الاستعداد للقراءة :
تعرف (كريمان بدير2001)الاستعداد على أنه إمكانية اكتساب مهارة في أحد الأعمال أو إمكانية تعلم شيء من الأشياء في سهولة ويسر وذلك كله في الظروف المناسبة، وبالتدريب المقصود أو غير المقصود.
ويعرفه آخر على أنه:" أن يكون الفرد في تهيؤ من الناحية الجسمية والعقلية قبل البدء في تعلم مهارة من المهارات أو علم من العلوم، وقد لا تعتمد القدرات المطلوبة على مجرد التعلم السابق فحسب وإنما أيضا على درجة النضج الكامنة والتدريب المناسب.( (Rounter1987
ويسمى الاستعداد بالناحية التنبؤية ، ويسميه البعض الاستطاعة، والبعض الآخر القدرة الكامنة، وتساعد معرفته على توجيه التلاميذ إلى أنماط الأنشطة المتناسبة وميولهم.
بينما يشير مفهوم الاستعداد اللغوي إلى وصول الطفل إلى مرحلة يمكن فيها أن يعبر عما في نفسه من خواطر وأفكار عند سماعه أو رؤيته أي شيء.(عبد الفتاح أبومعال1988)
وتظهر أهمية الاستعداد اللغوي فيما يلى :
· إثارة ميول الأطفال وإعدادهم لاستخدام الوسائل والأدوات بسهولة ويسر.
· يجعل الطفل يستمتع بعملية التعلم دون مشقة أو جهد بدني أو نفسي.
· يجعل الطفل قادرا على التعبير عن ذاته وخبراته.
· يساعد الطفل على التحصيل الجيد لما يدرسه من معلومات في المواد الدراسية المتنوعة.
· يساعد المعلم في إعداد التدريبات التربوية المناسبة واختيار الأنشطة الملائمة.
الاستعداد للقراءة (Readiness for reading) والاستعداد القرائي :(Reading readiness)
تستغرق مهارة القراءة وقتا طويلا حتى يتمكن منها الطفل وهي تحتاج إلى نضج وتدريب، وتبدأ قبل المدرسة بما يسميه علماء التربية بمرحلة الاستعداد للقراءة ؛ حيث تعد هذه المرحلة ذات أهمية بالغة لإكساب الطفل مهارة القراءة، وهي كما تشير الدراسات تستغرق في الغالب سنوات ما قبل المدرسة، وربما تمتد إلى السنة الأولى، وأحيانا حتى السنة الثانية، وذلك لأن القراءة تحتاج لبلوغها إلى نضج عقلي وبدني، فما هو مفهوم الاستعداد للقراءة، وما هو الاستعداد القرائي؟
قد يتبادر إلى ذهن البعض أن الاستعداد للقراءة والاستعداد القرائي كلاهما مفهوم واحد، إلا أن الواقع عكس ذلك تماما فالاستعداد للقراءة حالة أو كيان، وهو ناتج النمو النضجي للطفل بما في ذلك نموه الجسمي والمعرفي ، أما الاستعداد القرائي فهو عبارة عن العمليات والأنشطة التربوية والاستراتيجيات التعليمية المصممة خصيصا لإعداد الأطفال لتعلم القراءة بأسلوب منهجي وعلمي أو بشكل رسمي.
وقد تعددت تعريفات الاستعداد للقراءة عبر السنوات الماضية واختلفت تبعا لصياغتها إلا أنها تدور جميعا في محاور أساسية اتفق عليها العلماء والتربويون.
