الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تعددت تعريفات التعبير الكتابى حيث تعرف (وايت وأرنت ( white & Arndt 1991  الكتابة على أنها تكوين رموز مرسومة فى شكل علامات على سطح مستوى من نوع ما ، وهى أكثر من مجرد إنتاج  رموز مرسومة ، فهذه الرموز لابد أن ترتب وفق تقاليد معينة كى تكون كلمات، والكلمات لابد أن ترتب كى تصبح جملاً والجمل بدورها ترتب فى شكل متتالى وبطريقة معينة كى تكون نصا مترابطاً كما أنها تتطلب جهداً عقليا ًواعيا ، مع الأخذ فى الاعتبار الطرق المتنوعة لربطها معاً ، فما يكتب إنما يكتب لكى يتم إعادة قراءته كمثير لمزيد من الكتابة. ومن ثم فالكتابة هى تحويل الأفكار إلى لغة.(p3 ( white & Arndt 1991

 وقد عرف  البعض بأنه ( القدرة على التعبير عن مواقف الحياة ، والقدرة على التعبير عن الذات بجمل متماسكة مترابطة فيها الوحدة والأناقة ، ويتوافر فيها الصحة اللغوية والهجائية وجمال الرسم) . (فتحى يونس  1999 ، 120 )

ويعرفه الآخر بأنه :التعبير عن الأفكار والمشاعر الكامنة داخل الفرد كتابة بطريقة منظمة ومنطقية مصحوبة بالأدلة والبراهين التى تؤيد أفكاره وآرائه إتجاه موضوع معين أو مشكلة معينة . (محمود عبد الكريم 1999 ، 40)

ويعرفه (صلاح عبد السميع 1998)بأنه: تمكين المتعلم من الإفصاح عما يجول بخاطره فى المواقف المختلفة التى يتعرض لها فى الحياة سواء داخل المدرسة أم خارجها ، وبالتالى فإنه يتطلب منطقا سليما ، وفكرا منظما ، ولفظا عذبا مما يجعله يسهم بدرجة كبيرة فى نمو شخصية المتعلم ، وبالتالى يتمكن من مواجهة مواقف الحياة المختلفة .

أقسام التعبير الكتابى :

رصد الأدب التربوى عدة تصنيفات للتعبير الكتابى تختلف باختلاف الأساس الذى يبنى عليه التصنيف وأشهر هذه التصنيفات التصنيف على أساس الغرض من التعبير الكتابى :

·   تعبير وظيفى : ويهدف إلى تحقيق تواصل الناس بعضهم ببعض لتنظيم حياتهم وقضاء حوائجهم ، مثل كتابة الرسائل وبطاقات الدعوة ومحاضر الاجتماعات وملء الاستمارات وكتابة التقارير والشكوى ...الخ .

·   تعبير إبداعى : هو الذى ينقل المشاعر والأحاسيس والخواطر النفسية إلى الآخرين بأسلوب أدبى مشوق ومثير .

(حسن شحاته وآخرون  1990 ، 204 )،(فايزة مصطفى 1997، 103 )

ويرى بعض المتخصصين فى مجال تدريس اللغة أنه من الصعب الفصل بين وظيفة التعبير وإبداعيته ، فمن الممكن أن يكون هدف التعبير ومضمون وظيفيا ولكن عرضه وأسلوبه وطريقة تناوله إبداعيا .

ويتفق محمود عبد الكريم (1998 ، 45) مع هذا الاتجاه حيث يؤكد أن من أهم خصائص التعبير الكتابى التوحد والتفرد فكل يوظف اللغة من خلال أحاسيسه ومشاعره وعالمه الخاص ، ويرى أنه حتى يكون التلميذ مبدعا يجب أن يكتب برقية تحوى تراكيب جديدة لم يتفق معه فيها أحداً من زملائه أو أن يصوغ خطابا لزميله ويدعمه ببعض الأدلة والبراهين المقنعة والمبرهنة على مشاعره تجاه من يراسله أو ينقل رسالة أو معنى معين من خلال بيتين من الشعر ... الخ .

