الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required

استراتيجية التعلم الذاتي وتفريد التعليم

 يعد التعلم الذاتي واحدا من أساليب العمل داخل حجرة الدراسة، والذي يعتمد على العمل الفردي دون مشاركة الآخرين من أجل تحقيق أهداف.  فلا توجد أهداف مشتركة مفروضة بين الطلاب، وتصبح أهداف كل فرد مستقلة ولا يعتمد إحراز هذه الأهداف على الآخرين، وبالتالي، فإن تحرك الفرد نحو تحقيق أهدافه لا يعوق في نفس الوقت تحرك زملائه نحو تحقيق أهدافهم، أي أن الفرد يسعى إلى تحقيق نتائج مفيدة له شخصيا دون أن يؤثر سلبا أو إيجابا على زملائه (هيومفيرس و جونسون، 1982 م,ص351)، (أريندس، 1997 : 110). 

وقد لجأت المؤسسات التعليمية في جميع دول العالم إلى الاستفادة من تكنولوجيا التعليم  فصممت البرامج التي تركز على خصائص المتعلمين وقدراتهم واعتبارهم محور العملية التعليمية، وتفريد التعليم يعنى إتاحة الفرصة أمام الطلاب لدراسة المادة التعليمية حسب سرعه تعلم كل منهم وتحت إشراف المعلم أي انه موجه نحو الفرد، ويركز على التعلم الذاتي.  

وعلى كل مؤسسة تعليمية أن تستفيد من بعض أنماطه لتدعيم مبدأ التعلم الذاتي في عصر نحن أحوج ما نكون منه إلى مثل هذا النوع من التعلم، عصر ثورة المعلومات والازدياد المتسمر عملها، الآمر الذي يدفعنا دوماً إلى متابعه ما هو جديد ومعرفته وتوظيفه للاستفادة منه في إحداث التنمية المستدامة.  

ويتخذ التعليم المفرد أنماطاً وأشكالاً مختلفة نتيجة الاهتمام الكبير في طرائق التعليم منها: التعليم المبرمج، التعليم بمساعدة الحاسوب، الموديلات التعليمية، الحقائب التعليمية، الدورات الصغيرة.  وغير ذلك. 

ولعل المتفحص لهذه الأنماط يلاحظ أن جميعها تتخذ من المتعلم محوراً لها وتركز على نشاطه وتؤكد على فرديته في خصائصه، وعلى تعلمه وفق سرعته الخاصة. كما يلاحظ أنها تستفيد إلى التعلم الذاتي 

إن تحقيق الفرد لهدفه ليس له علاقة بنجاح أو فشل الآخرين في الوصول إلى أهدافهم، حيث يهدف كل فرد إلى الأفضل بالنسبة له، و يهمل ما يحققه الآخرون (علاء الشعراوي، 1995 : 176).  كما أن المكافأت للمشاركين في هذه المواقف لا تعتمد أو ترتبط بالآخرين وتكون مستقلة(جاريبالدي، 1979 : 789). 

ويعد المعلم داخل مواقف التعلم الذاتي مرشداً وميسرا للتعلم ومنشطا لمصادر التعلم، كذلك يحتاج الطالب في مثل هذا الموقف إلى مجموعة من الأدوات والمواد لإنجاز العمل بشكل فردي بعيداً عن الآخرين، فالطالب يعتمد على نفسه ويتعلم بسرعته الخاصة ويخصص له مكان بالصف بعيدا عن بقية الزملاء، لأن تفاعل الطالب مع زميله في هذا الأسلوب من التعلم يصبح عديم الفائدة، فالمهارة الأساسية التي يجب أن تتوافر لدى الطالب في مثل هذا الموقف هي القدرة على التعلم الذاتي، وأن يدرك الطالب أهمية الهدف الذي يسعى إليه (عبد العزيز عبد الحميد، 2002 :  2). 

إلا أنه وجد أن مستوى الأداء الأكاديمي يتحسن في حجرات الدراسة التي تؤكد على التعلم الذاتي ويضعف في الحجرات الدراسية التي تستخدم جماعات اجتماعية مرجعية للحكم على الأداء، ويعتبر توجيه الذات واستثمار انتباه المتعلم، والاستقلال وضبط الذات من أسس التوجه الفردي في التعلم التي تؤثر في ثقة المتعلمين في قدراتهم وتحملهم مسئولية نتائج تعلمهم (فوقيه عبد الفتاح، 2001 : 198). 

