الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

1- مفهوم التنافس Competition

تعددت الآراء حولَ مفهومِ التنافس بين العلماءِ و الباحثين ، ولكنها اتفقت حول طبيعة العلاقة التنافسية بين الأفراد والتى تتسم بالسلبية و التمركز حول الذات ، وقلة الاتصال بين الأفراد وعرقلة الأفراد لبعضهم من أجل الوصول إلى المكافأة قبل الآخرين بالإضافة إلى نقص التماسك وانخفاض معدل الثقة بين الأفراد ومن هنا فالمنافسة أداة غايتها الأساسية الفوز على الخصم أو الطرف الآخر فى إنجاز الأهداف المشتركة والمرغوب فيها. ( Swans ,1952 : 147 )               

 ومن ثمَّ فإنَّ المنافسةَ هى شكل محدد للصراع،حيثُ تتضمن قواعد للنشاطات التى تتخللها المنافسة ، يجب على المتنافسين مراعتها مع الالتزام ببعض المعايير التى تحفظ تلك القواعد وينتفى فى المنافسة عنصر الإكراه و السماح باللجوء إلى التحايل و التزوير لبلـوغ الأهداف المتنافس عليها . كما أنَّها تتسم بقدر كبير من الدينامية (Dynamism )  باعتبار أنَّها تحفظ الميل إلى الإنجاز ، وتحقيق الأهداف المتنافس عليها ، وذلك عن طريق رفع الروح المعنوية و مستوى الطموح والتهديد بالفشل فى الوقت الذى تجمعت فيه إمكانية النجاح ،ولهذا فهى تزداد قوة و تأثير مع زيادة تعقيد المجتمعات بسرعة تبدلها ، ويعتبرها البعض أبرز مظاهر مدنية وتقدم هذا العصر .

والموقف التعليمى التنافسى يبنى على حكمة ( أنا أعوم أنت تغرق ) والعكس حيث يتم بناء الموضوع الدراسى ليعمل الأفراد فرادى ضد بعضهم البعض ، ولا يحقق الهدف سوى عدد قليل من الطلاب الذين يناضلون ويكافحون من أجل ذلك ، والفائدة تعود على الفرد وليس على الجميع ، ويشكل الاعتماد المتبادل والتفاعل السلبى أهم عناصر التعلم التنافسى؛ حيثُ يسعى كلُّ فرد إلى التركيز على زيادة تحصيله فحسب ، وتكون المكافـأة محدودة والدرجـات تبعا للمنحنى الاعتدالى ( الطبيعى ) أو درجة من الأحسن أو الأسوأ ،ويكون الاحتفال عندما ينجح واحد ويفشل الآخرون ويمثل التنافس موقفا اجتماعيا ترتبط فيه أهداف التلاميذ بصورة سلبيةٍ .

2 – مفهوم التعلم التنافسى :

 للتعلمِ التنافسى العديدُ من التعريفات من أهمها :

·   هو الموقف الذى يسعى فيه الفرد إلى تحقيق هدفه قبل الآخرين، ويكونُ فيه الارتباط سالبًا بين تحقيق الفرد لهدفه وتحقيق الآخرين لأهدافهم .  (221:29) 

·   هو الموقف التعليمى الذى يعمل فيه الطلاب ضد بعضهم البعض، ويناضل كل منهم ليكون أحسن من زملائه، والفائدة تعود على أحد الطلاب دون غيره ، والدرجات تكون طبقا للمنحنى الطبيعى ، والمكافأة محددة للناجحين.:27)   225)

·   هو الموقف الذى يتضمن عمل الطلاب فرادى لتحقيق أهدافهم ، ويكافئ الطالب الذى يحقق أعلى درجة .182:633-659)       )

·   هو الموقف الذى يتعارض فيه هدف الفرد مع أهداف الآخرين ، أى أن نجاح أحد الطلاب فى تحقيق أهدافه يؤدى إلى إعاقة الآخرين فى تحقيق أهدافهم ويتصارع الأفراد معا .

