يعود منشأ مصطلح "الجودة الشاملة" إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث طبقت اليابان أسس الجودة على الصناعة فأحدثت طفرة هائلة تلتها الولايات المتحدة في الخمسينيات من القرن الماضي ثم دخلت أسس الجودة إلى كل المجالات الحياتية في جميع أنحاء العالم ومنها التعليم وتعددت وتداخلت مفاهيمها مما يحدونا إلى محاولة تحديد تعريفاتها المتفق عليها. (عنتر محمد، 2005: 430)
ولقد كان من الطبيعي أن تنتقل هذه الأفكار إلى التعليم ولكن بمتطلبات معينة لتطبيق الجودة في المؤسسات التعليمية وتتمثل أهم تلك المتطلبات فيما يلي:
¨ قناعة ودعم وتأييد الإدارة العليا لإدارة الجودة الشاملة.
¨ تبنى الإدارة والعاملين فلسفة إدارة الجودة الشاملة وتعاونهما في تطبيقها.
¨ وجود أهداف محددة مشتقة، احتياجات الفئات المستهدفة وسعى الإدارة والعاملين معاً لتحقيقها.
¨ منح العاملين الثقة وتشجيعهم على أداء العمل وتقدير المتميز منهم دون التدخل في كل كبيرة وصغيرة.
¨ الابتعاد كلياً عن سياسة التخويف والترهيب.
(أحمد مصطفى، ومحمد الأنصاري، 2002: 20)
فمعايير تقييم الجودة الشاملة إنما تعد وسيلة ممتدة لا تنتهي
“TQM a never-ending process” وتشمل كل مكون وكل فرد فى المؤسسة وإدخالهم فى منظومة تحسين الجودة المستمر، وتركز على تلافى حدوث الأخطاء بالتأكيد من أن الأعمال قد أديت بالصورة الصحيحة من أول مرة لضمان جودة المنتج والارتقاء به بشكل مستمر. وبالتالى تشمل إدارة الجودة المعاملة فى مضمونها المبادئ التالية:
المبدأ الأول: العميل “Focus on Customer”
يجب أن تتفهم المؤسسات الاحتياجات والتوقعات الحالية والمستقبلية لعملائها وتكافح لتحقق كل التوقعات، والعميل هنا هو الطالب والمجتمع وسوق العمل الذى يستوعب الخريجين.
المبدأ الثانى: القيادة “Leadership”
يجب أن تهتم قيادات التعليم بتوحيد الرؤية والأهداف الاستراتيجيات داخل منظومة التعليم وتهيئة المناخ التعليمى لتحقيق هذه الأهداف وبأقل تكلفة.
المبدأ الثالث: العاملين “People Involvement”
التأكيد على المشاركة الفعالة والمنصفة لجميع العاملين المشاركين بالتعليم من القاعدة إلى القمة بدون تفرقة كلٌّ حسب موقعة وبنفس الأهمية سيؤدى إلى اندماجهم الكامل فى العمل وبالتالى يسمح باستخدام كل قدراتهم وطاقاتهم الكامنة لمصلحة المؤسسة التعليمية.
المبدأ الرابع: الوسيلة
التأكيد على الفرق الجوهري بين مفاهيم إدارة الجودة الشاملة ومفاهيم ضمان الجودة التي تركز فقط على المنتج وحل المشاكل التي تظهر أولاً بأول.
المبدأ الخامس: اتخاذ القرارات على أساس من الحقائق.
إن القرارات الفعالة لا تركز فقط على جمع البيانات، بل وتحليلها ووضع الاستنتاجات في خدمة متخذي القرار.
المبدأ السادس: التحسين المستمر “Continuous Improvement”
أن يكون التحسين المستمر هدفاً دائماً للمؤسسات التعليمية.
المبدأ السابع: الاستقلالية “Autonomy”،
أي أن تعتمد معايير الجودة الشاملة على الاستقلالية وعدم التبعية (مصطفى محمود، 2005: 272).
وتشير العديد من الدراسات إلى أن للجودة الشاملة العديد من الأهداف حيث يمكن إجمالى ما تشير إليه الدراسات مثل دراسة محمد حسنين (2003) ودراسة عادل الشبراوى (1995) ودراسة NCHESWB (2001)، ودراسة مريم محمد الشرقاوى (2003)، وعنتر محمد (2005) فيما يلي:
- ضمان الأداء الصحيح للعملية في المرة الأولى مع العمل على التحسين المستمر.
- زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة التعليمية.
- تحليل كلفة الجودة ومطابقة النتائج بالأهداف الموضوعة للمؤسسة.
- تكوين ثقافة تنظيمية تشجع على رفع كفاءة الأداء والتحسين المستمر.
- زيادة إنتاجية كافة عناصر عمليات المؤسسة التعليمية
- تنظيم برامج للتدريب المستمر.
- زيادة قدرة المؤسسة على استيعاب المتغيرات البينية المتلاحقة.
- ضمان التحسن المتواصل الشامل لكل قطاعات ومستويات المؤسسة.
- زيادة درجة الرضا لدى العملاء عن المؤسسة.
- تحسين المخرجات التعليمية وإمكانية القدرة على التنافس على المستويات القومية والعالمية.
- زيادة الربحية وتحسين اقتصاديات المؤسسة.
ويؤكد ويست West, (1997) على عدة أبعاد للجودة الشاملة فى أى مجال هى:
1- الفلسفة philosophy فى الجودة الكلية هى عبارة عن الإطار المفاهيمى التى يعمل النظام من خلالها.
2- الأدوات والعمليات Processes and Tools هى التى يتم من خلالها الانتقال من الجانب النظرى الفلسفى للجودة إلى الجانب العملى التطبيقى، وبذلك تكون الفلسفة مدعومة بالأدوات والوسائل والعمليات لتنفيذها.
3- التطور المستمر Continuous Improvement بمعنى أن هدف الإدارة والقيادة فى الجودة الشاملة تطوير المخرجات بصفة مستمرة، وليس الهدف المحافظة على المستوى المقبول من الأداء.
4- جميع العاملين All the Employees بمعنى أن تحقيق الجودة الشاملة ليست من مسؤولية القيادة وإنما هى مسؤولية جميع العاملين فى المؤسسة.
5- رضا واستحسان العميل Satisfy and Delight Customers بمعنى تحديد حاجات العميل وتحقيقها وتحسينها باستمرار للوصول إلى رضا جميع المستفيد الأول من الخدمة.
إن تطبيق نظام ضمان الجودة فى المؤسسات التعليمية يتطلب الاهتمام بمجموعة من المحاور الأساسية التى أكدت عليها دراسة علاء الدين القصوى (1999) ودراسة كلير Clair (1997) وهى:
1- تخطيط جودة التعليم.
2- الرقابة على جودة التعليم، مع التركيز على تقويم الأداء الكلى للجامعة وتقويم العملية التعليمية وتقويم أداء أعضاء الكادر التدريسى والتدقيق المستمر لجودة الخدمة التعليمية.
3- التنظيم الإدارى والهيكل التنظيمى للمؤسسة التعليمية.
4- الإجراءات والموارد والعمليات اللازمة لتحقيق ضمان جودة التعليم .
5- تحسين وتطوير جودة التعليم بالتركيز على المنهج الدراسي.
ساحة النقاش