الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

تمر عملية تطوير المناهج بعدد من الخطوات التى تحدد وتيسير إجراءها وتوجه القائمين على أمورها ، وسوف نحاول أن نعوض فيما يلى الخطوات التى تسير فيها عملية التطوير فى تسلسل معين يستهدف التوضيح والدراسة أكثر مما يستلزم إتباع هذه الخطوات فى كل عملية تطويرية بصورة جامدة أو تتابع ثابت . إن عملية التطوير تبدأ بالتهيؤ الفكرى والنفسى لهذه لعملية والشعور بالحاجة اليها . فإذا ما تهيأت العقول والنفوس فإنه يبغى الانتقال إلى تحديد الأهداف ورسم المستويات ، وفى ضوء هذه الأهداف يمكن تقويم الواقع وتخطيط جوانب المنهج وتنسيقها ثم تاتى مرحلة الإعداد التى تتضمن اقتراح المقررات والطرق والوسائل والأدوات والمناشط . وهنا تأتى مرحلة جديدة طالما أهملناها وهى مرحلة التجريب لمعرفة مدى فاعلية المقترحات فى ضوء ما تكشف عنه هذه التجارب .

ثم تأتى بعد ذلك مرحلة الاستعداد والإعداد لكل ما تتطلبه المقترحات الجديدة من إعداد القوى البشرية اللازمة والوسائل والأدوات وغير ذلك وتقترن بعملية التنفيذ والتعميم بعملية متابعة وتقويم مستمر ،يمكن من خلالها مراجعة المناهج وتطويرها ،ومن خلال تحديد الأهداف وترجمتها إلى معايير يستفاد منها فى الحكم على واقع مناهجنا وواقع تعليمنا الحالى حتى نتبين الحقائق ونسعى إلى تطوير مناهجنا وفق أسس علمية . وتمر خطوات تطوير المناهج بالمراحل التالية :

أولا : إثارة الشعور بالحاجة إلى التطوير :كثير ما تفرض على المهتمين والعاملين فى ميدان المناهج مقررات أو طرق جديدة فلا يتقبلونها ولا يتحمسون لها ولا يبذلون الجهد لتوفير الظرف الملائمة لنجاحها ، بل كثيرا ما يقاومونها وينتهزون الفرصة للعودة إلى القديم .

ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة تمثل عوائق جسيمة فى سبيل التطوير ينبغى دراستها واتخاذ العدة للتغلب عليها . فمن الناس من يألف القديم ولا يريد أن يحيد عنه أنها نزهة الناس نحو المحافظة على القديم المطروق الذى اعتاد الناس السير فيه حتى ولو كان أطول . مما يؤسف له أن هذه النزعة تشيع فى مجال التعليم بل وربما تظهر فى هذا الميدان أكثر مما تظهر فى غيره من الميادين .

ومن العجيب أن يكون المشتغلون بالتربية والتعليم وهم الذين يعملون الناس كيف ينبغى ألا يحافظون على القديم لقدمه من أكثر الناس محافظة على القديم ومقاومة للتجديد .

ومن الناس من يرون أن الجديد يهددهم ، فهو يقلل من شأن ما يعرفون سواء ينقلهم إلى أرض جيدة قد تعترضهم فيها هضاب وجبال ولذلك فهم يقاومون كل جديد دفاعا عن النفس ، وبالإضافة إلى كل ذلك فإن تطوير المناهج يتطلب تجديدا فى المعلومات والمهارات ويفض قيما جيدة واتجاهات جديدة وأساليب جديدة قد يخيل إلى بعض الناس أنهم لا يستطيعون اكتسابها بسهولة ويتمسك البعض الآخر بالقديم أذ يتخيلون أن الجديد صادر اليهم من سلطة عليها وأنه بذلك أسلوب من أساليب التحكم فيهم .