·   ويعرف كذلك بأنه أسلوب تعليمى يزيد من فرص تحقيق الهدف لدى عدد قليل من الأفراد، ويقلل من فرص الآخرين لتحقيق أهدافهم ، أى يصل فيه الفرد إلى الدرجة التى لا يمكن أن يصل إليها الآخرون ، لعدم قدرتهم على الوصول إلى الهدف ويكون هدف الطالب الحصول على التعليم القائم على إعاقة تحقيق أهداف الآخرين.  (171:17)

·   هو الموقف التعليمى الذى ترتبط فيه العلاقة بين تحقيق أهداف الفرد مع أهداف الآخرين ارتباطا سالبا. فعندما يحقق أحد الأفراد هدفه فإن المتنافسين معه يفشلون فى تحقيق أهدافهم. 244:83)  )

·   هو الموقف الذى تتداخل فيه الأهداف التى يسعى الفرد لتحقيقها مع أهداف الآخرين ، وتحرك الفرد لتحقيق هدفه يعوق تحرك الآخرين نحو تحقيق أهدافهم ،أى تكون فيه العلاقة سلبية بين تحقيق الفرد لأهدافه وتحقيق الآخرين لأهدافهم .(28: 760)

·   هو الموقف التعليمى الذى يتصارعُ فيه الأفراد من أجلِ المكسب أو الخسارة ،ويحاولُ كل منهم تحقيق هدفه عن طريق إعاقة الآخرين.   (295:7)         

مما سبق يتضح ما يلى:

-  التعلم التنافسى موقف تعليمى يبذل فيه الفرد المتنافس أقصى جهده؛ ليتفوق على زملائه ، ويحصل على مكافأة ويحقق هدفه محاولا إعاقة الآخرين الذين يتنافسون معه ليكون هناك فائز واحد، وتكون الفائدة شخصية له ، ويتسم بوجود علاقات سلبية بين تحقيق الفرد لهدفه وتحقيق الآخرين لأهدافهم،  وعدم تقسيم العمل بين الأعضاء ويقوم كل طالب بتعلم جميع أجزاء الموضوع بنفسه ، وعدم الاتصال أو المشاركة بين الأعضاء.

-     كلما زادت سمة التنافس فى الفرد فإن ذلك يشير إلى تناقص سمة التعاون لديه والعكس ، وقد استفاد الباحث من هذه العناصر المشتركة فى صياغة التعريف الإجرائى للتعلم التنافسى المستخدم فى البحث الحالى وهو :" مجموعة من الإجراءات التعليمية والتى يبذل كل فرد فيها داخل مجموعته المكونة من ( 5 6 ) طلاب أقصى جهده لدراسة موضوع محدد من موضوعات القراءة المتعددة للصف الأول الثانوى وتحقيق أعلى درجة بين أفراد مجموعته ، محاولاً أثناء ذلك إعاقتهم بإخفاء المعلومات عنهم  ويكون التفاعل سلبيا والاتصال مع الزملاء مغلقا والاعتماد المتبادل سلبيا ، والتقويم مرجعى المعيار" .

3- أنماط التعلم التنافسى :

  هناك نمطان للتعلمِ التنافسى  هما :

أ- التعلمُ التنافسى الجمعى ( بين الفرق )، ويعتمدُ على تعلمِ أعضاء المجموعة الواحدة تعاونيًا لتحقيقِ أعلى درجة فى التحصيلِ أو تحقيق هدف المجموعة المنشود،ثم التنافس مع المجموعات الأخرى؛ لبيان أى المجموعات أكثر تحصيلا ، أو تحقيقًا للهدف.ويتضمن هذا الأسلوب نوعين من الارتباط بين التنافس والتعاون، فهناك ارتباط إيجابى، بين تحقيق الفرد لهدفه، وتحقيق أفراد المجموعة لهدفهم المشترك  وفى ذات الوقت يوجد ارتباط سلبى بين تحقيق المجموعة لأهدافها، وتحقيق المجموعات المتنافسة معها لأهدافها  . ويكون الطلاب داخل مجموعات فى العمل التنافسى الجماعى أكثر صداقة ، وأكثر رضا ورغبة فى مشاركة زملائهم مع توافر عنصر الاتصال الفعال .

