الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

ووفقا للتوجهات العالمية المعاصرة؟ تم تقديم الرؤية التالية والتي تنبع من تأكيد الاتجاهات الحديثة على أن التربية لم تعد هي عملية النقل الآلي لثقافة وممارسات الآباء الحياتية إلى جيل الأبناء فقط، بل أصبحت عملية تهيئة للأبناء يتم من خلالها تزويدهم بالقدر المناسب من الرؤى والأفكار وأنماط السلوك اللازمة للعيش في مجتمع دائم التغير في أنشطته وعلاقاته، سريع التأثر بما يجري خارج حدوده ، لقد بات البعدُ العالميُّ في التربية يقفُ على قدم المساواة مع البعد المحلي، وأصبحت التربية الموجهة إلى المستقبل مطلبا أساسيا لكل من التربية التراثية والتربية الآنية. ولم يعد التعلم غاية في حد ذاته بل صار وسيلة لاكتشاف العالم وبناء القدرة على فهم علاقاته، والتعامل مع متغيراته من خلال مزيد من التعلم مدى الحياة، كذلك لم يعد دور المعلم يقتصر على التنفيذ الحرفي لأجزاء المنهج ومفرداته، أو توصيل المحتوى المعرفي في من المنهج إلى أسماع المتعلمين وعقولهم، حيث انتقل محور الارتكاز في العملية التعليمية من مواد الدراسة إلى شخصية الدارس، وما لديه من استعداد وقدرات، وما يتطلبه النمو الكامل لهذه الشخصية من معارف ومهارات وقيم واتجاهات، وحتى يتقبل المعلمون التغيير فإنه يجب عليهم أن يفهموه ويوافقوا عليه ثم يحصلوا على المعلومات والمهارات التي تمكنهم من القيام به.

مبررات تطوير طرق تدريس التعبير:

يتضح مما تم عرضه أن تدريس التعبير في حاجة ملحة للتطوير؛ تطويرا يتناول الأهداف وطرق التدريس وتنمية المهارات، وتحديد المجالات، والتقويم، ويساير التوجهات العالمية، وأن هذه الدعوة لم تأت لمجرد الرغبة في التطوير، وإنما استجابة لعوامل مختلفة، من أهمها:

-  التغيير السريع الذي يشهده المجتمع في مختلف مجالات الحياة الذي كان له أثر كبير على السياسة التعليمية التي تتبناها وزارة التربية والتعليم، وخاصة ونحن نعيش في عصر لا يهدي ولا يستقر على حال فهو عصر متغير في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والصحية والتكنولوجية، وهذا التغيير يفرض على المسئولين الاهتمام بطرق التدريس وبرامج إعداد وتدريب المعلمين عليه لكي يُحقق أهدافه في إعداد المعلمين مهنيا كما يعدهم علميا واجتماعيا.

-  الحرص على مسايرة الاتجاهات الحديثة في طرق تدريس التعبير وتدريب المعلم قبل وأثناء الخدمة عليها لمسايرة هذه الاتجاهات، الأمر الذي أدى إلى إعادة النظر في خطط وزارة التربية والتعليم وكليات التربية وفي سياسة القبول في بعض بلدان العالم المتقدم.

-  كثرة الشكوى عالميا وعربيا ومحليا من ضعف المستوى المهني، والثقافي، والأكاديمي، والتربوي، والاجتماعي للمعلمين عامة، ومعلمي اللغة القومية والعربية خاصة. وهذا يفرض على المجتمعات العالمية، والعربية إعادة النظر في خطط وزارة التربية والتعليم وكليات التربية وبرامجها ومقرراتها.

-  أن نجاح العملية التربوية بمدخلاتها وعملياتها وعناصرها المختلفة لا يمكن أن يُؤتي ثماره إلا من خلال معلم كفء, معد إعدادا جيدا ثقافيا, وتربويا, وعمليا ويمتلك مقومات مهنته ومنها طرق التدريس الحديثة .

