الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required

استخدام الحاسوب كأداة تعليمية: 

يعد الحاسوب أداة فعالة بين يدي المدرس الواعي الطموح، يستطيع أن يستثمره في تقديم المادة العملية التي تكون صعبة الفهم والإدراك، فيستطيع المدرس مثلاً أن يستغل إمكانات الحاسوب في الرسم والتكوين وتخزين واسترجاع البيانات في توضيح المفاهيم الصعبة مثل: 

- رسم الدوال الرياضية. 

- محاكاة العمليات التي يقوم بها القلب والدورة الدموية. 

- محاكاة التفاعلات الكيميائية. 

- محاكاة الظواهر الطبيعية. 

- إظهار الخرائط والتدريب على أساليب رسمها. 

ويعد الحاسوب وسيلة متطورة لنقل وتوزيع العديد من المواد التعليمية عن طريق استخدام شبكات الاتصال الحديثة.  إلى جانب ذلك، يملك الحاسوب الكثير من المزايا والخصائص والتي تجعل منه أداة تعليمية فريدة ذات فاعلية كبيرة، نورد منها ما يلي: 

- المستخدم للحاسوب يتمتع بخاصية التفاعل الإيجابي بين ((الحاسوب والإنسان)) وهو بعلاقته هذه يختلف عن علاقته بالإذاعة المرئية التي يكون موقفه فيها موقفا سلبياً. 

- يقدم الحاسوب العناية الفردية لكل مستخدميه من خلال التفاعل المتبادل، وهذا يحقق ركناً أساسياً من أركان التربية لا يستطيع الكثير من المعلمين تطبيقه في مفهومهم مع تزايد عدد الطلاب فيها. 

- متعة المغامرة والتجديد دون خوف أو رهبة مكفولة لمستخدمي الحاسوب، فالمستخدم يتعامل مع آلة لا يُخشى توبيخها بسبب خطأ اُرتكب، ومن ثم فالمسيطر الأول على كل المواقف هو المستخدم، ويساعد نفسه بنفسه. 

- الآلة بتكوينها صبورة لا تحس بالتعب.  لذا فمجال التدرب والتدريب مفتوح أمام كل من المدرس والطالب، ومن ثم يخف الضغط النفسي المصاحب لمواجهة المشكلات بالنسبة للطالب، وتتاح للمدرس فرصة أكبر لبذل المزيد من العناية الفردية لمن يحتاجها من طلابه. 

- التعلم من خلال المشاهدة والاستكشاف من الأمور التي تدعمها فلسفة التعليم في عصرنا الحديث، والحاسوب يحقق هذا الاتجاه التربوي، فالفضول والرغبة في الاستكشاف يحفزان القدرة على التعلم المتجدد. 

- يلعب الحاسوب دوراً هاماً في مراعاة الفروق الفردية من حيث القدرات الاستيعابية للدارسين، فكل طالب يسير في دراسته مع الحاسوب بالسرعة التي تناسب إمكاناته الذهنية والتحصيلية، فزمام القيادة في عملية التعليم يستلمها الطالب، مما يساعد على دعم الثقة بالنفس وفتح المجال أمام التحصيل والنمو. 

ويلحظ المتتبع لحركة التقدم السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات من ناحية، ومجال تكنولوجيا التعليم من ناحية أخرى أن تزاوجاً قد حدث بين المجالين، وقد أدى حدوث هذا التزاوج إلى ظهور آفاقً جديدة رحبة للتعليم تمثلت في وجود العديد من المستحدثات التكنولوجية ذات العلاقة المباشرة بالعملية التعليمية، ومن هذه المستحدثات التعلم الإلكتروني E-Learning، وهو يتطلب بالضرورة وجود معلمين مؤهلين ومدربين على التعامل معه والتوظيف الجيد له في مجال التعليم، كما أنه يتطلب منهم القيام  بأدوار ووظائف جديدة تتناسب مع متطلباته. 

