الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

يتسع مفهوم التطوير تبعا لاتساع مفهوم المنهج ذاته؛ حيث يشمل جميع العوامل والمؤثرات التى ينبغى أن تكون للمدرسة دور هام فى تشكيلها؛ تحقيقا لرسالة التربية فى بناء البشر وتوجيههم وجهات معينة تساعد فى تحقيق نمو الفرد وسعادته من جهة وتقدم المجتمع ورفاهيته من جهة أخرى .

أما التطوير القديم للمناهج فقد كان تطويرا محددا . ومن سمات هذا التطوير الجزئى أنه كان يقتصر على جانب أو أكثر من جانب من جوانب العملية التربوية ، وأنه لم يكن قائما على إدراك أو تصور العلاقات والعملية الحقيقية بين كل جانب من جوانب المنهج وسائر الجوانب الأخرى من جهة ، وبين المنهج المدرس والحياة التى تؤثر فى التلميذ والمنهج .

وسوف نعرض لأنواع التطوير فيما يلى :

1-التطوير بالإضافة :كثير ما تشكل اللجان المراجعة للمناهج القائمة ، وتتمخض هذه العملية فى معظم الأحيان عن إضافة بعض موضوعات جديد وعلى الرغم مما يمكن أن تؤدى إليه هذه العملية من نتائج طيبة أحيانا ، فان آثارها كثيرا ما تكون محدودة وذلك لأنها تلتزم بالإطار القائم للمنهج وفلسفته وأهدافه . فهى بذلك لا تعد تطويرا جذريا أو ثوريا مجرد مراجعة للأوضاع القائمة .

إن قيمة أسلوب الإضافة تتوقف على الغاية التى يستخدم من أجلها ، فإذا كانت الغاية مثلا هى المراجعة بقصد تحديد التصميمات والمبادئ الأساسية التى تسير دراسة المادة وحسن استخدامها أو التأكد من مناسبة المادة لمستوى الطلاب ، واتخذ فى سبيل ذلك ما ينبغى اتخاذه من الخطوات العملية فإن المراجعة بالإضافة تكون أسلوبا مقبولا ومحققا لنفع كبير ، أما إذا تمت المراجعة بهذا الأسلوب على غير أساس فإنها قلما تكون وسيلة للإصلاح .

2-التطوير بالحذف :ويتم من خلال حذف جزء من المادة الدراسية يمثل صعوبة ،أو نقل جزء من مكان إلى آخر، وعلى الرغم مما يمكن أن تؤدى إليه هذه العملية من نتائج طيبة أحيانا ، فإن آثارها كثيرا ما تكون محدودة وذلك لأنها تلتزم بالإطار القائم للمنهج وفلسفته وأهدافه . فهى بذلك لا تعد تطويرا جذريا أو ثوريا مجرد مراجعة للأوضاع القائمة .

3-التطوير بإضافة مادة أو أكثر إلى المفردات القائمة :مع اتساع مفهوم التطوير وتضمنه جميع العوامل والمؤثرات التى يمكن ، بل التى ينبغى أن تكون للمدرسة دور هام فى تشكيلها تحقيقا لرسالة التربية فى بناء البشر وتوجيههم وجهات معينة تساعد فى تحقيق نمو الفرد وسعادته من جهة وتقدم المجتمع ورفاهيته من جهة أخرى .

أما التطوير القديم للمناهج فقد كان تطويرا محددا . ومن سمات هذا التطوير الجزئى أنه كان يقتصر على جانب أو أكثر من جانب من جوانب العملية التربوية ، وأنه لم يكن قائما على إدراك أو تصور العلاقات والعملية الحقيقية بين كل جانب من جوانب المنهج وسائر الجوانب الأخرى من جهة ، وبين المنهج المدرس والحياة التى تؤثر فى التلميذ والمنهج .

كثيرا ما يلاحظ القائمون على شئون المناهج تخلف الأوضاع القائمة عن مسايرة النمو الثقافى المعاصر ، وهم يحاولون مواجهة هذه المشكلة بإضافة مادة أو أكثر إلى المقررات التى تقدمها المدرسة ، وقد حدث ذلك فى كثير من بلاد العالم كما حدث فى مدراسنا ، ومن أمثلة الموارد التى وضعت التاريخ الطبيعى والاقتصاد والتربية القومية والفنون وغيرها .