ب- التعاونُ التنافسى الفردى ( داخل المجموعة ) : ويقومُ على تنافسِ الطلاب داخل المجموعة الواحدة وبذل كل فريق لأقصى جهده لدراسة الموضوع المحدد بمفرده بهدف تحقيق أعلى درجة، وتتعارض أهداف الطلاب مع أهدافِ الآخرين فعندما يفوزُ طالب يخسر الآخرون ،كما ينتقل الطالب فى كل موضوع من مجموعة إلى أخرى تتشابه معه فى الدرجات، أو المركز الذى حققه – الأمر الذى يزيد من حدة التنافس التى تزيد من إعاقة الطالب للآخرين نحو تحقيق أهدافهم .بالإضافة إلى أن التنافس الفردى يزيد من دافعية التعلم، ويولد باعثا ذاتيا لزيادة الجهود التى تولد لدى التلميذ مشاعر العداء والحقد والضغينة ."ويسفرُ التنافس الفردى عن فائز واحد،وتكوين خبرات فاشلة لدى الغالبية العظمى ، وتحرك الفائز صاحب المركز الأول إلى مجموعة جديدة حقق أفرادها نفس المركز، ويجعله يواجه موقفًا أكثر تحديًا، ويسمح ذلك بتكافؤ الفرص للحصول على المراكز المتقدمة فى مواقف التعلم المتتالية التى ينتقلون إليها ، وذلك لأن حالة عدم التكافؤ بين المجموعات المتنافسة تفقد المجموعات القوية حاجتها للتنافس ،أو بذل مزيد من الجهد لتحقيق هدفها ، وتصاب المجموعة الضعيفة بالإحباط ،وفقدان الأمل فى تحقيق أهدافها، مما يعوق التقدم، ويؤدى إلى تراجع مستوى الأداء، ويولد الخوف والقلق والكراهية للتعلم، وتكوين اتجاهات سلبية نحو التعلم" .   (221:29)

       مما سبقَ نجدُ أنَّ التعلمَ التنافسى الفردى يمثل أعلى درجة من التنافس ، الأمر الذى جعل الباحث يطبق هذا النوع فى البحث الحالى .

4-أهمية التعلم التنافسى :

      تعملُ مواقف التعلم التنافسى على إثارةِ الدافعية مما يساعدُ على تحقيق النجاحِ،كما يميلٌُ الطلاب إلى اتخاذ مواقف تنافسية ،ولا يرتبطون بمعايير المشاركة الانفعالية فى الأنشطة التعليمية ، وتفيدُ عمليات التدريب والمراجعة فى تفوقِ الطلاب فى كثير من المهارات ، والمعارف ، وفى بعض الأوقات يتعلم الكثير من الطلاب النجاح والأمل من خلال فشل طلاب آخرين داخل الصف الدراسى .

      كما يرى(جونسون وجونسون(Johnson,D.,&Johnson,R.,1990  أن التنافس فى جانبه الصحى يساعد على المتعة بعيدا عن المكسب والخسارة، فالكثيرون يتنافسون فى الكثير من المجالات من أجل إنجازات ومستويات عالية بدون التفكير فى مدى المكسب أو الخسارة ، وقد وجد أن القدرة على التنافس تزداد بزيادة فترة التعلم داخل المدرسة.219:76)     )

      بالإضافةِ إلى أن التعلم التنافسى يساعد على زيادة مستوى تحصيل الطلاب، الأمر الذى يزيدُ من تحسن المستوى التعليمى لعدد قليل من الطلابِ ، ونجد أن ميل الطلاب للتنافس يتناسب مع قدرتهم على التكيف فى المواقف التعليمية ، وقد وجد أن الطالب الذى يجرب الفشل يحاول تجنب هذا الفشل فى المرات القادمة.