وسواء أكان التعلم يحدث في مجموعة، أم بشكل فردي، فإن المتعلم الفردي هو الذي يتعلم، ويؤكد ذلك ميريل وآخرون (1996( أن السياق الاجتماعي لبيئة التعلم يدعم ويساند الأفراد والأعضاء داخله، ومع ذلك فالتغير في البنية المعرفية واكتساب المعارف والمهارات هو حدث.  وأشارت الدراسات إلى أن لتحقيق أفضل النتائج يجب أن تأخذ مواقف التعلم داخل الفصل المدرسي الشكلين التعلم الفردي والتعاوني (عبد العزيز عبد الحميد، 2002 : 2). 

والتعلم الذاتي ضرورة تفرضها طبيعة الحياة المعاصرة التي لم تعد فيها المدرسة تفي بمتطلبات التعليم والتعلم، فقد أدى التزايد الكمي الهائل في المعرفة الإنسانية إلى أصبح المعلم لا يستطيع الإلمام بكافة هذه المعرفة وتوصيلها للطلاب، كما أصبحت المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها الطلاب طوال مدة الدراسة محدودة وعرضه للنسيان، نظرا لتطور وزيادة هذه المعلومات اتساعا وعمقا.  

والتعلم الذاتي من أهم أساليب التعلم التي تتيح توظيف مهارات التعلم بفاعلية عالية، مما يسهم في تطوير الإنسان سلوكياً ومعرفياً ووجدانياً، وتزويده بسلاح هام يمكنه من استيعاب معطيات العصر القادم، وهو نمط من أنماط التعلم الذي نعلِّم فيه التلميذ كيف يتعلم ما يريد هو نفسه أن يتعلمه. 

إن امتلاك وإتقان مهارات التعلم الذاتي تمكن الفرد من التعلم في كل الأوقات وطوال العمر خارج المدرسة وداخلها، وهو ما يعرف بالتربية المستمرة. 

وعلى ذلك فإن التعلم الذاتي ينقل التعلم من التمحور حول المعلم إلى التمحور حول المتعلم كونه شريك أصيل في عمليات التعلم بداية بوضع الأهداف وتحليل الحاجات والبحث عن المحتوى العلمي مروراً بالأنشطة والتدريبات النظرية والعملية وانتهاء بالتقييم والتقويم والتغذية الراجعة وتطبيقات التعلم في المجالات الحياتية والمجتمعية للمتعلم.  

أولا: تعريف التعلم الذاتي: 

هو النشاط التعلمي الذي يقوم به المتعلم مدفوعاً برغبته الذاتية بهدف تنمية استعداداته وإمكاناته وقدراته مستجيباً لميوله واهتماماته بما يحقق تنمية شخصيته وتكاملها، والتفاعل الناجح مع مجتمعه عن طريق الاعتماد على نفسه والثقة بقدراته في عملية التعليم والتعلم، وفيه نعلم المتعلم كيف يتعلم ومن أين يحصل على مصادر التعلم. 

ويعرف "جوخال" (1995: 2) التعلم الذاتي على أنه أسلوب تعلم؛ حيث يعمل الطلاب فرديا بطريقة تناسب مستوياتهم نحو تحقيق الهدف الأكاديمي.  كما يُعَرَّف على أنه القدرة على بناء المعارف من خلال التصور الفردي عن المصادر والمنبهات الخارجية، من خلال الإتقان الشخصي للمعارف الفردية والخبرة في ضوء التفاعل مع الآخرين والبيئة، فهناك مطالب ضرورية للتعلم الفردي وتتمثل في إدراك الحاجة، وتحقيق الهدف الذي يشبع هذه الحاجة، وتحديد الاستراتيجية للوصول لهذا الهدف (فورشيري، 2000 : 52). 

وكما يتضح من التعريف فإن المتعلم المعتمد على ذاته مسئول مسئولية كاملة عن تعلمه: فنراه يضع أهدافه، ويخطط برنامجه، ويكتشف ويحدد مصادره التي يتعلم منها. (وليم عبيد، 2009: 179). 

ثانيا: أهمية التعلم الذاتي: 

إن التعلم الذاتي كان وما زال يلقى اهتماماً كبيراً من علماء النفس والتربية، باعتباره أسلوب التعلم الأفضل، لأنه يحقق لكل متعلم تعلماً يتناسب مع قدراته وسرعته الذاتية في التعلم ويعتمد على دافعيته للتعلم ومن أهم ما يتميز به التعلم الذاتي ما يلي: 

• يأخذ المتعلم دوراً إيجابياً ونشطاً في التعلم. 

• يمكِّن التعلم الذاتي المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة. 

• إعداد الأبناء للمستقبل وتعويدهم تحمِّل مسئولية تعلمهم بأنفسهم. 

• تدريب التلاميذ على حل المشكلات، وإيجاد بيئة خصبة للإبداع. 