وقد أدى هذا الأسلوب فى مراجعة المناهج وتطويرها إلى نتائج طيبة فى بعض الأحيان وإلى أمور خطيرة فى كثير من الأحيان ، فمن ذلك مثلا ازدياد عدد المواد الدراسية التى يدرسها التلميذ فى كل صف ، وتسابق المختصين لكى يزج كل منهم بمادة تخصصه بين المواد التى تفرض دراستها على التلميذ ، والاجتهاد فى أن تنال كل مادة أكبر نصيب ممكن من خطة الدراسة .

وقد ترتب على كل ذلك تكدس المناهج وازدحام اليوم المدرسي بعدد كبير من الحصص واختزال وقت الحصة وقت وصل فى بعض الأحيان الى نحو ثلاثين دقيقة واختزال الوقت والفرص المتاحة للنشاط وجنوح الدراسة نحو اللفظية والتلقين وإهمال الجوانب العملية والتطبيقية وتؤكد هدف واحد من أهداف التربية وهو الهدف الذى تعلق بجانب المعرفة مع إهمال سائر الأهداف الأخرى التى تساعد فى بناء شخصية التلميذ وتوجيه سلوكه.

4- الأخذ بالتجديدات التربوية :كثير ما تبقى المدرسة بمناهجها الدراسية على حالها ، ثم تحاول الأخذ بأحداث التجديدات التربوية الحديثة التى أخذت بها بعض البلدان الأخرى فى تجديداتها وقد أخذت مدرسنا فى ربع القرن الاخير بكثير من هذه التجديدات حتى لم يبق جديد فى المدارس الأوربية أو الأمريكية ، الا وحاولنا أن نأخذ به فى مدارسنا فلقد أخذنا بفكرة النشاط المدرسى والهويات والدراسات العلمية ونظام الحكم الذاتى والريادة والأسر وبطاقات التلاميذ ، كما أخذنا بنظام مجالس الآباء والمعلمين والمعسكرات الترفيهية والدراسة وغيرها .

وعلى الرغم مما يمكن أن تحققه هذه التجديدات من فوائد ، الا أن نتائجها رهينة بشروط معينة ، فمن ذلك مثلا ألا تنتقل هذه التجديدات إلى بيئتنا دون تعديلها لكى تلائم تلاميذنا ومجتمعنا وبيئيا وظروف حياتنا ومن ذلك أيضا أن نعد لها العدة من مدرسين وإمكانيات زمانية ومكانية ومالية ، ومن ذلك أن نحدد أهدافها ووسائلها وأن نتابعها ونفوسها لكى نحدد عوامل نجاحها أو فشلها وتطورها فى ضوء ذلك .

وقد أخفقت كثرا من هذه التجديدات فى مدارسنا بسب عدم مراعاة واحد أو أكثر من الظروف السابقة ،فعند إدخال النشاط المدرسى والهوايات والدراسات العلمية فى مدارسنا ،لم لم نكن قد أعددنا لذلك المدرس ولا البيئة المناسبة للنجاح .وكذلك تفعيل دور مجالس الآباء وإلغاء امتحانات النقل فى بعض السنوات والعمل بنظام النقل الألى.

5- تطوير الكتب وطرائق التدريس والوسائل والأدوات :لم تعد طريقة التدريس مجرد شرح للمعلومات أو مجرد وسيلة لتيسير حفظ الطلاب للمادة وذبك من أجل الاستعداد  لدخول الامتحان ، بل إنها تجاوزت إلى الأكثر من ذلك فأصبحت تهدف إلى إعداد الظروف المناسبة لاكتساب الطلاب الخبرة ومعايشة التجارب النافعة وتحقيق الأهداف المنشودة من العملية التعليمية من إكساب مفاهيم وتعديل سلوك وتنمية مهارات ،وبهذه المعانى أصبحت طريقة التدريس جزءا من صميم المنهج وليست مجرد إضافة إلية أو نشاطا مصاحبا . ولقد بدأت المدارس تستفيد بما توصلت إليه الأبحاث من نتائج تؤكد فعالية العديد من طرائق التدريس فى تنمية المخرجات التربوية على تنوعها ،وذلك فى جميع المواد الدراسية مثل اللغات والعلوم والرياضيات والدراسات .