      ويضيف (جونسون وجونسون، Johnson,D.,.&Johnson,R.,1991)أن الفوز مهم ولا يتفوق الفرد ويبرز فى المجتمع إلا إذا كان متقدما وبارزا، فلابد من التركيز على نتائج التعلم أولا ، ثم المتعة ثانيا ثم المكسب فى النهاية ، وتمارس أنشطة التعلم التنافسية من خلال التدريبات الممتعة فى المراجعة التى تهدف إلى تغيير معدل سرعة التعلم،واكتشاف طاقات التلاميذ وأثارها. (22:45-60)

     ويشيرُ( بيوكولا 1984  (Okebukola إلى أن التنافس يساعد على التأثير على الأداء الحركى وأن له دورًا فعالا فى إثارة الجهود الفردية ،والإنتاجية ويؤدى إلى التفوقِ والطموح، وزيادة التذكر، وأن التنافس يؤدى إلى زيادة مستوى الأداء فى المهارات التى يتطلب أداؤها السرعة ويعزز الإنجازات بين الجماعات المتنافسة.  (256:22)           

       ويضيفُ ( كوتون و كوك (Cotton & Cook 1982  أن التعلمَ التنافسى يكون أكثر إنتاجية عندما تكون المهمة بسيطة ويكون عدد المجموعات صغيرا وتكون مهمة الاعتماد المتبادل ذات مستوى أقل، وأن حجم المجموعة لا يزيد عن 6 أفراد.(172:75-79)  

     إن المناخ التنافسى يعملُ من خلالِ التأكيد على العمل المستقل للطلاب، الذى يجعله يتفوقُ على بقية الزملاء وفى كل مرة يكسب فيه الطلاب ويشعر بأنه يولد من جديد .

5- خصائصُ التعلمِ التنافسى :

يتسمُ التعلم التنافسى بعدة خصائص هى :

( أ ) الخصائص المعرفية :

    إنَّ أى زيادة فى مستوى الأداء ربَّما تؤدى إلى زيادةِ فرص النجاحِ،وضعف مستوى الأداء يضعف من فرص المكسب . كما أن التنافس بين أفراد ذوى مستويات منخفضة يحد من فرص النجاح ، لأن النتائج والمحصلات تكون محددة مبدئيا بدرجة كبيرة ، ولذلك يوجد طلاب كثيرون لا يحققون درجات مقبولة ، ويحتاجون إلى مجهوداتِ كبيرة.

     وتظهرُ فعالية التنافس عندما تتساوى القدرات والمستويات ؛ لكى يحتفظَ الأفراد بنفسِ المبادئ حيث إن التكافؤ لا يكون متاحا لكل الأفراد ، ولكن للبعض القليل ، والذين يحققون أعلى الدرجات، الأمر الذى يزيد من التحدى .

     وعلى الطلاب أن يتعرفوا أن المعلم هو مصدر التعلم، والتغذية الراجعة والتدعيم ،وإعداد الأسئلة، والتوضيح وتصحيح الإجابات .كما يتطلب التعلم التنافسى إعداد أدوات ، ومواد تعليمية لكل متعلم ، ولا يمكن حدوث تعلم تنافسى جيد بمعزل عن الكيفية التى يصاغ بها التفاعل بين الطلاب المتنافسين ، وتحديد معايير الفائزين فى التنافس .بالإضافة إلى أن مكافأة الفائز وتشجيعه وتشجيع التفاعل السلبى بين الأعضاء المتجانسين يؤكد الفرص المتساوية للمكسب والتمتع بالنشاط، ومتابعة العمل ومراجعة المادة السابق تعلمها . كما يتمثل محك التقييم فى الفوز بالجائزة لمن يحصل على أعلى الدرجات .كما يحتاجُ العمل التنافسى سرعة العمل والأداء بدقة،وبذلك تظهرُ صورة البحث عن الهدفِ ذى الفائدة الشخصية للطالب المتقدم دون غيره، وبذلك نجد أنَّ بعض الطلابِ يعملون بشكل جاد للحصول على أعلى الدرجاتِ .وتستخدم نظم تقييم معيارية المرجع فى تقويم أداء الطالب الحالى ومقارنته بأدائه السابق ، وأيضا من خلال المقارنة بين أداء الطلاب معا .