فقد ذكر (هيلرك تشارز) أن الاستعداد للقراءة عبارة عن عمليات نمو مستمرة تبدأ بقدرات في الإدراك البصري والسمعي وتمتد إلى القدرة على التلقي السريع والتعبير اللغوي .(سامى عياد 1993)
كما عرفه البعض بأنه : مرحلة من مراحل نمو الطفل متكاملة وضرورية لتمكنه من تعلم القراءة، وتشترط هذه المرحلة بلوغ الطفل السادسة، والنضج العقلي والجسمي.(طاهرة الطحان 1994)
ومن خلال ما سبق يتضح لنا أنه لا يكون لدى الطفل استعداد للقراءة إلا إذا توافرت العوامل اللازمة لذلك وهي النمو العقلي، والنمو الجسمي، والنمو الاجتماعي والانفعالي بالإضافة إلى الخبرة السابقة للطفل.
إن مرحلة الاستعداد للقراءة هي الدعامة الأساسية لإكساب الطفل مهارات القراءة ، وهي المؤشر الدال على مستوى الطفل المعرفي في المراحل التالية ، من حيث القوة والضعف أو التقدم والإخفاق ، وتستغرق هذه المرحلة عادة سنوات ما قبل المدرسة والسنة الأولى الابتدائية وأول السنة الثانية الابتدائية . والغرض من التعليم في هذه المرحلة ، توفير الخبرات والمران الكافي التي تنمي عند الأطفال الاستعداد للقراءة ، حيث إن تعليم الطفل القراءة قبل أن يكون مستعدا لها جسميا وعقليا وانفعاليا ولغويا يؤدي إلى اثر سلبي على ما تعلمه ، أو قد لا يكون له عائد على الإطلاق .
ونجد أن الطفل الذي يوجه إلى الإعداد للتهيئة للقراءة فسيكون ذلك أفضل عائد على نفسيته وعلى عملية التعلم ذاتها . كذلك نجد أن مقاومة الأطفال للكبار وللقراءة وكراهيتهم لها يرجع إلى إكراههم عليها قبل أن يستعدوا لها ، وقبل أن يبلغوا النضج المناسب .
وليس من مصلحة الطفل إدخاله مباشرة على الرموز اللفظية والتعامل معها ؛ بل يجب أن يكون هناك برنامج مبدئي تمهيدي يعطى للطفل فترة من التهيؤ واستعداد للدخول للكلمة المقروءة ، تتنوع فيه الخبرة التي تعرض على الأطفال من ألعاب وصور وكتب وأفلام . (فتحى يونس 2001)
إن أطفال الروضة الذين يكون عندهم الاستعداد للقراءة والكتابة عن طريق اللعب يتعلمون القراءة وبسرعة من الصف الأول الابتدائي أكثر من الأطفال الذين لم يلتحقوا بالروضة .
وتعد القراءة عملية صعبة ومعقدة ، والتمكن منها يحتاج إلى نضج الجهاز العصبي المركزي والأعضاء التي يستعملها الطفل في عمليتي القراءة والكتابة ووظائف هذه الأعضاء مثل : العينين والأذنين وأعضاء النطق التنسيق والضبط الحركي للعينين واليدين والمهارات النفسية والاجتماعية والقدرات العقلية - جميع هذه الأعضاء ووظائفها في حاجة إلى تدريب وتنمية ليصبح الطفل مستعدا لعمليتي القراءة والكتابة فالأطفال - عادة - يحاولون التهرب من الأعمال التي تعلو مستواهم وقدراتهم العقلية ، بينما يثابرون على العمل باهتمام إذا ما شعروا بقدرتهم على النجاح إذا علينا أن نعد الطفل للقراءة والكتابة تدريجيا حيث يهيأ لكل خطوة يخطوها فينجح فيها .
إن الطفل الذى يشغف بالقراءة فى أية سن إنما يتسنى له ذلك بناء على خبرات سابقة فى المنزل أو المدرسة ، كأن يطلع على الصور الموجودة فى صور شائقة قدمت إليه أو حكى له أباه أو معلموه قصصا منوعه ، وشجعوه على أن يجد لنفسه قصصا عن طريق تتبع الصور التى فى هذه الكتب وربما تحدث مع رفقائه عن هذه القصص ، والمهم أن هذه العمليات كلها قد أكسبته مهارة وسهولة فى استعمال الأفكار ، كما أنها أكسبته سعة فى مفردات القراءة وعادات التعبير الصحيح . وبهذه الوسائل وغيرها من الخبرات نجد أن الآباء والمعلمين يستثيرون الشغف بالقراءة ويوفرون الفرص فى التقدم فى تعلمها . وعلى العكس من ذلك نجد أن كثيرا من الأطفال الذين تعوزهم هذه الفرص ينفرون فيما بعد من قراءة الصفحة المكتوبة ، وحينما يتعلمون القراءة نجد أن استعدادهم واتجاهاتهم العقلية العامة من أهم العوامل فى تأخرهم .