أهمية التعبير الكتابى :

وتكمن أهمية التعبير الكتابى الإبداعى فى أنه القالب الذى يصب فيه الإنسان أفكاره ويعبر من خلاله عن أحاسيسه ومشاعره وأرائه ، وهو الغاية من تدريس باقى فروع اللغة العربية . (محمد عبد القادر  1979، 213 ) 

فالتعبير الكتابى بين فنون اللغة البوتقة التى تصهر فيها آثار تنمية المهارات المتعلقة بالفنون الثلاثة الأخرى من سماع وتحدث  وقراءة مضافا إليه التفكير الذى يعد خامس هذه الفنون . كما أن علاقته بالإملاء والخط ، علاقة الكل بأجزائه فسلامة الكتابة وجودة الخط تمثل بعض مهارات التعبير الكتابى .

ويستمد التعبير الكتابى أهميته مما يلي :

أنه أهم الغايات المنشودة من دراسة اللغة ؛ لأنه وسيلة الإفهام ، كما أنه أحد جانبى عملية التفاهم . أنه وسيلة لتواصل الفرد مع غيره ، وأداة لتقوية الروابط الفكرية والاجتماعية بين الأفراد . (فتحى يونس 1999 ، 119 ) .

كما تكمن أهمية التعبير الكتابى فى أنه الأداة الماهرة لتوظيف المعارف والمفاهيم المستقاة من قنوات المعرفة المتنوعة باستخدام كل الحواس لوصف الفرد وجهة نظره تجاه المثيرات الخارجية فضلا عما تختلجه نفسه من مشاعر وأحاسيس .

ويتميز التعبير الكتابى عن الشفوى فى القدرة على التنامى أثناء الكتابة فالتلميذ يبدأ الكتابة وبداخله فكرة محددة ، ثم تتولد لديه أفكار أخرى جديدة أثناء الكتابة .

( حسن جعفر 2005 ، 107)

مهارات التعبير الكتابى :

من خلال مراجعة الأدبيات التربوية والبحوث والدراسات السابقة يتبين أن هناك تصنيفات متعددة لمهارات التعبير التعبير الكتابى ، منها دراسة (الحسينى العجمى،1988م) التى هدفت إلى تنمية مهارات التعبير الوظيفى  فى المدراس الثانوية الصناعية ، وانتهى فيها إلى أن كل مجال من مجالات التعبير له مهارات خاصة به ، ولكن هناك مهارات مشتركة بين هذه المجالات تتمثل فى : المقدمة ، العرض ، الخاتمة. أما دراسة(طاهر علوان،1988م) فقد استهدفت تقديم منهج مقترح لتعليم التعبير الكتابى بالتعليم العام ، وقد صنفت هذه الدراسة مهارات التعبير الكتابى إلى مهارات خاصة بهيكلة النص وتشمل : البناء العام ، وتنظيم المحتوى ، ومهارات خاصة بالمعجمية وتشمل ؛الملاءمة والتنوع ، ومهارات خاصة بالنحو، ثم مهارات خاصة بالتهجى وعلامات الترقيم ، وأصالة المحتوى .كما صنفت دراسة (عفت درويش،1988 م) المهارات إلى مهارات رئيسية هى : المقدمة – الأسلوب – العرض – الخاتمة .ويشير( فتحى يونس ،2000م) أن للكتابة مهارات من أهمها : مراعاة القواعد الهجائية، ومراعاة قواعد الشل فى الكتابة ، بالإضافة إلى مهارات تنظيم الكتابة . أى أن مهارات الكتابة تتمثل فى : المهارات الفكرية ، والمهارات الأسلوبية اللغوية ، والمهارات التنظيمية . وقد أقر (عبد الحميد عبد الله 2003م) هذا التصنيف،وقسم مهارات الكتابة إلى ثلاثة محاور هى :

المحور الفكرى:وضم المهارات الفرعية التالية :

* يستهل الموضوع بمقدمه مشوقة .      