ولكن الملاحظ أن استخدام المعلم لمثل هذه الطرائق والأساليب يتم فى الغالب دون تدريب له على استخدامها وفق الأسس التى وضعت لها ؛مما يؤدى إلى تخبط المعلم ،وارتجاله عند استخدام هذه الطرق ؛مما يزعزع الثقة فى هذه الطرائق بل وفى التربية بشكل عام .

6- تطوير تنظيمات المناهج :كثيرا ما ينصب التطوير على تنظيم المنهج ،فبدلا من إتباع نظام المواد الدراسية المنفصلة وبخاصة فى مرحلتى التعليم الابتدائي و الإعدادى قد تمحو التنظيمات الجديدة نحو الوسط او الإدماج او التكامل ،كما حدث فى مناهج العلوم العامة والرياضيات والمواد الاجتماعية .كما قد تتجه المناهج نحو النشاط كما فى مناهج النشاط او تدور حول حاجات البيئة والمجتمع كما فى المنهج المحورى وكثيرا ما يغيب عن أذهان الداعين إلى الأخذ بهذا الأسلوب من أساليب التطوير إنه يتم تحقيقا لاتجاهات تربوية حديثة مثل ربط الدراسة بالحياة والقضاء على الحواجز والفواصل المصطنعة بين أطراف الثقافة الإنسانية وبخاصة فى المراحل الأولى من التعليم التى لاتعد فيها للتخصص ،وإقامة الدراسة على أساس النشاط وإتاحة الفرصة أمام التلاميذ لكى يتعلم كل منهم وفق استعداداته ومميزاته الفردية ،وقد ادى ذلك فى كثير من الأحيان الى تنفيذ التنظيمات الجديدة بروح الأساليب العتيقة وأخطاؤها وبذلك أخفقت فى تحقيق الآمال المفقودة عليها والنتائج المرجوة منها .

7- تطوير الامتحانات :نظرا لأهمية الامتحانات ودورها الخطير فى العملية التعليمية فقد امتدت إليها عملية التطوير فظهرت أنواع مختلفة من الامتحانات والاختبارات تهدف إلى قياس نمو التلاميذ فى مجالات متعددة مثل الجانب التحصيلى والقدرات والمهارات.وإذا كان الامتحان يركز على استظهار الحقائق ،فمن الطبيعى أن يسعى كل من التلميذ والمدرس نحو تحقيق هذه الغاية وحدها .ومن الطبيعى أن يجد كل منهما أنه من غير المجدي أن يتأثر جهدهم فى الاهتمام بسائر الأهداف الأخرى ، وقد أخفقت معظم الجهود التى حاولت تطوير المناهج فى ظل الامتحانات التقليدية ، وقد تنبهت كثيرا من المدارس إلى أهمية الامتحان فى تطوير الأساليب التربوية ،وحققت كثيرا من التقدم فى هذا المجال عن طريق تطوير الامتحانات واستخدام أساليب التقويم الحديثة . على أن هذا التطوير يتطلب إعدادا للمدرس وتهيئة واعية لظروف النجاح ،فليس يكفى على سبيل المثال أن نجعل لأعمال السنة وزنا فى تقدير أعمال التلاميذ والحكم على مستواهم ،وقد يؤدى الاقتصار على ذلك دون الإعداد والاستعداد له الى استخدام أساليب فى الحكم على التلاميذ اسوا من جميع الأساليب التى تستعملها وتعتمد عليها الامتحانات التقليدية .ومن كل ذلك نرى أن الأساليب الجزئية فى تطوير المناهج قلما تصلح أساسا لتطوير شامل يحقق الأهداف المرجوة منه .كما إننا لا نستطيع أن ننكر أن محاولات التطوير التى تمت فى الثلاثين سنة الأخيرة ـ وكلها محاولات جادة ومخلصة ـ لم تحقق النتائج المرجوة ولم تحدث إلا تأثيرات سطحية سواء فى بنية النظام التعليمى أو فى الممارسات التربوية ، ولا يستطيع المرء إلا أن يتساءل لماذا فشلت كل محاولات التطوير فى أن تعطى كل ما وعدت به وكانت كل منها تعد بالعطاء الكثير ؟ وهل هذا الفشل أو القصور كامن فى التجديدات التربوية نفسها لم يرجع إلى قصور فى التصور أو فى الاستخدام ؟ والإجابة على هذين السؤالين ليست بالأمر الهين خاصة وأن كل محاولة تجديد أو تطوير تربوى تعتبر حالة فريدة تستحق أن تفرد لها دراسة خاصة .

