الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

أساليب قياس السمع:

تعد درجة القياس السمعي الصفرية المستوى الأدنى من الشدة الصوتية التي يستطيع الإنسان ذو السمع الطبيعي أن يسمع الصوت عندها. وتسمى هذه الدرجة أيضا بعتبة السمع الصفرية (Zero Hearing Therhold Level) ويتم تحديدها بملاحظة سمع الشخص لأدنى شدة من الصوت عند كل مستوى تردد. وقد صمم جهاز القياس السمعي بطريقة تسمح بالتأكد من أن الشخص لا يعاني من أي فقدان سمعي عند درجة الشدة الصفرية لمستويات التردد المختلفة (.

ويمكن قياس السمع باستخدام جهاز الكتروني وهو جهاز يصدر أصواتا من مستويات مختلفة من الشدة والتردد يمكن بوساطته تحديد القدرة السمعية للشخص في كل أذن على حدة. ويتكون الجهاز من أربعة أجزاء: (1) الجزء المصدر للأصوات (Oscillator)، (2) الجزء الخاص باختيار الترددات (Frequency Selector)، (3) الجزء الخاص بتغيير الترددات (Attenuator)، (د) الجزء الخاص بالاستقبال (Receiver). وينقل الجزء الخاص بالاستقبال النغمات النقية إلى أذن المفحوص أما بالتوصيل الهوائي وإما العظمي. ويتم تمثيل النتائج بيانيا على نموذج خاص. 

ومن أساليب قياس السمع ما يلي:

قياس سمع الكلام:

تستخدم هذه الطريقة في قياس حدة السمع الكلام وليس النغمات الصافية. فسمع الكلام وفهمه أكثر أهمية، ولذا تتضمن هذه الطريقة تقديم كلمات من مقطعين بمستويات شدة مختلفة وتلاحظ قدرة الإنسان على سمعها وفهمها باستخدام كل إذن على حدة.

ولان فهم ما يقال أكثر أهمية من سماعه فان طريقة القياس هذه تركز على تحديد مستوى شدة الصوت التي يتمكن عندها المفحوص من فهم الكلام. وتسمى هذه القدرة بالعتبة السمعية للاستقبال الكلامي (Speech Reception Threshold) ويشار إليها بالرمز (SRT).

قياس السمع بالإشراط الإجرائي:

تشبه طريقة قياس السمع هذه طريقة القياس باستخدام اللعب إلا أنها تتضمن استخدام مبادئ الإشراط الإجرائي. وما يعنيه ذلك هو أن الفاحص يشجع الطفل على الاستجابة للصوت بتعزيزه عندما يشير إلى انه سمعه. ويتمثل التعزيز عادة بالسماح للطفل بان يلعب باللعبة المفضلة أو بإعطائه قطعة حلوى، الخ. أما عندما لا يستجيب الطفل للصوت فيجب أن يمتنع الفاحص عن تعزيزه. وعليه عند استخدام هذه الطريقة تنويع مستويات تردد الصوت وشدته لتحديد مدى القدرة السمعية للطفل.

 قياس السمع بالانعكاسات الحركية:

تستخدم هذه الطريقة لقياس سمع الأطفال الرضع. فمن المعروف ان هؤلاء الأطفال يظهرون ردود فعل حركية انعكاسية استجابة للمثيرات البيئية ومنها المثيرات الصوتية. ومن ردود الفعل الانعكاسية التي تحدث بفعل الصوت استجابة مورو أو الإجفال (Moro Reflex) وفيها تتحرك إطراف الطفل ووجهه وجسمه واستجابة التوجه (Orienting Reflex) والتي يدير الطفل فيها رأسه وجسمه نحو مصدر الصوت. وبناء على ذلك، يعتمد اختصاصيو قياس السمع على هاتين الاستجابتين لفحص القدرة السمعية للطفل الرضيع.

قياس السمع باللعب: 

تطبق اختبارات السمع باستخدام اللعب في بيئة سارة توجد فيها العاب تتحرك وتصدر أصواتا مختلفة. وفي هذه البيئة، يحاول الفاحص بناء علاقة ألفة مع الطفل ويستثير دافعيته للاستجابة. وتتمثل استجابة الطفل عادة برفع لعبة أو وضع كرة في مكان أو فتح كتاب عندما يسمع كلمة أو نغمة صوتية معينة. هذا وتستخدم هذه الطريقة لقياس سمع الأطفال الذين تزيد أعمارهم الزمنية عن سنتين ونصف.

قياس السمع بالملاحظة السلوكية : 

يستخدم هذا الأسلوب لقياس سمع الطفل وهو في غرفة العاب دون استخدام الإشراط الإجرائي أو اللعب مع الطفل. وبدلا من ذلك، يلاحظ الفاحص استجابة الطفل لأصوات ذات مستويات متفاوتة من التردد والشدة. وغالبا ما تتمثل الاستجابات للصوت التي يركز عليها الفاحص بالابتسام أو التوقف عن اللعب أو إدارة الرأس أو التحرك نحو مصدر الصوت.

قياس السمع بالنشاط الكهربائي في الجلد: 

تستخدم هذه الطريقة في قياس السمع مع الأطفال الرضع والأطفال الذين يصعب تقييمهم لعدم استجابتهم في المواقف الاختيارية. وتتضمن هذه الطريقة توظيف مبادئ الإشراط الكلاسيكي حيث يتم إقران صدمة كهربائية خفيفة مع صوت. والاستجابة الطبيعية (الاستجابة غير الشرطية) للصدمة الكهربائية هي انخفاض مستوى مقاومة الجلد. وبعد إقران الصوت بالصدمة الكهربائية عدة مرات يتوقع بمفرده لاحقا انخفاض مستوى مقاومة الجلد الجلفانية). فإذا تغيرت مقاومة جلد الطفل عندما يصدر الفاحص صوتا معينا فذلك يعني انه سمعه.

 

 قياس السمع بالنغمات النقية:

النغمات النقية هي موجات صوتية ذات ترددات محدودة. وقياس السمع باستخدامها هو الأكثر شيوعا للأفراد الذين تزيد أعمارهم عن ثلاث سنوات. حيث يسمع المفحوص النغمات النقية (ذات الترددات المختلفة ومستويات الشدة المتباينة) الصادرة عن جهاز القياس السمعي إما عبر سماعات توضع على أذنيه، وإما عبر عظمة اهتزازية توضع على جبينه. ويستطيع الفاحص بهذه الطريقة تحديد الدرجة التي يجب أن يكون فيها الصوت عاليا ليتمكن المفحوص من سمعه.

ويشير علم السمعيات وهو العلم الذي يختص تشخيص الضعف السمعي وعلاجه. وخلافا للاعتقاد الذي كان سائدا لعدة عقود، فإن الصمم لا يعني فقدان القدرة على السمع كاملا. وقد أصبح معروفا أن معظم وربما كل الأشخاص الصم يمتلكون قدرات محدودة. وهذه القدرات المحدودة لدى الشخص الأصم تسمى بالسمع المتبقي. ولذا، فليس بالضرورة أن يحيا الإنسان الأصم في عالم من الصمت التام بل ينبغي تدريبه على استخدام ما تبقى لديه من قدرة على السمع. ولم يعد تحقيق هذا الهدف متعذراً في الوقت الراهن بفضل التكنولوجيا الالكترونية المضخمة. 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 753 مشاهدة
نشرت فى 10 مارس 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,614,694