• ينقل التمحور التعليمي من المعلم للطالب.  

• التعلم يتم عن طريق خبرات ومشكلات حياتية تجعل الطالب على وعي واستعداد تام لمجابهة متطلبات سوق العمل بعد التخرج. 

• يسهم في مواجهة الفروق الفردية بين الطلاب لأنه يسمح لكل طالب أن يسير في عملية التعلم حسب قدراته وإمكاناته وبذلك يشعر بأنه يحقق النجاح الذي ينشده دون الحاجة إلى مقارنته بنتائج زملائه. 

• التعلم الذاتي يعد تكتيكاً يضمن استمرارية النماء الشامل المعرفي والمهني والثقافي.  

• إن العالم يشهد انفجاراً معرفياً متطوراً باستمرار لا تستوعبه نظم التعلم وطرائقها، مما يحتم وجود استراتيجية تمكِّن المتعلم من إتقان مهارات التعلم الذاتي ليستمر التعلم معه خارج المدرسة ومدى الحياة. 

ثالثا: أهداف التعلم الذاتي Aims and Objectives

• اكتساب المتعلم مهارات وعادات التعلم المستمر لمواصلة تعلمه الذاتي بنفسه. 

• يتحمل الفرد مسئولية تعليم نفسه بنفسه. 

• الإسهام في عملية التجديد الذاتي للمجتمع. 

• بناء مجتمع دائم التعلم. 

• تحقيق التربية المستمرة مدى الحياة. 

رابعا: مهارات التعلم الذاتي Skills: 

لابد من تزويد المتعلم بالمهارات الضرورية للتعلم الذاتي، أي تعليمه كيف يتعلم، ومن هذه المهارات: 

• مهارات المشاركة بالرأي. 

• مهارة التقويم الذاتي. 

• تقدير التعاون. 

• الاستفادة من التسهيلات المتوفرة في البيئة المحلية. 

• الاستعداد للتعلم. 

وعلى المعلم الاهتمام بتربية طلابه على التعلم الذاتي من خلال: 

• تشجيع المتعلمين على إثارة الأسئلة المفتوحة. 

• تشجيع التفكير الناقد وإصدار الأحكام. 

• تنمية مهارات القراءة والتدريب على التفكير فيما يقرأ واستخلاص المعاني ثم تنظيمها وترجمتها إلى مادة مكتوبة. 

• ربط التعلم بالحياة وجعل المواقف الحياتية هي السياق الذي يتم فيه التعلم. 

• إيجاد الجو المشجع على التوجيه الذاتي والاستقصاء، وتوفير المصادر والفرص لممارسة الاستقصاء الذاتي. 

• تشجيع المتعلم على كسب الثقة بالذات وبالقدرة على التعلم. 

• طرح مشكلات حياتية واقعية للنقاش. 

مقارنة بين التعليم التقليدي والتعلم الذاتي:

مجال المقارنة التعليم التقليدي التعلم الذاتي

المتعلم متلق سلبي محور فعال في التعلم

المعلم ملقن يشجع الابتكار والإبداع

الطرائق واحدة لكل المتعلمين متنوعة تناسب الفروق الفردية

الوسائل سمعية بصرية لكل المتعلمين متعددة ومتنوعة

الهدف وسيلة لعمليات ومتطلبات التفاعل مع العصر والبيئة 

التقويم يقوم به المعلم يقوم به المتعلم

شكل (3) يوضح مقارنة بين التعليم التقليدي والتعلم الذاتي

خامسا: أنماط التعلم الذاتي Types of Autonomous – Learning

أنماط التعلم الذاتي متعددة، أبرزها ما يلي: 

1- التعلم الذاتي المبرمج: 

يتم بدون مساعدة من المعلم ويقوم المتعلم بنفسه باكتساب قدر من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي يحددها البرنامج الذي بين يديه من خلال وسائط وتقنيات التعلم (مواد تعليمية مطبوعة أو مبرمجة على الحاسوب أو على أشرطة صوتية أو مرئية في موضوع معين أو مادة أو جزء من مادة)، وتتيح هذه البرامج الفرص أمام كل متعلم لأن يسير في دراسته وفقاً لسرعته الذاتية مع توافر تغذية راجعة مستمرة وتقديم التعزيز المناسب لزيادة الدافعية، وظهرت أكثر من طريقة لبرمجة المواد الدراسية: 

2- البرمجة الخطية: 

وتقوم على تحليل المادة الدراسية إلى أجزاء تسمى كل منها إطار وتتوالى في خط مستقيم وتقدم الأسئلة بحيث يفكر المتعلم ويكتب إجابته ثم ينتقل إلى الإطار التالي، حيث يجد الإجابة الصحيحة ثم يتابع، وهكذا... 