العوامل التى أدت إلى إخفاق محاولات التطوير :

1- لقد صاحبت معظم التجديدات التربوية مبالغا كبيرا فيما يمكن أن تحثه من آثار وما يمكن أن تحل من مشاكل تربوية ولكن الممارسة الفعلية والعملية أثبتت أن العائد كان دون مستوى توقعاتنا بكثير مما خلق نوعا من عدم الثقة داخل المجتمع التربوي وخارجه فعلى سبيل المثال قدم سكنر عالم النفس المشهور التعليم المبرمج وكأنه الوصفة السحرية التى ستخلصنا وإلى الأبد من نواحى القصور التى يعانى منها نظام التعليم التقليدي .

2- لقد بدأت معظم التجديدات التربوية بدايات ضعيفة ونتج ذلك عن دخول أعداد كبيرة ممن ليس لديهم الخبرة المتخصصة فى مجال التطوير التربوي مما نتج عنه ظاهرة تعرف باسم التلوث التكنولوجي أى تلوث البيئة التربوية ببرامج دون المستوى أضعفت الثقة فى قدرة هذه التجديدات على إحداث أى تطوير جوهرى .

3- تمت عملية التطوير باختلاف عناصرها داخل إطار تقليدى وفى ظل فلسفة تقليدية مما جعلها عاجزة عن التغلب على العديد من نواحى القصور فى هذا النظام وأدى هذا فى معظم الأحوال إلى أن تستخدم عناصر التجديد فى تكريس النظام القديم بدلا من تطويره .

4- اتسعت محاولات التطوير فى معظم الأحوال بالجزئية بمعنى محاولة تطوير أو تحسين عناصر النظام التعليمى كل على حدة . فمثلا كانت تعقد دوارات لتطوير محتوى المقررات الدراسية ورابعة لتطوير أساليب التقويم أو لصياغة الأهداف .. الخ . ونحن نعرف أن السلسة ليست بأقوى من أضعف حلقاتها لذلك كان الضعف فى أى عنصر من عناصر العملية التعليمية كفيلا بإضعاف النظام كله .. وهكذا كانت تضيع محاولات التطوير هباء .

أسس تطوير المنهج :

يبنى التطوير على مجموعة من الأسس التى بدونها لا يمكن أن تتم عملية التقويم بدونها إن هناك تقارب كبير بين عمليتى بناء المناهج وتطويره ، فكلتا العمليتين تتطلبان تحديد الأهداف ووضع الخطة وتقديم المقترحات وتجربتها قبل تعميمها وتحديد أساليب المتابعة والتقويم . ولكن الفارق الأساسى بين عمليتى البناء والتطوير تنصب على القائم فعلا فتتناوله بالمراجعة والتعديل والتنسيق والربط وغير ذلك مما يعين على تحسينه وإثرائه بحيث يتخلص من أدرانه وأخطائه ويصير أكثر قدرة على تحقيق الأهداف المنشودة .

والعملية التى تحتاج إليها وتمارسها فى مدارسنا هى عملية التطوير والتعديل وذلك أن لدينا رصيدا من الخبرة فى مجال المناهج القائمة التى يمكن بحال من الأحوال أن تكون خطأ صرفا . وليس من الحكمة فى شىء أن نلقيها جانبا . ونبدأ عملية بناء جديدة لا تمت إلى القديم بصلة . أن ما نريده هو التحسين والإثراء ، وهى عملية مستمرة ليس لها نهاية .