الأسس التي ترتكز عليها الرؤية المستقبلية:

ترتكز رؤية الباحث المستقبلية لتطوير طرق تدريس التعبير- في ضوء ما تضمنته الصفحات السابقة – إلى عدد من الأسس والمنطلقات نوجزها فيما يلي:

منطلقات التطوير:

·  أن التعبير هو الرحم الذي يبني الفكر والثقافة لدى الإنسان، فهي تمده بالرموز، وتحدد له المعنى، وتمكنه من أداء الأحكام، ومن تخريج الأفكار وتكوين المقدمات واستخراج النتائج.

·    أن التعبير هو الوعاء الذي تصب فيه جميع المواد الدراسية، الذي يستوعب الحقائق والخبرات الإنسانية.

·  أن المتعلم ما لم يتأت له إلمام معقول بلغته العربية، وسيطرة على استخدامها في التفكير، فمن الصعب عليه أن يحقق تقدما في أية مادة دراسية أخرى.

·  أن تحبيب المتعلم في التعبير وفق استراتيجيات تدريس حديثة تناسب أسلوب تعلمه وطبيعة المادة التي يدرسها أمر ضروري ويحقق العديد من الأهداف.

مواصفات الطرق المناسبة لتدريس التعبير مستقبلا:

ينبغي أن تتصف طرق تدريس التعبير مستقبلا بالعديد من الصفات منها:

·    أن تهتم بالعمليات وألا تكتفي بالمنتج.

·  تركز الأنشطة التعليمية المصاحبة على الأنشطة الجماعية التي تتيح للمتعلم أن يعمل ويفكر بطريقة جماعية، تعتمد على توزيع الأدوار حسب إمكانات كل فرد في المجموعة.

·  تقدم تكليف للطلاب بإجراء دراسات مبسطة أو مقالات علمية بحيث تتاح لهم فرصة التفكير الجماعي، وتبادل الآراء والخبرات أثناء هذا العمل التعاوني الجماعي.

·    تقدم الخلفية المعرفية المناسبة لتلاميذهم عن استراتيجية التدريس التي يستخدمونها لتدريس التعبير.

·    تقدم أنشطة درامية عند تدريس التعبير تساعد في توضيح الأفكار واكتساب المفاهيم والقيم والاتجاهات والمهارات المختلفة المتضمنة في سهولة ويسر.

·    تعطي دورا ايجابي للمتعلم داخل الصف، وذلك من خلال توفير أنشطة وألعاب تعليمية مناسبة تم إعدادها بطريقة عملية منظمة.

·  الإفادة من استخدام أسلوب التعلم للإتقان في تدريس التعبير، حيث تتمثل القيمة التربوية لهذا النوع من التعلم في تقديمه التغذية الراجعة المستمرة للمتعلم لتتحقق له استمرارية التعلم وفعاليته ، وتعديل مساره أولا بأول حتى الوصول إلى التمكن .

·  استخدام الاستراتيجيات المعرفية وما وراء المعرفة فى تدريس التعبير، لما يحققه من ربط بين أنواع التفكير بأشكاله، الناقد والمبدع وتنمية مهارات اللغة ومنها مهارات التعبير بشقيه، وتدريب معلمي اللغة العربية على تدريس هذه المهارات، كما يساهم في إثارة ذكائهم، وينمى تذوقهم للجمال، ويزكى فيهم حب الاستطلاع والكشف، بالإضافة إلى دوره المهم في التثقيف وتحقيق التوافق الروحي والنفسي.

·    تفعيل استخدام قراءة سير وتراجم العظماء في جميع جوانب الفكر والأدب فى تنمية مهارات التعبير لدى الطلاب .