لقد تطورت الدراسات في العقدين الأخيرين لتهتم بدراسة دور الكمبيوتر في توفير العوامل التي تساعد في تنمية الابتكار، وذلك عـن طريق تصميم البرنامج بطريقة تجعل تدخل المعلم في الموقف التعلـيمي بالقـدر الذي يتيح الفرصة للتلميذ للعمل بمفرده، فهو يجلس أمام الكمبيوتر وله مطلق الحريـة في اختيار درسه ويعتمد على نفسه في الانتقال بين أجزاء الدرس بعد فهمـه لكل جزء من أجزائه. 

وكان من أبرز الأسباب التي جعلت الالتقاء بين الحاسوب وتعليم اللغة حتميا، عدة عوامل هي: 

- يتعلم التلاميذ اللغة بصورة أفضل وأسرع، إذا استخدم الحاسوب ووظف لهذا الغرض بشكل جيد.  

- وجد أن الحاسوب وذلك عن طريق برنامج العروض يقلل من الوقت عما لو كان التلاميذ يتعلمون بالطرق التقليدية.  

- الحاسوب عندما يستخدم في برنامج العروض يختصر كثيرا من وقت المعلم والمتعلم.  

- حصة اللغة تكون أكثر إمتاعا وتشويقا باستخدام الحاسوب.  

- انتشار الحاسوب الشخصي والمنزلي وشغف الأطفال بالألعاب الإلكترونية؛  مما يسر تعامل الطفل العادي مع الحاسوب. 

- أن الحاسب يوفر مرحا وابتهاجا للمتعلم حيث يشعره بمتعة أفضل مما كانت عليه عملية التعليم سابقا. 

- أن الحاسوب يساعد التلاميذ الضعاف في الفصل لأن التلميذ إذا ما أخطأ يقول له الحاسوب " عليك أن تحاول مرة أخرى في الحل " ويعطيه أكثر من فرصة وأخيرا يذكر له الإجابة التي لم يتوصل إليها دون تأنيب أو توبيخ ومن ثم لا يشعر التلميذ بالخجل أو الخوف من الخطأ.  

ومع أهمية الدور الذي يمكن أن تسهم به التكنولوجيا بأنواعها المتعددة والمتوفرة في كثير من المدارس، إلا أنها ما زالت حبيسة غرفة المصادر عرضة للتلف دون استعمال، وبنظرة مدققة لتحضير كثير من معلمين ومعلمات اللغة العربية يتأكد أن نسبة كبيرة منهم تقوم بتدوين مصطلح الوسائل التعليمية وتكتفي بالشرح النظري فقط، وقد يرجع ذلك إلى أن كثيرا منهم يفتقروا إلى مهارة التعامل مع تلك الأجهزة التكنولوجية الحديثة في التعليم بشكل جيد، وبعضهم غير مهيأ لاستخدام مثل هذه الأجهزة (جمال العيسوي، 2003: 32)

ب‌- التعلم الالكتروني: 

يجمع العلماء المختصين على أن ثورة المعلومات المتمثلة في الإنترنت تعد أهم إنجازات التقنية حيث استطاع الإنسان أن يلغي المسافات ويختصر الزمن ويجعل من العالم أشبه بشاشة إلكترونية صغيرة في عصر الامتزاج بين تكنولوجيا الإعلام والمعلومات والثقافة والتكنولوجيا وأصبح الاتصال إلكترونيا وتبادل الأخبار والمعلومات بين شبكات الحواسيب حقائق ملموسة مما أتاح سرعة الوصول إلى مراكز العلم والمعرفة والمكتبات والإطلاع على الجديد لحظة بلحظة. 

هل هو تعليم أم تعلم؟ هو تعلّم لأن الطالب يمثل محور العملية التعليمية و عليه دور كبير في إيجاد المعلومة و فهمها و مناقشتها.  و لكنه أيضا تعليم فلا يمكننا إهمال دور المعلم في توجيه الطلاب و قيادة و إثراء المناقشات و التحاور مع الطلاب عن طريق البريد الإلكتروني و ساحات المناقشة و ساحات الحوار. 

و يمكن أن نضيف أن دور المعلم في هذا النمط من التعليم يفوق دوره في التعليم التقليدي من حيث الجهد و الوقت المبذول في توجيه الطلاب في كل الأنشطة المرتبطة بالعملية التعليمية.  ففي هذا النمط من التعليم يجب على المعلم مراجعة البريد الإلكتروني و ساحات المناقشة أكثر من مرة يوميا لأنه لا ينبغي للطالب أن ينتظر كثيرا بعد طرحه لأي سؤال أو فكرة (قبل أن يتلقى تعقيبا من المعلم) و إلا سيفقد الدافع للاستمرار. 