3- البرمجة التفريعية: 

وهنا الإطارات تتصل بإطارات فرعية تضم أكثر من فكرة، ويكون السؤال من نمط الاختيار من متعدد، والمتعلم يختار الإجابة فإذا كانت صحيحة يأخذ الإطار التالي في التتابع الرئيسي، وإذا كانت الإجابة غير صحيحة يأخذ الإطار الذي يفسر له الخطأ من بين الإطارات الفرعية ثم يوجه لإطار عمل محاولات أخرى لاختيار الإجابة الصحيحة وبعد مآخذ على هذه الطريقة: 

• السيطرة اللفظية على المادة التعليمية. 

• إلغاء تفاعل الفرد مع الجامعة. 

• تقديم خبرة واحدة وعدم التجديد والابتكار لدى المتعلمين. 

4- التعلم الذاتي بالحقائب والرزم التعليمية: 

الحقيبة التعليمية برنامج محكم التنظيم؛ يقترح مجموعة من الأنشطة والبدائل التعليمية التي تساعد في تحقيق أهداف محددة، معتمدة على مبادئ التعلم الذاتي الذي يمكن المتعلم من التفاعل مع المادة حسب قدرته بإتباع مسار معين في التعلم، ويحتوي هذا البرنامج على مواد تعليمية منظمة ومترابطة مطبوعة أو مصورة، وتحتوي الحقيبة على عدد من العناصر. 

5- برامج الوحدات المصغرة

تتكون هذه البرامج من وحدات محددة ومنظمة بشكل متتابع، يترك فيها للمتعلم حرية التقدم والتعلم وفق سرعته الذاتية، ولتحقيق هذا الهدف تم تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة لكل وحدة أهدافها السلوكية المحددة، ولتحديد نقطة الانطلاق المناسبة للتعلم يتم اجتياز اختبارات متعددة، وبعد إنجاز تعلم الوحدة يجتاز المتعلم اختباراً تقويمياً لتحديد مدى الاستعداد للانتقال إلى الوحدة التالية وإذا كانت نتيجة الاختبار غير مرضية، فإنه يعيد تعلم الوحدة مرة أخرى إلى أن يتقنها. 

6- استراتيجية التعلم بالبحث

التعلم بالبحث يساعد الدارسات / الدارسين علي السعي نحو المعلومات والإجابات والحلول تجاه موضوع ما أو تجاه مشكل محدد وتنظيمها وتحليلها لاتخاذ قرار بشأنها. 

أهمية استخدام التعلم بالبحث

- يجعل التعلم أسرع 

- يجعل التعلم أمتع وأعمق.  

- ينمي لدي الدارس  التعلم الذاتي وان يكتشف بنفسه الإجابات والمعلومات.  

- يساعد علي أن تكتسب الدارسة / الدارس الثقة بالنفس والقوة.  

- يساعد التعلم بالبحث علي تنمية المهارات اللغوية لدي الدارسات/ الدارسين.  

- تساعد علي زيادة مفاهيم الدارسات / الدارسين حيث يستكشف البحث لهن المعرفة, 

- السلوكيات, الممارسات. 

- يساعد التعلم بالبحث علي توسيع مدارك الدارسات / الدارسين ومعرفة معلومات ومفاهيم تتخطى المنهج 

- ينمي التعلم بالبحث شخصيات الدارس من خلال خبرة التعامل مع أماكن / أشخاص خارج الفصل في المقابلات التي تتم في البحث

- يعمل التعلم بالبحث علي تعزيز التفاعل وبناء العلاقات بين المشاركين في البحث.  

- يعمل التعلم بالبحث علي تعزيز القدرات لدي الدارسات من خلال مشاركة الدارس في بحث وتحليل المشكلات التي تواجه مجتمعهم وبالتالي يمكنهن تولي بعض المبادرات التنموية الصغيرة بأنفسهم.  

أشكال وصور التعلم بالبحث: 

- بحث علمي مبسط خارج الفصل لدراسة موضوعات معينة مثل (التلوث بالمدن، خدمات النقل والموصلات بالقرى وهكذا...   

- إجراء التجارب.  

- البحث في الكتب والصور.  

- تمارين وأنشطة بحثية تعتمد علي البحث ( تكليفات – تمارين – البوم البحث (. 

مهارات إعداد وتصميم خطة البحث: 

- تحديد أهداف البحث أو الأنشطة البحثية.  

- تحديد واختيار موضوعات البحث. 

- تحديد واختيار مصادر البحث. 

- تحديد واختيار أساليب البحث.  