بعض نماذج طرق التدريس المناسبة لتدريس التعبير مستقبلا:

من الطرق المناسبة لتدريس التعبير مستقبلا والتي يقترح الباحث تفعيلها عند تدريس التعبير ما يلي:

تحقيق الذات:

تعد طريقة تحقيق الذات من التطبيقات التربوية التي تعتمد على المدرسة الإنسانية في التربية، والتي تهدف إلى الوصول إلى غايتين رئيستين أولهما: منهج التربية الإسلامية وتحقيق الذات، حيث يسعى الإسلام إلى تحقيق هدف أسمى وهو إعداد الإنسان الصالح، الإنسان بجوهره الكامن في أعماقه والإنسان الذي يسعى الإسلام إلى تربيته هو الإنسان الذي يستمد منهج حياته من منهج الله، وهو بالجملة الإنسان الذي يفي بشرط الخلافة التي فضله بها خالقه على كثير ممن خلق فينشط في عمارة الأرض وفق منهج الله مستغلا كل الطاقات الممنوحة له.

وثانيهما: تحقيق الذات والإصلاح الاجتماعي، فقد هاجم كل من "إيفان اليتش" و"باولو فرير" باعتبارهما مؤسسي هذه المدرسة الأنماط التقليدية للتربية، ويشبه فرير المدرسة التقليدية بالنظام المصرفي فالعملية في هذا النظام ما هي إلا عملية تحويل المعلومات من أدمغة المعلمين وإيداعها أدمغة المتعلمين، وهى تعكس الطبيعة القهرية للمجتمع ككل(علي مدكور 1985 :10).

إن التعليم من وجهة نظر "فرير" يجب أن يكون قوة ثورية من خلاله يصل المتعلمون إلى الوعي  بذواتهم، وإلى النظر الناقد لنظامهم الاجتماعي وذلك من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة لتغييره كما أنه يجب أن يهدف إلى تحرير الذات الإنسانية ، وإلى النظر إلى المتعلمين على أنهم أفراد نشطون فاعلون، لا على أنهم أهداف سلبية مستقبلة(علي مدكور 1985 :11).

وتتحدد أهم خطوات هذه الطريقة فيما يلي:

1-مرحلة تحديد الموضوعات: يطلب المدرس من التلاميذ تحديد الموضوعات التي يريدون التحدث عنها، ثم الكتابة فيها ثم يقوم بتسجيل الموضوعات المقترحة على السبورة، ويقوم كل تلميذ بتسجيل هذه الموضوعات لديه ليختار من بينها الموضوع الذي يناسبه ويود التعبير عنه.

2- مرحلة البحث عن المعارف والحقائق: ينتقل التلاميذ مع المدرس إلى المكتبة لقضاء بقية الحصة، حيث يقرأ كل تلميذ عن الموضوع الذي قرر هو التحدث فيه ثم الكتابة عنه وذلك تحت إشراف المدرس ولا بأس من إرشاد التلاميذ إلى الاستماع إلى برنامج إذاعي يتحدث عن موضوع ما من الموضوعات المطروقة أو الاستماع إلى شريط مسجل.

3- مرحلة التعبير الشفوي: في هذه المرحلة يناقش التلاميذ مع بعضهم البعض المعلومات والحقائق التي جمعوها وكتبوها في المسودات ودور المدرس في هذه المرحلة هو دور المنظم الذي يوزع النقاش ويعمقه بتساؤلاته المثيرة والمفتوحة.

4- مرحلة كتابة الموضوع في صورته النهائية: في هذه المرحلة يقوم التلاميذ بكتابة الموضوع في صورته النهائية مع اعتبار الملاحظات والنقاط التي ثارت أثناء المناقشة في حصة التعبير الشفهي ثم يعطونها للمدرس.

5- مرحلة التقويم: يقوم المدرس بتقويم الموضوعات وفق مجموعة من المعايير وهي، سلامة الكتابة ووضوح الخط، سلامة الأسلوب، سلامة المعنى، تكامل الموضوع، ومنطقية العرض، بالإضافة إلى جمال التعبير.

6- مرحلة المتابعة: يسجل المدرس مجموعة الأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية الشائعة في تعبير التلاميذ ثم يقوم بمعالجتها معهم في اللقاءات القادمة(علي مدكور 1985 :6- 7).