*يعبر عن الفكرة بوضوح.

* يستوفى العناصر الأساسية للموضوع .

*يرتب الأفكار ترتيبا منطقيا أو تاريخيا.

* يسوق أدلة متنوعة لتدعيم الأفكار .

*يولد فكرة كم أخرى .

يستخلص النتائج .

*يقدم حلولا ومقترحات إذا تطلب الأمر.

المحور اللغوى:واشتمل على المهارات التالية:

* يستخدم كلمات مناسبة للسياق .

*يعبر بكلمات محددة الدلالة .

* يستخدم جملا صحيحة فى تراكيبها.

*يستخدم أنماطا متنوعة للجمل .

* يستخدم جملا تعبر عن المعنى .

*يوظف الصور البلاغية خدمة للمعنى.

المحور التنظيمي:وتكون من سبع مهارات هى :

* يكتب بخط واضح ومقروء .

*يراعى قواعد التهجى .

* يقسم الموضوع إلى فقرات .

*يعبر عن كل فكرة فى فقرة.

* يستخدم علامات الترقيم .      

*يبرز كتابة العناوين الفرعية إذا تطلب الأمر.

* يراعى الهوامش المناسبة .      (عبد الحميد عبد الله 2003م،ص215)

وهناك مهارات ترتبط بكل مجال من مجالات التعبير الكتابى على حدة ، فكتابة القصة تتطلب مهارات معينة تختلف عن مهارات كتابة الخطاب أو البرقية ، فعلى سبيل المثال تتطلب القصة مهارات مثل : الحوار ، عرض الشخصيات الأساسية والثانوية ، الحبكة ، العقدة الصراع وتسلسل الأحداث ، بينما يتطلب مهارات مثل : البسملة ، والتحية ، والمقدمة ، الموضوع ( الهدف من الخطاب ) ، الخاتمة ( نهاية الموضوع وتخليصه ) ، التوقيع ، تاريخ كتابة الخطاب

( حسن شحاتة ، 1993 م)،(على مدكور ، 1995 م)، (حنان الشاعر ، 1997 م)،( مصطفى إسماعيل ، 1999 م)  ، (وجيه المرسى 2008)

التعبير الكتابى الإبداعى ؛مفهومه وأهميته لطلاب المرحلة الثانوية الفائقين:

ويعرف مفهوم التعبير الكتابى الإبداعى على أنه : إظهار المشاعر والإفصاح عن العواطف وخلجات النفس وترجمة الإحساس بعبارة منتقاة اللفظ جيدة النسق ، بليغة الصياغة ، بما يتضمن صحتها لغويا ونحويا ، بحيث تنقل سامعها أو قارئها إلى المشاركة الوجدانية لمن قالها أو كتبها ، كى يعيش معه فى جوه وينفعل بانفعالاته ، ويحس بما أحس هو به . (حنان الشاعر1997 ، 85 )

ويوصف بأنه : الكتابة التى يقوم بها التلميذ ليعبر عن مشاعره واستجاباته لخبرة معينة مثل شئ رآه أو سمعه أو اتصل به .( محمود رشدى وآخران 1982 ،237)

ويعرفه البعض بأنها : صناعة يراد بها التعبير عن الخواطر والمحسوسات بوضع صحيح وأسلوب صريح ، فهى ثلاثة أركان : الخاطر المراد إيضاحه وهو الإنشاء ، والوضع الذى يبدو به ذلك الإيضاح وهو البيان ، والكيفية التى يحصل بها ذلك وهو الأسلوب . (أحمد فارس  1989 ، 25 )

كما يعرفه آخر بأنه : تعبير جميل بالكلمات ، مختار اللفظ ، محكم العبارة ، بليغ الصياغة ، عن تجربة صادقة قادرة على التجاوز إلى الآخرين .