ومن أجل كل ذلك فإن عملية التطوير لا بد أن تسبقها عملية تهيئة عقلية تشمل المدرس والتلميذ ، كما تشمل القيادات التربوية والرأى العام بأجمعه بل أن التطوير الحقيقى لا يمكن أن يتم الا عندما تشارك القاعدة مشاركة فعالة فيها وذلك حتى تنبثق اتجاهات التطوير ومقترحاته من هذه القاعدة ، ثم تتولاها القيادات بالتفكير والتهذيب وتشارك فيها مشاركة تبدأ من القاعدة وتستمر حتى تصل إلى القمة ، ثم تعود إلى القاعدة مرة أخرى ، وبذلك يستمر سير التيار وتتم الدورة من القاعدة إلى القمة ثم من القمة إلى القاعدة فى دورة دائبة لا تقف ولا تنتهى ، وذلك هو الأسلوب الديمقراطى فى بناء المناهج وتطويرها وتتضمن هذه التهيئة العناصر الآتية :

1-     الشعور بعدم الرضا عن الواقع نتيجة لإدراك ما فيه من نواحى القصور وما يترتب عليها من النتائج .

2-     إدراك الأهداف الجديدة التى ينبغى الوصول إليها وتغيير الخطوط والأساليب فى ضوئها.

3-     الإقناع بأهمية التطوير والتحمس للإصلاح

4-     الشعور بأن الإصلاحات المطلوبه قد انبثقت من القاعدة وأن القاعدة قد شاركت فيها بأنها صاحبتها .

وهناك أساليب متعددة يمكن اتبعها لبث الشعور بالحاجة إلى التطوير المناهج ومن هذه الأساليب مايأتى :

* بالنسبة للمعلمين فى مرحلة الإعداد المهنى :

تقوم كليات التربية ومعاهد إعداد المعلمين فى كل عام بتخريج أعداد وفيرة  من المعلمين  الذين يعملون بالحقل التعليمى , ومن الممكن أن يكون  هؤلاء  المتعلمون إذا أحسن لإعدادهم وتوجيههم قوة فعالة  للتقدم  وتطوير التعليم، بالنسبة للمعلمين أثناء الخدمة .

ينبغى العناية بتنظيم برامج تدريبية ومؤتمرات وندوات وحلقات دراسية تتيح  الفرصة  أمام المعلمين  لدراسة  المشكلات الحقيقية  التى تواجههم والبحث من عن أفضل  الحلول لها فى ضوء  الإتجاهات  التربوية المعاصرة , كما ينبغى أن تهيأ أمام  المدرسين  الفرص المناسبة لزيارة بعض الدول المتقدمة فى ميدان التربية للإطلاع على الأساليب  التربوية  الحديثة فيها ، كما ينبغى الإستفادة من المجلات التربوية لنشر نتائج الأبحاث فى ميدان  التربية ومشروعات  تطوير المناهج  فى البلاد الأخرى .

* بالنسبة للقيادات التربوية :

ونقصد بهم المشرفون الفنيون على مختلف مستوياتهم  ونظار المدارس وينبغى ان نحسن إعداد هذه الفئة لكى تكون منها قيادة تربوية رشيدة تساعد المدرسين فى أعمالهم وتعينهم على حل المشكلات الميدانية  وتوالى  تدريبهم ونقل وجهات النظر الحديثة إليهم وعندئذ  فإن هذه القيادات تستطيع أن تفعل ما تعجز  كليات إعداد المعلمين  وغيرها من الوسائل الأخرى  عن فعله .

* بالنسبة للرأى العام :

تقع على رجال التربية مسئولية العمل على تنوير الرأى العام حول المشكلات الملحة التى تواجه التعليم فى بلادنا وما يمكن عمله للتغلب على هذه المشكلات وتطوير التعليم لكى يكون وسيلة فى بناء المجتمع الجديد وخلق المواطن الصالح الذى لا يمكن أن يتحقق تقدم فى أى من مجالات العمل والحياة من صناعة أو زراعة أو تجارة الا به .

ويمكن أن يتحقق ذلك عن طريق مجالس الأباء والمعلمين وعن طريق الصحف والمجلات ووسائل الاعلام المختلفة .

ثانيا : تحديد الأهداف وترجمتها إلى معايير :

*أهمية تحديد الأهداف :

إذا ما تهيأت العقول والنفوس لتقبل التطوير وانبعثت بأهميته وعقدت العزم على تنفيذه فمن الطبيعى أن نبدأ بتحديد وظائف كل مرحلة من مراحل التعليم والأهداف التربوية المرجوة من وراء تطوير التعليم بها .