ويمكن أن يتم تفعيل هذه الطريقة في تدريس التعبير الشفهي والتعبير التحريري حيث يتم في مرحلة التعبير الشفوي مناقشة الطلاب مع بعضهم البعض المعلومات والحقائق التي جمعوها وكتبوها في المسودات، كما يتم في المرحلة التالية كتابة الموضوع في صورته النهائية.

طريقة التفاوض:

تقوم هذه الطريقة على أساس إيجابية المتعلم ومشاركته مجموعة من المتعلمين حول وجهات نظر متعددة تتحمل رغباتهم وطموحاتهم ثم يتنافس الجميع للوصول إلى اتفاق يرضي الجميع، والتفاوض يكون على كيفية تحقيق وإتقان مهارة لغوية، وليس على أحد الأهداف من خلال بحث ونقاش فيما بين المتعلمين وبين المعلم(فايزة السيد،2009 :57).

والتفاوض في تعليم اللغة مثل التفاوض في سائر شئون الحياة، حيث يجتمع المتعلمون معا ويقدم كل طرف مقترحاته ووجهات نظره وما يطمح إليه على الموضوعات التي يريدون الكتابة فيها ضمن المجال الذي يحدده المعلم، وفي ضوء معايير الكتابة والأهداف المحددة والتي تم التفاوض حولها.

وبهذا يكتسبون المهارات اللغوية المستهدفة في ضوء حاجاتهم وميولهم ويكتسبون مهارات التفاوض وما يصاحبها من مهارات اجتماعية ، كما يمكن أن تنمى لديهم مهارات التفكير الإبداعي لما يتاح للمتعلم من فرص مرنة وحرية اختيار وإيجابية وشراكة في الموقف التعليمي.

وهناك مجموعة من الأسس التي ينبغي مراعاتها عند تطبيق طريقة التفاوض في تدريس التعبير ومنها:

-          التفاوض ينمي الاستقلالية والثقة في النفس لدي المتعلمين.

-          المعلم يقوم بدور المرشد والموجه والميسر والمنظم وليس ملقنا.

-    التقويم في ضوء هذا المدخل يعد خبرة سارة يشارك في تصميمها الطالب مع الزملاء والمعلم ، ويمكن تفعيل أسلوب الحافظة في هذا المدخل.

-          التفاوض يساعد المتعلم علي إتقان المهارات التي يقوم بدراستها.

-          ضرورة العناية بالأنشطة والتدريبات والممارسات التطبيقية لتعميق خبرات المتعلمين، وتنمية قدراتهم على الإبداع.

وتمر خطوات هذه الطريقة بما يلي:

مرحلة التفاعل والاندماج:حيث يعرض المعلم فكرة موضوع الدرس(تحدث – كتابة) ثم يعرض الأهداف والمعايير وقواعد التفاوض، ويحدد الزمن والمكان إذا كان خارج الصف، مع مراعاة ما يلي:

-          عرض الأهداف المنشودة (الإجرائية )للدرس.

-          تحديد المهارات المستهدفة ومعايير الجودة.

-          تشجيع المتعلمين علي التفاوض والمشاركة وإبراز حقوقهم وواجباتهم.

-          تبصير المتعلمين ببعض المشكلات والصعوبات التي قد تواجههن وكيفية التعامل معها.

مرحلة الاستكشاف: في هذه المرحلة يكتشف المتعلمون طرائق التفاوض في مجموعات وأقران كاقتراح مجموعة من الأفكار أو الموضوعات أو القصص، وترتيب المقترحات وفقا لأهميتها، مع مراعاة توجيه الطلاب إلي المعايير ومنها معايير الشكل والمضمون المطلوب تحقيقها في كتابة موضوعات التعبير، أو أداء مهارات التحدث، مع توفير حرية المشاركة التعبير في مناخ صفي يسوده التسامح ومبادئ الاحترام بين جميع المتفاوضين(ثناء رجب ،2005: 45).

مرحلة تقويم النتائج:حيث يحاول المتعلمون التحقق من مدى بلوغهم النواتج المرجوة، ويمكن أنم يتم ذلك من خلال أساليب متنوعة منها تقويم الذات، وتقويم القرين وتقويم المعلم بإجابة الأسئلة وعمل تطبيقات مرتبطة بالدرس. ويمكن مراعاة ما يلي في هذه المرحلة:

-          طلب عرض المتعلمين لما تعلموه من مهارات وخبرات.