(أحمد هيكل 1998 ، 15 )

وأخيرا هناك من يعرفه بأنه : القدرة على التعبير عن الشعور والإحساس ، واستخدام اللغة المجازية وفنيات الصياغة الأدبية البليغة ، ولا تقف عند هذا الحد بل تتعداه إلى أصالة الأفكار ، وعمقها ، وجدتها ، وأصالة أساليب التعبير عنها ، والإبداع فى عرضها ، وفى إبراز الصور المتخيلة ، وبناء الصور اللفظية ، كما أنها تشمل كل مراحل الكتابة بدءاً بالفكرة وانتقاء الألفاظ ، وانتهاء بالشكل التنظيمى لما تم إنشاؤه قبلا. (على عبد العظيم 1991 ، 105)

وفى ضوء العرض السابق يمكن للباحثة أن تصوغ تعريفا إجرائياً للتعبير الكتابى الإبداعى بأنه :قدرة الطالب على التعبير عن نفسه تجاه ما يشعر به ويدركه بحواسه بأسلوب جميل وشيق يتصف بالطلاقة والمرونة والأصالة ( التفرد ) مع إبراز أهم التفاصيل بما يضمن تحقيق عنصر الإمتاع والإقناع .

وبعد التعرف على المفهوم العام للتعبير الكتابى الإبداعى والمفهوم الإجرائى الخاص به فى هذا البحث ؛ تعرض الباحثة لمدى أهمية التعبير الكتابى الإبداعى لطالب المرحلة الثانوية .

أهمية تعليم الكتابة الإبداعية فى المرحلة الثانوية :

للكتابة الإبداعية فى المرحلة الثانوية أهمية كبرى من حيث أثرها فى الجانب اللغوى والنفسى والاجتماعى ، ويتضح ذلك فى ما يأتى :

الجانب اللغوى : وتتمثل أهميته فيما يلى :

·    يعد من المجالات الخصبة للتدريب على استعمال اللغة وذلك من خلال التعبير الجيد المتميز بالطلاقة والأصالة ، كما يصقل مواهب الطلاب فى كتابة أحد أو بعض فنونه المتعددة كالقصة واليوميات ، والوصف والشعر وغيره من الفنون الأخرى .

·    يمثل أساسا مهما من أسس تدعيم جودة الكتابة فى المستقبل ؛ فهو يحافظ على اللغة وينميها ، ويعمل على تدريب الطالب على جودة التعبير وسلامة الأداء ، وحسن تصوير المعنى ، واستخلاص المعانى الجديدة والقدرة على تتبع الأفكار ، والتعبير عن الذات بأسلوب بلاغى رفيع ، وعلى اختيار ما يكتب ، والتمييز بين الغث والثمين وإدراك أسراره .

·    ينمى الذوق الأدبى ، ويرهف حاسة الجمال ، ويوسع الخيال لدى التلاميذ فقد يتناول أمورا جافة وموضوعات جامدة فيزيدها حسنا ويودعها صفاء وبهاء.

فتحمل بذلك إلى القارئ شيئا من الجمال الفنى والأدبى أيا كانت درجته ، كما يمده بأساليب وأفكاره جديدة تقوى لغته الخاصة ، وتدفعه إلى الإقبال على القراءة والمشاركة فى الحالات الوجدانية مع غيره .

(سعيد زكى 2000 ، 75)

·    يربط التلاميذ بتراثهم الأدبى واللغوى ويوسع الأفق الثقافى لديهم ويزودهم بالفكر والقيم الإنسانية الراقية .

·    ينمى لديهم اللغة المعبرة عن مهارات التفكير العليا ، كما ينمى لديهم قوة الملاحظة والتدقيق والتمعن اللغوى ، لأنه عمل فكرى وفنى محض  وتتجلى من خلاله عمليات البحث عن المعانى الجديدة ، واستخلاص الأفكار السديدة ، وتلك المحاولات تدرب الذهن وتصقل التفكير .

