الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

لعل من أهم التحديات التى تواجه برامج إعداد المعلم اليوم على المستوى العالمى والإقليمي تلك التحديات المصاحبة للمتغيرات العالمية المحددة لملامح القرن الحادى والعشرين ، والمتمثلة فى التغيرات الجذرية التى طالت وسائل الاتصال والمعلومات ، وعالم الاقتصاد والمال وعالم المعرفة ، وما رافقها من تغيرات اجتماعية متسارعة ، قادت إلى تغير صورة العالم واتساع نطاق العولمة .

 ولمواجهة هذه التغيرات العالمية عكفت جميع النظم التعليمية على إجراء مراجعة شاملة لاستراتيجياتها فى اتجاه تطويرها بما يحقق ، مرونة النظام التعليمى للاستجابة لحاجات التغير المستمر ، وبالدرجة التى تتناول أشكال التعليم ومرحله التقليدية وبنيته التحتية ومناهجه الدراسية من حيث :

·   تحطيم الحواجز بين التربية النظامية والتربية غير النظامية ودعم مبدأ التربية المستمرة.

·   ربط التربية بمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية 0

·   ربط التربية بالتراث الثقافى الإنسانى .

·   ربط مؤسسات التعليم بالتقنيات المعلوماتية الجديدة

·   التركيز على أساسيات المعرفة فى العلوم والرياضيات واللغة والتكنولوجيا.

·   بناء القدرة لدى المعلم على التعلم الذاتى .( نبيل فضل 1998 :380)

ولمسايرة التطورات المستقبلية للنظم التعليمية ، جاءت المطالبة الملحة بضرورة إعادة النظر فى برامج إعداد المعلم بكليات التربية ، خاصة فيما يتصل بالمهارات التدريسية والكفايات الأكاديمية التى يتوجب عليه إتقانها ، بحيث يتم تأهيل المعلم من خلال رؤية شاملة وموحدة ، واستراتيجية واضحة ومرنة تستجيب لمتطلبات الواقع.

وقد حددت العديد من البحوث والدراسات الجودة النوعية لبرامج إعداد المعلم هذا القرن فيما يلى :

· تأهيل المعلم لاستخدام تقنيات المعلومات المتجددة داخل الصف الدراسى مثل : الفيديو التفاعلى – محاكاة الواقع – التدريس بالكمبيوتر- شبكة المعلومات الدولية أو المحلية ، إضافة إلى مهارات إدارة الصف وتطبيق أساليب التعلم التعاونى وتحقيق التفاعل الاجتماعى الفعال .

· تطوير محتوى مناهج كلية التربية ونوعية المعرفة ؛ بحيث تسهم فى تنمية الكفايات المهنية للمعلم ، التى تؤهله للحصول على المعلومات واستخدامها وتوليدها ، ربما يمكنه من اتخاذ القرار وتطوير قدراته ذاتها.

· الارتقاء بمعايير القبول بكليات التربية والتخرج مها ، ووضع مؤشرات صادقة تحدد مدى صلاحية الخريج للعمل فى مهنة التدريس كمهنة موقرة ومتميزة .

(Chan Conzaga 1997:25)                                                            

بيد أن دارسة واقع إعداد المعلم بكلية التربية فى المجتمع العربى ، يفصح عن ضعف الطلاب المعلمين فى تملك مهارات التدريس الأساسية والفرعية ؛ حيث جاءت توصيات المؤتمر القومي لتطوير التعليم بضرورة تطوير مداخل وطرق التدريس لتحقيق الأهداف التربوية لتدريس الموضوعات الدراسية المختلفة- ومن بينها اللغة العربية -  والعمل على اشتراك التلاميذ في العملية التعليمية.( المؤتمر القومى لتطوير التعليم 1987)  

وحتمية التطوير تأتى لما يواجه المجتمع المعاصر من تحديات ومشكلات معقدة تفرضها متغيرات هذا العصر، وفي مقدمة هذه التحديات العولمة، وما تفرضه من إذابة للحواجز الثقافية والاقتصادية بين دول العالم، وما يحمله ذلك بالتبعية من مخاطر الهيمنة الثقافية التي قد تزج بشعوب العالم الثالث إلى الذوبان في هذا التيار الجارف من الغزو الفكري، مما يؤدي إلى طمس هويتها وضياع معالم تراثها وحضارتها.