وتحديد الأهداف أمر ضرورى ولازم لأنها تساعد على رسم الطريق وتحديد المحتوى والطريقة واختيار الوسائل والأدوات التى تساعد على تحقيق الأهداف كما انه يساعدنا فى تقويم مناهجنا وأعمال تلاميذنا ومعرفة نواحى قوتها وضعفها.

وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة فكثيرا ما تجمع لجان تطوير المناهج وتأخذ فى إضافة بعض الموضوعات الى مقرر أو حذف بعضها الآخر أو تعديل ترتيب موضوعات هذا المقرر وما إلى ذلك دون تبصر كاف بالأهداف التى ينبغى أن توجه العملية التعليمية  .

وقد يرجع عدم اهتمام لجان تطوير المناهج بتحديد الأهداف إلى أسباب كثيرة منها :

·      الاعتقاد بأن الأهداف واضحة لدى كل مشتغل بالتربية ولا يحتاج الأمر إلى إضاعة الوقت فى تحديدها وتفسيرها ومناقشتها .

·      اعتبار مناقشة الأهداف عملية تجريد وفلسفية ثقيلة الظل ومضيعة للوقت ومن ثم لا تستحق ان ينفق فيها كثير من الجهد .

·      افتقار مفهوم الأهداف ومسئوليتها .

·   افتقار كثير من المشتغلين ببناء المناهج وتطويرها إلى خلفية تربوية تعينهم على إدراك مفهوم الأهداف ومستوياتها وطرق الاهتداء بها .

ويترتب على إهمال تحديد الأهداف بطريقة عملية بطريقة عملية نتائج سيئة منها :

-   عدم الاتفاق على رأى موحدة فكثيرا ما تطول مناقشات الأعضاء حول بعض الأمور ويحترم الجدل حولها وتتعدد بل تتضارب أحيانا وجهات النظر بسبب عدم وضوح أهداف تدريس مادة معينة فى مرحلة معينة .

-   صعوبة تقدير مدى نجاح المنهج أو فشله وبالتالى صعوبة اكتشاف نواحى قصوره وجموده ما يترتب عليه الاسترسال فى مزيد من الأخطاء .

شروط الأهداف الجيدة :

ينبغى أن راعى فى تحديد الهداف معينه منها :

·      أن تستند الأهداف إلى فلسفة تربوية وسيكولوجية سليمة .

·      أن تكون خالية من التناقض فيما بينها .

·      أن تكون واضحة المعنى حتى لا تفتح الباب لكثير من التفسيرات والتأويلات .

·      أن يسهل ترجمتها إلى سلوك .

·      أن تكون مناسبة لمستوى التلاميذ ووظيفة المدرسة .

·      أن تكون فى مجموعها شاملة  ومتزنة بحيث يكمل بعضها  ولا يتم  تحقيق إحداها على حساب غيره

·      أن تكون بطريقة تيسر الرجوع إليها  والاستفادة منها

·      أن تكون ميسورة التحقيق مناسبة للظروف والإمكانات 

مصادر الأهداف:

ليس هناك مصدر واحد يمكن أن تشتق منه  الأهداف التربوية  ولكن ينبغى  القيام بدراسات علمية لكل من:

أ- المجتمع :تعتبر برامج التربية جزءا عضويا لا يتجزأ من خطة شاملة  لتنمية  المجتمع  اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ووسيلة  لتحقيق فلسفته وآماله وحل مشكلاته وعلى ذلك  لا يمكن تحديد الأهداف فى ضوء دراسة مستفيضة للمجتمع على المستويين  القومى  والمحلى . 

فعلى المستوى القومى ,ينبغى أن تطور المناهج على أساس دراسة عملية لفلسفه المجتمع وأماله وقيمه وتراثه واتجاهاته وتطوره ومن المصادر التى يمكن  الاستعانة بها فى هذا المحال: الدستور ـالميثاق الوطنى ـ كلمات رؤساء الدولة فى المناسبات  المختلفة ـ الدراسات والبحوث الاجتماعية  والاقتصادية  والصحية ـخطط التنمية ـ الإحصاءات الرسمية,  التقارير الرسمية للوزارات والهيئات المختلفة .كما  ينبغى  القيام بدراسات  مسحية لكل بيئة تتناول خطة تنميتها وخصائصها ومشكلاتها ونواحى تخلفها ,ومطالبها العاجلة والآجلة والعادات والتقاليد والقيم المستمرة بين الناس , واتجاهات الناس نحو القضايا الهامة المعاصرة، الطلاق وتعدد الزوجات .

