الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

خصائص اللغة : 

1- الخاصية الصوتية للغة : 

تشير هذه الخاصية إلى أن الطبيعية الصوتية للغة هى الأساس ، فى حين يجئ الشكل المكتوب لها فى المرتبة التالية من حيث الوجود وتعد الأصوات مادة اللغة الإنسانية ولا مدلول لهذه الأصوات ما لم تنظم فى وحدات أو كلمات . ولا يمكن التعرف على الدلالة وفهم الملفوظ ما لم ترتب الألفاظ من خلال جهاز النطق ، وتنتقل إلى أذن السامع حتى يمكن تحليلها والتعرف على المقصود منها . 

 

ويمكن أن يفيد المعلمون من الخاصية الصوتية للغة بالتركيز على الجانب الصوتى أو الشفوى فى تعليم اللغات ومحاولة تنمية قدرة المتعلم على ............... 

2- اللغة نظام : 

تخضع كل لغة لنظام معين فى ترتيب كلماتها ويتم الالتزام بهذا الترتيب فى تكوين الجمل والعبارات ، فإذا اختل هذا النظام فى ناحية من نواحيه لمل يحقق الكلام الغرض منه وهو الإفهام ، وهذا يعنى أن لكل لغة نظامها الخاص بها والتالى لها استقلالها وتميزها عن اللغات الأخرى .  

3- اللغة بوصفها مكتسبة : 

لا تولد اللغة مع الإنسان وإنما الذى يولد معه هو الاستعداد لتعلمها فالطفل يولد بدون أية معرفة باللغة ، لكن توجد لديه الملكة أو الاستعداد لاكتسابها بشكل متدرج مع مرور الزمن . وليس دفعة واحدة ومن هنا يأتى دور الوسط الاجتماعى الذى ينمو فيه الطفل ، ودور التربية المنظمة فى عملية اكتساب اللغة وترفيه عادات استخدامها . لكن يلاحظ أن اكتساب اللغة لا يختلف فى جوهره عن اكتساب أية مهارة أخرى ، وبما أن المهارات لا تكتسب إلا عن طريق التدريب الواعى المنظم . وكذلك الأمر بالنسبة للغة ، إذ لابد من إتقان مهاراتها الأربع : - الاستماع ، التحدث ، القراءة ، الكتابة . 

2- اللغة عرفية : 

العلاقة بين اللفظ وما يشير إليه علاقة عرفية لا طبيعية ، لقد حدث فى وقت ما أن اختير لفظ معين فى جماعة معينة ليشير إلى شىء أو فكرة ، وقد كان من الممكن أن تختار الجماعة لفظاً آخر لنفس الشىء أو الفكرة ، وليست اللغة كلمات فحسب فكل ................... الوحدات وتستخدم هذه الوحدات وفقاً لنظام متفق عليه بين المتحدثين بهذه اللغة . 

5- اللغة مغيرة : 

فهى ظاهرة اجتماعية والظواهر الاجتماعية ليست ثابتة بل تتعرض للتغير باستمرار والتغير تحكمه فى الغالب قوانين تكاد تكون ثابتة . 

6- اللغة رموز : 

قصد بالرمز الإشارة ، أى أن الرمز يعنى التعبير عن شىء له دلالة محددة ، يتفق الناس على دلالتها فى مختلف اللغات ، وعلى مدى العصور ، واللفظ رمز يدل على شىء معين ، فقد يدل على شىء محسوس أو على شىء مجرد ، ولا شك فى أن تعليم العربية للأطفال المبتدئين ينبغى أن نبدأ فيه بالمحسوس الذى يمكن إداركه ، متدرجين إلى المجرد الذى يستغرق من عقل الإنسان ووقتاً كى يدركه. 