ونستطيع فى ضوء ما قدمناه حول أسس بناء المناهج – أن نلخص أسس التطوير فيما يلى:

أولا : علاقة التطوير بالفلسفة التربوية :تساعد فلسفة التربية على تحديد وجهة النظر حول طبيعة الإنسان ومفهوم المنهج وأهداف التربية . ويتعرض المنهج للارتجال والخطأ والتناقض ما لم تكن لدينا فكرة سليمة واضحة عن كل أمر من هذه الأمور، وذلك لأن المنهج هو الترجمة العملية للفلسفة التربوية التى تسير على هداها.

وقد رأينا من قبل كيف أثرت المناهج عبر عصور التاريخ بالنظرة السائدة حول طبيعة الإنسان ، ففى الوقت الذى كان ينظر للإنسان على أنه يتكون من عنصرين متناقضين الجسم والعقل كانت النظرية التربية السائدة ترى استحالة التوفيق بينهما وأن العناية بالجسم تؤدى لا محالة إلى الإضرار بالعقل كما نرى أن العناية بالعقل تتطلب أضعاف الجسد والحيلولة دون سيطرته على العقل ، وقد قامت فى ظل هذه النظرية مناهج تهتم بتغذية العقل وتقوية عن طريق تدريس الأمور النظرية مثل الفلسفة والمنطق والرياضيات ، وهى فى الوقت ذاته تمهل التعليم الخاص والعملى والمهنى الذى لم يكن يليق فى ظل التطبيق العقلى لتلك الفلسفة إلا بالعمال والعبيد والجنود ، وقد تطورت النظرية إلى الطبيعة الإنسانية فلم يعد هناك انفصال بين العقل والجسم ، فلا العقل يستطيع أن يتكون بعيدا من حاجات الجسم ودوافعه وحواسه ، ولا الجسم يستطيع أن يعمل بمعزل عن العقل وقدرته على إدراك العلاقات وباستخلاص الخبرة وحل المشكلات .

وقد تطورت المناهج فى ظل هذه الفلسفة الجديدة ، ولم يعد المنهج مجرد قائمة بالمعلومات التى يطلب إلى التلميذ حفظها ، ولم تعد أهداف التربية مقتصرة على الإحاطة بالحقائق المعلومات ، بل أصبح المنهج هو مجموعة الخبرات الهادفة التى تهيؤها المدرسة لتلاميذها لكى تساعدهم فى الوصول إلى أقصى ما يمكن أن يصلوا إليه من نمو .

وإذا كانت النظرية قد أدت إلى تطوير فى مفهوم المنهج ، فإنها تؤدى إلى كذلك إلى تطوير فى أهداف التربية وفى وسائل تحقيق هذه الأهداف ، أن التربية القديمة كانت تقتصر أهدافها كما أوضحنا من قبل على جانب المعرفة ، أما التربية الحديثة فإنها تهتم بجميع جوانب الخبرة، من معرفة ومهارات وميول واتجاهات وقيم وأسلوب تفكير وهى لا تهتم بجميع هذه الجوانب لذاتها ولكن لما تتركه من أثار فى شخصية الإنسان ودوافعه وسلوكه كما أنها ترك علاقة الفرد بالمجتمع وتتطلب أن يكون كل ما يؤدى إلى نمو الفرد مؤديا فى الوقت ذاته إلى تقدم المجتمع وتحقيقا لذلك فإن التربية الحديثة تهتم بالنواحى الصحية والمهنية والاقتصادية والابتكارية فى حياة الفرد ، كما تجعل اهتمامها بجميع هذه الأمور وسيلة لتكوين العقلية الاجتماعية والمواطنة السليمة وبناء المجتمع .

ومن كل ذلك نرى أن النظرية التربوية المقبولة هى التى تساعدنا على تجديد الأهداف التى نسعى إلى تحقيقها ، وهى فى الوقت ذاته تساعد على وضع الخطة المناسبة لتحقيق هذه الأهداف واختيار الوسائل والأساليب المناسبة .

