الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

ومع ما تمر به المجتمعات الإنسانية اليوم من ثورة معرفية وتكنولوجية غير مسبوقة ، يجب على كافة التنظيمات والمؤسسات مراجعة أهـدافها ، و أساليبها وآليات عملها . وهناك شبه اتفاق بين نتائج كثير من الدراسات ، على أن الطرق التقليدية التى تمارس فى كثير من المدارس فى تعليم القراءة ، والتى تعتمد على التلقين والإلقاء ، لا تحقق ما تسعى إليه التربية من تزويد المتعلم بالمهارات ، والخبرات التى تمكنه من النجاح فى تعلم القراءة بشكل فعال ، ومن هنا جاء دور معلم / معلمة اللغة العربية ( القراءة ) فى توفير مجالات الخبرة عن طريق تكنولوجيا تعليم القراءة ، التى تتيح للتلميذ متابعة التعلم ، والتغلب بنفسه على مواجهة التحديات ، والمشكلات القرائية التى تواجهه ، وتحقيق فكرة أن المتعلم هو محور العملية التعليمية ؛ ولتحقيق ذلك كان لابد من لجوء المعلم / المعلمة والمتعلم لاستخدام التكنولوجيا التعليمية .

وبدخول تكنولوجيا التعليم إلى مجالات تعليم القراءة تطلب ذلك بالضرورة إعادة النظر فى تحديد الأدوار ، والمسئوليات والنشاطات المنوطة بمعلم اللغة (القراءة ) ، وخرجت وظيفة المعلم من مجرد التلقين ، إلى مصمم ومبرمج تربوى ، يوظف جميع معطيات التكنولوجيا ؛ لخدمة الأغراض التعليمية المتعلقة بتعليم القراءة ، وأصبح مدى نجاح هذا المعلم ، يقاس بقدرته على تصميم مجالات تعليم القراءة باستخدام تكنولوجيا التعليم ، فضلا عن كونه قائدا ومحركا للمناقشات الصفية باستخدام تكنولوجيا التعليم المناسبة ، وموصلا تربويا ، ومطورا وموجها ومشرفا على الأعمال التى يقوم بها التلاميذ ؛ بغرض تشخيص الصعوبات والمعوقات التى تواجههم ، ولديه القدرة على تشغيل الأجهزة الضرورية لتعليم القراءة ، مثل الكمبيوتر، والأفلام ، والكاميرات الفوتوغرافية والرقمية ( Digital Camera ) وتصميم وإنتاج بعض البرامج التعليمية .

ومن المقرر أن يتم استخدام أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات المناسبة فى المدارس كوسيلة لتطوير المناهج التعليمية الحالية بما يتسق مع خطة تكنولوجيا المعلومات بهدف دمج تكنولوجيا الكمبيوتر مع حجرة الدراسة .

ويلعب الكمبيوتر دوره فى توفير العوامل التى تساعد فى تنمية الابتكار، وذلك عـن طريق تصميم البرنامج بطريقة تجعل تدخل المعلم فى الموقف التعلـيمى بالقـدر الـذى يتيح الفرصة للتلميذ للعمل بمفرده ، فهو يجلس أمام الكمبيوتر وله مطلق الحريـة فـى اختيار درسه ويعتمد على نفسه فى الانتقال بين أجزاء الدرس بعد فهمـه لكل جزء من أجزائه.

ولكى تتم مراعاة مبدأ الفروق الفردية يجب تصميـم البرنامـج التعليمى بحيث يقوم الكمبيوتر بتقديم التغذية المرتجعة الفورية بمجرد أن يخطـئ التلميذ فى حل المشكلـة المعروضة عليه ، بينما لا يمكن تقديمها للتلميذ إذا اجتاز حل المشكلـة ، ويتـم انتقالـه إلى مشكلة جديدة ،وذلك حتى لا يشعر التلميذ بالإحباط والملل ويتقدم فى تعلـمه طبقـا لقدراتـه ، وبالإضافة إلى ذلك يمكن تصميم البرنامج بحيث يقوم الكمبيوتر بتقديم معلومات إضافية فى بعض الدروس تناسب التلاميذ ذوى القدرات الأعلى والذين ينتهون من تعلم دروسهم فى وقت أقل من زملائهم. (سامح خميس 1997: 17)

ولقد أجريت العديد من الدراسات التى أكدت فاعلية استخدام الكمبيوتر فى مجال تدريس المودا الدراسية بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص ومنها :

·  دراسة ( التونل Altonl 1986 )التى أثبتت فاعلية استخدام الكمبيوتر فى تدريس الأحياء على التحصيل ، والاتجاه نحوها لدى طلاب المرحلة الثانوية.

·  كما كشفت دراسة ( مورفى Murphy, 1986 ) فاعلية استخدام الميكروكمبيوتر فى تنمية الابتكار لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية .

·  وأشارت دراسة (محمد المقدم 1991)إلى فاعلية استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم فى تنمية الكفايات التدريسية للطالب المعلم  بكلية التربية .

·  كما أكد (محمود السيد 1991) إمكانية الكمبيوتر فى تنمية قدرات عقلية عليا تؤدى بدورها إلى تنمية الابتكار عند الاطفال فى مادة الرياضيات.

·  وأشار( سامح خميس ، 1997 ) إلى فاعلية استخدام الكمبيوتر فى تنمية القدرات العقلية المرتبطة بالابتكار .

·  وأثبتت دراسة (ماهر إبراهيم 1997) كفاءة استخدام الكمبيوتر فى تنمية المهارات الهندسية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية .

·  أما دراسة ( يسرى دنيور ، 1998 ) فقد كشفت فاعلية استخدام الكمبيوتر فى تنمية التحصيل الأكاديمى ، والقدرات الابتكارية بجانبها المعرفى والوجدانى فى مادة الفيزياء ، لدى طلبة الصف الأول الثانوى.

·  دراسة (أنهار محمد2001 )التى أثبتت فعالية منظومة تعليمية قائمة على الكمبيوتر التعليمى متعدد الوسائط على تحصيل الطالب المعلم لبعض المفاهيم العلمية .

·  دراسة (خالد الهوارى 2002)التى هدفت تنمية بعض مهارات الاستماع والقراءة لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائى وتعديل اتجاههم نحو تعلم اللغة العربية .

·  دراسة (جمال العيسوى 2003) التى كشفت فاعلية بعض برامج الكمبيوتر Power Point)) فى تنمية بعض مهارات القراءة .

·  دراسة ( الوصيفى أحمد 2003) والتى استهدفت عرض وحدة فى الإعلال الإبدال المقرر على طلاب المرحلة الثانوية الأزهرية من خلال الكمبيوتر باستخدام مدخلى حل المشكلات والاستنباط على تنمية اتجاهاتهم نحو تعلم اللغة العربية .

·  دراسة (إيمان صلاح ومنى محمود2004 )والتى أثبتت فعالية استخدام برنامج كمبيوترى فى إكساب ذوى صعوبات التعلم بعض المفاهيم العلمية ، لما لهذه البرامج من خصائص تفاعلية تزيد من دافعية التلميذ للتعلم .

·  دراسة (وليد خليفة 2005)والتى استهدفت الكشف عن فاعلية برنامج تدريبى باستخدام الكمبيوتر لتجهيز المعلومات فى تحسين عمليتى الجمع والطرح لدى الأطفال المتخلفين عقليا القابلين للتعلم .

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 261 مشاهدة
نشرت فى 31 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,176