لكي يقوم المعلم بجوانب أدواره السابقة بكل كفاءة واقتدار في ضوء معايير الجودة في التعليم العام لا بد أن يتمتع بقدر كاف من القدرات والكفايات التعليمية التي تمثل أهمية قصوى لفاعلية التدريس ورفع كفاءة المعلم لأداء دوره المنوط به على الوجه الأكمل .
المفهوم التربوي للكفاية :
يعرفها عبد الله الحارثي بأنها : " مجموعة من المعارف والمهارات والقدرات والاتجاهات التي ينبغي أن يمتلكها المعلم ويكون قادراً على تطبيقها بفاعلية وإتقانها أثناء التدريس ويتم اكتسابها من خلال برامج الإعداد قبل الخدمة والتدريب والتوجيه أثناء الخدمة " (32) .
ويعرفها عبد الله آل قصود بأنها : " أهداف سلوكية إجرائية يؤديها المعلمون بدرجة عالية من الإتقان والمهارة في المجالات التربوية والتعليمية المختلفة لتحقيق تعلم أفضل ولتصبح العملية التعليمية والتربوية ذات قيمة تعليمية عالية " (33) .
وتعرفها يسرى السيد بأنها:" مجموعة من المعارف والمفاهيم والمهارات والاتجاهات التي توجه سلوك التدريس لدى المعلم، وتساعده في أداء عمله داخل حجرة الدراسة وخارجها بمستوى معين من التمكن، ويمكن قياسها بمعايير خاصة مُتفق عليها "(34) .
وتعرف الباحثة الكفايات التعليمية بأنها أهداف سلوكية إجرائية محددة تحديداً دقيقاً يؤديها المعلم بدرجة عالية من الإتقان والمهارة ناتجة عن معارف وخبرات سابقة لأداء جوانب أدواره المختلفة - التربوية والتعليمية والإدارية والاجتماعية والإنسانية – المطلوبة منه لتحقيق جودة عالية لمخرجات العملية التعليمية .
وللكفاية جانبان : جانب ظاهر وهو السلوك الملاحظ وجانب كامن وهو القدرة الناتجة عن الخبرة والمعرفة والاتجاه . والقدرة الكامنة وحدها لا تشكل كفاية وكذلك السلوك الظاهر الآلي الذي لا ينطلق من وعي مكونات السلوك لا يشكل كفاية ، بل لا بد من توافر الجانبين معاً أداء ظاهر مبني على قدرة كامنة إلا" أن أحد الجانبين قد يطغي على الآخر فإذا طغى الجانب السلوكي الظاهر فالكفاية أدائية ، وإذا طغى الجانب الكامن المعبر عن القدرة فالكفاية عقلية " (35) .
وضمن هذا الإطار بيّن فريدريك مكدونالد Mcdonald Fredrick . " أن كل أداء أو كفاية تتشكل من مكونين رئيسين هما : المكون المعرفي والمكون السلوكي ، فالمكون المعرفي يتألف من مجموع الإدراكات والمفاهيم والاجتهادات والقرارات المكتسبة التي تتصل بالكفاية ، أما المكوّن السلوكي فيتألف من مجموع الأعمال التي يمن ملاحظتها ، ويعد إتقان هذين المكونين والمهارة في توظيفهما أساساً لإنتاج المعلم الكفيء الفعال " (36) .
وترى الباحثة ضرورة ربط الكفايات بأدوار المعلم ، لأن تحديد الأدوار التي سيقوم بها المعلم يؤدي إلى تحديد أدق للكفاية حيث يعتمد تحديد قوائم الكفايات على ما سبق تحديده من الأدوار مما يؤدي بدوره أيضاً على تصنيف وتنظيم هذه الأدوار .
وهذا لا يعني أن يحل مصطلح الدور بدلاً من مصطلح الكفاية لأن مفهوم الدور يختلف عن مفهوم الكفاية فالدور كمصطلح عام يُعرّف بأنه " سلوك اجتماعي متوقع يقوم به الأفراد الذين يحتلّون مواقع محددة في المجتمع " (37) .
وهذا يعني أن مفهوم الدور يختلف عن مفهوم الكفاية من حيث أن مفهومه يحدّد مجموعة المهام والمسئوليات التي ينبغي على المعلم أداؤها تحقيقاً لكفاءة عالية للعملية التعليمية. أي أن المعلم لا يمكن أن يؤدي الدور دون امتلاك كفايات للقيام بهذا الدور . فنجاح المعلم في أدواره يعتمد على ما يمتلكه من كفايات . وحيث أننا نعيش في عصر سريع التغير والتطور ومن ثم انعكاس هذه التغيرات والتطورات على دور المعلم التي تتغير بتغير الظروف ، لذا وجب عليه أن يسعى باستمرار لامتلاك كفايات متجددة يستطيع من خلالها أداء دوره المتجدد.
لقد جاء مفهوم الكفايات في مجال التربية ليعمل على تحسين برامج التنمية المهنية للمعلمين سواء برامج الإعداد أو البرامج أثناء الخدمة . وقد عُرفت البرامج التي بنيت وفق هذا المفهوم بالبرامج القائمة على الكفايات ، كما استخدم مصطلح التربية القائمة على الكفايات Competency Based Education للتعبير عن التربية التي تستخدم تلك البرامج .
ساحة النقاش