الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

أصبح من المسلمات أن الأدب شىء مهم وحيوي بالنسبة للفرد والجماعة , فهو يمد الإنسان بطاقات وشحنات تمس وجدانه ومشاعره وإحساساته ، فيحدث فيه نشاطا وقدرة علي التعبير .

ولقد أكد البعض علي أهمية التذوق وأنه لا يقل أهمية علي التفكير العلمي ، فالقدرة علي تذوق جمال الكون والاستمتاع بالفنون الأدبية أمر أساسى في حياة كل فرد وضروري لتكامل شخصيته واستمتاعه بآدميته ، ومخطئ من يظن أن الحضارة الحديثة علم وتكنولوجيا فقط أو تقاس بهما فحسب .. فالحضارة الحديثة كما تقاس بهما تقاس بمدي تذق شعبها للفن ، واستمتاعه به ، وإبداعه له  . (رشدي طعيمة 1971 ، 40 )

ولأهمية مهارة التذوق الأدبي في حياة الطلاب فقد عد مخططوا مناهج الأدب والنصوص تنمميتها من الأهداف الكبري لتدريس الأدب والنصوص في مراحل التعليم العام ؛ لذلك أصبح الهدف من دراسة الأدب تكوين التذوق الأدبي في نفوس الطلاب , فيتجلي ذلك في تعبيرهم ويدفعهم إلي مواصلة القراءة في أوقات فراغهم لروائع الأدب من شعر نثر .

ولقد أكد علم النفس علي قدرة صاحب الذوق السليم علي تقدير الأعمال الفنية والأدبية وإدراك ما فيها من جمال وتناسب وانسجام .الاستمتاع بهذا الجمال والشعور باللذة والسرور عند معايشته وإدراكه ، ومحاكاة ذلك الجمال سواء كان في الأعمال أو الأفكار حيث أن التذوق السليم منبع السرور واللذة ويعد من الدوافع القوية لتهذيب الأفكار والسمو بها وتنسيق الألفاظ .

لذلك يجب تقديم الأعمال الأدبية التي تتسم بالقيمة الفنية العالية والتي تحمل بين  طياتها الفضائل   الخلقية والاجتماعية والبعد عن الأعمال الرديئة ذات الأسلوب السطحي والمتكلف والتي تحمل قيم اجتماعية سيئة .

مصادر تكوين التذوق لدى الطلاب الفائقين بالمرحلة الثانوية :

     هناك عدة مصادر تسهم فى تكوين التذوق لدى الطلاب ، ويمكن إيجازها فى :

·    محاكاة النصوص البليغة ، والنسج على منوالها عن طريق تقليدها ، والسير فى طرائق جديدة ، موصلة بها على أساس من الذاتية والطابع الشخصى.

·    مطالعة الروائع العالمية ، والإطلاع على اتجاهات النقاد ، وأذواقهم ، وممارستهم وتطبيقاتهم ، والتعلق بالنصوص الأدبية ومعايشتها ، والميل الشديد لها .

·    إتقان علوم اللغة والنحو والصرف والاشتقاق يساعد طالب المرحلة الثانوية الفائق (المتذوق) على إدراك ما فى العمل الأدبى من جمال فى الصياغة الفنية التى هى من أساسيات التذوق .

·    السمات الشخصية للطالب الفائق ، والتى تجعله يقبل على التعلم والتحصيل الدراسى بشغف رغبة فى إحراز التفوق بين أقرانه .

تقويم التذوق الأدبى :

   هناك نوعان من التقويم يتناسبان والتذوق الأدبى هما :

·   التقويم البنائى : وهو تقويم عقب تدريس كل مهارة ، وذلك للتأكد من تنميتها ، وتمكن الطلاب منها ويكون عن طريق أسئلة معدة لذلك .

·   التقويم النهائى : ويكون بعد الانتهاء من تدريس النصوص التى تم الإشارة إليها عن طريق (الاختبار التحصيلى ، والمقياس) المعد من قبل الباحثة .

ثانيا : التعبير الكتابى الإبداعى ومجالاته لدى طلاب المرحلة الثانوية الفائقين.

يتمثل الهدف الأساسى لتعليم اللغة فى إكساب المتعلم القدرة التى تمكنه من الاتصال اللغوى الواضح السليم ؛ سواء أكان هذا الاتصال شفوياً أم كتابياً ، ويمكن أن يتحقق هذا الهدف من خلال فنونها الأربعة:الاستماع – التحدث – القراءة – الكتابة ؛ باعتبارها أركان الاتصال اللغوى، واللغة العربية كل متكامل يتأثر كل فن من فنونها بالفنون الأخرى.

وتأسيساً على ما سبق ، تعد الكتابة إحدى الأطراف المهمة فى عملية الاتصال الإنسانى، فما دام هناك مستمع لابد وأن يوجد متحدث يعبر عن أفكاره ومشاعره، وما دام هناك قارئ ؛ فلابد أن يكون هناك كاتب، ومن ثم تمثل الكتابة جانب الإرسال فى عملية الاتصال اللغوى.