·    يعد مرآة صادقة يكشف من خلالها عن المتميزين فى مهارات الكتابة الإبداعية ، وعمن يملكون أكبر قدر منها ، فيؤخذ بأيديهم إلى تنمية هذه المهارات ويبرز نقاط الضعف لدى الآخرين ، فيمكن تحديدها وتلافيها فى المستقبل . (ربيع شعبان 2000 ، 45)

الجانب الاجتماعى : وتتمثل أهميته فيما يلى :

·    تساعد الطالب فى الكشف عن نفسه أمام زملائه ، وبالتالى يستطيع تكوين مفهوم واقعى عن ذاته. كما تتيح الفرصة لكل طالب كى يتعلم تبعا لأسلوبه الخاص، وأن يعبر بطريقته ، وأن ينمو معبرا عن فرديته ومبرزا إياها ، وبذلك يتهيأ الطالب لإطلاق إمكانياته وقدراته العقلية مما يساعده على مواجهة تحديات المستقبل الغامضة . (محمود خاطر  1984 ، 237)

·    يعد ذا قيمة اجتماعية ، فمن خلاله ينال الطالب ذو الموهبة الأدبية واللغوية تقدير المجتمع ، ويحظى باهتمامه ، ويعتمد عليه فى كثير من الأمور سواء فى أمور الحياة العامة لتى تقتضيها شئون السياسة والدعاية ، والتوجيه والإرشاد ، والمناسبات الاجتماعية ، أو فى تحقيق المتعة الجمالية لمن يتذوقون الكتابة الإبداعية الرفيعة . فهى تأتى فى أسلوب جلى يفى بكل المقاصد التعبيرية ، مما يكون له تأثير قوى فى نفوس القراء، فيشاركون صاحبه ، ويستحيبون له فى عواطفه ، ويتذوقون فنه وأدبه ، وبــذلك تتحقق القيمة الاجتماعية .  (محمد ظافر ويوسف الحمادى 1984 ، 201)

الجانب النفسى : وتتمثل أهميته فيما يلى :

·    يعمل على تقليل الاضطراب النفسى ، كما يعمل على التكيف النفسى والاجتماعي ، وإمتاع الطالب ، وتحقيق المتعة النفسية له . فهى وسيلة من وسائل تنفيس الطالب عن نفسه ، والتعبير عن كل ما يجول بخاطره ، ويعتمل فى وجدانه ، ويدور فى ذهنه على نحو تظهر فيه شخصيته وعاطفته .

·    تساعد الطلاب على الاستمتاع بالآثار الأدبية الرفيعة والإفادة منها ، والعزوف عن قراءة الأدب الرخيص ، كما تساعد على استثمار أوقات الفراغ والاستمتاع بها ، مما يكسب الطلاب الراحة النفسية ، ويحقق لهم قدرا من التكيف والانسجام .

·    تعمل على إشباع ميول الطلاب ، والتعبير عن حاجاتهم النفسية ، واتجاهاتهم وقدراتهم ، ومعتقداتهم، وطموحاتهم ، وخبراتهم .

·    تجعل الطالب يثق بنفسه ، ويتلذذ بطبيعة عمله وإبداعه عندما يشعر بالرضا وهو يقدم موضوعا ناجحا ومفيدا وجميلا ، وبالتالى تعالج الكتابة الإبداعية التهيب ، والتردد ، والانطواء ، كما تبعث على الشجاع والاطمئنان ، وتمنح الطالب قوة فى التصور ، وإدراكا للواقع ، وتفهما له ، وتوسع مداركه .

  (أحمد عبد الرحيم 2006 ، 85)

طبيعة طلاب المرحلة الثانوية :

من أهم أسس تعليم وتنمية مهارات الكتابة الإبداعية فى المرحلة الثانوية التعرف على طبيعة طلاب هذه المرحلة ، وعلى خصائصهم وسماتهم ، حتى يمكن أن تؤخذ فى الإعتبار عند وضع برامج تعليمهم ، وحتى تصبح هذه البرامج متسقة وملبية لهذه الخصائص وتلك السمات .