      ويضيف (ميكر(Meeker,1990 وجوب تحديد معايير وقواعد ،وإجراءات العمل والوقت والمكان اللازم للعمل ،وأن يكون المتنافس قادرًا على توجيه تقدم أو سير العمل التعليمى حتى يستطيع تحديد مركزه . ( 252:206)

أ‌-        الخصائص السيكولوجية :

      يشير(ميكرMeeker,B.,1990) إلى أن التعلم التنافسى ينمى الأنانية، ويحقق مستويات منخفضة من احترام الذات ،وانعدام الثقة فى القدرات والإحساس الدائم بالفشل، الأمر الذى يولد مشاعر الإحباط والأنانية، ويحطم تقدير الذات . 205-219): 252)

  كما يمثل الفاشلون الغالبية العظمى الذين يخافون من التقييم ،والذين يتعرضون لمشاكل نفسية وبدنية ،ويولد الانتقاد المستمر لذواتهم ، والاهتمام بفشل الآخرين ، الأمر الذى يضعف أداءهم.       كما يؤدى التعلم التنافسى إلى ضعف المهارات الاجتماعية مما يؤثر معه سلبيا  فى إعداد أجيال ذات ميول لحياة أفضل وأنقى ، ولم يطور مفهوم الذات .  ومن الجوانبِ الإيجابية للتعلم التنافسى أنه يصبح مناسبا عندما لا يعتبر أداة لاختبار الطلاب ، ولكن يستخدم كاختبار بسيط لكلِّ الأعضاء.وعلى المعلم العمل على إثارة روح التنافس ،وإشعال حماس الطلاب ، لدخول المسابقات التنافسية من أجل المتعة ، والتسلية وتقليل المكافآت ، لخلق قدرات التحدى وتطورها .

جـ- الخصائص الوجدانية :

     يولد التعلم التنافسى مشاعر عدم التقبل النفسى ، ويحول دون تبادل المعلومات والأفكار،  كما يولد التوجه السلبى تجاه الذات والآخرين ، والإحساس بمشاعر الفشل .كما يتصف الأفراد الذين لا يحققون النجاح بالقهر، والغلبة ، والسيطرة ، والسلبية ، والعداء ، والقلق ، والإعاقة بالإضافة إلى اتصافهم بمشاعر العداء والكراهية تجاه الفائزين وتظهر الكآبة والحزن على الذين أخفقوا فى إنجاز مهامهم .بالإضافة إلى أن التنافس بين أفراد غير متكافئين يقلل من الحافز والدافعية ، ويزيد أسلوب الإحباط ، والقهر ، والسيطرة، والتحكم للبعض ،وتجاهل البعض الآخر وتسود مشاعر عدم الثقة فى الآخرين ، وعدم الألفة بينهم . كما يولد اتجاهات سلبية نحو الطلاب والمعلم ، والبيئة التعليمية والمدرسة وينمى شعورا بالكراهية فيما بينهم .ويضيف (جونسون (Johnson,D.,etall,1989أن التعلم التنافسى ينمى الشعور بالتجاهل الاجتماعى والإحساس بعدم الأهمية ، وفيه يعزو الفائزون نجاحهم لارتفاع قدراتهم ويفسرون فشل الآخرين لنقص قدراتهم  (224:96)

     وعلى الطالب أن يعرف أن المكسب شىء ثانوى بالنسبة للمتعة ، ويجب تنظيم التنافس بشكل دورى واعتباره فترة راحة أو تغيير ممتع لمعدل تقدم التلاميذ فى الموضوعات .

