أقسام القراءة
تنقسم القراءة على أساس شكلها العام في الأداء إلى نوعين: قراءة جهرية وقراءة صامتة، وكل من النوعين يقتضي تعرف الرموز وفهم المعاني، إلا أن القراءة الجهرية تنفرد بعد ذلك بأنها تتطلب من القاريء أن يفسر لغيره الأفكار والانفعالات التي تحتوي عليها المادة المقروءة، وهي لذلك أكثر تعقيدا وصعوبة من الفهم الصامت للنصوص.
وأيا ما كان نوع القراءة وهدفها، فهناك من العناصر المشتركة ما يدخل في كل نوع من هذه الأنواع، وهذه العناصر هي:
1- الاستعداد للقراءة والتهيؤ لها.
2- الثروة اللفظية التي لا غنى عنها في أي نوع من أنواع القراءة.
3- الخبرة التي لا بد منها في فهم معنى الكلمات والجمل والعبارات والموضوع كله.
4- القدرة على تعرف الكلمات وفهم معانيها، وتعرف الجمل وفهم معانيها، والربط فيما بينها.
5- القدرة على استخلاص الأفكار واستنتاجها، وتنظيم هذه الأفكار وترتيبها.
6- اكتساب المهارات الضرورية في عملية القراءة.
فالقراءة الجهرية هي تلك العملية التي تتم فيها ترجمة الرموز الكتابية وغيرها من الألفاظ منطوقة وأصوات مسموعة، متباينة الدلالة بحسب ما تحمل من معنى ينبغي على القاريء أن يدركه بقراءته إدراكا يقدره على نقده والانتفاع به سلوكا. فهي إذا تعتمد على ثلاثة عناصر هي:
1- رؤية العين الرمز المسجل.
2- نشاط الذهن في إدراك معنى الرمز.
3- التلفظ بالصوت المعبر عما يدل عليه ذلك الرمز.
ولهذا كانت القراءة الجهرية صعبة الأداء إذا ما قورنت بالصامتة؛ لأن القاريء يصرف فيها جهدا مزدوجا حيث يراعي – فوق إدراكه المعنى- قواعد التلفظ مثل: إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وسلامة بنية الكلمات وضبط أواخرها، وتمثيل المعنى بنغمات الصوت، زيادة على احتياجها لوقت أطول؛ نظرا لأن القاريء يتوقف في أثنائها للتنفس، ومن ثم احتلت القراءة الجهرية المركز الثاني في ضرورتها لحياة الإنسان بعد القراءة الصامتة.
أما القراءة الصامتة فتتطلب أن يقرأ القاريء دون إحداث أي صوت حتى الهمس، بمعنى أن يقرأ بفكره وعينيه، مركزا على الفهم الدقيق لما يقرأ. والقراءة الصامتة قراءة الحياة التي يمارسها الإنسان، وهي أكثر شمولا واستعمالا، فهو يستعملها حين يخلو إلى نفسه ويريد تسليتها، ويستعملها في قراءة الصحف والمجلات، وفي اكتساب الثقافة من مصادرها المختلفة التي لم تعد قاصرة على الكتاب فحسب. ( حسن شحاتة: 1990: 407 )
والاتجاهات الحديثة في تعليم القراءة تميل إلى الجمع بين الطريقتين في الدرس الواحد، وهذا ليس معناه أن تكون القراءة كلها صامتة وجهرية في كل حصة، فقد يجعل المدرس الحصة كلها صامتة، إذا كان هدف المعلم تدريب تلاميذه على دقة الفهم، وقد تكون الحصة كلها جهرية أحيانا، إذا كان هدف المعلم تدريب تلاميذه على سلامة النطق، أو الوقوف أمام جماعة، أو نحو ذلك. وهذا يعني أن اتباع أي نوع من القراءتين يتوقف على هدف المعلم من تدريب تلاميذه، وإن كان الأساس هو تدريب المتعلم على القراءتين معا.
ساحة النقاش