مفهوم نظرية الذكاءات المتعددة والأسس العلمية لها :
يبرز الاهتمام الكبير بالعقل البشري وإمكاناته وأساليب نموّه وتطويره ملامح المنظومة التربوية المميزة لمستهل الألفية الثالثة ؛ تلك المنظومة التى تراهن على تفتيح عقول المتعلمين ورعايتها ؛ لتكون في مستوى تطلعات مجتمعاتها ، وتلعب دوراً فعّالاً في مجتمع ما بعد الصناعة ، وذلك يتطلّب من الفرد أسلوباً عالياً من التكيّف المعرفي . وقد أحدثت نظرية الذكاءات المتعددة منذ ظهورها ثورةً في مجال الممارسة التربوية والتعليمية، حيث غيّرت نظرة المدرسين نحو طلابهم، وأضحت الأساليب الملائمة للتعامل معهم وفق قدراتهم الذهنية، كما شكّلت هذه النظرية تحدياً مكشوفاً للمفهوم التقليدي للذكاء، ذلك المفهوم الذي لم يكن يعترف سوى بشكل واحد من أشكال الذكاء الذي يظل ثابتاً لدى الفرد في مختلف مراحل حياته. فلقد رحبت نظرية الذكاءات بالاختلاف بين الناس في أنواع الذكاءات التي لديهم وفي أسلوب استخدامها. Checkley Kathy 1966)) لقد كانت الممارسة التربوية والتعليمية قبل ظهور هذه النظرية تستخدم أسلوباً واحداً في التعليم، لاعتقادها بوجود صنف واحد من الذكاء لدى كل المتعلمين، الشيء الذي يفوت في أغلبهم فرص التعلم الفعّال، وفق طريقتهم وأسلوبهم الخاص في التعلم. إن تعدد الذكاءات واختلافها لدى المتعلمين يقتضي إتباع مداخل تعليمية ـ تعلمية متنوعة، لتحقيق التواصل مع كل المتعلمين المتواجدين في الفصل الدراسى ، كما أن النظام التربوي والتعليمي إلى وقت قريب كان يهمل العديد من القدرات والإمكانات للمتعلمين. إن مقياس المعامل العقلي لا يأخذ بعين الاعتبار سوى بعض قدرات المتعلم، كالقدرة اللغوية والمنطقية والرياضية، في حين يهمل قدرات أخرى عديدة، على الرغم من قيمتها في المجتمع. إن النظام التربوي سيحقق الكثير لو اهتم بالقدرات الذهنية التي لا تأخذها مقاييس المعامل العقلي في الاعتبار. وقد أوضح (جاردنر) أن الذكاء متعدد وله أنواع مختلفة وكل نوع مستقل عن الآخر وينمو ويتطور بمعزل عن الأنواع الأخرى، وأن كل البشر يمتلكون هذه الذكاءات، ولا يوجد اثنان من الأفراد يتمتعون بنفس القدر من مستوى هذه الذكاءات. وفيما يلى عرض لأنواع الذكاءات ومفهومها، ومهارات الأفراد المرتبطة بكل نوع، والمهن التى يمكن للفرد أن يعمل بها وفقًا لنوع الذكاء الذى يتميز فيه. 1-الذكاء اللغوى/ اللفظى.Linguistic Intelligence :ويقصد به القدرة على استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة بكفاءة عالية، وتظهر مهارات الأفراد فى: الاستماع ،التحدث، الكتابة، وقص القصص، الشرح، التدريس، فهم معانى ومدلولات الكلمات، إقناع الآخرين بوجهة نظرهم. وهؤلاء الأفراد يمكنهم العمل بالمهن التالية: أديب، صحفى، كاتب، محامى، معلم، دبلوماسى، مترجم. 2-الذكاء الرياضى / المنطقى.Logical – Mathematical Intelligence : ويقصد به القدرة على استخدام العمليات الاستدلالية والحجج، والمنطق والأرقام، وتظهر مهارات الأفراد فى: حل المشكلات، تصنيف المعلومات، التعامل مع المفاهيم المجردة، وتحديد العلاقة التى تربط بينهم، التعامل مع مجموعات عددية وإجراء عمليات حسابية معقدة، التعامل بكفاءة مع الأشكال الهندسية. وهؤلاء الأفراد يمكنهم العمل بالمهن التالية: مهنـدس حاسبـات آلية، محاسب، معلم رياضيات، عالم رياضيات. 