     ويشير (إمى (Emmy,P.,1980, أن جعل الأهداف الأكاديمية شيئا مرغوبا فيه ، وتحقيق هذه الأهداف يحقق بعض الرضا والطموح 68-79) . :   (189

 

6– نظرياتُ التعلم التنافسى :

يستندُ التعلم التنافسى إلى العديد من النظريات من أهمها :

أ – نظرية ( دارون Darwin) الاجتماعية "البقاء للأصلح" .

     اهتمت نظرية دارون الاجتماعية بالتنافس ،والصراع فى مظاهر الحياة ، وتنادى بأن البقاء للأصلح، والفناء للأضعف .ولهذه النظرية العديد من التطبيقات التربوية.

ب – نظرية (برنا رد Bernard ).

تؤكدُ نظرية Bernard على أهمية التنافس، فى إثارةِ حماس الطلاب ، وتوليد الدافعية نحو التعلم وتحدى الأعضاء لتحقيق مكاسب فردية ، كما تهتم بالمناخ التعليمى ، وكفاءة الأفراد ، والاعتماد المتبادل السلبى فى تحقيق التلميذ لهدفه .

جـ – نظرية(دويتش Deutsch ).

تشيرُ نظرية Deutsch إلى بعض مظاهر ومعالم التعلم التنافسى ، مثل : الاعتماد المتبادل السلبى ، ووضوح الهدف لكلِّ طالب ، والحرص والاهتمام على بذل أقصى جهد لتحقيق المركز الأول ، ليحقق المركز الأول بين أعضاء مجموعته .كما يؤكد على التفاعل السلبى والاحتفاظ بالمعلومات ، وعدم تقديم أية مساعدات ،وعدم تقسيم العمل ، ويقوم الطالب بالعمل الكامل، وتنعدم المشاركة فى المواد التعليمية .

د – نظرية( بيلز Bales ).

تؤكدُ هذه النظرية على عدم وجود أى تفاعل بين أعضاء المجموعة ،( التفاعل السلبى ) حيثُ ينعدم معه تقديم المساعدات ، والمقترحات ، والمعلومات ، مع التأكيد على الاعتماد المتبادل السلبى،  والتفاعل الاجتماعى الانفعالى فى الاستجابات السلبية .

هـ– نظرية (تومس Thomas ).

تعتمدُ هذه النظرية على مبادئ نظرية "دويتش" فى عدمِ تقسيمِِِِ العمل بين الطلابِ ، حيث ينعدم توزيع الأدوار ، وتحقق الأهداف الخاصة عرقلة الآخرين فى تحقيق أهدافهم، مع التأكيد على الاعتماد المتبادل السلبى الذى يزيد التوتر والإعاقة نحو تحقيق الهدف .

و – نظرية (جونسون وجونسون Johnson,D., & Johnson,R., )

تعتمد هذه النظرية على أساس أن الطلاب فى المواقف التنافسية يعملون ضد بعضهم البعض ، ويكون الاتصال مغلقا ، وترتبط فيه الأهداف المشتركة سليبا ، ويساعد على نجاح الأقوى ، وضياع جهود الآخرين ، ويكون الاعتماد المتبادل سلبى ، وقد أكدت هذه النظرية على العناصر الأساسية للتعلم التنافسى مثل :

·   القدرة على إبراز مدى تقدم المتنافسين ،وذلك بمقارنة أدائهم ،ومعرفة مستوياتهم ،ومدى تقدمهم بالنسبة للآخرين.