-          التأكد من فهم الطلاب للخبرات الجديدة وتطبيقها.

-          إبراز التأملات الذاتية ووجهات النظر للمتعلمين(فايزة السيد،2009 :63).

طريقة الإيحاء:

استقت هذه الطريقة أسسها وأفكارها من علم الإيحاء الذي يتناول أثر التأثيرات اللاشعورية، والتى يستجيب لها الإنسان وتعيد توجيهه بالإيحاء لتنمية نواتج التعلم ومنها مهارات التعبير(فايزة السيد،2009: 76).

ومن أبرز اهتمامات هذه الطريقة العناية بالمؤثرات الخارجية مثل تنظيم حجرة الصف والأثاث والصور والموسيقى وسلوك المعلم وأقواله وترجع أهمية هذا المدخل إلى عناية بما يلي:

-    دور المعلم في درس اللغة ومنه التعبير (أقواله، وأعماله).

-    التركيز على استخدام الصور والوسائط التعليمية والموسيقى.

-    يتم من خلال تنمية شاملة للمهارات المعرفية والأدائية والفعلية.

-    العناية بمؤثرات الصوت لدى المعلم مثل النبر والتنغيم.

-    يجنب المتعلمين الملل ويعني بتقديم المؤثرات المختلفة مثل الصور والموسيقى أو أصوات الحيوانات والطيور.

إجراءات هذه الطريقة في تعليم التعبير:

-يعرض المعلم عدة صور أو صورة بدون كتابة ويطلب من التلاميذ كتابة قصة أو فكاهة أو تعليق يرتبط بهذه الصور.

-يناقش التلاميذ في ردود أفعالهم لهذه الصور أو يعرض قطع موسيقية، قصيدة، آيات قرآنية – دعاء – أصواتاً – جزء من رواية ويكتب التلاميذ ردود أفعالهم لها ثم يناقش التلاميذ ويقوم ما كتبوا.

-وفي أثناء عرض المثير سواء أكان صورة أم صوتاً أم قطعة موسيقية أم جزء من رواية، مشهد، موقف... يشجع المعلم الطلاب على التواصل والتأمل وإعادة النظر أو الاستماع لتكوين رؤية من خلال الاندماج والمعايشة وتفنيد ما يرون أو يستمعون إليه وإعادة الترتيب والتركيب والتقمص .

-يدفع المعلم التلاميذ إلى التجاوب وإجراء الحوار الذاتي مع الآخرين، ويوجههم إلى تكوين رؤى متنامية كما يشجعهم على البحث في مخزونهم اللغوي وانتقاء الكلمات والجمل المؤثرة والتى تعكس الخبرة، كما يشجعهم على استجلاب الخبرات السابقة وعقد المقارنات بين الخبرة الحالية والسابقة من حيث الأفكار والمشاعر والأساليب، وإبراز ذلك في كتابة يسبقها حديثاً شفوياً صقلاً لمهارات التعبير الكتابي والشفوي ثم يقومها المعلم طلابه في نهاية الحصة.

طريقة المهام:

تعد طريقة المهام من الاتجاهات من المداخل الحديثة في اللغة، وتتبع فكرة المهام من أن اللغة ليست مجرد نظام من القواعد، وكلنها مصدر ديناميكي لخلق المعاني؛ وعليه فالمعرفة باللغة وحدها لا تكفى لتعلمها، بل لابد من تطبيقها بشكل تواصلي يحقق وظيفية اللغة. حيث يهدف هذا المدخل إلى تنمية الكفاءة التواصلية لدى الطلاب.