وقد حظيت العوامل التى تؤثر فى الاستعداد للقراءة بدراسة الباحثين ، وهناك الآن شبه إجماع على أن النجاح فى القراءة يتوقف على النضج الجسمى والعقلى والانفعالى والاجتماعى للتلاميذ ، كما يتوقف على تكييف تعليم القراءة تكييفا يلائم حاجاتهم.
وتصنف العوامل التى تتدخل فى تكوين الاستعداد للقراءة تحت ثلاثة أصناف :
1- النمو العقلى : ويتمثل فى القدرة على تذكر أشكال الكلمات ، والقدرة على التفكير المجرد ، والعمر العقلى.
2-النمو الجسمى : ويتمثل فى الصحة العامة والبصر والسمع .
3-نمو الشخصية : ويتمثل فى الثبات الانفعالى ،الاتجاهات الانفعالية ، العادات الحسنة التى تساعد على التكيف بالبيئة المدرسية . (مصطفى رسلان 2005 :165)
وموقف معلمة الرياض هو معرفة الأطفال الذين لديهم الاستعداد ، وبدء تعليمهم للقراءة ، ومعرفة الذين لم يتكون لديهم الاستعداد، ومحاولة تكوين هذا الاستعداد عندهم ويكون بطريقتين : فالطريقة الأولى ، غير مباشرة ، ولا تعتمد على الصفحة المطبوعة ، وإنما تعتمد على توسيع الخبرات عن طريق الألعاب والنشاط الاجتماعى المختلف ، والطريقة الثانية ، مباشرة ، وتقوم على أساس تقديم كتب لإعانة الأطفال على تكوين هذا الاستعداد . فنجد مثلا كتب يعرفها الطفل قبل أن يبدأ تعليم القراءة فعلا ، وهى عبارة عن صور خالية من الكلام وفى الوقت نفسه تنقل التلميذ من الأمور المحسوسة المشاهدة إلى الأمور الرمزية فى الصور أمامه ، ويتمرن الطفل على بعض العلاقات فى هذه الصور كالعلاقات المكانية نحوها ، وتعتمد كذلك على العلاقة الاجتماعية . وتقتصر الكتب فى البلدان العربية على تكوين الاستعداد بإيراد عدد قليل من الصور ، يتم فيها عرض صور لبعض الحيوانات واللعب ونحوها.
أما من حيث طرق قياس الاستعداد للقراءة فهناك أساليب وطرق عديدة لقياس الاستعداد للقراءة لدى الأطفال المستعدين قرائيا ، ومن بين هذه الأساليب ملاحظة المعلمة واختبارات الاستعداد للقراءة والتى غالبا ما تتضمن اختبارات الإدراك البصرى واختبار الاتجاهات واختبار المعلومات واختبار النطق وغير ذلك .
ومما سبق يمكن أن تشتق بعض الأساليب التى تساعد على تكوين مهارات الاستماع والاستعداد للقراءة لدى طفل الرياض ، وتتمثل هذه الأساليب فيما يلى:
· تدريب الأطفال على تذكر الأشكال والتفكير المجرد ، والثبات الانفعالي.
· توفير فرص الاحتكاك المباشر بالبيئة لطفل مرحلة الرياض وذلك من أجل العمل على تنمية خبراته .
· تدريب الطفل على التمييز السمعي والبصري والنطق .
ساحة النقاش