 

7- اللغة اتصال : 

قد بلغت أهمية العلاقة بين المحتوى ووسيلة الاتصال الدرجة التى دفعت ببعض المفكرين إلى القول بأن " الوسيلة هلا الرسالة " للدلالة على أهمية الوسيلة (اللغة) فى نقل المحتوى (الرسالة) . ولتأكيد مفهوم معين مؤداه أن الطريق التى تبلغ بها الرسالة لا تقل خطراً عن الرسالة ذاتها . والنظر إلى اللغة التى تنقل بها الرسالة لا تقل خطراً عن الرسالة ذاتها . النظر إلى اللغة التى تنقل بها الرسالة على أنها أحد العوامل الأساسية فى توصيل هذه الرسالة ، فنتحرى الدقة فى اختيار كلماتها لبناء جملنا . ومعنى ذلك أيضاً أن تعلم اللغة العربية نشاط لا يتم لذاته ، ولا يقتصر الأمر عند إتقان الفرد أساليب التعبير على مجرد الاستماع للغة . بل المقومات الأساسية لنجاح مهج اللغة العربية قدرته على التحديد الدقيق للوظائف التى تستخدم فيها الطفل اللغة . 

8- للغة نظام من الرموز التى يستخدمها أقوام معينون فى ثقافة معينة . وتكتسب هذه الرموز دلالاتها فى ضوء الظروف التى استخدمت فيها ، مثل الزمان والمكان والمقصد ، وغير ذلك من عوامل تجعل للوقت الذى استخدمت فيه الرموز تأثيراً مباشراً على الدلالة التى تعطى لها ، ولهذه الحقيقة تطبيقات لعل من أخطرها شأناً أن ندرك ما للسياق من دور فى إعطاء الرموز دلالاتها . وأن ندرك أيضاً الفرق بين المعنى المعجمى للغة وهو ذلك الذى نعثر عليه فى القاموس . والمعنى الضمنى للغة ، وهو ذلك الذى نقصده بالاستخدام الفعلى فى مواقف معينة . إن علينا ألا نتعامل مع اللغة كظواهر منفصلة يستقل بعضها ببعض . 

9- اللغة تحمل معنى : 

اللغة لها معنى . لأنها تستخدم كوسيلة للاتصال فى المجتمع أى أنها تتكون من رموز لها معانى ، وهذه الرموز يعرفها كل من المتكلم والسامع والكاتب والقارئ ومن دون هذه المعرفة الثابتة للمعانى يصبح الاتصال صعباً ، إن لم يكن مستحيلاً وينبغى أن يكون واضحاً . إن الصلة بين الرمز والشىء الذى يعنيه صلة عرفية أى ليست طبيعية . 

وظائف اللغة : 

وللغة وظائف متعددة فى المجتمع ، فكم اختلف العلماء فى تحديد هذه الوظائف للغة فى المجتمع وتباينت فى ذلك آراؤهم . فقالوا عن وظيفة اللغة فى المجتمع ، أنها التعبير عن الأفكار والرغبات والانفعال والمشاعر . 

فاللغة فى نظر هؤلاء ليست سوى وسيلة لنقل أو لتوصيل شىء من الأشياء ، على أن بعض أنصار هذه المدرسة أوضحوا مفهومهم ، بأن جعلوا للغة وظائف ثلاث ، هى : التعبير ، والتوصيل ، والتأثير ، أى التعبير عن الأفكار أو الأحاسيس وتوصيلها إلى الآخرين ، ثم التأثير فيهم . 

ولعل من أبرز الوظائف التى تقوم بها اللغة فى المجتمع :

1- الوظيفية الاجتماعية : 

لما كانت اللغة تبلور الخبرات البشرية وتجارب الأمم فى كلام مفهوم وتدون التراث الثقافى وتحتفظ به ، فاللغة حافظة للتراث ، والتراث حافز على التقدم . فهى وعاء يختزن التجارب الإنسانية التى تفيد فى التطور الحضارى ، وتستعمل اللغة فى المراسيم الاجتماعية كاستعمالها فى السلوك الجماعى . 

2- الوظيفة النفسية : 

اللغة خير أداة للتحليل والتراكيب وإحداث استجابات لدى الأفراد فهى أداة نستعملها لإثارة العواطف والأفكار لدى الغير . 

3- الوظيفية الفكرية : 

إن الإنسان يتميز بالقدرة على التصور والتجريد والتحليل والتركيب ، فاللغة تقدم للفكر تعابير جاهزة . وتصف الأشياء بخصائصها فاللغة وسيلة لإبراز الفكر وبواسطتها يسبر الإنسان الحقائق إلى أعماقها حينما يسلط عليها أضواء فكرة فاللغة أداة عاكسة للفكر ، فجميع الفكر أو الصور الحسية أو المعنوية متضمنة فى مفردات اللغة فى تسهيل الفكر وتساعد على نموه .