وقد رأينا فى دراستنا لطبيعة الخبرة كيف نستطيع أن نحدد خصائص لمنهج الصالح فى ضوئها . وكيف نسعى أن يقوم هذا المنهج على أساس ايجابية التلميذ ونشاطه فى أثناء احتكاكه ببيئته وتفاعله معها تحت دفع حاجاته المتنوعة . كما رأينا كيف ينبغى أن يهتم هذا المنهج بجميع جوانب الخبرة وأن يكون متصلا متماسكا تتجلى آثار فى الربط بين المدرسة والحياة وبين مراحل التعليم المختلفة وبين أطراف الخبرة .

ثانيا : استناد التطوير إلى دراسة عملية للفرد:تستدعى عملية تطوير المناهج دراسات عملية عن طبيعة النمو وخصائصه فى كل مرحلة التعليم ، والاهتمام بالفرد ظاهرة حديثة نسبيا فى مجال التربية ، أن التربية القديمة لم تهتم بالتلميذ أو تعمل له حسابا فى العملية التعليمية . لقد كانت تحدد المناهج وتفرضها على التلاميذ. فإذا فشل التلميذ فى دراسته أرجعت ذلك إلى خطأ فى التلميذ نفسه وبرأت مناهجها وطرقها من مسئولية فى هذا المجال .

والتربية الحديثة فإنها تدرك معنى الطفولة وأهميتها فى حياة الفرد وهى ترى أن الطفولة هى المرحلة المرنة والتعليم السريع وهى المرحلة التى ترسى فيها قواعد الشخصية والسلوك . ولذلك فإن الدراسات السيكولوجية تحاول أن تقدم لنا صورة عملية عن مطالب نمو الأطفال فى كل مرحلة وما بينهم من اختلافات فردية كما تحاول أن تقيم المنهج على أساس دراسة الاستعدادات والحاجات والميول وأفضل الطرق للتعليم واكتساب الخبرة . وقد تناولنا كل ذلك بشىء من التفصيل من قبل ورأينا كيف أدى كل ذلك إلى كثير من التعديل فى ميدان المناهج التى صارت فى الوقت الحاضر بالنشاط والعمل والتعليم الفردى ، كما تهتم بكشف الاستعدادات والتوجيه الدراسى والمهنى ودراسة المشكلات وربط الدراسة بالبيئة والحياة وتحديد المستويات والوسائل والأدوات الجديدة .

ولا بد قبل تطوير المناهج أن تجرى دراسات علمية للتلاميذ فى كل مرحلة تكشف عن كل ما يفيد فى ميدان بناء المناهج وتنفيذها وليس من الممكن أن نعتمد اعتمادا كليا على ما يجرى من دراسات فى الخارج بشأن هذه الأمور ، حقيقة أننا نستطيع أن نستفيد من أسلوبه لكن النتائج قد تختلف اختلافا كبيرا تبعا لظروف البيئة والحياة .

ثالثا : استناد التطوير إلى دراسة علمية للمجتمع :يستند تطوير المنهج إلى دراسة علمية للمجتمع تحدد فلسفته وأهدافه فى الحياة وتصور آماله ومشكلاته وتركيبه وجوانب نموه الشامل سواء أكانت تتصل باقتصادياته أو بجوانبه الصحية والتعليمية والأسرية أو بغير ذلك من الجوانب الأخرى .

ويرجع ذلك إلى أننا لا نكون التلاميذ فى فراغ وإنما نعدهم للحياة فى ظل ظروف اجتماعية معينة ، وإلى أننا نعد التلاميذ للمحافظة على جميع النواحى الطيبة فى المجتمع ورفاهيته إلى أقصى حد ممكن .وفى مقدمة الأمور التى ينبغى أن نهتم بها فى دراسة مجتمعنا خصائص الديمقراطية والتطبيق العربى لمبادئ الاشتراكية وما يوجهها من مشكلات سواء على المجلس أو العربى أو على المستوى العالمى . وينبغى أن نحدد فى ضوء ذلك ما تكشف عنه الدراسات عن طبيعة مجتمعتنا وعادته وتقاليده وقيمه ومشكلاته عن دور المناهج فى إعداد الأجيال الصاعدة للاضطلاع بمسئوليات المستقبل وتحمل تبعاته والوصول به إلى أرفع درجاته التقدم الممكن والرفاهية.

