قبل الحديث عن "ما بعد الكلاسيكية الرقمية" ينبغي علينا ان نعرف "الكلاسيكية الرقمية" وقبلها "عصر الحداثة الورقية" وقبلها "الأدب الكلاسيكي الورقي".
ذلك أن الحاضر ابن الماضي وأب المستقبل، فمسيرة الحضارة الإنسانية هي مسيرة تراكمية، ولا شيء منبت عما سبقه، بل تبني البشرية وتراكم فنحن لنا أباء وأساتذة علمونا وهم سبب ما وصلنا إليه من تطور. اللحظة الراهنة ليست لحظة منقطعة عما سبقها. بل هي لحظة تطور طبيعية.
ولهذا سأقوم بعرض موجز سريع جدا لمسيرة الأدب الإنساني منذ فجر التاريخ وحتى الثورة الرقمية.
لكل عصر معناه ولكنى معنى طريقة في القول
والبداية كانت مع أساطير الأولين.
فبداية الوعي الإنساني كانت بداية حلميه، في ظل طبيعة قاسية ولا ترحم، زلازل وبراكين ووحوش وديناصوات وتنانين تنفث النار وطفل صغير يسمى الإنسان يعيش في هذا العالم المرعب، كان لا بد من قول المعنى الذي حمله العصر وتأخر هذا حتى اكتشف الإنسان ذاته باكتشافه للكتابة وأول الكتابة كانت الأساطير ومنها ولدت الملاحم فشهدنا الإلياذة والأوديسة والشاهنامه وكان السردي يختلط بالشعري والهدف قول معنى الوجود الانساني في ذلك العصر.
ثم تطورت البشرية قليلا فولد العصر الزراعي ومعه تطورت الحكاية وحدث نوع من الانقسام ما بين السرد والشعر وجاءت كتب مثل ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وشعراء البشرية الكبار.
ومع دخول البشرية للعصر الصناعي وبروز البرجوازية الصغيرة والطبقة الوسطى تطورت الكتابة أيضا فولدت الرواية، ومع دخول البشرية للعصر التكنولوجي في القرن العشرين ولد أدب ما بعد الحداثة.
وها نحن الآن ندخل في عصر آخر هو العصر الرقمي ومعه ولدت كتابة جديدة مختلفة احتار الكتاب والنقاد في تسميتها وتصنيفها، وكالعادة في مثل هذه الحالات يلجأ الإنسان لجذوره التاريخية فكان أن سمى السرد الجديد بالرواية الرقمية والشعر الجديد بالشعر الرقمي والمسرح الجديد بالمسرح الرقمي الخ.
مع هذه التسميات ولد الأدب الرقمي الكلاسيكي (الكلاسيكية الرقمية) من رواية وشعر ومسرح الخ.
نشرت فى 9 يونيو 2011
بواسطة maiwagieh
الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية: ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م. دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م. ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
2,661,918
ساحة النقاش