كان الناس ينظرون للغة العربية إلى عهد قريب بأنها من اللغات المهملة التي لا تحظى بالتقدير , مما ترتب على ذلك عدم إقبال الأجانب على تعلمها لأغراض خاصة ومحددة جدا , الإستشراق والتجارة أو غير ذلك من الأسباب الوظيفية .
بدت المحاولة الجادة الأولى في أمريكا سنة 1947م , ومنذ ذلك الوقت حدث اهتمام متزايد باللغة العربية , كما أشارت الدلائل إلى أن الدراسات العربية قد أخذت جانبا كبيرا من الاهتمام ونظر إليها على أنها حقل مهم في الدراسات الإنسانية ينبغي أن تهتم بها مؤسسات التعليم الأمريكية .
ويرى محمود ( 1993م , ص 13) أن تعليم العربية في هذه الآونة الأخيرة في أمريكا شيء ضروري لفهم القران الكريم , وللقدرة على تعلم الإسلام , نظرا للإقبال على دراستها لغة وثقافة بشكل ملحوظ مما أدى إلى إسلام بعض الطلبة عبر هذه الدراسات , نظرا لما تبدي لهم من جوانب كانوا يجهلونها عن الإسلام .
ويشير رسلان ( 1986م, ص13) إلى أن هناك نشاطا ملحوظا للعرب في السنوات الأخيرة في ميدان تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها, سواء بنشرها خارج حدودها التقليدية في أوروبا وأمريكا أو لتقوية ما لديها من جذور طال عليها العهد خارج بيئتها الأولى كما هو الحال في البلاد الإسلامية في إفريقيا وآسيا , وقد أذكى هذه الروح رغبة عربية في تأكيد ذاتهم المستقلة , ووضع التعامل على أسس المساواة فيما يتعلق بصلاتهم بالعالم العربي من جهة أخرى , وقد تمثل هذا النشاط ليس فقط افتتاح مراكز عديدة لتعليم اللغة العربية داخل العالم العربي أو في إيفاد المدرسين وإنفاق الأموال لتعليمها خارج حدود العالم العربي بل تمثل أيضا وبصورة أخص في إنشاء مراكز لتخريج المدرس المختص وتقديم المادة الدراسية الصالحة , وذلك في ثلاث عواصم عربية هي الخرطوم / الرياض / القاهرة .
وزادت عناية الحكومات العربية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها , بإعطاء آلاف المنح الدراسية لأبناء المسلمين . وفتح المعاهد والجامعات لهم , كما هو الحال في السعودية ومصر وماليزيا وغيرها من البلدان العربية .
ساحة النقاش