ومن جهة أخرى يرى " بولر " وظيفة اللغة عند الطفل يمكن اختصارها فى النقاط التالية :  

1- وظيفة التعبير :

وتظهر وجهة نظر المتكلم وذلك حين تتحول الأشياء الموجودة فى العالم الخارجى إلى صور مختزنة فى الذهن ثم تتحول هذه الصور إلى كلمات . 

2- وظيفة الاستدعاء : 

وتظهر وجهة نظر السامع حين تستثار عنده الأفكار أو الأشياء فيستعيدها .  

3- وظيفة الاستحضار : 

وهو استحضار سلوكنا تجاه الأشياء ويظهر الاستحضار حين تقوى علاقة الطفل بعناصر المواقف المحيطة به . وتوضيح الآخرين له كيف تعمل الأشياء وكيف تسلك ، وهى خاصة بالتصور أو تمثل الأشياء . 

فى حين يرى " مارك ريشل " أن وظائف اللغة عند الطفل تؤول إلى ثلاث وظائف أساسية هى : 

- التعبير : ويرتكز الاهتمام فى التعبير على ترجمة انفعالات الشخص الناطق وحاجاته . 

- التعرف : ويرتكز على تبصر الواقع . 

- النداء : ويرتكز على التأثير فى الآخر . 

ويبدو من الواضح أن الوظائف الكبرى تتعايش باكراً جداً فى النشاطات الصوتية . فالبكاء والصرخات والابتسامات التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحالات الجسم تكتسب سريعاً سلطة التأثير على المحيط . هذا المحيط الذى ينوب عنه جزئياً النشاط الصوتى الذى يتخذ طريقة للتمايز تملى الكلمات فى آن واحد دور التعبير عن الحاجات ودور وسيلة الاتصال مع الآخر بهدف إشباع هذه الحاجات ، ولا تتأخر الكلمات بدون شك عن أن تلعب دورها فى تنظيم فعل الطفل وإدراكه ، ويلاحظ " Rey " أن للكلمة بالتأكيد وظيفة الاتصال إلا أن عملية التسمية بالنسبة للطفل تعنى التأثير على الأشياء والكائنات . فالكلمة بما هى صفة متعلقة بالأشياء التى تسميها قبل أن تصبح فعلا بديلاً عنها . 

هذا البديل الذى لا يخرج ربما مطلقاً بصورة تامة عن الاستعمال المنطقى المضبوط حسناً . هذه الكلمة تشكل عنصراً مثبتاً للشىء . ويعبر استفهام الأطفال حول اسم الأشياء عن اهتمامهم بتوسيع معرفتهم بالعالم المحيط بهم . وذلك بشكل لا يقل ربما عن تعبيرهم عن اهتمامهم بإغناء أساليب اتصالهم مع الآخرين .

بينما أشار " هاليداى " إلى بعض الوظائف الأخرى للغة هى : 

اللغة كوسيلة أو أداة : Instrumental Function 

للتعبير عن شىء ما يحتاجه المتحدث أو الكاتب والتعبير عن رغباتهم وما يريدون الحصول عليه من بيئتهم وتتمثل فى (أنا أريد) . 

وتظهر تعليم فنون اللغة هذه الوظيفة فى المحادثات والمناقشات والخطابات والملاحظات والدعوات . 

اللغة كوظيفة تنظيمية : Regulatory Function 

وهو لغة تستعمل للتحكم فى السلوك والمشاعر والمواقف للآخرين فاللغة لها وظيفة الفعل أو التوجيه العلمى المباشر . وهذه هى وظيفة (أفعل ذلك) . 

وتظهر هذه الوظيفة فى تعلين فنون اللغة فى الأوامر الشفهية أو المكتوبة ولعب الأدوار . 

اللغة كوظيفة تفاعلية : Interpersonal Function 

وتستخدم اللغة لبناء العلاقات مع الآخرين ويمكن أن تعتبر اللغة اجتماعية باعتبار أن الإنسان كائن اجتماعى . 

وتظهر هذه الوظيفة فى الأنشطة ، المحادثة والمناقشة ونحو ذلك . وهذه هى وظيفة (أنا وأنت) . 