ومن أنواع التعليم الإلكتروني التدريب بالحاسب (غير المعتمد على الإنترنت)، والتدريب المعتمد على الإنترانت أو الاكسترانت أو الإنترنت، والتعليم المعتمد على الحاسب، والتعليم المعتمد على التقنية، ويتم فيه التدريب بوسائط غير الفصل التقليدي مثل الحاسب والتلفاز والأشرطة السمعية وأشرطة الفيديو والمواد المطبوعة. 

والتعليم الإلكتروني نوعان: متزامن وغير متزامن.  ففي التعليم المتزامن يقوم جميع الطلاب المسجلين في المقرر بالدخول إلى موقع المقرر في الوقت نفسه.  حيث يقومون بالدردشة أو المناقشة في الوقت نفسه.  أما في التعليم غير المتزامن فيدخل الطلاب موقع المقرر في أي وقت يشاءون، كل حسب حاجته والوقت المناسب له. 

1-التعلم الالكتروني المخلوط: 

إن مصطلح التعلم الخليط هو احد اهم المصطلحات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات في التربية، ويقصد بالتعلم الخليط مزج او خلط ادوار المعلم التقليدية في الفصول الدراسية التقليدية مع الفصول الافتراضية والمعلم الالكتروني أي انه تعلم يجمع بين التعلم التقليدي والتعلم الالكتروني. 

ويقصد به إعطاء جزء من التعليم وجها لوجه، أما الجزء الباقي فيعطى إلكترونيا وقد ظهر هذا النوع من التعليم كرد فعل لبعض الانتقادات التي وجهت للتعليم الالكتروني ومنها غياب الجوانب الإنسانية والاجتماعية وضعف بعض المهارات لدى خريجه. ولذلك  فالتعليم المخلوط فكرة حديثة تحاول أن تتلافى عيوب التعليم الالكتروني(إبراهيم المحيسن 2007: 123). 

  لقد بدأت فكرة التعلم الخليط بسبب اغتراب المفكرين التربويين عن القاعدة الأساسية في التعليم وهي ان التعلم الصفي المدرسي التقليدي هو الخلية الأولى في جسم المعرفة لدى الفرد المتعلم وتحمل تلك الخلية الصفات الو راثية  او المورثات (الجينات ) التي يحملها المتعلم في كل مراحل التعليم، وأي ابتعاد او اغتراب او إلغاء لتلك القاعدة سيجلب  على المتعلم و المجتمع بأكمله الكوارث والنكبات، وفي ضوء ذلك ودون تجاهل للتكنولوجيات المتطورة فانه لم يعد مقبولا الآن التضحية بالمسلمات التقليدية في التعليم والتعلم وكذلك من العبث تجاهل التطور التكنولوجي في هذا المجال. ان أنتاج برامج أكاديمية متخصصة ومتطورة تقدم لغة برمجة جديدة داخل حجرات الدرس التقليدية تساعد في معالجة المشاكل التعليمية الناشئة عن التعلم الالكتروني وحده والتي أثرت بالسلب على انضمام الطلاب وانتظامهم وعزوفهم عن الالتحاق بالجامعات التقليدية، ان هذه البرامج يجب ان تجمع بين التعلم الالكتروني والتعلم التقليدي (تعلم خليط)كذلك يجب ان تجمع تلك البرامج بين الجانب النظري والجانب العملي من خلال محاضرات تقليدية ودروس معملية تقليدية وبين دروس الكترونية في فصول افتراضية. 

استراتيجيات التعلم الخليط: 

  من ابسط استراتيجيات التعلم الخليط هي تصميم المساق الدراسي بالطريقة التقليدية(توصيف مقرر، تدريس تقليدي: مدرس عادي، فصل عادي، تقويم تقليدي)ثم إحاطة المساق بعناصر التعلم الالكتروني كحواشي للمساق تزيد فاعليته وتثري محتواه العلمي وتعمق فهم المتعلمين وتربط المقرر بمواقع على الشبكة وتطبيقات للمعلومات في المساقMarsh,J. 2005)  ). 