ويعرف نونان (Nunan 1989) المهمة بأنها نشاط عملي يكلف به الطلاب نظير مكافأة أو بدون مقابل . وتتعدد المهام التى يقوم بها الأفراد كل يوم في الحياة، وفى العمل، وفى المنزل وما إلى ذلك. وقد تشتمل المهمة الواحدة عدة مهام . ( Nunan, David, 1989: 223)

  بينما يعرفها برين (Breen 1987) بأنها خطة عمل ذات غرض محدد لمساعدة الطلاب على تعلم اللغة وتندرج من السهل إلى الأكثر تعقيداً؛ مثل حل المشكلات، وصنع القرار( Breen. M, 1987 :76). 

وتقوم هذه الطريقة علي أساس فكرة تقسيم تعليم التعبير إلى مهام بمعنى أن المهمة تتضمن مجموعة من المهارات يتم تدريب المتعلمين عليها فمثلاً في كتابة القصة يتدرب المتعلمون على كتابة مقدمة القصة باعتبارها مهمة تشمل عدة مهارات مثل حسن الاستهلال، والتمهيد للأفكار والأحداث والشخصيات التي تتناولها القصة تبعاً لنوع القصة واقعية أو خيالية أو بوليسية أو اجتماعية أو دينية وغير ذلك.

ويمكن القول إن المهمة جزء من النشاط الصفي يتضمن فهم اللغة وإنتاجها بشكل تفاعلي؛ حيث يتم استخدام أنشطة للعمل الزوجي أو الجماعي لزيادة معدلات التفاعل والتواصل اللغوي بين الطلاب. مثل اشتراك الطلاب في تمثيل مسرحية، أو اشتراك اثنين من الطلاب في عمل محادثة أو حوار. وينبغي التدرج في تقديم المهام من حيث الصعوبة وفقاً لمستويات الطلاب. بحيث تراعى قدرات الطلاب ، وحاجاتهم، والفروق الفردية بينهم والمهارات المطلوب تعلمها، والإمكانات المتاحة ، والوقت المحدد للمهمة .

وفى مهام الموقف التواصلي يتعامل المعلم مع طلابه في مجموعات صغيرة ، وعلى هذا فالمعلم يؤدى دور المرشد إلى مصادر التعلم ، ودور المستشار التعليمي أكثر من أي دور آخر . وتساعد المهام التواصلية على تحقيق كثير من الأهداف في مجال تنمية مهارات التعبير من خلال :

· تمكين الطلاب من توسيع معارفهم وخبراتهم من خلال ممارسة القراءة والبحث عن مصادر المعلومات .

· الكشف عن ميول واتجاهات الطلاب بما يساعد المعلم على توجيههم الوجهة الصحيحة .

· تنمية شخصية الطلاب من خلال العمل في مجموعات متجانسة متقاربة فى المستوى والاتجاهات؛ مما يؤدى إلى تنمية الثقة واحترام العمل التعاوني ، وتحمل المسئولية .

· الاستفادة علمياً باللغة من خلال الممارسة لها فى مواقف تواصلية .

· تدريب الطلاب على التفكير وكيفية التعبير عنه .

والتخطيط للمهمة اللغوية يتطلب عدة عناصر كالتالي :

1- تحديد الهدف من المهمة.

2- تحديد مدخلات المهمة اللغوية وقد تكون لفظية مثل عمل حوار ، أو قراءة قطعة قصيرة ، وقد تكون غير لفظية مثل ترتيب صورة ما ، أو ترتيب عدة صور لتكوين قصة معينة .

3- تحديد الأنشطة التي يقوم بها الطلاب لتنفيذ المهمة .

4- تحديد دور العلم.

5- تحديد دور الطالب.

6- تصميم بيئة التعلم.

وعلى سبيل المثال يمكن تصميم مهمة لغوية لتنمية مهارات التعبير الشفهي؛ بحيث تكون عناصرها كالآتي:-

الهدف: عمل مناظرة بين الطلاب.

المدخلات: مناظرة حول موضوع " الصداقة بين الفتى والفتاة " .

الأنشطة: أ- البحث والإطلاع على المصادر المختلفة لموضوع المناظرة .

ب- إدارة المناظرة.

جـ- المشاركة في المناظرة.

د- تقويم المناظرة.

