الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

انتشر مدخل ضمان الجودة بعد انعقاد مؤتمر الشبكة الدولية لوكالات ضمان الجودة في التعليم العالي بمونتريال في كندا عام 1993 م؛حيث ركز هذا المؤتمر على آليات ضمان الجودة في العديد من الخبرات الدولية، واستعرض الطرق التقليدية والحديثة في ضمان جودة مؤسسات التعليم العالي من خلال ما يقرب من مائة ورقة بحثية قدمت للمؤتمرAlma  Craft (Editor). 1998, P.  viii)).

ولقد ساهم هذا المؤتمر، وما قدم فيه من تجارب دولية في إعطاء صورة كلية أكثر نضجا لمدخل ضمان الجودة في التعليم العالي والقضايا المرتبطة به، ولقد ترتب أيضا على  ما صدر عنه من توصيات ونتائج إنشاء العديد من المراكز الدولية لتقويم وضمان الجودة. حيث يؤكد " Tarla , 1995  " أنه في السنوات الأخيرة تم استحداث وابتكار أنظمة قومية لتقييم وضمان الجودة في التعليم العالي وصل عددها ما يقرب من(70)هيئة أو مؤسسة عام 1995م مسئولة عن مراجعة تدابير الجودة في مؤسسات التعليم العالي من منظور أقطارها(( Shah Tarla 1997, P.  205.

وتعتبر أنشطة ضمان الجودة مرحلة متطورة عن عملية رقابة الجودة، تلك التي  تقتصر على مجرد مراجعة مدى توافر المواصفات في المنتج النهائي أو الشكل النهائي للخدمة وهذا ما يمثل مجرد الفحص النهائي، أما أنشطة ضمان الجودة فهي مستمرة من قبل إجراء العملية وفي أثنائها وفي نهايتها، لذلك يتضح أن أنشطة ضمان الجودة مختلفة عن عملية رقابة الجودة متطورة عنها ومتضمنة إياها((Edward   Sallis , 1993 , P 26

  ولتحقيق عملية ضمان الجودة التعليمية يمكن أن يراعى مايلي:

أ-ضمان أن التحسين المنظومي المستمر والحقيقي للجودة قد تم إنجازه من خلال العمليات الجوهرية والنواتج الأساسية.

ب- طمأنة المؤسسات الخارجية والعملاء حول القضايا المتعلقة بجودة الأداء.

جـ -تعزيز التغيير في الثقافة التنظيمية للمؤسسة تجاه الجودة.

 http: // crm.  hct. Ac. ae / 025 boyle.  htm L 

ولتحقيق هذه الأهداف فإن أنظمة ضمان الجودة التعليمية تتضمن ثلاث وظائف رئيسية هي:(Ibid.  cit op, p. 3).

-    ضمان الجودة في العمليات(التخطيط – التصميم – التعليم والتعلم). تماما مثل التحسين المستمر للجودة في المخرجات(نواتج تعلم الطالب، خبرات النظام)..

-    مساعدة المؤسسة في الحصول على أعلى مستويات الثقة في أدائها لكل مسئولياتها، ومساعدتها في الحصول على نواتج ومخرجات تعليمية متسقة متجانسة بما يتضمنه ذلك من كفايات ومساهمات الخريجين.

-    مساعدة المؤسسة على الاستغلال الأمثل للموارد لإنجاز الجودة والأهداف الاستراتيجية الأخرى ويمكن إحراز هذا من خلال ضمان جودة عمليات الأنظمة الجزئية للتمويل، التخطيط الاستراتيجي، والإدارة، تلك الأنظمة التي  تحقق الكفاءة والقدرة المحاسبية العالية لبرامج الجودة.

كما يجب أن تتكامل في عمليات ضمان الجودة مجموعة من القيم منها: تحقيق روح النظام أو المنظومة، المسئولية ومنح السلطة للعاملين لتحقيق المشاركة الإيجابية، القيم الإدارية القائمة على الدافعية والتدعيم أكثر من القوة والإجبار، العلاقات التبادلية بين عناصر النظام، التعاون الفعلي والمدخل المرتكز على الفريق، والتدريب والتعليم المستمر.

وفي ضوء ذلك فإن هناك مجموعة من العناصر الأساسية يجب أن تتوافر في أي نموذج لضمان جودة مؤسسات التعليم الجامعي مهما تنوعت آليات تطبيق مفهوم ضمان الجودة، هذه العناصر هي:(,cit op,p23  Ibid).

-   وجود رؤية عامة، أهداف وقيم أساسية، مهمة وإستراتيجية للجامعة أو الكلية تهدف إلى ضمان الجودة.

-   قيادة فعالة وخطط لتطوير هذه القيادة.

-   التكريس الصريح لكل الأنظمة الجزئية والعمليات والمعايير لتحقيق الجودة وضمان مستوى البرنامج التعليمي المقدم.

-   توفير برامج وسياسات للتطوير الاستراتيجي الشامل للعاملين وكل العناصر البشرية في المنظمة.

-   قاعدة معلومات منظومية شاملة ومتكاملة للجودة تنظمها سلسلة متكاملة من مؤشرات الأداء.

-   نظام إدارى شامل موجه بالأداء وقائم على مدخل النظام.

-   بناء تنظيمي وتصميم وظيفي يعظم الفعالية في أداء كل المجموعات للوظائف الجوهرية.

-   عمليات وإجراءات واضحة تؤدى إلى التحسين المستمر للجودة.

-   قياس الأداء بدقة من خلال مقارنة الأداء القائم بالمعايير الموضوعة والمحددة للأداء الجيد.

هذا وتقوم أنشطة ضمان الجودة  بدور حيوي وفعال في مؤسسات التعليم الجامعي والعالي، حيث تسعى إلى محاولة إيجاد التوازن بين الكمية والنوعية، وكذلك بين استقلال المؤسسات وحرية أعضائها الأكاديمية وإجراءات المحاسبية الخارجية، كل ذلك في سبيل الوصول إلى مستويات قياسية للجودة(Alma  Craft (Editor)., 1998, P.  viii).

وعلى الرغم من ذلك تواجه أنشطة ضمان الجودة مجموعة من الإشكاليات المهمة من أبرزها: من يدير معطيات الجودة ؟ وبالأخص من يدير عمليات ضمان الجودة ؟ وفيما يتعلق بذلك من يضمن جودة القائمين بعمليات ضمان الجودة ؟ ومن يقيم القائمين بعمليات التقييم، ومن يُنظر المنظرين؟

ومن الملاحظ أن آليات ضمان الجودة وعناصر هذه الآليات تختلف من دولة إلى أخرى، ومن جامعة إلى أخرى، وذلك حسب الإمكانات المتاحة، والعمليات التي  تحتل الأولوية في الاهتمام، ولكن أكثر هذه الآليات شيوعا: التقييم، تطوير المقاييس والمعايير، أنشطة الاعتماد(op.  cit, P.  128  Marjorie peace Lenn).

المصدر: الدكتور وجيه المرسي الدكتور على موسي الدكتور عبد العزيز إسلام
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,787