عوامل نجاح التعلم المخلوط: 

 التواصل والإرشاد: من أهم عوامل نجاح التعلم الخليط التواصل بين المتعلم والمعلم وذلك لان المتعلم في هذا النمط الجديد لا يعرف متى يحتاج المساعدة او نوع الأجهزة والمعدات والأدوات والبرمجيات او متى يمكن أن يختبر مهاراته لذا فان التعلم الخليط الجيد لابد أن يتضمن إرشادات وتعليمات كافية لعينات من السلوك و الأعمال والتوقعات، كذا طرق التشخيص وبعض المهام التي يوصي بها للمتعلم وادوار كل منهم بطريقة واضحة ومحددة ومكتوبة,

العمل الفريقي: عندما نشترك في تعلم خليط لابد أن يقتنع كل فرد (طالب، معلم)بأن العمل في هذا النوع من التعلم يحتاج إلى تفاعل كافة المشاركين ولابد من العمل في شكل فريق محدد لكل فرد فيه الدور أو الأدوار التي يجب أن يقوم بها. 

تشجيع العمل المبهر الخلاق: لابد في التعلم الخليط ان يشجع الطلاب على التعلم الذاتي والتعلم وسط المجموعات لان الوسائط التكنولوجية المتاحة في التعلم الخليط تسمح بذلك (فالفرد يمكن ان يدرس بنفسه من خلال قراءة مطبوعة أو قراءتها من على الخط  بينما في ذات الوقت يشارك مع زملائه في بلد آخر من خلال الشبكة او من خلال مؤتمرات الفيديو في مشاهدة فيديو عن المعلومة )ان تعدد الوسائط والتفاعلات الصفية تشجع الإبداع وتجود العمل 

الاختيارات المرنة: التعلم الخليط يمكن الطلاب من الحصول على المعلومات والإجابة عن التساؤلات بغض النظر عن المكان والزمان آو التعلم السابق لدى المتعلم وعلى ذلك لابد من أن يتضمن العلم الخليط  اختيارات كثيرة ومرنه في ذات الوقت تمكن كافة المستفيدين من أن يجدوا ضالتهم 

إشراك الطلاب في اختيار الخليط المناسب: يجب أن يساعد المعلم طلابه في اختيار الخليط المناسب (التعلم على الخط، العمل الفردي، الاستماع لمعلم تقليدي، القراءة من مطبوعة، البريد الالكتروني)كما يقو المعلم بدور المحفز للمتعلمين حيث يساعد في توظيف اختيارات الطلاب بحيث يتأكد من أن الطالب المناسب اختار الوسيط المناسب له للوصول إلى أقصى كفاءة 

 اتصل ثم اتصل ثم اتصل: لابد أن يكون هناك وضوح بين الاختيارات المتاحة عبر الخط للموضوع الواحد وان يكون هناك طريقة اتصال سريعة ومتاحة طول الوقت بين المتعلمين والمعلمين للإرشاد والتوجيه في كل الظروف ولابد من ان يشجع الاتصال الشبكي بين الطلاب بعضهم وبعض لتبادل الخبرات وحل المشكلات والمشاركة في البرمجيات

عشق التكرار: التكرار من أهم صفات التعلم الخليط واحد أهم عوامل نجاحه لأنه يسمح للمشاركين بتلقي الرسالة الواحدة من مصادر مختلفة في صور متعددة على مدى زمني بعيد فمثلا يمكن ان يقدم درس تقليدي، ويمكن تقديم نفس المادة العلمية بطريقة أخرى على الشبكة، ويمكن تقديم نموذج تطبيقي لنفس المعلومة مع قاعدة بيانات كاملة، ومن الممكن أن يقدم المشرفون عن البرنامج ندوة على الفيديو كونفرنس تتناول الجديد في هذا الموضوع، او يتم تقديم نقاش على الشبكة (Chat) في نفس الموضوع، بالإضافة إلى إرسال رسائل بالبريد الالكتروني لكل الدارسين حول تفاصيل الموضوع، كما يمكن ان يقدم اختبارا ذاتيا لنفس الموضوع كل تلك التكرارات تثري الموضوع وتعمق الفكر وتقابل كافة الاحتياجات والاستعدادات لدى المتعلمين. المهم ان كل تلك التكرارات تكون بتقنية علمية عالية المستوى