رابعا : استناد التطوير إلى طبيعة الثقافة وروح العصر : لقد قمنا من قبل بدراسة حول مفهوم الثقافة وخصائصها ومسئوليات المنهج نحوها وراينا كثيرا من المشكلات التى يواجهها المنهج بشأن هذه الأمور وبخاصة فيما يتصل بتعدد ميادين الثقافة واتساع دائرة كل منهما وعلاقتها بالحاضر والماضى والمستقبل .

أن الاهتمام بدراسة خصائص ثقافتنا والعمل على تطوير مناهجنا فى صورة تراعى العصر الذى نعيش فيه حتى لا نتخلف عن تيار التقدم العالمى . إن هذا العصر يتسم بعدة خصائص أهمها :

*عصر العلوم :إذ أنه مع التطور العلمى وعصر السماوات المفتوحة والتقدم العلمى المذهل الأمر الذى ترتب عليه أن أصبح تقدم الأمم رهينا بمدى تقدمها فى مجال العلم ومدى الأخذ بأساليبه ،ويتحقق ذلك من خلال الاهتمام بالدراسات العلمية ،والاهتمام بتدريب التلاميذ على التفكير العلمى ومهاراته ،وأن نضع فى الاعتبار تقويم ما نقوم به بأسلوب علمى يعتمد على معايير علمية واضحة .

*عصر التزاوج بين العلوم والتكنولوجيا: يسعى العصر الحالى بقدر الاستطاعة الاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية ولذلك نلاحظ وجود العديد من التطبيقات العلمية والخدمات التى لا تحصى ،تلك الخدمات التى وفرت من جهد الإنسان وطاقاته ؛ويبدا بذلك عصر لا يفصل بين العلم النظرى والعلم التطبيقى .

* أنه عصر المادية : مما يؤسف له أن تيار المادية قد غلب على هذا العصر فصارت كثير من المور توزن فيه بموازين المال والمنافع الخاصة والمكاسب ومظاهر الرفاهية المادية ، وقد تكون فى ذلك تهديد لكثير من قيمنا الروحية ومبادئها السامية التى تنادى بها أدياننا السماوية وتقاليدنا وتعد جزءا قيما من تراثنا الاجتماعى . وهنا يأتى دور التربية فى التخطيط للمحافظة على هذا التراث القيم الذى لا يصير الإنسان إنسانا الا به ويتطلب ذلك فى ميدان تطوير المناهج إعطاء مزيد من العناية بالتربية الروحية وقيمنا الاجتماعية ، على أن يتم ذلك بأتباع الطرق والأساليب المناسبة التى تعتد على خلق جو مناسب للعمل والممارسة تسوده القيم المستهدفة وتتجسد فيه المثل العليا والقدوة الحسنة ويساعد على تعزيزها ويعمل على تكوين رأى عام مستنير يقدر هذه القيم الخالدة ويجدها ويدعوا إليها ويشجع على التخلف بها .

كما يتطلب مراعاة هذا الأساس بإجراء دراسة لعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الاجتماعية والروحية بقصد تطهيرها من أدرانها وانحرافاتها وسؤ تأويلها والإبقاء على الصالح الأصيل منها وتحيد دور المناهج فى دعمها  .

* أنه عصر التخصص : لقد أصبح التخصص من سمات عصرنا تحقيقا لرفع مستوى العمل وزيادة الإنتاج ، ومع الاتجاه إلى التخصص فإن الحاجة تشتد إلى معالجة أمور الحياة ومشكلاتها من وجهات نظر مختلفة ومتكاملة فيما بينها ، ولم يعد حل المشكلات الحياة حكرا لجماعة متخصصة بذاتها من العلماء بل عملا تعاونيا يشترك فيه العلماء من مختلف التخصصات .

ويقتضى مراعاة ذلك فى ميدان تطوير المناهج أن نحدد متى يكون التعليم عاما ومتى يبدأ التخصص وكيف تكون مناهج إعداد المختصين بحيث يمكنهم من النظرة الواسعة الشاملة إلى المشكلات من جميع جوانبها ولكى يدرك المتخصصون فى مجال معين أهمية اشتراك المتخصصين فى مجالات أخرى معهم فى حل كله مشكلة .