اللغة كوظيفة استكشافية : Heuristic Function 

فالفرد يستخدم اللغة لاكتشاف وفهم الأشياء فى العالم الذى يعيش فيه ، وهذا النوع من اللغة يجعل الأطفال قادرون على الفهم ............. وتظهر هذه الوظيفة فى الأنشطة المختلفة من المقابلات الشخصية – المناقشة ولعب الأدوار – قراءة نصوص الكتب ، وتظهر هذه الوظيفة فى (لماذا) ، فين ، إزاى ؟ 

الوظيفة الشخصية : Personal Function 

من خلال اللغة يستطيع الفرد أن يعبر عن مشاعره واتجاهاته . وتعبر اللغة عن وجهة نظر . وتظهر فى المناقشات – المجادلات – والمذكرات . 

الوظيفة التخيلية : Imaginative Function 

تستخدم اللغة للتسلية وتحقيق السعادة مثل استخدام الكلمات والأفكار والأشعار والغناء للترويح عن النفس ، فاللغة لغة إبداعية . وتظهر فى وظيفة (دعنا نتظاهر) أو الوظيفة الشعرية للطفل . 

وتظهر فى الأنشطة مثل رواية القص وكتابة القصائد – القراءة الجماعية . 

اللغة التقديمية (الإخبارية) : Representative Language 

تستخدم اللغة لإظهار المعلومات للآخرين ، وهذا النوع من اللغة يخبر ويصف ويعبر عن الأشياء وتظهر فى وظيفة (عندى ما أخبرك به) . 

وتظهر فى التقارير الشفهية والمكتوبة وكذلك فى الأشياء المختلفة للمناقشة . 

ويرى البعض أن اللغة تحقق العديد من الوظائف والأغراض بالنسبة للطفل ، يمكن تلخيصها فيما يلى : 

1- إن الطفل يحقق عن طري حديثه وعلى الأخص خلال السنوات المبكرة من عمره رغبته فى التحدث أولاً وقبل كل شىء لنفسه وعن نفسه لا للآخرين ، وقد بين العلماء أن اللغة عند اكتسابها وتطورها تساعد على تحويل الطفل من كائن مركزى الذات (egocentric) (يقيم ذاته أولاً وقبل كل شىء ويدرك ذاته  ولا يستطيع التمييز والفصل بينها وبين الآخرين ) . 

2- تساعد اللغة الطل على تكوين عالمه الخالص بكافة أبعاده وتمكنه من وضع الفروض والافتراضات المختلفة حول الأشياء الممكنة الوقوع من حوله . 

3- كما تساعد اللغة الطفل على التعرف على العادات والقيم السائدة فى مجتمعه ومن ثم التحكم فى سلوكه وضبطه لتلك القيم والأعراف والعادات . 

4- يتعلم الطفل عن طريق اللغة ، وعن طريق الاستدخال Internalization ، الأفكار والمشاعر والاتجاهات السائدة حوله على الأخص تلك الخاصة بالوالدين وجميعها تساعد على تحقيق التوافق مع البيئة والمجتمع حوله . 

5- تجعل اللغة الطفل يشعر بالأمن أو بعدم الأمن ، وهو شعور ضرورى لصحة الطفل النفسية وسلامته . 

وجميع هذه المشاعر وغيرها يمكن غرسها فى الطفل عن طريق اللغة والكلمات . لذلك يؤكد كثير من علماء النفس أن مدى توافق الطفل Adjustment يتأثر إلى حد بعيد بلغته كما أن لغته بدورها تتأثر بمدى توافقه . أى أن العلاقة بينهما علاقة متبادلة ، وعلاقة تفاعل . 

وبما أن اللغة وسيلة الإنسان الأولى للتواصل وتنمية الأفكار ونقل الخبرات والمعارف والعطاء والإبداع . وانطلاقاً من هذه المفهومات تظل مسألة اكتساب اللغة لدى الإنسان منذ طفولته الشغل الشاغل لدى المربين وعلماء اللغة وعلماء النفس على حد سواء ، الأمر الذى يتطلب عرضاً لأهم النظريات اللغوية التى عنيت بطرق اكتساب اللغة ، وقد تمخض عن هذا الاهتمام العديد من النظريات حول اللغة . 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 162 مشاهدة
نشرت فى 3 مارس 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,606