استحدثت مصر إجراء جديدا ، وأسلوبا متميزا فى تطوير المناهج والمواد وفقا للخطوات التالية :

1-    عقد مؤتمر قومى لتطوير مرحلة تعليمية ما ....

ومن دلائل الاهتمام الجاد والواعى بقضية التعليم فقد تم عقد سلسة متتابعة من المؤتمرات لتطوير التعليم بدأت بالمؤتمر القومى لتطوير مناهج التعليم الابتدائى ثم المؤتمر القومى لتطوير التعليم الاعدادى . 

2-    تمهيدا للمؤتمر القومى يتم الآتى :

أ‌-   تشكل اللجان المتخصصة للنظر فى دواعى التطوير وأهدافه ، ووضع تصور للخطة الدراسية ، وما تتضمنه من مقررات ، ومحتوى هذه المقررات وتضم هذه اللجان المتخصصين فى المواد الدراسية المختلفة ، والتخطيط التربوى واقتصاديات التعليم ، وأساتذة المناهج وطرق التدريس ، والمتخصصين فى أساليب التقييم والامتحانات ، ومستشارى المواد والمعلمين والموجهين .

ب‌-  تعقد اللقاءات والمؤتمرات الفرعية والندوات على مستوى المحليات والمحافظات والجامعات ؛ خاصة كليات التربية والمهتمين بقضايا التعليم ، لمناقشة التطوير المنود وإبداء الرأى والمقترحات والتصورات ، وهذا بهدف توسيع رقعة المشاركة على جميع المستويات .

جـ- تجرى الدراسات والبحوث ، التى تقدم أساسا عمليا لعملية التطوير ، ومن هذه الدراسات :

-        دراسات مقارنة لمناهج دول مختلفة للوقوف على الجديد فى كل مجال .

-        دراسات لتقييم المناهج الحالية ، وتعرف نقاط القوة والضعف فيها .

-    استطلاعات رأى حول مناهج المرحلة المطلوب تطويرها ، ويشمل ذلك العاملين فى الميدان من معلمين وموجهين وأولياء أمور ، والمختصين الأكاديميين ، والتربويين ، ونقابة المعلمين ، وعلماء الدين ، وغيرهم .

-    دراسات نوعية تدور حول التطوير فى جانب معين من جوانب المنهج ، أو فى مادة دراسية معينة ، بهدف تعرف كل ما هو جديد فى المناهج الدراسية ومؤشرات المستقبل .

يشترك فى هذه البحوث والدراسات العاملون بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية ، ومركز تطوير المناهج والمواد التعليمية ،  ومركز الامتحانات والتقويم التربوى ، ومعهد التخطيط ، والمسئولون فى وزارة التربية والتعليم ، وهيئات التدريس بالجامعات ، والعاملون فى الميدان ، وغيرهم من المهتمين بعمليات تطوير المناهج .

3-    اللجنة المنظمة :

تقدم نتائج هذه الندوات واللقاءات والبحوث والدراسات ، وما توصلت إليه اللجان العلمية المتخصصة فى المواد الدراسية المختلفة ، وما توصلت إليه اللجان المسئولة عن وضع تصور لفلسفة وأهداف تطوير المرحلة التعليمية التى نحن بصددها ، وتصور لخطة الدراسة وأوزان المواد والمحتوى .. ويعرض كل ذلك على لجنة أساسية منظمة للجهود التى تسبق المؤتمر لإعداده فى صورة متكاملة .

4-    ورشة العمل :

ينظم العمل فى ورش تعقد ،و تتولى كل مجموعة دراسة ومناقشة كل المقترحات والتوصيات ، ونتائج الدراسات الخاصة بمادة دراسية معينة ، أو بمجموعة مواد ؛ فمثلا : مجموعة عمل للتربية الدينية الإسلامية ، ومجموعة عمل للتربية الدينية المسيحية ، ومجموعة للغة العربية ، ومجموعة للرياضيات ، ومجموعة للعلوم .. وهكذا ..

تشكل مجموعات العمل من : أساتذة متخصصين فى التربية ، وفى المناهج وطرق التدريس ، ومن المدرسين ، ومديرى المدارس ، والموجهين ، ومستشارى المواد الدراسية فى الوزارة ، والأساتذة المتخصصين فى المجالات المعرفية من الجامعات ، وممثلين لنقابة المعلمين ، وأولياء الأمور ، وبعض الطلاب من المرحلة التعليمية موضع التطوير ... وتضم مجموعات العمل ممثلين للمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية ، ومركز تطوير المناهج والمواد التعليمية ، والمركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى ، إلى جانب قيادات وزارة التربية والتعليم .