كما ينبغى دراسة المصادر الطبيعية فى البيئة ووسائل الانتفاع بها.والبيانات التى تجمع من هذه الدراسات بالوسائل العلمية من الدراسات السابقة ولإحصاءات المختلفة وتحليل النشاط المهنى للناس والاستفتاءات والمقابلات ..الخ لابد من تفسيرها وتحليلها لكى تتضح مضامينها التى تتصل بالأهداف التربوية .

ب - التطورات الحديثة فى العلم والمعرفة :لكل مجال من مجالات العلم والثقافة إمكانياته الخاصة فى تحقيق الأهداف التى نسعى إليها, ولما كان العلم فى تطوير مستمر فلابد من دراسة ما يكتبه العلماء المتخصصون لتحديد أساسيات المعرفة المناسبة التى ينبغى أن يتزود بها التلاميذ فى كل مجال.

ومن الاتجاهات الحديثة فى كثير من الدول المتقدمة وإشراك العلماء المختصين فى المجالات المختلفة فى لجان  المقررات وتعديلها وفى تأليف الكتب المدرسية .

جـ - التلاميذ :التربية الناجحة هى التى تمكن المربى من تهيئة الفرص والمجالات المناسبة لكشف الاستعدادات وتنمية المواهب وتحقيق أقصى إمكانيات الأفراد وإمدادهم بالدوافع التى تواجه السلوك وتحولهم إلى طاقات خلاقة لتحقيق سعادة الرد ورفاهية المجتمع ,والتعليم الذى يحقق كل ذلك لابد أن يكون مشبعا لحاجات الأفراد ومناسبا لمستويات نضجهم ومثيرا لاهتماماتهم .

ويقتضى كل ذلك أن يرعى فى تحديد الأهداف لمن تطور المناهج من أجلهم . وتهتم الدراسات التربوية فى سبيل ذلك بالكشف عن استعدادات المتعلمين فى كل مرحلة وخصائص نموهم وابتكار أفضل الوسائل لتحديد مستوياتهم والاستفادة من طاقتهم المتنوعة ، ومراعاة ما بينهم من فروق فردية وضمان سلامتهم حسيا وعقليا ونفسيا .

مستويات وضع الأهداف :

حينما نتكلم عن أهداف التربية فإن الأمر يتعلق بمن يتوالى تحديد نظم التربية وقوانينها ومن يقومون بتخطيط برامجها ، ومن يتولون تطبيقها ، ومن يتأثروا نتائجها ، فالأشخاص وحدهم هم الذين يضعون أهدافا ويسعون إلى تحقيقها ،ومن المفيد أن نتذكر أن التربية ذاتها بوصفها أمر معنويا – لا يعنى أن تكون لها أهداف فالأهداف لا تكون إلا لأشخاص كالمدرسين والآباء والتلاميذ وغيره .

والهيئات التى تعنى بشئون التربية متعددة : فهناك مثلا الدولة ، وزارة التربية والتعليم وهيئة التدريس بكل مدرسة وأولياء الأمور ، وأخيرا هناك التلميذ نفسه الذى يعتبر محور العملية التربوية ، ولا شك أن نظرة كل هؤلاء إلى العملية التربوية تختلف عن نظرة غيره مما يترتب عليه اختلاف فى الأهداف التربوية التى يسعى كل فريق إلى تحقيقها . فقد يعنى واضع المقرر بأهداف معينة تغيب أهميتها عن المدرس الذى يقوم بتدريس هذا المقرر .

والمدرس بدوره قد يهتم بتحقيق أهداف تربوية لا يدركها التلميذ أو يهتم بها ، ومعنى هذا أن للأهداف التربوية مستويات مختلفة تبعا لاختلاف وجهات نظرا الأشخاص الذين لهم علاقة بالعملية التربوية ، وتبعا للمسئوليات التى يضطلعون بها .

وللأهداف أهميتها الكبرى فى توجيه السلوك وتحديد الغايات فمن الأهمية بمكان أن نحاول معرفة المستويات المختلفة لأهداف من يشتركون فى العملية التربوية ونرى ما بينها من أتفاق أو اختلاف لكى نقدر على تنسيقها .

