الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required


أولا) الرواية الرقمية:

في بداية بحث الإنسان (الأدباء والنقاد تحديدا) عن أجوبة لأسئلتهم حول الأدب الجديد الذي يتسق مع الثورة الرقمية ليعبر عن الإنسان الجديد بمجتمعه المختلف، كالعادة اتجه الإنسان الكاتب إلى جذوره التاريخية المعتادة، وأنتج رواية سماها رواية رقمية وشعرا سماه شعرا رقميا.


أنواع الرواية الرقمية الكلاسيكية:

الرواية الترابطية: أو ما يعرف بـ hypertext novel أو الـ hyper fiction



وهي تلك الرواية التي تستخدم النص المتفرع، ومؤثرات المالتي ميديا المختلفة، ولكن يقوم بكتابتها شخص واحد ويتحكم في مساراتها، أي لا يشاركه في عملية الكتابة أحد غيره، فهي رواية يكتبها مؤلفها فقط، ويطلق عليها بعض النقاد "تفاعلية" لأنها تحتوي على أكثر من مسار (رابط) داخل النص وتسمح للقارئ بالاختيار بين المسارات السردية المختلفة التي تحتويها.


الرواية التفاعلية: Interactive Novel

وهي رواية تستخدم النص المتفرع أيضا، وبقية المؤثرات الرقمية الأخرى مثلها في ذلك مثل النوع الأول، ولكنها تختلف في أن كاتبها أكثر من واحد، أي يشترك في كتابتها عدة مؤلفين، وقد تكون مفتوحة لمشاركة القراء في كتابتها.

رواية الواقعية الرقمية

هي تلك الرواية التي تستخدم الأشكال الجديدة التي أنتجها العصر الرقمي، وبالذات تقنية النص المترابط (هايبرتكست) ومؤثرات المالتي ميديا المختلفة من صورة وصوت وحركة وفن الجرافيك والأنيميشنز المختلفة، وتدخلها ضمن البنية السردية نفسها، لتعبر عن العصر الرقمي والمجتمع الذي أنتجه هذا العصر، وإنسان هذا العصر، الإنسان الرقمي الافتراضي الذي يعيش ضمن المجتمع الرقمي الافتراضي. ورواية الواقعية الرقمية هي أيضا تلك الرواية التي تعبر عن التحولات التي ترافق الإنسان بانتقاله من كينونته الأولى كإنسان واقعي إلى كينونته الجديد كإنسان رقمي افتراضي.


ثانيا) الشعر الرقمي:

هو الكتابة الشعرية التي تستخدم مؤثرات المالتي ميديا المختلفة من صوت صورة وحركة..الخ والنص المتفرع (الهايبرتكست) في إنتاج قصائد قد تأخذ أشكالا مختلفة تنشر ضمن وسيط الكتروني (الانترنت، الأقراص المدمجة، الكتاب الالكتروني).


ما بعد الكلاسيكية الرقمية/ نحو نظرية أدبية جديدة


إن العصر الرقمي بإنسانه الافتراضي ومجتمعه الجديد المختلف يحتاج إلى كتابة من نوع جديد، كتابة مختلفة لتعبر عنه وعن مجتمعه.

لكل عصر وسائله وأسلوبه وطريقته في قول المعنى، وبعد التفكير العميق في التحولات الكبيرة التي طرأت على البشرية نتيجة الثورة الرقمية فليس مقبولا ولا حتى ممكنا التعبير عن معنى الوجود الإنساني المستجد باستخدام وسائل عتيقة وأجناس إبداعية قديمة.

نحن بحاجة إلى جنس أدبي جديد، ليس هو بالرواية وليس هو بالشعر وليس هو بالمسرح ولا السينما ولا أيضا اللغة التقنية الجديدة بل هو مزيج من كل هذا معا، كتابة جديدة عابرة للأجناس الأدبية السابقة وعصية على التجنيس إن نحن حاكمناها باستخدام النظريات النقدية السابقة.

ذلك أننا أمام لغة (كتابية) جديدة ومختلفة لم تعد الكلمات سوى جزء من كل فيها، كتابة تجد فيها الصورة والحركة والموسيقى والأغاني والمشهد السينمائي وفن الجرافيكس وبرامج تقنية متعددة ومختلفة إضافة إلى الكلمة.


كيف يمكن أن تحدد هكذا كتابة بجنس أدبي معين استنادا إلى نظريات نقدية سابقة لم تعرف التحولات التي أحدثتها الثورة الرقمية على الكون والإنسان والوجود، كيف يمكن أن نحددها فنقول رواية أو قصة أو شعر أو مسرح، صعب جدا إن لم يصل إلى حدود الاستحالة.

ما نشهده هو عصر إبداعي جديد يهضم كل ما سبقه من أجناس أدبية وإبداعية وتقنية ويعيد خلقها في أدب جديد ومختلف، وهذا الأدب هو ما اجتهدت فأطلقت عليه اسم "الواقعية الرقمية".



  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 156 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,661,937