مميزات التعلم الخليط: 

من أهم مميزات التعلم الخليط: 

• خفض نفقات التعلم بشكل هائل بالمقارنة بالتعلم الالكتروني وحده

• عدم حرمان المتعلم من متعة التعامل مع معلميهم وزملائهم وجها لوجه

• تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بين المتعلمين فيما بينهم  وبين المعلمين أيضا 

• المرونة الكافية لمقابلة كافة الاحتياجات الفردية  وأنماط التعلم لدى المتعلمين باختلاف مستوياتهم وأعمارهم وأوقاتهم

• الاستفادة من التقدم التكنولوجي في التصميم والتنفيذ والاستخدام

• إثراء المعرفة الإنسانية ورفع جودة العملية التعليمية ومن ثم جودة المنتج التعليمي وكفاءة المعلمين

• التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات للاستفادة والإفادة من كل ما هو جديد في العلوم

• المدى  Scale ويقصد به التحاق أفراد وجماعات من مختلف دول العالم في نفس الوقت على مدى واسع ويمكن ان يلتقوا في مكان ما في وقت ما بكيفية ما 

• كثير من الموضوعات العلمية يصعب للغاية تدريسها الكترونيا بالكامل وبصفة خاصة مثل المهارات العالية واستخدام التعلم الخليط يمثل احد الحلول المقترحة لحل مثل تلك المشكلات. 

كما تضيف بعض الأدبيات مصطلح المتعلم الكترونيا: وهو ما يعرف بالوكيل الالكتروني الذي يحل محل الطالب في الجلسات التعليمية عند عدم تمكنه من حضورها، بالإضافة إلى مصطلح المعلم الكترونيا: وهو المعلم الذي يتفاعل مع المتعلم إلكترونيا، ويتولى أعباء الإشراف التعليمي على حسن سير التعليم، وغالبا لا يرتبط  بوقت محدد للعمل وإنما يكون تعامله مع المؤسسة التعليمة بعدد المقررات التي يشرف عليها وعدد الطلاب المسجلين عنده(إبراهيم المحيسن، 2007: 124). 

2- التعلم من خلال الإنترنت: 

 تجاوز مفهوم عملية التعليم من خلال الإنترنت حدود جدران الفصول التقليدية، إلى بيئة متعددة المصادر، يكون لتقنيات التدريب التفاعلي، من خلال الإنترنت دور أساسي تعاد فيها صياغة كل المعلم والمتعلم.  ولعل التعليم الإلكتروني في الوقت الحالي خير وسيلة لتعويد المتعلم على التعلم والتدريب المستمر الذي يساعد المتعلم على تعليم نفسه مدى الحياة.  الأمر الذي يمكنه من تثقيف نفسه وإثراء نفسه بالمعلومات من حوله، كما أن من خصائصه مرونة في الوقت، وسهولة الاستعمال تتناسب والخصائص النفسية لدى المتعلمين، مما جعله من أفضل التقنيات التي تعمل على تحقيق أهداف التعليم و التدريب عن بعد بكفاءة عالية إذا أحسن استخدامه، وتمت التهيئة المناسبة له. 

ويذكر البعض أن هناك أربعة أسباب رئيسة تجعلنا نستخدم الإنترنت في التعليم وهي: 

• الإنترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء العالم.  

• الإنترنت يساعد على التعلم التعاوني الجماعي، نظراً لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت حيث يصعب على الطالب البحث في كل القوائم، لذا يمكن استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب، فيقوم كل طالب بالبحث في قائمة معينة ثم يجتمع الطلاب لمناقشة ما تم التوصل إليه. 

• الإنترنت يساعد على الاتصال بالعالم بأسرع وقت وبأقل تكلفة. 

• الإنترنت يساعد على إيجاد أكثر من طريقة في التدريس حيث إنه بمثابة مكتبة كبيرة تتوافر فيها جميع الكتب، سواءً كانت سهلة أو صعبة.  كما أنه يوجد في بعض البرامج التعليمية باختلاف المستويات. 