ويدور الحوار والنقاش بين هذه المجموعات ، ويتبادل الحاضرون الرأى فى ضوء نتائج الدراسات المعروضة عليهم . وهكذا يعتمد العمل على أسلوب الفريق الذى يستهدف استيعاب جميع الآراء بموضوعية عملية ؛ من أجل صالح العملية التعليمية .

5-    المؤتمر :

ويأتى موعد المؤتمر القومى لتطوير التعليم للمرحلة التعليمية المعينة (ابتدائى إعدادى ..الخ ) . ويحضره جمهور يمثل كافة فئات المجتمع ، وأصحاب الرأى والخبرة فى مجال ، ومجموعة من أكبر رجال والثقافة والفن والإعلام ، والأحزاب السياسية ، والمجالس النيابية ، وأساتذة الجامعات ، وخبراء التربية ، وأولياء الأمور والمدرسين ، ونقابة المعلمين ، بالإضافة إلى عدد من طلاب المرحلة التعليمية ، وومثلين للمنظمات الدولية ، وخبراء من بعض الدول المتقدمة ...

ولعلنا نتفق أن مشاركة كل هذه الفئات يدل على أن تطوير المناهج لا ينظر إليه على أنه عمل فنى فحسب ، وإنما هو عمل جماهيرى ، يجمع بين الرؤية المتخصصة والرؤية المجتمعية والشعبية .

تعرض نتائج مجموعات ورشة العمل على المؤتمر لمزيد من المناقشة والبلورة ، وتضاف إلى ذلك أوراق عمل ، تقدمها مجموعة من كبار المشاركين من رجال الفكر ، والتخطيط ، والتربية ، والاقتصاد والسياسة ، والفن .. ثم تعقد مائدة مستديرة ، تشارك فيها نخبة من أعضاء المؤتمر ؛ لطرح مزيد من الرؤى والأفكار لتطوير العملية التعليمية من أجل مواكبة متطلبات القرن الحادى والعشرين .

6-التوصيات :

ويتم عرضها فى ضوء ما طرحه المؤتمر من أفكار ترتبط بكل محور من محاور المؤتمر الرئيسية .

7-ضبط تكامل وترابط المناهج :

ويتم ذلك من خلال البدء فى تحويل المقترحات إلى منهج متكامل ، حيث يقوم الخبراء بتصميم مصفوفة مدى وتتابع وهى خريطة أو جدول ذو بعدين أفقى ويمثل المواد الدراسية ورأسى ويمثل الصفوف الدراسية كما هو مبين :

وذلك للتأكد من النمو والتتابع والترابط بين المواد وداخلها ، وحجم كل مادة وتكرار الخبرة واستمراريتها .ما يساعدنا على ضبط المناهج .

8-الإعلان عن مسابقة لتأليف الكتب الدراسية :

أوصى المؤتمر القومى لتطوير التعليم الأخذ بمبدأ المسابقة فى تأليف الكتب المدرسية ,بدلا من نظام التكليف الذى كان يعمل به وتنفيذاً لهذه التوصية .. تعد مواصفات تفصيلية  وشروط أساسية ، وتوجيهات عامة لكل كتاب ،يلتزم بها المتسابقون , ويتقدم للمسابقة ؛ كل من يرغب ويرى فى نفسه القدرة على تحقيق متطلبات وشروط المسابقة ... وتتيح هذه الشروط الاختيار للتأليف الجماعى أو الفردى , وإن كانت التوجيهات العامة تشجع التأليف الجماعى .

وحرصاً من الوزارة على تشجيع أفضل وأكفأ الأساتذة للمشاركة فى المسابقة ,

خصصت مكافآت مرتفعة للكتب الفائزة , هذا بالإضافة للتقدير الأدبى لمن يشترك

فى هذا العمل القومى النبيل .

وبعد فترة مناسبة يتم جمع الكتب المقدمة للمسابقة،ثم تعرض على لجان علمية متخصصة أكاديمياً , وتربوياً ,لفحصها , واختيار أفضلها , فى ضوء معايير دقيقة ومحددة ,تتناول كل جوانب الكتاب المدرسى ,وبذلك يتم الاختيار فى موضوعية كاملة , وفى سرية تضمن سلامة وصدق التحكيم .