فإذا بدأنا بالدولة ، نجد أنها حينما نحدد أيدلوجيتها بأبعاد مختلفة من السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة ، فإن هذه الأبعاد هى التى ترسم لنا الإطار العام لفلسفتنا ، وتتأثر الدولة عند تحديد هذه الأيدلوجية بخصائص العصر الذى نعيش فيه وهى خصائص لا يمكن تجاهلها .

ثم تأتى وزارة التربية والتعليم فترسم السلم التعليمى وتحدد وظيفة كل مرحلة فى ضوء آمال الدولة وإمكانياتها وخصائص نمو التلاميذ . وفى ضوء هذه التحديد يمكن وضع الأهداف المنشودة من وراء تدريس كل مقرر دراسى . ومثل هذه الأهداف يتطلب تحقيقها وقتا طويلا نسبيا : فتعديل عادات التلميذ واتجاهاته وأساليب تفكيره يحتاج إلى تهيئة مواقف تعليمية متعددة وقد يستغرق وقتا غير قصير .

وينبغى أن نأخذ فى الاعتبار أهداف التلميذ ونتدارس وسائل تحقيقها ؛ بحيث تساعد على تحقيق أهداف جميع المستويات السابقة على قدر مستوى المرحلة فإذا بدأنا بتلميذ المرحلة الابتدائية على سبيل المثال . فإن أهدافه فى تعريف بيئته ، وكشف أسرار ظواهرها وتحقيق أغراضه القريبة منها ينبغى أن يكون وسيلة الى تحقيق أهداف تتصل بالمستويات العليا وترمى إلى تدريسه على الأسلوب العلمى وتزويده بالحقائق والمهارات والاتجاهات الخاصة التى تعليمها خصائص العصر وفلسفة الدولة .

ترجمة الأهداف إلى معايير :

إذا ما تم تحديد الأهداف بالصورة السابق ذكرها فإنه ينبغى ترجمتها إلى معايير المجتمع لتستخدمها للحكم على المناهج القائمة . أو للحكم على المناهج المعدلة لكى نستطيع فى كلتا الحالتين أن نتبين ما فيها من نواحى القوة والضعف ، ولكى نستطيع أن نصحح مسيرتنا ولكى تكون عملية التطوير عملية دائمة مستمرة .

ونستطيع الآن أن نقوم حاضرنا التعليمى باستخدام هذه الأهداف والمعايير ونصدر عليه حكما علميا نتخذه أساسا لتخطيط جديد للمناهج ولتقديم المقترحات المناسبة .

تخطيط جوانب المنهج وتنسيقها :

يتم تخطيط الجوانب المختلفة من المنهج فى ضوء الفلسفة التربوية وما تسفر عنه دراسة المجتمع والتطورات الحديثة فى التربية والعلم والمعرفة والتلاميذ وما تسفر عنه عملية تقويم المناهج الملائمة ويمكن صياغة ذلك على النحو التالى :

1- تحديد نوع التنظيم المنهجى :ينبغى أن يقرر نوع التنظيم المنهجى المناسب لكل مرحلة . هل هو مواد دراسية منفصلة  أم مواد مترابطة ؟ أم مجالات متشعبة ؟ أم منهج نشاط وفى حالة اختبار منهج المواد الدراسية، ينبغى تحديد المواد المناسبة لكل مرحلة من مراحل التعليم وتحديد محتويات كل مادة على الصفوف المختلفة مع مراعاة مبدأ التنسيق بينهما ، والاتزان والبعد عن التكدس وتحديد عدد الساعات اللازمة لتدريس كل مادة وبالتقارير الميدانية التى يكتبها المشرفون الفنيون والمدرسون وتصور نواحى القوة والضعف فى المقرارات التى تدرس حاليا .

وعملية تخطيط المقرارات الدراسية ينبغى أن تكون عملية جماعية يشترك فيها المعنيون من سائر القطاعات بعد تحديد دور كل منهم وطريقة الاستفادة من خبرته وتجاربه وينبغى أن يقرر هل تكون الدراسة عامة بالنسبة لجميع التلاميذ فى الصف الواحد ؟ أم أن تقدم دراسات اختيارية يقوم بمتبعتها كل تلميذ  وفقا لقدراته واستعداداته وميوله وظروف حياته أو ينبغى ن تتم المقومات المرنة الكافية التى تسمح بتكييف الدراسة وفق احتياجات كل بيئة .