·   التنافس الصحى والذى يساعدُ على تقبلِ المكسب والخسارة بدون إحباط ، والعمل على خفض مستوى القلق والتوتر وزيادة المتعة بالعمل .

·   وضوح معايير التقييم وترتكز على الخصائص التالية :

- انعدام المساعدة بين الزملاء ، وذلك لزيادة مكاسبهم ، وتحقيق أهدافهم .

- سلبية الاتصال والتأثير،وذلك بالتشكيك فى معلوماتهم،وأدائهم لكى يعوقهم عن تحقيق أهدافهم .

- انعدام الصداقة ، حيث يميل الأفراد إلى كراهية زملائهم ، وتتكون لديهم اتجاهات سلبية لدى الآخرين.الأمر الذى يولد الإحباط والتوتر بين كل منهم.(83: 47 )

 

ز- نظرية(توجسفيلد Tiosvold )

تقوم هذه النظرية على العناصر الأساسية  للتعلم التنافسى ، وتوفير مصادر التعلم لكل طالب ، وخلق مناخ تعليمى يساعد على إثارة روح التنافس، وحماس طالب ، ويزيد من دافعية التعلم ، وتوفير الاعتماد المتبادل السلبى ، وعدم تقسيم العمل ، ويؤكد" توجسفولد" على حسن التنظيم والإدارة فى نجاح المواقف التعليمية للمخرجات التنافسية التى تعتمد على الفائزين والخاسرين – الأمر الذى يولد عدم الثقة ،والإحباط لدى الخاسرين ، ويزيد من التحدى والصراعات ، التى تزيد الاستمرارية فى العمل وزيادة الإنتاجية .

بعد هذا الاستعراض لمداخل التعلم التعاونى ، وعرض الخطوات والطرق التى تستخدم فى التعلم التعاونى . سوف نتعرض فى النقطة التالية إلـى موقـع التعلم التعاونى كاستراتيجية تعلم من استراتيجيات التعلم الأخرى ، وذلك تمهيدا للمداخل التى سوف تصنف على أساسها  طرق التعلم التعاونى .

7- مظاهر التعلم التنافسى:

يتسمُ التعلم التنافسى بعدة مظاهر مميزة من أهمها :

* عمل الطلاب فرادى للعمل بالكامل .

* بذل الطالب لأقصى جهده لتحقيق هدفه ، والفائدة الشخصية له فحسب .

* الاعتماد المتبادل السلبى ، وعدم حدوث أى تفاعلات ، أو مساعدات من جانب الطلاب .

* مكافأة الطالب الفائز فى تحصيل أعلى الدرجات، وتجاهل جهود الآخرين، ومحاولة الطلاب للتشكيك فى قدرات زملائهم بهدف التأثير السلبى عليهم .

* زيادة معدل القلق وانخفاض معدل الثقة،وتولد الكراهية والصراع بين الطلاب، نتيجة الإحباط .

* إصدار تعليقات هدامة من جانب التلاميذ لتثبيط عزائم الآخرين، واختبار كل طالب بمفرده .

 

8- دورُ المعلمِ فى درس القراءة باستخدام  التعلم التنافسى:

     يقوم معلم اللغة العربية بدوره فى درس القراءة متبعا الخطوات التالية :

* قبل الدرس : يقوم بالتخطيط ، والإعداد ، وتحضير الموضوع ، وصياغة الأهداف التعليمية سلوكيا ، وتحضير الأدوات ، والمواد والوسائل ، والأنشطة التعليمية اللازمة لتعـلم    الموضوع  وأسئلة التقويم .

*  أثناء تنفيذ الدرس : يقومُ بعرض الأهداف ، ثم شرح وتوضيح إجراءات التعلم ، والتأكيد على المفاهيم الجديدة ، واستنتاج العلاقات.كذلك توجيه التفاعل المباشر بين المكونات المختلفة لعملية التعلم،  وهى الأهداف، وطريقة التعلم ، والأنشطة والوسائل والطلاب ، وذلك لتحقيق الأهداف المحددة ، والعمل على تركيز انتباه الطلاب لتعلم الموضوع ، ومساعدتهم على معرفة الإجابات الصحيحة والإجابات الخطأ؛ لتجنب سوء الفهم ، وإعطاء تغذية راجعة ومستمرة وفورية .