9- تحرير وإخراج الكتب :

بعد الإعلان عن الكتاب الفائز , والذى يعتبر حتى هذه المرحلة بمثابة مخطوطة للكتاب المدرسى , يبدأ العمل فى تحرير وإخراج الكتاب فى صورته النهائية .

ويشكل فريق عمل من خبراء مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية ، للعمل مع مؤلف الكتاب الفائز فى هذه المرحلة ؛ بغرض استيعاب ملاحظات وآراء وتوصيات لجنة التحكيم ، ومراجعة الأسلوب للتأكد من مناسبته للمرحلة العمرية ، والتأكد من عدم وجود أى حشو غير مرغوب فيه أو تكرار مخل .

فى هذه المرحلة أيضا يتم إخراج الكتاب ، بما فى ذلك تصميم وإعداد لصفحات الكتاب ، ورسومه ، وخلافه ، فى ضوء معايير علمية منظمة لهذه العملية ، وهى معايير عالمية مقننة ، ترتبط بشكل الصفحة ، وبنمط الكتابة ، ونوع الخط ، والمسافات بين السطور ، والهوامش ، ونسبة الرسوم إلى الكتابة ، وموضوع الرسوم ، والأشكال التوضيحية . وتختلف معايير هذه البنود وفق المرحلة العمرية للتلميذ أو الطالب مستخدم الكتاب .

وقد تم تجهيز مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية ، بوحدة تصميم ، وإخراج ، للكتاب المدرسى باستخدام أنواع متخصصة ، ومتطورة على أعلى مستوى من أجهزة الكمبيوتر ، والطباعة بالليزر عالية الجودة لهذه الغرض .

بعد الانتهاء من تصميم وإخراج الكتاب ... يعد له ماكيت كامل ، توضح عليه التعليمات والإرشادات الخاصة بالطباعة ، ثم يرسل إلى جهاز شئون الكتب بالوزارة ؛ حيث يعد المسئول عن التعاقدات مع المطابع المختلفة ، وتحديد الأعداد اللازمة من كل كتاب .

10- دمج مفاهيم من قضايا مجتمعية أساسية فى المناهج :

تظهر على ساحة المجتمع المصرى – فى الوقت الحالى – مجموعة قضايا ، يرى المسئولون والتربويون أهمية إدخالها فى مناهج التعليم .. ومن منطلق حرصنا الشديد على عدم الإثقال على التلاميذ بإضافة مواد جديدة ، أو موضوعات جديدة .. فقد كلف مركز تطوير المناهج بالاتصال بالهيئات والمؤسسات المعينة بهذه القضايا ؛ لحصول على المراجع والبيانات والإحصاءات المرتبطة بها ... ومن هذه القضايا :

المشكلة البيئية – المشكلة السكانية – المشكلات الصحية – مشكلة حقوق المرأة – حقوق الطفل – الوعى المرورى – التربية العالمية – السياحة – التربية السياسية والقانونية – التطرف والإدمان – حسن استخدام الموارد – الأمن القومى .. الخ .

قام العاملون بالمركز بتحليل المراجع المرتبطة بهذه الموضوعات ، واستخلاص المفاهيم التى يمكن إدخالها فى المناهج ، وفقا لطبيعة كل مادة ، وحسب سن ودرجة نضج التلاميذ .

وأثناء مراجعة وتحرير الكتاب المدرسى ، وإعداد دليل المعلم ... يتم التأكد من تضمين هذه المفاهيم فيها بشكل طبيعى مناسب ، حتى تؤدى الهدف منها ، دون اللجوء إلى الأسلوب التلقينى والنصائح المباشرة ، وحتى نحقق فعلا أهداف التنمية البشرية .

11- إعداد دليل المعلم المصاحب للكتاب المدرسى :

فور وصول الكتاب الفائز إلى مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية .. يشكل فريق عمل يعتمده الأستاذ الدكتور الوزير لإعداد دليل المعلم .. وينظر إلى دليل المعلم على أنه الأداة التى تساعد المعلم فى تدريس محتوى كتاب التلميذ ، وتنفيذ الأنشطة التعليمية المرتبطة به ...

يضم الفريق أساتذة من خبراء مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية ، ومن مركز الامتحانات والتقويم التربوى ، ومؤلف الكتاب ، ومستشار المادة ، بالإضافة إلى المتخصصين فى التحرير والإخراج من المركز ...

