وردت تعاريف كثيرة للتسرب منها:
هناك تعاريف كثيرة لمصطلح " التسرب " منها (طنطاوي ، 1974،ص108) الذي عرفه بأنه : (انقطاع التلاميذ عن الدراسة في مرحلة تعليمية معينة دون إتمامهم لمناهج هذه المرحلة ) . بينما يرى (بوليمن ، 1984، ص34) بأنه :( الظاهرة التي يترك الطالب فيها المدرسة أو المؤسسة التعليمية قبل نهاية المرحلة التعليمية التي التحق بها ) . كما يرى (عبد الحميد، 1978، ص34) بأنه : (انقطاع التلاميذ عن الدراسة وعن التعليم) ، أما ( عيسي، 1993،ص3) يرى ( ترك الطالب للدراسة الجامعية بصورة نهائية دون أن يلتحق بمؤسسة تعليمية أخرى ودون أن يعود لدراسته الجامعية مره أخرى كممتحن خارجي ). ويرى الباحث في تعريفه الإجرائي للتسرب بأنه : ( انقطاع المتعلم في المرحلة الابتدائية انقطاعاًً كاملاً عن الدراسة قبل استكمال الفترة المقررة للمرحلة لأسباب خارج النظام التعليمي وأخرى داخل المدرسة أهمها ضعف جودة أداء المعلم العلمي والمهني ) .
(ب) عوامل التسرب: لقد استنتج الأميريكي لندجرن ، استناداً لثلاث دراسات أجريت على(103) من الطلبة المتسربين في مدينة نيويورك : أن الفشل الأكاديمي ، والتغيب عن المدرسة ، ومشاكل النظم المدرسية ، والمشاكل المهنية ، كانت الأسباب الرئيسة وراء ظاهرة التسرب . ودراسات كثيرة أجريت عن عوامل التسرب معظمها، لا تخرج عن إطار مجموعتين من العوامل: الأولى العوامل الداخلية، وهي العوامل الخاصة بالنظام التعليمي، ومن أهمها، المتعلم نفسه، والمعلم والأهداف التعليمية والمحتوى الدراسي وطرائق التدريس، والتقنيات التعليمية، وأساليب التقويم، والمبنى التعليمي الذي يحتوى على قاعات الدراسة والمختبرات والمكتبة والمسجد والملاعب والكافتريا وغيرها. كما أن هناك العوامل الخارجية، وهي خارج النظام التعليمي وتنحصر في العوامل الاجتماعية والاقتصادية، ونعنى بالعوامل الاجتماعية تلك العوامل المتعلقة بأسرة الطالب، فقد يكون التفكك الأسرى، وانفصال الزوج عن زوجته ومعاملة الأب لزوجته وأبنائه معاملة قاسية وكذلك الإهانات، وعدم مراقبة ومتابعة الأب لأبنائه، هذه كلها عوامل تؤدي للتسرب ومنها المجتمع المحيط بالمتعلم مثل جماعة الرفاق والإعلام واللهو غير المفيد. أما العوامل الاقتصادية ونعني بها كل الجوانب الاقتصادية المتعلقة بأسرة التلميذ، و تشير نتائج دراسة مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية ، 1983م ) في دراسته المقارنة الهدار التربوي في دول الخليج العربية بأن صرامة بعض الإدارات المدرسية وبعض المعلمين قد تكون سبباً في تسرب الكثير من الطلبة .
(ج) واقع التسرب: من خلال رجوع الباحث للعديد من الدراسات السابقة ومنها: دراسة " :(سريفا ستفا ، 1984م) ، ودراسة عمر ( 1407هـ)، ودراسة فلاته (1407هـ) ،ودراسة الداؤود (1992م)وغيرها " ، ومن خلال رجوع الباحث لإحصاءات وزارة التربية والتعليم وعلى الرغم من انخفاض معدلات "التسرب " المرحلة الابتدائية لا تزال المشكلة قائمة بل تمثل تحدياً لوزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية يتضح ذلك فيما يلي :
(1) في دراسة قامت بها وزارة المعارف ( سنبل وآخرون ، 1417هـ، ص 158) ، لفوج في العام الدراسي 1406 /1407هـ ، أظهرت أن معدل التسرب التراكمي بلغ 17% وبلغت نسبة الذين تسربوا قبل إكمال الصف الخامس 16% وأن متوسط عدد سنوات التخرج 7.2 سنة ، ومتوسط عدد السنوات المستثمرة لكل خريج 7/8سنة .
(2) وفي دراسة أخرى قامت بها الوزارة ( الغامدي وزميله ،1422هـ، ص132)، لفوج عام 16/1417هـ من (1000تلميذ) في مدارس البنين الابتدائية اتضح إن إجمالي عدد المتخرجين بلغ (861 تلميذاً ) مع نهاية الفوج (384) بعد ست سنوات ، وبلغ (297 ) تلميذاً بعد سبع سنوات ، وبلغ ( 180) بعد ثماني سنوات وأكثر ، وأن متوسط عدد سنوات التخرج 6.8سنة ، وأن نسبة الكفاءة الداخلية الكمية للتعليم الابتدائي بلغت 86%، ثم أجريت دراسات أخرى كثيرة للعديد من الباحثين ، وعلى الرغم من قلة نسبة "التسرب " ، إلى أنها لم تنتهِ تماماً ومن هنا تتضح أهمية هذه الدراسة.
ساحة النقاش