كيفية تدريب الطلاب على مهارات الاستماع:
إن الفرد يتلقى الرموز في القراءة عن طريق عينيه، ويتلقاها في الاستماع عن طريق أذنيه ؛ لذا ينبغي تدريبه عليه منذ وقت مبكر لأهميته في التعليم، وفي المجتمع، ومن الضروري إعداد برنامج لمساعدة الطلاب على الإصغاء الفعال، لأن هذا الإصغاء من الطرق المهمة للتعليم داخل المدرسة وخارجها على السواء.
وقد وضع بعض الباحثين طرقاً مختلفة لتدريب الطلاب على الاستماع، وإذا كان هناك اختلاف في الشكل العام، إلا أن مضمون مراحلها متشابه ؛ ويتمثل في ثلاثة مراحل هي:
الأولى: نشاط ما قبل الاستماع: وقد أوضحت هذه الخطوة أنها لفهم نص مسموع، فالمستمع لا يحتاج فقط إلي معرفة اللغة، ولكنه أيضاً يكون ملماً بخلفية معرفية عن العالم من حوله، أو البيئة الأكبر من حوله، ولكي يفهم الرسالة، ويعيد بناءها ؛ يحتاج عقلاً وفكراً نشطاً للمعرفة التي يستقبلها سواء أكان مصدرها لغوى، أو غير لغوى لأن الغرض من نشاط ما قبل الاستماع هو استنباط الخلفية المعرفية للمتعلم، وإعداده لما سوف يستمع. كما أن هذه الأنشطة تتيح فرصة للأطفال الذين لم يكن لديهم معرفة بالأحداث التي يستمعون لها أن يتعرفوا عليها من خلال خلفية الأطفال الآخرين الذين كانت معرفتهم نشطة تجاه ما استمعوا إليه وبهذا يمكن أن يتشارك الأطفال في خلفية معرفية مشتركة.
الثانية: التقديم المناسب للنص: تتضمن هذه المرحلة الفهم السماعي للنص المسموع، وخاصة الأفكار الأساسية، فليس الموضوع هو تذكر كلمات مفردة ؛ وإنما تذكر الأفكار العامة للنص، وموضوع النص، والتركيز، وفهم مضمون الجملة، فالجمل الأولى دائما هي التي تعمل على التنبؤ الصحيح بالنص المسموع ؛ واكتشاف الكلمات المعادة أو الكلمات الأساسية سوف يساعد على الوصول إلي موضوع النص ؛ ذلك لأن الاستماع المباشر يساعد الأطفال على استخلاص المعلومات الوثيقة الصلة، أو المناسبة أكثر من حديث المخاطب مع المستمع، كما يجب في هذه المرحلة أن يركز المعلم على الأسئلة الشاملة أفضل من الأسئلة الجزئية التي يسألها المعلم بعد أن يتمكن الأطفال من تنظيم الفكرة الأساسية للموضوع.
الثالثة: المادة المختارة للاستماع: تتضمن هذه المرحلة كيفية اختيار المادة المسموعة المناسبة التي تشبع حاجات الطلاب، واهتماماتهم، وتكون مألوفة لديهم بحيث إنها تحدث يومياً أمام أعينهم من الأخبار المختلفة.
ومما سبق يمكن أن نحدد مراحل تدريس الاستماع فيما يلي:
المرحلة الأولى: مرحلة الإعداد وفيها يتم إعداد مادة الاستماع مسبقاً، ويتم اختيارها بما يتناسب مع قدرات الأطفال وأنواع ذكائهم، وتتفق مع حاجاتهم واهتماماتهم، كما يتم فيها إعداد الأدوات والوسائل التي تساعد على الاستماع الجيد، وكذلك أيضاً تحديد الهدف من الاستماع.
المرحلة الثانية: مرحلة التنفيذ وهذه المرحلة تتم أثناء الاستماع نفسه حيث توجه المعلمة نظر أطفالها إلي النقاط البارزة في الموضوع، وتسمح لهم بالمناقشة.
المرحلة الثالثة: مرحلة المتابعة، ويتم فيها مناقشة المعلمة لأطفالها الراغبين في المناقشة،أو تسألهم فيما استمعوا إليه لمعرفة مدى ما تحقق من أهداف، وتقويم الموقف كله لتفادى الأخطاء التي حدثت في موقف لاحق.
ومن المعروف أن الاستماع يتكون من مجموعة متنوعة من المهارات التي هى في حاجة إلي مران وتدريب مستمر حتى يصل الطفل إلي درجة المستمع الجيد، ومن ثم وجب صياغة مجموعة من الأنشطة التي تساعد الطفل في تنمية هذه المهارة على اعتبار أن تنمية مهارة الاستماع تؤثر على تنمية المهارات اللغوية الأخرى.
ويمكن تنمية مهارة الاستماع، وصقلها عن طريق برامج تعليمية مقصودة، شأنها في ذلك شأن أي مظهر آخر من مظاهر النمو الإنساني.
ومن خلال ما سبق يمكن القول بأن الأنشطة التي يمكن أن تنمى لدى الطلاب تقوم على أساس نوعية هذه الأنشطة، وأهميتها بالنسبة للطلاب في هذه المرحلة، ومدى مناسبتها لمراحل نموهم العقلي، والفكري، واللغوي وأيضاً طريقة عرضها بحيث تجذب انتباه الأطفال لأطول وقت ممكن.
ويمكن أن يتم تقويم الاستماع من خلال اختبارات تشبه اختبارات الفهم القرائي، فيما عدا أن الطلاب يستمعون إلي قطعة ما بدلاً من قراءتها، وفي أغلب اختبارات الاستماع تحتوى مثيرات سمعية، وأسئلة، شرائط أو مسجلات وغير ذلك.وهذه المثيرات لابد أن تمثل لغة الحديث الفعلية، مثل تبسيط القطعة المقروءة إلي عناصرها الأولية. فالمادة المسموعة يتم صياغتها كما تحدث في اللغة الطبيعية كما سمعها، وكما يتوقع الأطفال أن يسمعونها من أقرانهم ومعلميهم في الفصول، ومن قبل ذلك في بيوتهم، وأن الأداء السمعي يتأثر بالدافعية والذاكرة، وعلى ذلك فالقطع المسموعة ينبغي أن تكون شيقة وقصيرة، ولكي تكون مناسبة ينبغي أن تؤسس على خبرات الأطفال الشائعة، ومقبولة من الجنسين، ويراعى فيها الفروق الجغرافية، والاجتماعية، والاقتصادية.
ساحة النقاش