وهنا تجدر الإشارة إلى أن التأثير المستقبلي للإنترنت في التعليم سوف يتضمن بُعداً إيجابياً، ينعكس مباشرةً في مجالات تعليم المرأة المسلمة والذي يجنبها عناء التنقل داخل وخارج مجتمعها، وفي نفس الوقت سيوفر لها تنوعاً أوسع في مجالات العلوم المختلفة(عبد الله الموسى  2004: 144). 

مفهوم التعليم الإلكتروني: 

بدأ التعليم عن بعد في القرن التاسع عشر فيما عرف بالتعليم بالمراسلة، حيث كان الهدف منه ربحيا إذ تقوم المؤسسات التعليمية بتصميم المحتويات التعليمية اللازمة للأساليب غير التقليدية للتعلم تلبية لرغبة التعلم لدى فئات من المجتمع لا تتمكن من الانتظام في الفصول الدراسية التي يتطلبها التعليم التقليدي.ففي ذلك الوقت كان المحتوى التعليمي يرسل عن طريق البريد ويتألف من (المواد المطبوعة عموما، ودليل الدراسة، والمقالات المكتوبة والمهام والوظائف الأخرى.

وقد انتشر التعليم بالمراسلة عام 1873م بمساعدة من الكنائس المسيحية من أجل نشر التعليم بين الأمريكيين، وفي عام 1883 م قامت كلية Chautauqua College of Liberal Art في نيويورك بإعداد درجات علمية عن طريق التعليم بالمراسلة.

وفي عام 1892م تأسست في جامعة شيكاغو أول إدارة مستقلة للتعليم بالمراسلة وبذلك صارت الجامعة الأولى على مستوى العالم التي تعتمد التعليم عن بعد.. ولقد أتاح التعليم عن بعد الفرص للطلاب الكبار كما أنه أعطى للطلاب الإحساس بالمسؤولية تجاه تعلمهم. فقد كان الطلاب يرسلون واجباتهم والوظائف بالبريد ثم يصححها المعلمون ويعيدون إرسالها بالدرجات إلى الطلاب وكان التحكم بنظام الفحص يتم عن بعد.. بعض المربين لم يقبل أسلوب وطريقة التعلم عن بعد واعتبروا الدراسة بالمرسلة أدنى طرق التدريس وكذلك كان ينظر للشهادات الممنوحة بهذه الطريقة على أنها ذات قيمة متدنية.. في السبعينات بدأت الجامعة المفتوحة في استخدام التقنية مثل التلفاز والراديو وأشرطة الفيديو في هيكلة التعلم عن بعد، وفي العقدين الأخيرين تأسست أربع جامعات في أوروبا وأكثر من عشرين حول العالم تطبق تقنية التعليم عن بعد..وتعتبر جامعة (NYSES) أول جامعة أمريكية مفتوحة تأسست تلبية لرغبات المتعلمين في جعل التعليم العالي متاحا لهم عبر الطرق غير التقليدية.

وفي عام 1999 كانت التربويات التلفازية حيث يتم تقديم الدورات عن طريق التلفاز فيما عرف ب"tele courses" من أنجح الوسائل التي استخدمتها الجامعات البريطانية المفتوحة وخاصة تلك التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم The United States Open University. ولقد حقق التعليم عن بعد فعالية أكثر باعتماد أشرطة الفيديو كعامل مساعد مع الكتب المدرية ودليل الدراسة. المتعلمون يؤدون أعمالهم، ووظائفهم وإجراء اختبارات التغذية الراجعة ثم في ختام الفصل الدراسي يحضرون إلى الحرم الجامعي لأداء الاختبارات النهائية. وفي عام 1956 بشيكاغو عمدت كليات المجتمع إلى تقديم خدمة التلفزيون في التدريس عن طريق التنسيق بين عدد من قنوات الكابل وعبر القنوات التعليمية احتراما لقانون لجنة الاتصالات الاتحادية. وفي أواخر عام 1980 حقق التعليم عن بعد تقدما حيث وظف التكنولوجيا المضغوطة لأفلام الفيديو التعليمية. فصار يتكون من ألياف ضوئية باتجاهين الفيديو والصوت، وبذلك استطاعت التكنولوجيا الجديدة أن تختصر المسافات الكبيرة بين المتعلمين والمعلمين وأصبح الطرفان يسمع بعضهما البعض. ومع تقدم التكنولوجيا والاتصالات الإلكترونية، تحول التعليم عن بعد إلى تعليم باستخدام الحاسوب والإنترنت والوسائط المتعددة لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية، وهذا كله شكله الثورة في مجال تكنولوجيا المعلمومات.