3- الذكاء البصرى / المكانى. Spatial Intelligence: ويقصد به القدرة على التفكير بشكل بصرى، وتصور الأفكار المكانية والبصرية بدقة ، وإدراك العلاقات بين الأشياء والأماكن. وتظهر مهارات الأفراد فى: الإدراك المكانى الجيد، فهم وقراءة وتفسير الصور والرسوم البيانية والأشكال التوضيحية، وعقد المقارنات للمواد المرئية، إبداع رموز بصرية، تصميم رسومات. وهؤلاء الأفراد يمكنهم العمل بالمهن التالية: ربان سفينة، نحات، فنان تشكيلى، مهندس معمارى، مهندس ديكور، مصور. 4- الذكاء الجسمى / الحركى. Bodily – Kinesthetic Intelligence : ويقصد به القدرة على استخدام الجسم بمهارة فى التعبير، أو العمل بمهارة مع الأشياء والنشاطات التى تتضمن المهارات الحركية الدقيقة. وتظهر مهارات الأفراد فى: الإدراك المكانى الجيد، التوازن فى حركات الجسم، الألعاب الرياضية، التعبير الصامت و التعبير عن بعض المواقف والانفعالات والعواطف من خلال أعضاء الجسم المختلفة. وهؤلاء الأفراد يمكنهم العمل بالمهن التالية: ممثل، جراح، ميكانيكى، رياضي، حرفي. 5- الذكاء الموسيقى. Intelligence Musical : ويقصد به القدرة على تعرف وتذوق القطع الموسيقية المختلفة، والاستماع إلى الموسيقى والعزف والتلحين والغناء. وتظهر مهارات الأفراد فى: العزف على بعض الآلات الموسيقية، تعرف أنماط النغمات، تأليف الموسيقى، تذكر الألحان، فهم التراكيب والإيقاعات الموسيقية. وهؤلاء الأفراد يمكنهم العمل بالمهن التالية: موسيقار، ملحن، مطرب، مذيع. 6- الذكاء الاجتماعى. Interpersonal Intelligence : يقصد به القدرة على الاستجابة بشكل فعال مع الآخرين. وتظهر مهارات الأفراد فى: الاستماع إلى الآخرين، وأخذ مشورتهم، وفهم نواياهم ودوافعهم ومشاعرهم، التواصل اللفظى وغير اللفظى، تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين . وهؤلاء الأفراد يمكنهم العمل بالمهن التالية: مدير مؤسسة، سياسى، مستشار، بائع، مرشد سياحى. 7- الذكاء الشخصى. Intrapersonal Intelligence : يقصد به القدرة على تأمل ومعرفة الذات بشكل دقيق بما فى ذلك معرفة مواطن القوة الذاتية والأهداف والمشاعر. وتظهر مهارات الأفراد فى: التأمل الذاتى وتحليل أنفسهم، والوعى بمشاعرهم ورغباتهم وأحلامهم وطموحاتهم، التحاور مع أنفسهم لفهم دورهم تجاه الآخرين، الميل للهدوء. وهؤلاء الأفراد يمكنهم العمل بالمهن التالية: باحث،فيلسوف، سيكولوجي. 8- الذكاء الطبيعى. Natural Intelligence : يقصد به القدرة على التعامل مع الطبيعة من حيث تعرف وتمييز وتصنيف الأنواع المختلفة للنباتات والحيوانات والصخور. وتظهر مهارات الأفراد فى: جمع المعلومات عن النباتات والحيوانات، تصنيف النباتات والحيوانات إلى فصائل مستقلة، الاستمتاع بالطبيعة، الاستماع إلى الأصوات التى يُحدثها العالم الطبيعى. وهؤلاء الأفراد يمكنهم العمل بالمهن التالية: مزارع، صياد، عالم بيولوجى، جيولوجي، جغرافي . (أمير القرشى ونجفة الجزار 2006) وتعد نظرية الذكاءات المتعددة مقاربة جديدة تقدم فضاءً جديداً وحيّاً لعملية التعليم والتعلّم، فهي فضاء تتمحور فيه العملية التعليميةـ التعلمية على المتعلم ذاته ؛ بحيث يعمل وينتج ويتواصل بشكل يحقق فيه ذاته ويشبع رغباته. ومن ثمة كان لها صدى كبيرا في الأوساط التربوية والتعليمية؛لما حققته من تفعيل العملية التعليمية ، ووضعها في مسارها الصحيح. ومن أهم