- تحديد الأسئلة والمعلومات المطلوبة.  

- توضيح وتوزيع المهام لفريق البحث.  

- تنفيذ البحث أو الأنشطة البحثية. 

- تسجيل نتائج البحث  تقرير البحث 

- عرض نتائج البحث لباقي للدارسات معا. 

- تقويم الأبحاث المقدمة من الدارسات.  

مهارات تنفيذ البحث ( تطبيق التعلم بالبحث ): 

- مهارات استثارة دافعيه الدارسين للتعلم بالبحث.  

- مهارات التأكيد علي المفاهيم والأفكار الرئيسية للبحث.  

- مهارات توزيع المهام والأدوار بين فريق البحث من الدارسات.  

- مهارات الاستخدام الجيد للأسئلة البحث.  

- مهارات الاستخدام الجيد لمصادر البحث.  

- مهارات إتقان استخدام أساليب البحث المختلفة.  

- مهارات التسجيل والتدوين بدقة أثناء البحث.  

- مهارات استخدام أساليب التعزيز المناسبة للدارسات.  

- مهارات عمل تقرير للبحث يشمل كافة العناصر ونتائج البحث.  

- مهارات تقويم الأبحاث وعمل التغذية الراجعة مع مجموعات البحث.  

 الاعتبارات الهامة التي يجب مراعاتها: 

قبل تنفيذ البحث نراعي: 

- توضيح الهدف من البحث للدارس القائم بالبحث.  

- مشاركة الدارس في اختيار موضوعات البحث.  

- تحديد مصادر البحث المناسبة لموضوع البحث وللدارس أيضا.  

- تنوع الأساليب التي يتم استخدامها في البحث وملاءتها لموضوع البحث. 

- مساعدة الدارس في تحديد أسئلة البحث أو توضيح التكليف المطلوب في الأنشطة البحثية 

- التأكيد علي أهمية مشاركة فريق البحث معا للخروج بنتائج جيدة.  

- يجب أن يكون فريق البحث من الدارسين متجانس ويقبلون أراء بعض.  

- تحديد الوقت الذي يستغرقه البحث أو الوقت الذي يستغرقه التمرين البحثي.  

- يجب تحديد قائد لفريق البحث وأخرى لتسجيل الملاحظات.  

- تنوع أشكال البحث والأنشطة البحثية حتى لا يمل الدارس.  

- يجب أن نبدأ تطبيق طريقة البحث في الفصل بموضوعات بسيطة ومشوقة للدارس 

أثناء تنفيذ البحث نراعي: 

- ضرورة مشاركة الدارسين الفعالة معا أثناء تنفيذ البحث أو الأنشطة البحثية.

- التسجيل والكتابة لكل الملاحظات والإجابات المختلفة والاحتفاظ بالملاحظات والكتابات التي يتم تدوينها أثناء البحث. 

- توجيه الدارس ومشاركته في البحث خاصة في تطبيق الدارس للبحث لأول مرة.  

- التأكد من استخدام الدارس لمصادر البحث المختلف.  

- التأكد من استخدام الأساليب المناسبة الموضوع البحث وتنوع الأساليب المستخدمة 

7- التعلم الذاتي بالحاسب الآلي والتعلم الالكتروني: 

 نعيش الآن عصر التكنولوجيا التعليمية التي انعكس تأثيرها على التعليم الذي هو طريق التقدم والرقي لأي مجتمع، و حيث إن المعلم يمثل أحد أركان العملية التعليمية، فإن إعداده لا بد وأن يواكب التطور الحادث في التعليم، وهذا يدعو كل معلم إلى زيادة خبراته ومهاراته وإضافة الجديد إليها والعمل على تحسين وتطوير القائم منها. 

إن العالم اليوم يواجه الكثير من التطورات العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية التي تحسن مسيرة حياته ويجابه الكثير من التغيرات السريعة التي طرأت عليه في شتى مجالات الحياة المختلفة واقتحمت الكثير من المجالات التعليمية بأساليب متنوعة.  وتميز هذا العصر الذي نعيش فيه بالتقدم العلمي والتقني والمعلوماتي الهائل الذي انعكس أثره على التعليم بشكل عام، ولا شك أن رؤيتنا لهذا الواقع المتبصر والتطور الإلكتروني السريع من حولنا تكشف لنا أن التعليم بأنماطه وتقنياته الكثيرة سيكون محور هذا الزخم العلمي فلم يعد الهدف التعليمي في هذا العصر اكساب الطالب المعلومات والمعرفة فقط، وإنما تعداه إلى ضرورة إكساب المتعلم المهارات والقدرات والاعتماد على التعليم الذاتي ليكون قادراً على التفاعل مع متغيرات العصر الذي يُعد استجابة منطقية لطبيعة هذه المرحلة التي نمر بها حالياً. 