يتبنى مؤلفو الدليل مدخلا معيناً لتأليف الدليل ، يتناسب مع طبيعة المادة ، وخصائص نمو التلميذ ... وتعتمد الأنشطة التعليمية – بدرجة كبيرة – على إيجابية التلميذ ومشاركته الفعالة فى الموقف التعليمى ، ويؤكد على تنمية قدرات التلاميذ على التفكير فى مستويات عليا .. كما تؤخذ أهداف التعليم القومية ، والاجتماعية ، والتربوية فى الاعتبار .

يقدم الدليل للمعلم خطوات تفصيلية لخطة التدريس ، وأساليب تهيئة التلاميذ ، وعرض الدرس ، ومقترحات لأنشطة إضافية لمراعاة الفروق بين التلاميذ ، وتنمية مواهبهم وقدراتهم.

ويتم العمل فى إعداد الدليل بأسلوب الفريق ؛ حيث يتبادل المشاركون الرأى والمقترحات للوصول إلى أفضل دليل يساعد المعلم ، ويضمن تحقيق أهداف المنهج .

يمر دليل المعلم بخطوات التحرير والإخراج ذاتها ، ويعد للطباعة فى صورته النهائية ليرسل إلى قطاع شئون الكتب .

12- التجريب الميدانى للمواد التعليمية :

قبل إرسال التلميذ ودليل المعلم لطباعة.. يتم اختيار بعض الوحدات والدروس ، والتى تتميز بأنها تختلف عن الوحدات التقليدية ، والتى يود المركز التأكد من صلاحيتها لتطيق ، وقدرة المدرس على تناولها وتقديمها للتلاميذ .. كما يتم اختيار عدد من المدارس فى محافظات مختلفة ، ويدرب معلمو المادة على كل ما هو جديد فى المناهج المطورة ، ويبدأ هؤلاء فى تجريب دروس ووحدات الكتب والأدلة فى مدارسهم ، وذلك بإشراف أعضاء قسم التجريب الميدانى بالمركز ، لتجميع الملاحظات حول الكتب ، ومدى مناسبتها للتطبيق والتعميم .

تجرى التعديلات اللازمة على الكتب والأدلة – فى ضوء نتائج التجريب الميدانى – وتعد النسخة الأصلية الكاملة المعدة للطباعة ، وترسل لقطاع شئون الكتب للطباعة .

هذا ويعتبر مبدأ تجريب المواد التعليمية قبل تعميمها من أهم ملامح سياسة تطوير التعليم ، وبالذات تطوير المناهج ، التى تتبناها وزارة التربية والتعليم فى مصر ، وهو يضمن – إلى حد كبير – جودة المواد التعليمية ومناسبتها ، فلا نفاجأ برد فعل سلبى من الميدان بعد تعميم الكتب.

13- تدريب المعلم :

لضمان نجاح المناهج المطورة ، وإيمانا بأهمية ودور المعلم ، وأنه عصب العملية التعليمية ..كان لابد أن نهتم بتدريب المعلم على المواد التعليمية الجديدة والمطورة .. وقد صمم مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية أنموذجا لتدريب المعلمين ، وذلك بالتعاون مع الوكيل الوزارة المختص ، والإدارة العامة للتدريب ، حيث يتم قبل بداية العام الدراسى تنفيذ سلسلة دورات تدريبية ، يتولى فيها قسم التدريب بالمركز مسئولية تدريب مجموعة من قادة التخصص على استخدام الكتب الجديدة ، وأدلة المعلم ، وأيضا على كيفية تخطيط وتنفيذ دورات تدريبية ناجحة ، أى إن القائد يعد ليكون مدربا للمدرب ، ويتبع ذلك تدريب مركزى فى المحافظات ، تتولى مسئوليته الإدارة العامة للتدريب ، ويشارك فيه المركز ، ثم يلى ذلك تدريب محلى للمعلمين ، يقوم به المدربون السابق تدريبهم .

14- المتابعة :

بعد تعميم الكتاب ، وفى السنة الدراسية الأولى لهذا التعميم ... يبدأ قسم المتابعة الميدانية بالمركز مهامه باختيار عدد كبير من المدارس فى محافظات مختلفة ، ويعد الأدوات البحثية اللازمة ، ثم يقوم أعضاء المركز بعقد لقاءات للمعلمين ، والموجهين ، وأولياء الأمور ، وكذلك ملاحظة أداء عينة من المعلمين ، وهم ينفذون المناهج الجديدة ، بهدف تجميع أية ملاحظات لوضعها فى الاعتبار عند طباعة الكتب للعام الدراسى التالى .