4- دور المعلم : موجه وميسر للأنشطة التى يقوم بها الطلاب ، من خلال تقسيم الطلاب إلى مجموعات وتوزيع المهام عليهم .

5- دور الطالب: معد للمناظرة، ومشارك فيها.

6- بيئة التعلم: تستخدم حجرة الصف فى عمل المناظرة مع تغيير في وضع المقاعد والصفوف مع شكل المناظرة ؛ بحيث ينقسم الطلاب إلى فريقين (فريق مؤيد، فريق معارض) مع الاستعانة بكاميرا الفيديو لتصوير أداء الطلاب ، واستخدامها في عملية التقويم .

وتعتمد المهام التواصلية التي يمكن من خلال تنمية مهارات التعبير الشفهي مثل: الألعاب اللغوية، تمثيل الأدوار، الاتصال الهاتفي، التعبير عن الصور وغيرها من المهام التي تذخر بها دروس التعبير الشفهي.

إجراءات تدريس التعبير وفق مدخل المهام:

-       يوجه المعلم المتعلمون إلى المهمة والمعايير التي ينبغى أن تراعى في المهمة.

-       يشرح لهم نموذجاً للمهمة ويفند المعايير فيه .

-       يكتب المتعلم المهمة المطلوبة (مقدمة قصة – خاتمة قصة – حوار – صراع – عقد) .

-       يقوم المتعلم بتوجيه المعلم المهمة ويوجه إلى التعديل بتوجيه المعلم .

-       يقرأ المتعلمون ما كتبوا ويقومه المعلم.

-       يوجه المعلم المتعلمين إلى المهمة التالية إلى أن تتم مهام المجال ككل.

 

نماذج لدروس تم التخطيط لتدريسها وفق بعض الاستراتيجيات المقترحة:

الدرس الأول (الصوم)

أهداف الدرس: بعد نهاية هذه الحصة يكون التلميذ قادرا علي :

-         أن يتعرف التلميذ على مفهوم الصيام.

-         أن يحدد التلميذ أهمية الصيام فى حياته.

-         أن يتحدث التلميذ عن مكانة الصائمين وأجرهم عند الله؟

-         أن يتدرب التلميذ على استخدام علامات الترقيم .

-         أن يتدرب التلميذ على كيفية ربط الأفكار ببعضها البعض.

-         أن يجيد التلميذ كتابة بعض الفقرات عن الصيام .

-         أن يتدرب التلميذ على الاستشهاد الصحيح من الكتاب والسنة على مشروعية الصيام

تحدث فى أحد الموضوعين التاليين :

الموضوع الأول :الصوم من الواجبات الإلهية العظيمة عند الله تعالى، وهو جُنَّة من النار وصبر ومجاهدة للنفس وإصلاح لها ، به يشعر الغني مع الفقير، ويعرف الإنسان عظم النعمة، ويستشعر رحمة الله تعالى.

الموضوع الثاني: البطالة آفة تنخر جسد الإنسان والمجتمع وخاصة عند الشباب، وتواجه الدول العربية بشكل عام مشكلة تكاد تنشر مخالبها لتغطي مساحات واسعة من الوطن العربي نخشى من استفحالها لتصبح في النهاية آفة تنخر جسد الإنسان ، وهذه المشكلة هي البطالة وخاصة البطالة عند الشباب. وبالأخص الخريجين منهم.

خطوات سير الدرس:يمكن أن يسير درس التعبير على النحو التالي :

الخطوة الأولى : مرحلة ما قبل الكتابة:

- يضع المعلم الخطوات العريضة: لتجميع المعلومات الخاصة بموضوع الكتابة عن طريق توجيه بعض الأسئلة ، حيث يقوم التلاميذ برسم أشعة متعددة تخرج من قرص الشمس عن (الصيام )ويكتبوا على كل شعاع منها سؤال معين ويقوم التلاميذ بعد ذلك بكتابة جملة أو عبارة تجيب عن كل سؤال من تلك الأسئلة ، ومن هذه الأسئلة :

