزج التعليم الإلكتروني مع التعليم التقليدي (Blended Model)بحيث يستفاد من هذا المزيج في تقديم المعرفة العلمية للطلاب بطريقة مختلفة تجعل التعليم يتمحور حول الطالب نفسه بحيث تزداد مسؤوليته عن عملية التعلم والبحث والاتصال واكتساب المعرفة، وبحيث يصبح دور الأستاذ الجامعي يميل إلى كونه موجهاً ومرشدا (Facilitator) للعملية التعليمية. وأشارت مجموعة من الدراسات إلى أن هذا النموذج يقوي علاقة الطالب بأستاذه وبقية زملائه من خلال توسيع قنوات الاتصال والنقاش باستخدام التقنيات المختلفة في شبكة الإنترنت. ودعني أشير إلى أن هناك نوعان من تقنيات الاتصال المستخدمة في التعليم الإلكتروني: الأولى متزامنة (Synchronous) مثل تقنية المحادثة اللحظية (Chatting) التي تستخدم في الكتابة أو الصوت أو الصورة أو جميعها معاً. والتقنية الثانية من تقنيات الاتصال تسمى غير متزامنة (Asynchronous) مثل منتديات الحوار، أو البريد الإلكتروني، أو الفيديو المسجل التي لا تتطلب تواصل لحظي بين المشاركين في العملية التعليمية. كما يمكن استخدام تقنيات المحاكاة (Simulation) والوسائط المتعددة (Multimedia) في التعليم الإلكتروني وخاصة في المعامل والمختبرات بطريقة فاعلة ومجدية من الناحيتين التعليمية والاقتصادية (Cost Effectiveness). وقد تم تجربة هذا المزيج في جامعات غربية وشرقية وفي مختلف التخصصات سواء كانت تخصصات إنسانية كالتربية، والإدارة، أو تخصصات تطبيقية كالطب، و الهندسة، وكانت النتائج مشجعة للاستمرار في هذا النوع من التعليم. لذلك أرى أن على الجامعات الراغبة في التطوير الاتجاه إلى مزج التعليم الإلكتروني مع التقليدي وأن توظف التقنية في العملية التعليمية.
والفئة الأخرى من طلاب التعليم ما بعد الثانوي هم ما يمكن أن نطلق عليه اسم المتعلمون الكبار (Adult Learners) الذين لديهم رغبة كبيرة في التعلم ولكنهم لا يستطيعون الانتقال من أماكن إقامتهم بسبب ظروف عملهم أو ارتباطاتهم الأسرية. وأرى أن التعليم الإلكتروني بشكل كامل هو التعليم الأنسب لهذه الفئة بدلاً من التعليم التقليدي الموجه لهم والذي يعرف بالتعليم عن بعد، وأبرز أشكاله هو التعليم عن طريق الانتساب، والتعليم بالمراسلة. ويعالج التعليم الإلكتروني عن طريق شبكة الإنترنت كافة المشاكل التقليدية للتعليم عن بعد ومن أبرزها ضعف أو انعدام التواصل والتفاعل مع الأستاذ وبقية الزملاء الذين يدرسون نفس المواد وفي نفس التخصص. إضافة إلى إمكانية استخدام كل ما ذكرناه سابقاً من خصائص التعليم الإلكتروني مثل استخدام الوسائط المتعددة، والمحاكاة، وإمكانية البحث في شبكة الإنترنت والوصول إلى أوعية المعلومات المتنوعة. والأهم من ذلك كله هو المرونة الكبيرة في التعليم الإلكتروني الذي يتيح للطالب التعلم في أي وقت ومن أي مكان.
أما النوع الأخير من التعليم فهو التعليم الخاص بالموظفين والمهنيين كالأطباء، والمهندسين، والمعلمين، الذي يسعون إلى تطوير مهاراتهم ومعارفهم من خلال الحصول على دورات، وورش عمل، ومقررات تعليم مستمر (Continuing Education Courses). وسوف يكون التعليم الإلكتروني أحد البدائل المهمة لهذه الفئة من المتعلمين لأننا لو فرنا لهم فرصة التعلم بطريقة إلكترونية في أماكن إقامتهم، وبالقرب من عائلاتهم، وبجودة تعليمية عالية، ووفرنا عليهم مصاريف السفر والتنقل، وقللنا الخسارة التي يتكبدها عملهم أثناء بعدهم عنه لتلقي التعليم. لذلك فإن الكثيرين سوف يفضلون التعلم بطريقة إلكترونية بدلاً من التعلم بطريقة تقليدية.
ويمكن لمعلم اللغة مستقبلا تفعيل استخدام الانترنت في تنمية العديد من مهارات التعبير من خلال استخدام غرف المحادثة الهادفة، وعقد المسابقات واللقاءات الحية بين الطلاب، بالإضافة إلى مناقشتهم للعديد من الموضوعات عبر هذه الشبكة. ولكي تقوم برامج الحاسوب بدورها الفعال في تنمية مهارات التعبير، ينبغي الاهتمام بما يلي:
• توضيح الهدف المراد تحقيقه من البرامج.
• تزويد التلاميذ بالمفاهيم، التي يلزم التركيز عليها وتحصيلها أثناء التعلم.
• تحديد المدة الزمنية المتاحة للتعلم عن طريق الحاسوب.
• شرح الخطوات التي على التلميذ إتباعها، لإنجاز البرامج وتحديد المواد و الوسائل.
• تعريف التلاميذ بكيفية تقويم تحصيلهم لأنواع التعلم المطلوبة.
• تحديد الأنشطة التي سيقوم بها التلميذ بعد انتهائه من تعلم البرنامج.
ساحة النقاش