تطوير يجعل صانعي ومتخذي القرار التربوي في مصر يسعون لوضع المعايير العالمية لمخرجات التعليم ونواتجه نصب أعينهم وهم يخططون للمستقبل، وأن يكون التخطيط للتنمية البشرية في ضوء ما يحدث على المستوى العالمي والمستوى الإقليمي والمستوى المحلي على أسس علمية تواكب لغة العصر ومفاهيمه وآلياته بالقدر الذي يؤهل للتعامل مع روح العصر وتحدياته بكفاءة.( بثينة حسين عمارة  2000 :17)

وتأسيساً على ما سبق فإن المعلم يعد أحد أهم أبعاد العملية التعليمية ؛ لما يقوم به من دور فى بناء العقول  وتربية النشء وبناء أفراد مبدعين يكونون حلقة الوصل بين ماض عريق ومستقبل آمن متقدم .

ويبدأ دور المعلم مع هؤلاء الأطفال من المرحلة الابتدائية بما تسهم به من دور فى تنمية الإبداع ؛ حيث يكون التلميذ في هذه المرحلة لديه استعدادات فطرية وعقلية في القدرة على التخيل والإبداع وذلك ما أكده أحد الباحثين.

(محمود عبد الحافظ  2004 :1)

إلا أن واقع إعداد معلم اللغة العربية فى المرحلة الابتدائية لازال فى حاجة إلى مراجعة ؛ فقد أشارت العديد من الدراسات التربوية إلى حاجة المعلم إلى تطوير مهاراته التخصصية والتربوية ، وسد الفجوات التى تنشأ عنده بين ما يمتلكه من معلومات وما هو مكلف بتدريسه.، ومن ثم كانت دعوتهم إلى ضرورة تدريب المعلمين قبل وأثناء الخدمة؛ لرفع كفائتهم التدريسية.(غانم شريف  1983)،(محمد الخطيب1990)،( سعيد رفاع 1993) ،( عبد الحميد عبد الله 1995 )،(مصطفى عبد السميع 1995 )،( صفاء عامر1995)،( شعبان حفنى 1998 )،( جابر عبد الحميد2000)،(محمد السيد 2002)،(سمير عبد الوهاب 2001)،( سهام سليمان  2004).

هذا وتسعى كليات التربية وأقسام إعداد المعلمين بالمعاهد العليا- على تنوعها-  بتقديم مقررات تعليمية متنوعة تهتم بتنمية المهارات والكفاءات التدريسية لدى الطلاب من خلال العديد من المواد الدراسية المقررة على  أثناء المرحلة الجامعية تحقيقا لهذا الغرض ، وبما يعود على العملية التعليمية بالإيجابية .

ففى قسم التربية بكلية الدراسات الإنسانية ، جامعة الأزهر -على سبيل المثال- تدرس الطالبات مجموعة من المواد الدراسية التربوية التى تسعى لتحقيق الإعداد التربوى الجيد لمعلمة الغد ، ومن هذه المقررات ؛ مادة مبادئ التدريس ، ومادة طرق تدريس اللغة العربية ، ومادة مهارات التدريس المقررة على طالبات الفرقة الثانية بقسم التربية ، كما أنهن يتدربن على تملك هذه المهارات بالتربية العملية بالمرحلة الابتدائية ؛ لتطبيق ما تعلمنه عمليا أثناء تدريس موضوعات اللغة العربية.

وتتحدد أهداف مادة مهارات التدريس فيما يلى : 

·   تحديد مفهوم المهارة وأهم خصائصها وأهميتها والعوامل التى تساعد على اكتسابها.

·   تحديد أنواع المهارات والخصائص المميزة لها .                                

·   تحديد مفهوم التدريس ومراحله .

·   إكساب الطالبة المعلمة اتجاهات إيجابية نحو مهنة التدريس. 

·   تحديد مراحل عملية التدريس وأهم مهاراتها .

·   تدريب الطالبة المعلمة على أداء المهارة بإتقان .                               

·   تعريف الطالبة المعلمة ببعض أساليب تدريس مهارات التدريس مثل التعلم التعاونى.

·   بيان العلاقة بين مهارات التدريس وتنمية التفكير اللغوى عند الطلاب .

(عبد الحميد عبد الله 1995: 4- 5)،(حسن زيتون 2001 :8)،(أحمد بكر ووجيه المرسى 2005: 25 )

إن إطلاع المعلمين على مهارات التدريس ؛ يزودهم بمعارف ، ومهارات ، وتقنيات لازمة تمكنهم من القيام بمسئولياتهم على أكمل وجه ؛ مما يساعد على إحداث التغيرات المطلوبة فى عمليات التعليم وسلوك المتعلم.

(عبد الحميد عبد الله 1995: 5)

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 2892 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,886