·        ما اسم شهر الصيام؟

·        ما فائدة الصيام للإنسان؟

·        ماذا يعلمنا الصيام؟

- يقوم المعلم بكتابة السؤال التالي على السبورة :كيف يحقق لنا الصيام مجاهدة النفس؟

ويطلب من كل تلميذ أن يفكر فى إجابة السؤال ، ويعطى التلاميذ فرصة لتبادل الآراء لبعضه دقائق ثم يختار المعلم تلميذاً منهم بشكل عشوائياً للإجابة على السؤال ، بعد ذلك يكتب المعلم الإجابات على السبورة ، وعلى التلاميذ كتابتها كي تساعدهم فى كتابة المقال المطلوب منهم. ومن ثم فإن العصف الذهني يعد نشاطاً يتبادل فيه التلاميذ الأفكار والمعلومات ؛ لذلك فهوا يعمل على تنمية وعي التلاميذ تجاه أفكارهم وآرائهم.

-المناقشة الجماعية: يحث المعلم التلاميذ ويحفزهم نحو تخطيط عناصر الموضوع المقرر عن الصيام وتنظيمه ، ويفتح باب المناقشة الجماعية للأفكار المطروحة فى الموضوع ، حيث يمد ذلك النشاط التلاميذ ضعاف المستوى بالأفكار والمعلومات اللازمة للكتابة .

-عمل تخطيطات مبدئية : من خلال عصف ذهني شفهي يساعد على تبادل الأفكار والآراء والمشاعر حول موضوع الصيام . ومن الخطوات التى يمكن أن يتبعها المعلم فى التخطيط المبدئي كالآتي:-

·           يقوم المعلم بشرح مفهوم التخطيط المبدئي حول الصوم وأهميته وفوائده

- يكتب المعلم فقرة عن الصيام ، ويطلب من التلاميذ وضع عنوان لها .

- الكتابة الحرة يعطى المعلم للتلاميذ فرصة الكتابة الحرة للتلاميذ عن موضوع التعبير مع متابعتهم وتوجيههم .

-عمل قوائم : يقوم التلاميذ بعمل قوائم من الأفكار والمعلومات حول موضوع الصوم دون الاهتمام بوضع الكلمات فى نسق أو نظام معين ، ثم يقوم التلاميذ بربط هذه الأفكار أو الجمل فى شكل منطقي ونظام معين ذي معنى. ويمكن للمعلم إعطاء التلاميذ بعض الأفكار عند كتابة الموضوع للحصول على معلومات أكثر.

-الابتكار التقليدى:عرض المعلم لسلسلة من الأسئلة التى يمكن طرحها عن موضوع الصيام لاكتشاف أفكار معينة ذات صلة، ومنها : تحث عنمكانة الصائمين وأجرهم عند الله؟

ويمكن أن يستخدم التلاميذ نشاط الاختراع التقليدى كنشاط ما قبل الكتابة فى شكل طرح بعض الأسئلة والإجابة عليها بخصوص الموضوع الذى يكتب فيه التلاميذ .ويمكن أن ينفذ  معهم بعض الأنشطة التمثيلية عن موقف مرتبط بشخص لا يصوم وكيف ينقده الآخرون.

- يصطحب المعلم التلاميذ لندوه بمسجد المدرسة عن رمضان وفضل صومه وكتابة تقرير عما سمعوه.

يعرض المعلم لبعض مهارات التعبير ويدر التلاميذ عليها من خلال ردودهم ومنه:

-        كيفية استخدام علامات الترقيم .

-        ربط الأفكار ببعضها البعض.

-        كتابة بعض الفقرات عن الصيام .

-        الاستشهاد الصحيح من الكتاب والسنة على مشروعية الصيام

 الخطوة الثانية : عمل المخططات أو ما يمكن أن يسمى بمرحلة الكتابة المبدئية :

-يطلب المعلم من المتعلمين عمل المخططات أو المسودات ، وفيها تكون مرحلة الكتابة الفعلية للنص.

المصدر: د/ وجيه المرسي
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 937 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,661,669