ويعرف التعليم بأنه: عملية نقل المعرفة من مجموعة من الناس إلى مجموعة أخرى، جيلاً بعد جيل، ودور المعرفة وتأثرها في المجتمع البشري يزداد يوماً بعد يوم، هذا وتزداد الحاجة إلى المعلومات التخصصية الدقيقة في المجالات المختلفة، وبتعليم الإنسان من خلال النظرية والتطبيق العملي كيفية تجميع المعلومات واستخدامها بالشكل الأمثل؛  ومواكبة للتطور في تقنية الاتصالات وتمشياً مع متطلبات عصر السرعة، كان لابد من إيجاد وسيلة يمكن للطالب استخدامها للحصول على أكبر قدر من المعلومات، وبسرعة تمكنه من ملاحقة التطور.  والحاسوب بقدراته الكبيرة على التخزين، وسرعته في إجراء العديد من الأعمال، كان الوسيلة المطلوبة. 

أ‌- التعلم بالحاسوب:

بالرغم من أن الحاسوب لا يعوض عن المعلم، فإنه يمتاز عنه بأنه لا يتعب أو يمل أو ينفذ صبره، وهو مستعد لشرح الموضوع متى شاء الطالب، ولأي عدد من المرات، وبحكم تركيبه وطريقة عمله فإنه يقود الطلاب إلى التفكير المنطقي السليم وتطوير قدرتهم في تفهم المسائل الرياضية وطريقة صياغتها وكيفية حلها، كما أن الكثير من برامج الحاسوب تتيح أساليب لتقييم الطلاب من خلال إجابتهم على بعض الأسئلة، وعدد المحاولات التي يقوم بها كل طالب  لحل مسألة معينة والزمن الذي يستغرقه في حلها وغير ذلك. 

وهناك أسباب أخرى دعت لاستخدام الحاسوب في المدارس؟ نعم.  هناك مجموعة من الأسباب نلخصها في النقاط التالية: -

- أن استخدام الحاسوب كأسلوب من أساليب تكنولوجيا التعليم يخدم أهداف تعزيز التعليم الذاتي، مما يساعد المعلم في مراعاة الفروق الفردية ومن ثم تحسين نوعية التعليم والتعلم. 

-يقوم الحاسوب بدور الوسيلة التعليمية بتقديمه الصور والأفلام والتسجيلات الصوتية. 

-يقوم الحاسوب بتحقيق الأهداف التعليمية الخاصة باكتساب المهارات، كمهارات استخدام الحاسوب. 

-الحاسوب وسيلة تجذب انتباه الطالب، كما أنه وسيلة مشوقة تخرجه من روتين الحفظ و التلقين، وكما قال المثل الصيني: ما أسمعه أنساه، وما أراه أتذكره، وما أعمله بيدي أتعلمه. 

-الرغبة في تقليل زمن التعليم وزيادة التحصيل. 

-الحاجة لعرض المادة العلمية بطريقة تمكن من تحديد نقاط ضعف الطلاب، ومن ثم طرح الأنشطة العلاجية التي تتفق وحاجاتهم. 

وبعدما دخل الحاسوب في العملية التعليمية، وجب علينا تنشئة طلابنا على استخدامه بالطريقة التي يجدها ذو الاختصاص مناسبة، والتخطيط لاستخدامها بطريقة صحيحة ترجح كفة الإيجابيات عن كفة السلبيات.  

ولتوفير خدمات الحاسوب في المؤسسات التعليمية، يجب إعادة النظر في بعض الأمور الهامة مثل "عدد أجهزة الحاسوب والشبكات المتوفرة وموقع كل منها من المحيط التعليمي.  واتفق المربون ممن استخدموا الحاسوب في عملهم على منهجين في تحديد المكان الذي يوضع فيه الحاسوب: -

- وضع جهاز حاسوب واحد أو عدد محدود من الأجهزة في قاعة التدريس. 

- إقامة "معمل للحاسوب" في موقع مركزي في المبنى التعليمي يوضع فيه عدد كاف من الأجهزة. "

أما فيما يتعلق باستخدام الحاسوب في مجالات المواد الدراسية، فقد تم تقسيم هذه المواد إلى مجموعات متجانسة إلى حد كبير، حسب نوعيتها واهتماماتها: -

اللغات – الرياضيات – العلوم – الإنسانيات - الفنون والمهارات - الألعاب الذهنية. 