وقد شهد التعليم عن بعد تجارب متعددة بدءا من عام 1887، قد تتداخل مع بعضها البعض حتى لا يرى لحد فاصل بينها. يمكن عرضها حسب ما ذكره (الدباسي، 1423هـ)، و(سالم وسرايا، 1424هـ) وهي كالتالي :

- تجربة مراكز التعلم الليلية:تجربة التعلم من خلال المراسلة البريدية : حيث يتم إرسال المواد التعليمية من قبل جهة تعليمية معينة أو من المعلم إلى المتعلم دون حدوث تفاعل بينهما.

- تجربة التعلم عبر المذياع أو الوسائل المسموعة:تجربة التعلم عبر التلفاز أو الفيديو كوسائط تعليمية أكثر تطورا وحداثة من المذياع، حيث يتمتعان بتوفر عناصر الصوت والصورة والحركة في نقل المعلومات.

- تجربة "التعلم عن بعد" عبر المذياع و/أو التلفزيون التفاعليين، وهي تقنية تقوم على مبدأ التفاعل بين المعلم والمتعلم بالصوت والصورة

- تجربة التكنولوجيا الرقمية من خلال الحواسيب والشبكة العالمية للمعلومات والتي أصبحت في الوقت الحالي أبرز التقنيات التي يرتكز عليها نظام " التعليم عن بعد ".

ويمكن تعريف التعليم الإلكتروني بأنه "طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب و شبكاته، و وسائطه المتعددة من صوت و صورة ورسومات و آليات بحث و مكتبات إلكترونية و كذلك بوابات الإنترنت سواءً أكانت عن بعد أم في الفصل الدراسي هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت و أقل جهد و أكبر فائدة". 

والتعليم الإلكتروني هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته و وسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة. 

والدراسة عن بعد هي جزء مشتق من الدراسة الإلكترونية وفي كلتا الحالتين فإن المتعلم يتلقى المعلومات من مكان بعيد عن المعلم ( مصدر المعلومات )،  وعندما نتحدث عن الدراسة الإلكترونية فليس بالضرورة أن نتحدث عن التعليم الفوري المتزامن   ( online learning )، بل قد يكون التعليم الإلكتروني غير متزامن. فالتعليم الافتراضي: هو أن نتعلم المفيد من مواقع بعيدة لا يحدها مكان ولا زمان بواسطة الإنترنت والتقنيات. 

التعليم الإلكتروني المباشر: تعني عبارة التعليم الإلكتروني المباشر، أسلوب وتقنيات التعليم المعتمدة على الإنترنت لتوصيل وتبادل الدروس ومواضيع الأبحاث بين المتعلم والمدرس، والتعليم الإلكتروني مفهوم تدخل فيه الكثير من التقنيات والأساليب، فقد شهد عقد الثمانينيات اعتماد الأقراص المدمجة CD للتعليم لكن عيبها كان واضحاً وهو افتقارها لميزة التفاعل بين المادة والمدرس والمتعلم أو المتلقي، ثم جاء انتشار الإنترنت مبرراً لاعتماد التعليم الإلكتروني المباشر على الإنترنت، وذلك لمحاكاة فعالية أساليب التعليم الواقعية، وتأتي اللمسات والنواحي الإنسانية عبر التفاعل المباشر بين أطراف العملية التربوية والتعليمية ويجب أن نفرق تماماً بين تقنيات التعليم ومجرد الاتصال بالبريد الإلكتروني مثلا، وسنتناول التدريب في الشركات والتعليم في المدارس والجامعات لنتبين فعالية هذا الأسلوب الجديد الذي حملته الإنترنت.  لنا. 

