الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

أهمية القراءة

        لا يوجد دليل على أهمية القراءة أعظم من أن الله – عز وجل- جعلها أول ما نزل من القرآن الكريم على قلب النبي r، وذلك في الأمر الإلهي المبهر: ﴿ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ   ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ  ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ   ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ  ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﴾ (سورة العلق: 1-6 ). إن المتمعن لهذه الآيات تتجلى له قدر المكانة وعظيم المنزلة التي منحها رب العالمين للإنسان حين جعله قارئا؛ إذ قرن القراءة بالعلم، فهي مفتاحه، والسبيل إليه، وما العلم إلا ثمرة من ثمرات القراءة، وبعد مئات السنين يأتي  " ثورنديك " ليقرن القراءة بالتعلم حين يعتبر أن القراءة تماثل جميع العمليات التي يقوم بها الإنسان في التعلم، فهي تتطلب الفهم والربط والاستنتاج.         

        والقراءة عملية إدراك، يحدث عندما يأتي المعنى الذي تثيره الرموز المطبوعة، مع الربط بين الكلمة وموقعها الذي حولها. فهي استجابة يترتب عليها ردود أفعال نحو المعاني المقروءة يتعلمها الطفل ويتحكم فيها، كما أنها وسيلة اتصال بين الكلمات والقاريء، ويتأثر الاتصال بمدى فاعلية كل من الطرفين والوسيلة المستخدمة وهي المقروء، وتتطور القراءة تبعا للنمو العام للقاريء، وقد تصبح ميلا أو اتجاها مثيرا لأنشطة أخرى، وبذلك تصبح عاملا مؤثرا في نمو وتكامل القاريء في مختلف جوانبه.             ( سامي عبد الله: 1975، 32)

        والقراءة بالنسبة للفرد أساس كل عملية تعليمية، وكل تحصيل ثقافي في جميع مواد الدراسة، وقد يكون ضعف المتعلم في القراءة سببا مباشرا لإخفاقه في الحياة المدرسية، بل في الحياة الاجتماعية العامة.    كما أنها من الوسائل التي تدعو إلى التقارب والتفاهم بين عناصر المجتمع، ولها أهميتها في عملية الانتقال الثقافي، وفي عملية التكيف الاجتماعي. فهي لا تزال الوسيلة الأولى في نقل الفكر الإنساني والتراث الحضاري من جيل إلى جيل.                      أما عن أهمية القراءة للمجتمع فتتمثل في أنها ترفع المستوى الثقافي للأفراد الذين يشكلون المجتمع الواحد، وهي الوسيلة التي تربط أفكار الناس بعضهم ببعض. كما أن القراءة تعمل على تنظيم أفكار المجتمع وتقاربها، بحيث تجد المجتمع الواحد يعيش أفراده مع بعضهم البعض في انسجام وتآلف.                    ( زكريا إسماعيل، 1999: 113 )

        ويمكن القول بأن القراءة في حد ذاتها عملية تفكير، فهي تحتاج إلى تحليل للرموز والحروف المكتوبة، وبالتالي فإن عملية القراءة هي تفعيل للتفكير، والتفكير يؤدي إلى التعلم، بما يشمله من عمليات عقلية. ومن هنا تكمن أهمية القراءة في كونها وسيلة للتفكير والتعلم، إضافة إلى كونها مهارة يستطيع الإنسان بها أن يحقق غاياته وحاجاته.

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 134 مشاهدة
نشرت فى 3 أغسطس 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,865