ولكي نستطيع تفهم الدور الذي يمكن أن يقوم به الحاسوب في عملية التعليم بصفة عامة، ينبغي أن نؤكد أن الحاسوب مجرد جهاز بين يدي المعلم، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يحل محل الكادر التعليمي البشري، ولكنه يقوم بأداء بعض المهام المناطة بالمعلم، باستخدام بعض الأساليب التي نذكر منها المحاكاة  "Simulation "، والألعاب التعليمية "  Educational Games "أو البرامج التعليمية  ""Educational Programs. 

 تطوير التعليم بإدخال الحاسوب في المناهج التعليمية " تعلم وتعليم الحاسوب ": 

تتميز طرق التدريس التقليدية باختفاء عنصر التفاعل  الحقيقي بين المدرس والطالب إلا ما ندر، وذلك نتيجة لكثرة المتعلمين في الصف الواحد، وبسبب الفروق الفردية بين الطلاب؛  فإن المستوى العلمي الذي يتحدث به المدرس في الفصل والسرعة التي يعرض بها أفكاره لا يمكن أن يتم استيعابها بالتساوي من جميع الطلاب، بالإضافة إلى انعدام التفاعل الحقيقي بين المدرس وبين كل طالب من طلاب الفصل، فالفجوة تكمن بين النظرية والتطبيق، فالنظرية تؤمن بوجود الفروق الفردية بين الطلاب في حين أن التطبيق الناتج عن إتباع طرق التدريس التقليدية ينكر ذلك عندما يفترض من الجميع أن يتعلموا المقدار ذاته بالسرعة نفسها وتحت موجة الإرسال نفسها الصادرة عن المدرس.  فيضيع الكثير من المتعلمين بين حقيقة النظرية وسوء التطبيق. 

ويتوقف مفهوم التدريس على تعريف عمليتي التعليم والتعلم، وهذا يعني أنه لا توجد استراتيجية واحدة أو شكل واحد للتدريس لاختلاف شروط ومبادئ اكتساب أوجه التعلم المختلفة، كما أن عملية التدريس تتوقف على عدة عوامل، أهمها: الأهداف التعليمية، وطبيعة المادة التعليمية والمجال الدراسي، وطبيعة المتعلمين وخصائصهم، والإمكانات المادية المتاحة للتدريس، ومعتقدات القائمين على العملية والفلسفة التربوية التي تحكم المؤسسة التعليمية، ونظريات التعلم  التي تطبق، وتبني أحد الخيارات عن مفهوم التعليم والتعلم: هل التعلم مجرد اكتساب معلومات؟ أو هو عملية تلقين معارف وخبرات غير مباشرة؟ أو هو التدريب على بعض العمليات؟ أو هو تغيير في السلوك الإنساني؟ أو هو تنظيم المواقف وتوجيه الطلاب نحو كيفية الإفادة من هذه المواقف؟ أو هو اختيار أهداف واستراتيجيات تؤدي إلى تحقيق الأولى –أي الأهداف- ثم ترجمتها إلى سلوك وأعمال، ثم تقويم مدى نجاح هذا السلوك في الوصول إلى تلك الأهداف؟ 

كل تلك التساؤلات مجتمعة إجابتها بنعم وهي مقدمة لتأكيد الفكرة السائدة اليوم هي أن أطفال العصر الحاضر يجب إعدادهم لمجتمع الغد مجتمع الحاسوب والمعلومات والذي يوجب على مسئولي التعليم وواضعي المناهج والقائمين على العملية التعليمية إيجاد التكامل بين الحاسوب والتعليم لإعداد الأجيال الناشئة المؤهلة للتعامل مع بيئة المستقبل. 

وإدخال عملية الحاسوب في التعليم تسير في ثلاثة اتجاهات: -

الاتجاه الأول: تعلم الحاسوب في حد ذاته كعلم، بما في ذلك التعرف على لغات البرمجة وتعلم مبادئها. 

الاتجاه الثاني: الحاسوب كوسيلة أو أداة تعليمية، والذي يدعونا لذلك هو كفاية الحاسوب المبرمج في تقديم المعلومات بطرق فعالة نتيجة استخدام الصوت والكتابة والألوان والرسومات، مما يعمل على زيادة التفاعل المتبادل بينه وبين الطالب وتحسين نوعية التعليم  وإعطاء نتائج تربوية أفضل. 

الاتجاه الثالث: الحاسوب كمصدر للمعلومات، " حيث تكون المعلومات مخزنة في جهاز الحاسوب ثم يستعان بها عند الحاجة". 

وهناك حوافز أخرى بالإمكان اعتبارها مبررات لإدخال الحاسوب في المؤسسات التعليمية والتدريبية بجميع المراحل، منها: -

- تضخم المواد التعليمية: الحاسوب أنسب وسيلة تستخدم لمواجهة هذه الظاهرة بما له من ميزات فائقة على التخزين وسرعة الاسترجاع. 