2- تحديد طريقة التدريس :ينبغى أن يكون التعلم قائم على أساس النشاط الذى يتيح المجال أمام التلاميذ لاكتساب الخبرات المربية ، ولإظهار مواهب كل فرد منهم واستعداداته وميوله ، هذا إلى جانب قيمة النشاط الترويحية والاجتماعية والنفسية . عن طريق النشاط يتحقق الترابط العضوى بين النظرية والتطبيق ، والنشاط الذى نقصده يشمل النشاط الجسمى والعقلى والاجتماعى ويتصل بهذا الأمر مشكلات هامة تتطلب الدراسة مثل :

كيف يمكن تطوير طريقة التدريس المناسبة بحيث تساعد على تكوين المفاهيم والتعليمات الأساسية وتنمية المهارات المناسبة وأسلوب التفكير الناقدة والاتجاهات والميول والقيم المناسبة ؟

·          كيف توثق الصلة بين الدراسة والنظرية ؟

·          كيف تشجع الطرق الفردية الذاتية فى التعلم ؟

·          كيف تشجع المدرسين على التجريب فى مجال طرق التدريس ؟

·          كيف نشرك جميع التلاميذ فى النشاط التربوى ؟

·          كيف يحقق النشاط التربوى أهدافه المرجوة من تشجيع التعمير والابتكار والإبداع والخلق عند التلاميذ ؟

·          كيف توفر جميع الظروف الملائمة لممارسة النشاط ؟

3- تحديد الوسائل التعليمية :بنبغى القيام بدراسة تحليلية للقرارات لتحديد الموضوعات التى تحتاج إلى استخدام أساليب علمية فى تدريسها ، وتحديد نوع هذه الوسائل والوظائف التعليمية التى تحققها وبها مناقشة الموضوعات الآتية :

كيف نشجع المدرس على استخدام الوسائل التعليمية المناسبة ؟ وكيف تشجعه على الاطلاع والتجريب والابتكار فى مجال الوسائل التعليمية ؟

-     كيف تعد مدارسنا لتلائم استخدام الوسائل التعليمية كالأفلام والإذاعة والتلفزيون ومعامل اللغات ؟

-     كيف يمكن تحسين الخدمات المتصلة بالسائل التعليمية ؟

-     كيف نشجع المدرس على إنتاج وسائل تعليمية على مستوى المدرسة بتكاليف معقولة ؟

-     ما أفضل الطرق للاستعانة ببرامج الإذاعة والتلفزيون التعليمية ؟

-     ما الصعوبات والعوائق التى تقابل المدرسين عند استخدام الوسائل التعليمية؟ وكيف يمكن التغلب عليها ؟

4- تخطيط برنامج للتوجيه :لابد للمنهج أن يوجه عناية كافية نحو حل مشكلات التلاميذ فى سائر الميادين وتوجيههم دراسيا ومهنيا ، وعلى المدرسة أن تسأل نفسها هل يتم تحقيق هذا الهدف عن طريق تخصيص فترة فى الجدول المدرسى للزيارة مثلا ؟ هل يكون ذلك بإدخال نظام الأسر ؟ هل يكون ذلك بتحسين البطاقات المدرسية والسجلات المجمعية . هل تتوافر فى المدرسة الاختبارات والأدوات اللازمة لعملية التوجيه ؟

وفى جميع الحالات ينبغى أعداد الظروف التى تساعد على نجاح برنامج التوجيه .

5- تخطيط برنامج ربط المدرسة بالبيئة :لكى يرتبط المنهج بالبيئة ، ينبغى أن تناقش المدرسة الأسئلة الآتية :

-          ما المصادر الإنسانية والمادية الموجودة فى البيئة المحلية والتى يمكن الإفادة منها فى تدريس بعض الموضوعات ؟

-          ما أنواع الخدمات التى يمكن أن تقدمها المدرسة إلى أهالى البيئة ؟

-          كيف يمكن للمدرسة أن توثق صلتها بأولياء الأمور ؟

-          كيف تستطيع المدرسة أن تنمى علاقتها مع المسئولين فى البيئة المحلية وتستفيد من تجاربهم وخبراتهم فى تحقيق رسالتها ؟