حيث يرى البعض أن اللغة تتكون بشكل عام من لغتين ؛ لغة استقبالية تتكون من الاستماع والقراءة ، ولغة إنتاجية تتكون من الكلام والكتابة ، وتبنى اللغة  ككل من خلال العلاقات القائمة بين هذه المهارات . وجاءت القراءة  مع الاستماع لتشكل معها اللغة الاستقبالية . ومن ثم فالشخص الذى لا يحسن الاستماع لا يكون متحدثا بارعا ، وأن الشخص الذى لا يحسن القراءة لا يمكن أن يكون كاتبا بارعا ، واللغة كأداة اتصال تعتمد على طرفى الاتصال المرسل ؛ المنتج (المتحدث أو الكاتب )والمستقبل (المستمع أو القارئ).(محمود فندى ،2007،ص9)

فالكتابة من أهم أنماط النشاط اللغوى وأكثرها انتشاراً ، ومن دونها لا تقوم بين جماعات المجتمع صلات فعالة مثمرة ، وهى جزء حيوى فى حياة الناس اليومية ، وهى أيضاً أداة من أدوات التعليم والتعلم.(فتحى يونس،وآخرون،2000م،ص 30 )

ويرى كلاً من (سكارسلا وأكسفورد (Scarcella & Oxford 1992 بأن الكتابة ليست عملية خطية ، بل تفاعل ناتج بين توليد الفكرة والتشكيل المعجمى والبلاغى والتنقيح الألى، فهى عملية غير مرتبة لدى كثير من الكتاب وليست العملية التى يسبقها إطار عمل تخطيطى مستقيم كما تصفها بعض الكتب النصية التقليدية.( (Scarcella & Oxford 1992pp 127 : 133

ويرى (سيمونز ((Simmons 2007 أنه فى أواخر القرن العشرين ظهرت نظرية بيانية (بلاغية) تطلب من المعلمين أن يشجعوا طلابهم على الكتابة عن موضوعات شخصية وغير شخصية ورسمية ، ومن ثم فإن الأهداف التقليدية للكتابة وهى (الإمتاع والإقناع والتعليم ) قد أضيف إليها الوجدانيات العميقة للفرد ، وهذه الحركة أجبرت المعلمين أن يقرؤوا ويقيموا كتابة الطلاب بطريقة أكثر تعاطفا واقترابا، والنتيجة الحتمية لذلك هو أن يستمد المعلمون الكتابة التى تعبر عن الغضب والثورة والرغبة فى الثواب والعقاب وهكذا… ويقدم الكاتب مجموعة من الافتراضات العملية للمعلمين الذين يرون أنماطاً غير مشجعة ومزعجة فى كتابة الطلاب.

ويؤكد البعض على أهمية الكتابة باعتبار أنها المعبر لحفظ وظيفة المؤسسة التعليمية ؛ فبقاء الطلاب فى محيطات أكاديمية تخصصية يتوقف على قدرتهم على الكتابة ، حيث لا يزال يقيم الأساتذة طلابهم على أساس عملهم الكتابى ، كما يلاحظ أن الطلاب الذين يتمتعون بمهارات كتابية عليا يتقدمون فى تخصصاتهم بسهولة وسرعة  ، فى حين نجد أن الطلاب الذين لا يكتسبون هذه المهارات يتقدمون بصعوبة وبطء. (p 117 (Scarcella & Oxford 1992

ويصنف (بيرن Byrne1991 (مهارات الكتابة إلى أربعة مهارات فرعية وهى :-

مهارات القواعد النحوية : وتتضمن القدرة على كتابة الجمل نحوياً بشكل سليم

مهارات الأسلوب : وهى تشير إلى القدرة على استخدام أساليب اللغة المختلفة بفاعلية.

مهارات التقييم :  وتتضمن القدرة على الكتابة بأسلوب جيد لغرض محدد وجمهور معين ، بالإضافة إلى القدرة على الاختيار والتنظيم وتركيب المعلومات.

المهارات الآلية: وهى القدرة على استخدام تقاليد الكتابة مثل ؛علامات الترقيم والهجاء بشكل سليم. Byrne1991))

هذا ويعد التعبير الكتابى أحد أهم فنون اللغة الأربعة وهو من أهم أدوات الإنسان فى التواصل ، والتى  تتيح للفرد التعبير عن حاجاته ومشاعره وأفكاره .

وتتجلى أهميته فى كونه وسيلة اتصال تعبر حواجز وحدود الزمان والمكان بين طرفى التواصل (المرسل والمستقبل) فبدونه تفقد الجماعة اللغوية القدرة على الحفاظ على حضارتها وتسجيل تراثها ، وتداوله ، وتطويره ، فالكلمة المكتوبة كانت بداية التاريخ الحقيقى للبشرية والحضارة الإنسانية .

كما أنه أكثر فنون اللغة قوة وتأثيرا وإقناعا ، حيث إن سحر الكلمة المكتوبة على العقل لا يوازيه وسيلة أخرى من وسائل تواصل الإنسان بغيره .

فالتعبير الكتابى من أهم وسائل التواصل وأسماها ، وهو الغاية النهائية من تعليم اللغة ، فعندما يتعلم التلميذ القراءة والتحدث والاستماع والتهجى والخط يكون الهدف من وراء ذلك هو إقدار الطالب على التعبير عما يجول بخاطره ، وذلك يساعده على تحقيق الانتماء للجماعة والتفاعل مع الآخرين . ( محمد مجاور 1983 ، 542 )

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1258 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,525