الجوانب التطويرية لهذه النظرية في مجال الممارسة التعليمية ـ التعلمية أنها : · تساعد على رفع مستوى أداء المدرسين. · تراعي طبيعة كل المتعلمين في الفصل الدراسي. · تنطلق من اهتمامات المتعلمين وتراعي ميولهم وقدراتهم. · تساعد على تنمية قدرات المتعلمين وتطويرها. · تصنف كل المتعلمين وتعتبر أن لكل واحد منهم قدرات معينة. · أحدثت ثورة في مجال الممارسة التربوية والتعليمية بما أحدثته من تجديد وتغيير، ساعد على استثمار إمكانات المتعلمين وتنميتها وتفعيل العمل التربوي وجعله يواكب التطور العلمي الذي حققته السيكولوجيا المعرفية التي تتحرك هذه المقاربة في إطارها العلمي. ( أحمد أوزى 2003) ويستند نموذج (جاردنرGardener, H,1983 )الجديد للذكاء على الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال علوم الذهن وعلم الأعصاب التي لم يعرفها عصر (بينه Binet) ؛حيث يقول : "إن الوقت قد حان للتخلص من المفهوم الكلي للذكاء، ذلك المفهوم الذي يقيسه المعامل العقلي، والتفرغ للاهتمام بشكل طبيعي للكيفية التي تنمي بها الشعوب الكفاءات الضرورية لنمط عيشها، ولنأخذ على سبيل المثال أساليب عمل البحارة في وسط البحار، إنهم يهتدون إلي طريقهم من بين عدد كبير من الطرق، وذلك بفضل النجوم وبفضل حركات مراكبهم على الماء . إن كلمة ذكاء بالنسبة إليهم تعني بدون شك براعة في الملاحة ".(أحمد أوزي،2003) وتعد نظرية الذكاءات المتعددة نتاج دراسات وأبحاث استغرقت حوالي ربع قرن من الزمن، تم خلالها تضافر جهود العديد من الباحثين ذوي اختصاصات متنوعة ، ولقد تمّ خلال تلك المدة مساءلة عدة ميادين بحثية لم يتم التفكير فيها من قبل، ولقد تمخّضت تلك الدراسات عن نظرية الذكاءات المتعددة، تلك النظرية التي ساندتها أيضاً النتائج العلمية في علم الأعصاب وعلم المعرفة (الأبستمولوجيا) وأمدتها بسند يذهب إلى القول بتعدد الوظائف الذهنية وتنظيم الفكر بحسب وظائفه المختلفة. وفيما يلى أهم الأسس النظرية والعملية لنظرية الذكاءات المتعددة : · الاستقلال الموضعي في حالة التلف الدماغي: بمعنى أن أي ذكاء من الذكاءات المختلفة لدى الفرد إذا تعرض لتلف مخي فمن المحتمل أن يحافظ على استقلاله النسبي عن الذكاءات الأخرى . · أن أى ذكاء من الذكاءات المختلفة لن يكون مقبولا وله مصداقية إلا حينما يكون له تاريخ نمائي ومسار تطوري مثل الذكاء اللغوي الذي ينمو ويتطور لدى الفرد مع مراحل نموه المختلفة . · أن الكفاءات المختلفة للأفراد الموهوبين والمتخلفين عقليا تؤكد إمكانية ملاحظة الذكاء الإنساني في أشكاله المنعزلة والمستقلة ، وأنها رغم ارتباطها بعوامل وراثية أو بمناطق عصبية معينة في الدماغ إلا أنها تؤكد وجود ذكاء محدد ، ولذلك نجد أن بعض الأفراد لديهم نوع معين من الذكاء مرتفع بينما تكون بعض أو كل ذكاءاتهم الأخرى في مستوى متدن ، وفضلا عما سبق فإن غياب قدرة عقلية معينة لدى الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة يؤكد على ضعف نوع معين من الذكاء بينما قد تكون لديه ذكاءات أخرى مرتفعة . · أن أي ذكاء يجب أن يكون له تاريخ نمائي قابل للتحديد،ويخضع له الأفراد العاديون وغير العاديين مما يستوجب مراعاة الوظائف التي يشغل فيها الذكاء مكانة مركزية لأن الذكاءات المتعددة لا يتم تحفيزها وإثارتها إلا من خلال المشاركة في الأنشطة ذات القيمة الثقافية ، بالإضافة إلى أن هذه الذكاءات يمكن تحديد مستويات نموها . · أكدت نتائج الدراسات التجريبية وجود استعدادات وقدرات خاصة لكل نوع من الذكاءات المتعددة وأن هذه الذكاءات مستقلة فى استعداداتها وقدراتها عن القدرات والاستعدادات التى ترتبط بنوع آخر من الذكاء ، ولذلك فإن كل ذكاء يعمل بشكل مستقل عن الذكاءات الأخرى · الذكاء الإنساني يعد بمثابة منظومة حاسوبية يجب أن تكون مبرمجة وراثياً لكى تعمل بواسطة أنماط محددة من المعلومات المعروضة داخليا أو خارجياً ، وكما أن أى برنامج معلوماتي يتطلب مجموعة عمليات لكي يعمل ،فإن كل ذكاء يتطلب مجموعة من العمليات الأساسية التى تمكنه من إنجاز أنشطته. · معظم أشكال التواصل المعرفي للإنسان تمر من خلال أنظمة رمزية.(Deing, 2004: 18) وقد قاد الأمر جاردنر عام (1983)إلى القول بوجود ذكاءات متميزة، وذلك في كتابه(أطر الذهن)" ما من فرد إلا ولديه سبع ذكاءات، وأن كل شكل من أشكال هذه الذكاءات يشغل حيزاً معيناً في دماغه. وقد سبق العالم الفرنسي "بروكا" Pierre - Paul Broce عام 1861 إلى تأكيد وجود علاقة بين وقوع خلل أو تلف في منطقة معينة من الدماغ وفساد وظيفة ذهنية محددة، فالتلف الذي يصيب الجزء العلوي من اليسار للقشرة الدماغية يؤدي إلى فقدان القدرة اللغوية. والمرضى الذين يصابون في النصف الأيسر من الدماغ قد يفقدون القدرة على الكلام، ولكنهم يظلون مع ذلك قادرين على غناء الأناشيد والأغاني، لأن نصف الدماغ الأيمن يظل سليماً لديهم، والمرضى المصابين في النصف الأيمن من الدماغ قد يستطيعون القراءة بطلاقة، ولكنهم يعجزون عن تفسير ما يقرأون. إن هناك براهين مقنعة تثبت أن لدى الإنسان عدة كفاءات ذهنية مستقلة نسبياً يسميها بكيفية مختصرة: "الذكاءات الإنسانية". أما الطبيعة الدقيقة لكل كفاءة ذهنية منها وحجمها فليس بعد أمراً محدداً بدقة، وكذلك الأمر فيما يتعلق بعدد الذكاءات الموجودة بالضبط، كما يرى أنه من الصعب أن نتجاهل وجود عدة ذكاءات مستقلة عن بعضها البعض نسبياً، وأن بوسع الفرد وكذا محيطه الثقافي أن يقوم بتشكيلها أو تكييفها جميعاً بطرق متعددة (Gardner 1997) على أن مفهوم الذكاء لديه يختلف عن المفهوم التقليدي، فهو يعطيه معنى عاماً، إن الذكاء لديه هو القدرة على إيجاد إنتاج لائق أو مفيد ، أو إنه عبارة عن توفير خدمة قيّمة للثقافة التي يعيش فيها الفرد، كما يعتبر الذكاء مجموعة من المهارات التي تمكن الفرد من حلّ المشكلات التي تصادفه في الحياة، وبهذا التعريف نجد جاردنر يبعد الذكاء عن المجال التجريدي والمفاهيمي ليجعله طريقة فنية في العمل والسلوك اليومي، وهو بذلك يعطيه تعريفاً إجرائياً يجعل المربين أكثر تبصرة بأهدافهم وعملهم.( أحمد أوزى 2003) ولتمييز الذكاء عن القدرات العقلية الأخرى، فإن جاردنر يقدم لنا مجموعة من العلامات، أهمها: أ ـ استقلال منطقة الذكاء في حالة وقوع تلف عصبي. ب ـ وجود موهوبين وضعاف العقول وغيرهم من الأشخاص، ما يساعد على دراسة الذكاء بشكل منعزل. ج ـ وجود مجموعة من العمليات أو الآليات الأساسية لعلاج المعلومات التي تسمح بتحليل ومناقشة مختلف أنواع المعطيات النوعية، وهذه الآليات العصبية هي ما نسميه ذكاءً، وهي مبرمجة فينا وتعمل بمجرد استثارتها بكيفية معينة (أصوات، حركات... الخ). د ـ وجود تاريخ نمائي لدى الفرد لهذه القدرة الذهنية. هـ ـ وجود تطور تاريخي