- عجز الوسائل التقليدية: الكتاب والبرامج التعليمية المرئية كلها لا تؤمن التفاعل مع الطالب، أما الحاسوب - وبخلاف الوسائل المعروفة - فله من الخصائص كتأمين الرسم التصويري المتحرك والتقييم الفوري فيعطيه دورا مميزا. 

- المحاكاة: بالإمكان محاكاة كيفية عمل أعضاء جسم الإنسان الداخلية، وعرض تركيب القلب، وتمثيل التفاعلات الكيميائية الخطيرة بالحاسوب، مع ضمان تأمين سلامة الطلاب. 

- انتشار الحاسوب في جميع مجالات الحياة: إن من باب الأولوية أن تؤمن المدرسة الخبرات الضرورية اللازمة لما سيواجهه الطالب في حياته العملية، والتقليل من الخبرات التي قد لا تواجه الطالب في حياته مطلقا. 

- التفاعل الإيجابي: يؤمن الحاسوب للطالب الرغبة والتشويق لما لهذه الأداة من خاصية جذب يؤكدها جميع مستخدمي الحاسوب. 

 - زيادة فاعلية التعليم: عند استخدام الحاسوب تزداد مقدرة الطالب على الفهم والاستيعاب والتحليل والتركيب، مما يزيد فاعلية التعليم. 

إن الطرق الحديثة للتعليم تنادي باستخدام الصوت والصورة، لشحذ كل انتباه المتعلم وجذب المتلقي عن طريق تحفيز حاستي السمع والبصر للتفاعل مع العالم الخارجي، وبإدراك العقل الذي يعمل على تحليل المعلومات وتخزينها بالذاكرة؛  حيث لا يحتاج كل من المعلم والمتعلم إلى بذل جهد مضاعف مقارنة بالطرق التقليدية والتي تعتمد على السرد والوصف الكتابي إذ يعمل المتلقون بتصور الموضوع أو الدرس في مخيلتهم – بشكل قد يكون مغايراً للحقيقة – كل حسب قدرته وإمكاناته والخلفية التي لديه مرتبطة بشكل مباشر بمستوى الإدراك والقدرات الفردية. 

والمتتبع للعملية التعليمية يدرك أهمية وسائل الإيضاح، سواء أكانت رسومات، أو مجسمات أو نماذج حية أو القيام بالزيارات الميدانية، أو متابعة الأشرطة العلمية. 

والطرق الحديثة والتي تسمى بالوسائل المتعددة باستعمال الحواسيب، أو الأوساط المتعددة Multimedia، والتي تعمل الجهات المختصة على أن تتوفر بمدارسنا.  وتسبقها ببرامج لإعداد المعلم وتطويره لاستخدام السبل الحديثة في التعليم وتحقيق جودته. 

إن من خصائص استخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية أنه يولد مستوى عالياً من التفاعل الإيجابي بين المتعلم والجهاز، كما أنه يوفر الحرية والمرونة لاستكشاف المفاهيم والحقائق عن طريق أنماط المواد التعليمية التي يمكن إعدادها وتدريسها بواسطة الحاسوب مثل: 

• التعليم الخاص المتفاعل  Tutorial Interactive Learning

• التدريب لاكتساب المهارة   Drill And Practice

• المحاكاة    Simulation

• حل المشكلة  Problem Solving

وقد تم تطوير عدد من اللغات والنظم التي يتم بواسطتها إعداد مواد تعليمية تدرس بواسطة الحاسوب تسمى Courseware.  وطورت مثل هذه اللغات بشكل خاص لمعلمي المدارس ليستطيعوا إعداد مثل هذه المواد وبرمجتها وتخزينها على أقراص ممغنطة لتستخدم من قبل الطلاب، ومن اللغات المشهورة في هذا الميدان لغات بايلوت PILOT الإنجليزية، ونظام صاد ثنائي اللغة ( عربي / إنجليزي )، وبرنامج Authoring.  وهناك عدة جهات متخصصة تنتج برمجيات لتصميم نظم خاصة للبرمجة التلقائية في حقل التعليم بحيث يسهل على معلمي المدارس والكليات إعداد وتقديم دروس مختلفة لطلابهم، ومن هذه الدروس التدريب أو عرض مادة جديدة أو إجراء اختبار، أو محاكاة لواقع محدد أو غير ذلك من الأنشطة القائمة داخل الفصل، مما يسهل ويساعد على استخدام وانتشار الحاسوب في المدارس.  

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 19043 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,614,136