-       توضيح معايير المكسب .

-       مناقشة المهارات ، وتوجيه الطلاب الذين لم يحققوا النتائج المرجوة ، والاستفادة من نتائج التغذية الراجعة التى يجب أن تصاغ بصيغة الإثبات .

-       تدريب الطلاب على فهم قواعد العمل ،على أن يكون الفائز متواضعا ،والخاسر متسامحا، والتمتع بالمنافسة ، بغض النظر عن المكسب أو الخسارة ، وذلك لاختزال القلق ، ويجب على المعلم فى أثناء تنفيذ الدرس أن يراعى ما يلى :

-      عمل الطلاب فى مجموعات لاختيار فائز واحد بعد كل جلسة عمل.

-       توحيد العمل للجميع ، ولا يوجد تقسيم للعمل ، أو توزيع للأدوار .

-      تكافؤ الأعضاء فى المركز ، والتدريب ، والمهارة ، تجنبا للأضرار الناجمة عن عدم التكافؤ

-       خلق مواقف تعليمية تنافسية طبيعية .

-       مدح الطالب الحاصل على أعلى الدرجات .

-       حث الطلاب على العمل فرادى ، وتوفير مواد تعليمية تساعد كل منهم على تحقيق هدفه .

-       تقويم مرجعى المعيار ومقارنة أداء الطلاب .

-       منع المساعدات ، والاتصالات بين الطلاب ( تفاعل سلبى ) .

-       إعلان درجة الطلاب بعد كل جلسة عمل ،وإبراز المكسب والخسارة، وترتيب الطلاب.

-       حث الطلاب ذوى الدرجات المنخفضة على الاجتهاد والمثابرة .

-       ارتباط دافعية التعلم بهدف التعلم .

-       توجيه التفاعل المباشر بين المكونات المختلفة لعملية التعلم .

* خاتمة الموضوع :

يمكن للمعلم أن يسلك مع الطلاب أثناء خاتمة الموضوع مايلى:

- مراجعة المادة التعليمية للاستفادة من تطبيق التعلم فى الموضع القادم .

- معالجة الأخطاء الشائعة والصعوبات الجماعية مع الفصل بأكمله .

- إعطاء تغذية راجعة عن صعوبات التعلم .

 

9- دورُ الطالبِ فى دروسِ القراءةِ من خلالِ استراتيجية التعلم التنافسى :

  على الطالب أثناء درس القراءة باستخدام التعلم التنافسى أن يراعى ما يلى:

- دراسة الموضوع بأكمله باجتهاد لتحقيق المركز الأول .

- التمتع بالنشاط التعليمى ، والاهتمام بكتاب الطالب ، والكتاب المدرسى .

- يعتمد على نفسه ولا يطلب المساعدة من زملائه ، ويطلب المساعدة من المعلم.

- مراجعة المادة جيدا للاستفادة من التعلم السابق فى التعلم اللاحق .

- الاحتفاظ بمعلوماته ، وأفكاره ، وقدراته ، ولا يقدمها لأحد .

- معرفة ترتيبه بين زملائه ، ومدى تقدم كل منهم لمحاولة الحصول على الجائزة .

    وبهذا يتضح مفهوم التعلم التنافسى، وخصائصه، ومقوماته بالإضافة إلى نظرياته ودور المعلم فى أثناء درس التعلم التنافسى،وفيما يلى نتناول استراتيجية الإلقاء المطورة باعتبارها إحدى الاستراتيجيات التدريسية المستخدمة فى البحث الحالى.  

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 6877 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,591,821