·    يرى الباحثون أن الطالب فى هذه المرحلة ينتقل من عالم المحسوسات إلى عالم المجردات ، ومن ثم فهو يرغب فى التعبير عن عواطفه ، وانفعالاته المختلفة وعن العالم الذى يعيش فيه ، من زواياه السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وغيرها .

·    كما يتوق إلى المشاركة فى الأحداث الجارية والقيام بعمليات البحث والتنقيب عن المعانى والأفكار ، ويحتاج إلى كتابة المذكرات الشخصية ، والمقالات الأدبية ، والتقارير .

·    ولذا فإن مجالات التعبير والكتابة فى هذه المرحلة ينبغى أن تشمل كل هذه النواحى ، وأن تتعدد بتعددها لتكون وظيفية تارة ، وإبداعية تارة أخرى .

·    وعلى أن يكون ذلك كله فى مـواقف طبيعية مرتبطـة بفـروع اللغة الأخرى  .(حسين قورة 1972 ، 190 )

·    وتعبيرات الطالب فى هذه المرحلة يمكن أن تمزج بين انفعالاته ، وأحاسيسه الذاتية ، والكون والطبيعة المادية المحسة من حوله ، بحيث يمكن له أن يعطى انطباعا عن الكون ، ويعكس رؤيته من خلاله .

·    ويمكنه الاستعانة بالصور والأخيلة ، والألفاظ التى تعكس عاطفته ، وتجلى رؤياه ، كما أنه يكون فى هذه المرحلة واسع الخيال ، ومتذوقا للجمال .

·          ويبدو ذلك جليا فى تعبيراته وكتابته ، وتكون أساليب الخيال عنده فيها تزيين وزخرفة  .

 إن طلاب هذه المرحلة يمرون بمرحلة ” يبرز فيها الجانب الوجدانى الذى فى ظله تنمو الملكات اللغوية وهى من أخصب المراحل التى تبرز فيها المواهب الفنية والأدبية.

كما أن الطلاب قد جاءوا إلى هذه المرحلة بعدما اكتسبوا المحصول اللغوى الكافى ، وتكونت لديهم ثروة لغوية كبيرة يستطيعون من خلالها التعبير عن أنفسهم ، وعما بداخلهم تعبيرا لغويا وكتابيا بشكل جيد، وبأسلوب بلاغى جميل يعبر عن مواهبهم الأدبية واللغوية  .(حسن جعفر 2005 ، 85)

ومن الخصائص المميزة للنمو الانفعالى الوجدانى كذلك أن  الطالب فى هذه المرحلة يكون العديد من العواطف والمشاعر نحو الموضوعات  والأشياء الجميلة .

فنجده ميالا للمناظر الجميلة من حوله وعاشقا للطبيعة، ولذا فهو يعشق الفنون الجميلة كالأدب من : شعر ونثر ، وهذه الحالة تظهر بوضوح أيضا فى ميلهم للفنون كالرسم والنحت .

وكذلك فى القصص والمسرحيات والمقالات والوصف ، حيث يفرغون فيها طاقاتهم الانفعالية ، ويعبرون من خلال الكتابة الفنية والأدبية  .

ومن خصائص النمو العقلى والمعرفى أن  سرعة نمو الذكاء تهدأ ، ويقترب من الوصول إلى اكتماله ويزداد نمو القدرات العقلية خاصة القدرات اللفظية ، والسرعة الإدراكية لتباعد مستوياتها وتنوع حياة المراهقين العقلية ، وتباين مظاهر نشاطها واختلافها .

ومن ثم يصبح المتعلمون فى هذه المرحلة قادرين على استيعاب مهارات الكتابة وعملياتها ، وإتقانها، وبهذا تصبح لديهم قدرة كبيرة على التمكن من الكتابة فى كافة الفنون ، كما يظهر الإبداع والابتكار خاصة لدى الطلاب الأكثر استقلالا وذكاء وأصالة فى التفكير ، والأعلى فى الطموح  . (حسن مسلم2000 ، 132)

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 7673 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,901