-          ما أهم مشكلات البيئة المحلية ؟ وإلى أى مدى يمكن للمدرسة الإسهام فى حلها ؟

-    كيف يتمكن المدرسون من دراسة البيئة المحلية لمعرفة : تقاليد البيئة ، أنواع المهن والحروف السائدة ، وأنواع المساكن التى يعيش فيها التلاميذ ، التسهيلات الترويحية والثقافية التى يمكن الاستفادة منها ؟

6- تخطيط برنامج لتقويم أعمال التلاميذ : ينبغى على المدرسة وهى تقوم بعملية تطوير المنهج أن تسأل نفسها :

هل وسائل التقويم التى يمكن استخدامها لكى تعطينا صورة دقيقة عن مدى تقدم التلميذ فى تحقيق جميع الأهداف المنشودة ؟

-     كيف تحسن تقديرات المدرسين لأعمال السنة بالنسبة للتلاميذ ؟

-     كيف نستطيع متابعة نمو التلميذ وسلوكه عاما بعد عام ؟

-     كيف تساعد التلاميذ على تقويم أنفسهم بأنفسهم ؟

كيف نشرك الآباء وجميع المتصلين بالتلميذ فى تقويم سلوكه داخل المدرسة وخارجها للمساعدة فى تشخيص مشكلات التلميذ تمهيدا لحلها ؟

ما نوع التقرير الفترى الذى ينبغى أن يرسل إلى ولى الأمر ؟ وكيف نجعل من البطاقة المدرسية وسيلة فعالة فى توجيه التلميذ تربويا ودراسيا ومهنيا ؟

7- تخطيط برنامج للخدمات الطلابية :أن عناية المدرسة الحديثة بالتلميذ من جميع نواحيه ، يتطلب توفير عدد من الخدمات مثل :

أ‌-    الخدمات الصحية : وتشمل التغذية – الفحص الطبى – البطاقة الصحية .

ب- الخدمات الثقافية : وتشمل المكتبة المدرسية – الصحافة – المسرح – وسائل الإعلام .

جـ- الخدمات الاجتماعية : وتشمل الرحالات – المعسكرات – أماكن استذكار التلاميذ – اتحاد الطلاب – التأمين ضد الحوادث – الأندية .

د- الخدمات النفسية : وتشمل الإرشاد الفنى والتوجيه المهنى والعيادة النفسية.

ولكى توم المدرسة بهذه الخدمات عليها أن تفكر فى النواحى الاتية :

-          كيف نوفر العدد الكافى من الأخصائيين فى المدرسة ؟

-          كيف ندرب المدرسين على القيام بمهمة الريادة والخدمة الاجتماعية الطلابية ؟

-          ما نوع الخدمات الاجتماعية التى يحتاج اليها الطلاب ؟ وكيف توفرها المدرسة لهم ؟

-          كيف يمكن توجيه التلاميذ إلى مشروعات خدمة البيئة ؟

-          ما مصادر تمويل الخدمات الطلابية ؟

-          كيف نوفر الكتب المناسبة للتلاميذ فى المكتبة المدرسية ؟

-          كيف نشجع الصحافة المدرسية ؟

-          كيف يمكن الاستفادة من البرامج التلفزيونية والإذاعة المدرسية ؟

-          كيف يمكن أن يؤدى المسرح المدرسة رسالته التربوية ؟

-          كيف يمكن تحديد مشكلات التلاميذ ومساعدتهم على حلها ؟

-          ما الخدمات الصحية التى ينبغى أن تقدمها المدرسة إلى تلاميذها ؟

-          كيف يمكن الاستفادة من البطاقة الصحية ؟

8- التخطيط للكتب والقراءات المناسبة للتلاميذ :للكتاب المدرس أهمية كبيرة فى العلمية التعليمية , وتتكلف الدولة بضعة ملايين من الجنيهات سنويا لإعداد الكتب لتلاميذ المراحل  المختلفة .

ويجدر ان تناقش المسائل الآتية عند التطور الكتاب المدرس :

-     ما نوع الكتب اللازمة لكل صف دراسى ؟

-          إلى أى مدى يستخدم التلميذ الكتاب المدرس المقرر ؟ وإلى أى مدى يستخدمون الكتب الخارجية ؟ ولماذا ؟

tex

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 8891 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,746