التعليم الإلكتروني المعتمد على الحاسب: لا زال التعليم الإلكتروني المعتمد على الكمبيوتر CBT Computer-Based Training أسلوباً مرادفا للتعليم الأساسي التقليدي ويمكن اعتماده بصورة مكملة لأساليب التعليم المعهودة وبصورة عامة يمكننا تبني تقنيات وأساليب عديدة ضمن خطة تعليم وتدريب شاملة تعتمد على مجموعة من الأساليب والتقنيات، فمثلاً إذا كان من الصعب بث الفيديو التعليمي عبر الإنترنت فلا مانع من تقديمه على أقراص مدمجة أو أشرطة فيديو VHS طالما أن ذلك يساهم في رفع جودة ومستوى التدريب والتعليم ويمنع اختناقات سعة الموجة على الشبكة ويتطلب التعليم الإلكتروني ناحية أساسية تبرر اعتماده والاستثمار فيه وهي الرؤية النافذة للالتزام به على المدى البعيد وذلك لتجنب عقبات ومصاعب في تقنية المعلومات ومقاومة ونفور المتعلمين منه، ويحضرني هنا قول أحد أساتذتي وهو أحد من المخضرمين في التعليم والتوجيه التربوي حيث قال لي مؤخراً أنه كان ينفر من الكمبيوتر والحديث عنه من كثرة ما سمعه من مبالغات حوله على أنه العقل الإلكتروني الذكي الذي سيتحكم بالعالم لكنه أدرك أن الكمبيوتر لا يعدو كونه جهاز غبي ومجرد آلة يتوقف ذكائها المحدود على المستخدم وبراعته في إنشاء برامج ذكية وفعالة تجعل من المستخدم يستفيد منها بدلاً من أن تستفيد هي وتستهلك وقته وجهده بلا طائل ويكمن في قوله هذا محور نجاح التعليم الإلكتروني الذي يتوقف على تطوير وانتقاء نظام التعليم الإلكتروني المناسب من حيث تلبية متطلبات التعليم كالتحديث المتواصل لمواكبة التطورات ومراعاة المعايير والضوابط في نظام التعليم المختار ليكفل مستوى وتطوير المتعلم ويحقق الغايات التعليمية والتربوية إذ أن تقنية المعلومات ليست هدفاً أو غاية بحد ذاتها بل هي وسيلة لتوصيل المعرفة وتحقيق الأغراض المعروفة من التعليم والتربية ومنها جعل المتعلم مستعداً لمواجهة متطلبات الحياة العملية بكل أوجهها والتي أصبحت تعتمد بشكل أو بآخر على تقنية المعلومات وطبيعتها المتغيرة بسرعة. 

أهداف التعليم الإلكتروني: 

• سد النقص في أعضاء هيئة التدريس والمدربين المؤهلين في بعض المجالات، 

• يعمل على تلاشي ضعف الإمكانات.  

• جعل التدريب أكثر مرونة وتحريره من القيود المعقدة حيث تتم الدراسة دون وجود عوائق زمانية ومكانية كالاضطرار للسفر لمراكز الجامعات و معاهد التدريب.  

• الإسهام في رفع المستوي الثقافي والعلمي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع.  

• العمل على التدريب والتعليم المستمر.  

• العمل على توفير مصادر تعليمية متنوعة ومتعددة مما يساعد على تحفيض الفروق الفردية بين الطلاب، 

• إتاحة الفرصة لأكبر عدد من فئات المجتمع للحصول على التعليم وتقليل تكلفة التعليم على المدى الطويل.  

• الاستغلال الأمثـل للموارد البشرية والمادية ( حل مشكلة التخصصات النادرة).  

• تمكين الطالب من تلقي المادة العلمية بالأسلوب الذي يتناسب مع قدراته من خلال الطريقة المرئية أو المسموعة أو المقروءة. 

• نشر ثقافة التعلم الذاتي في المجتمع و التي تمكن من تحسين و تنمية قدرات المتعلمين بأقل تكلفة  وبأدنى مجهود.  

• إتاحة الفرصة للمتعلمين للتفاعل الفوري إلكترونيا فيما بينهم من جهة و بينهم وبين المعلم من جهة أخرى من خلال وسائل البريد الإلكتروني و مجالس النقاش و غرف الحوار و نحوها. 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1234 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,650,581