قديم لهذه القدرة العقلية. و ـ ما يقدمه علم النفس التجريبـي ، حيث أمكن إجراء دراسات حول الاستقلال النسبي للذكاء والذاكرة. ولم يكتف جاردنر بتقديم علامات لتحديد الذكاء، وإنما يقوم كذلك بوضع بعض المعايير التي تميزه عن غيره، فالذكاء ليس مرادفاً للجهاز الحسي ، كما أنه ليس من الضروري أن يعتمد بشكل مطلق عليه، كما أنه لا يمكن رفع الجهاز الحسي إلى مستوى الذكاء، ويمكن أن يعبر عن الذكاء بأكثر من جهاز حسي. ومما سبق يمكن أن نستنتج مجموعة من الأسس التى يمكن فى ضوئها بناء برنامج لتنمية الاستماع ووالاستعداد للقراءة فى ضوء نظرية الذكاءات المتعددة لدى أطفال الرياض ومنها : · التخطيط للدرس والاهتمام في تحضيره بالأنشطة التي تستثمر الذكاءات المختلفة . · الاهتمام بالمواهب والقدرات الخاصة التي قد توجد لدى بعض الأطفال واستثمارها في العملية التعليمية سواء أكانت لغوية أم فنية أم مسرحية أم موسيقية. · مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال وبخاصة من حيث تنوع ذكاءاتهم . · التركيز على جوانب القوة لدى كل تلميذ خاصة تلك التي تجمع بين عدة ذكاءات .. · تقييم الأطفال بشكل شمولى متعدد الأبعاد بحيث يشمل مجالات الذكاءات المختلفة. · التكامل بين دور معلمى الأنشطة غير الصفية ومعلمى المواد الأكاديمية . · اختيار استراتيجيات التدريس المناسبة لتنمية مهارات التلاميذ بما يتمشى مع ذكاءاتهم . المبادئ التربوية لنظرية الذكاءات المتعددة: حدد (جاردنر) أربعة مبادئ رئيسة تتلخص فيما يلى: المبدأ الأول: أن أنواع الذكاء تبنى على محكات واضحة وصريحة، وهذه المحكات تعتمد على ضرورة تحديد أماكن الذكاءات فى مناطق محددة من المخ البشرى، والقابلية للتشفير فى أى نظام رمزى. المبدأ الثانى: أن أنواع الذكاء يستجيب كل منها لمحتوى معين فى الكون. فأنواع الذكاء توجد لدى الأفراد لأن العالم الذى نعيش فيه يتميز بالتنوع، تنوع البيئات، الأصوات، الحيوانات..الخ. المبدأ الثالث: أننا لا نستطيع أن نقيم أنواع الذكاء؛ حيث أوضح (جاردنر) إنه ليس بمقدورنا قياس أنواع الذكاءات، وأن أقصى ما يمكن قياسه هو الكفاءة فى القيام بالمهام المختلفة أو الأداء الظاهر لنوع ما من المهام؛ لأنه من الصعب قياس ذكاء فرد من الأفراد بأى درجة من درجات الثبات. المبدأ الرابع: أن الطريق الواصل بين النظرية والتطبيق هو طريق مزدوج الاتجاه. حيث يؤمن (جاردنر) بأن نظريته لا بد من مراجعتها بصفة مستمرة فى ضوء إجراء مزيد من البحوث التطبيقية. وهناك بعض المبادئ الأساسية التى يجب وضعها فى الاعتبار عند تطبيق البحوث التربوية التى تُجرى فى ضوء هذه النظرية وهى: · أن كل شخص يمتلك الذكاءات الثمانية، ولكن هناك تفاوت فى مستوى هذه الذكاءات بين جميع الأفراد، كما أن هناك فروق داخل الفرد ذاته فى مستوى امتلاكه لهذه الذكاءات. · أن الذكاءات يمكن تنميتها بالتدريب والتعلم، ويستطيع معظم الناس الوصول بكل ذكاء إلى مستوى مناسب من الكفاءة فى حالة وجود المناخ التربوى المناسب. · أن الذكاءات تعمل مع بعضها البعض بطريقة مركبة. مما سبق يتضح أنه لا يوجد مقياس محدد لإظهار مستوى كل نوع من أنواع الذكاءات ، فهناك طرق كثيرة يمكن أن نعتبر الفرد بها ذكيا فى كل فئة؛لذلك فإن نظرية الذكاءات تؤكد ثراء وتنوع الطرق التى يُظهر بها الناس مواهبهم وتميزهم فى شتى المجالات .
ساحة النقاش