*عصر الانفجار الثقافى :يتسم العصر الحالى بأنه عصر الانفجار المعرفى  ؛حيث تتزايد  بصورة ، ويحتاج كل ذلك فى مجال تطوير المناهج  تطويرا فى أهداف التربية ذاتها من الحفظ والإحاطة بجوانب المعرفة وهى الأمور التى كانت مقبولة فى ظل ثقافة محدودة بطيئة النمو إلى أهداف جديدة تدور حول التعليم الذاتى والتعليم مدى الحياة وتنمية قدراتهم الابتكارية ؛وذلك لكى يستمر الإنسان حتى بعد تخرجه فى معاهد العلم فى ملاحقة تيار الثقافة الجارف بأن يعلم نفسه ويستمر فى هذه العملية من المهد إلى اللحد ويتطلب تحقيق هذا الهدف مساعدة التلاميذ على اكتساب ميول خاصة ومهارات خاصة لضمان صلة الدارس بالعلم وإقباله عليه وتمكينه من أن يعلم نفسه مدى الحياة بالإضافة إلى تكوين المهارات والاتجاهات المناسبة لدى التلاميذ لكى يستشعروا قيمة التغيرات الثقافية الجديدة وأثرها فى حياتهم وعلاقتها بأهداف ولكى يتقبلوا الصالح منها وليكونوا هم أنفسهم من وسائل التطوير والتقدم الثقافى.

خامسا : التطوير ودراسة البيئة والمصادر الطبيعية :أن المنهج السليم كما رأينا من قبل هو ذلك الذى يتيح الفرصة أمام التلاميذ للتفاعل مع البيئة والاحتكاك بها تفاعلا تنتج عنه الخبرة المطلوبة . وقد أدى هذا المفهوم للمنهج إلى تطور فى عمل التربية والمعلم ، فلم تعد وظيفة المعلم مجرد شرح للدرس أو مساعدة التلميذ على تحصيل المعرفة وكسب المعلومات ، أن العمل الأساسى للمعلم هو تهيئة ظروف البيئة المناسبة لكى يتفاعل التلميذ معها بقصد الحصول على النتائج المطلوبة ويتطلب ذلك فيما يتطلبه العناية بدراسة البيئة بمعناها الواسع ، سواء منه البيئية المحلية أو القومية أو العالمية، وتلعب المصادر الطبيعية فى البيئة دورا هاما فى تحديد معالمها من جهة ، وفى اختيار أساليب توثيق صلة المناهج بها بدراسة عملية للبيئة تحدد مصادرها وطاقتها المتنوعة وإمكانياتها لكى تكون أساسا لبناء المناهج وتطويرها ولى تكون معملا كبيرا منه للتلاميذ الخبرة النابضة بالحياة .

سادسا : التطور الشامل : ينبغى أن يكون التطوير شاملا ومتكاملا ، والشمول هنا ينصرف نحو جميع مجالات المنهج والعوامل المؤثرة فيه ، ولقد أوضحنا من قبل أن المنهج بمفهومه الواسع يتضمن المقررات الدراسية والطريقة والوسيلة والنشاط وأساليب التقويم والجو المدرسى بأكمله وبما يسوده من علاقات وعادات وتقاليد وأفكار ، كما أوضحنا أن المنهج يتأثر بكثير من العوامل وفى مقدمتها الأسرة والمجتمع والكبير وعوامل الثقافة الخارجية من كتب وصحف ومجلات وأفلام وبرامج إذاعية وتليفزيونية ، كما يتأثر بجو الحياة العامة وما يسوده من ظواهر اجتماعية واقتصادية وسياسية وغيرها .

والنظرة الحديثة إلى المنهج تتلخص فى أنه نظام ترتبط فيه جميع المكونات والعوامل التى أشرنا إليها ارتباطا عضويا يتمثل فى علاقة العضو بالجسم ، فالمنهج ليس مجموعة أشلاء متناثرة يجمعها مخزن أو مستودع ، أنه أقرب ما يكون إلى كائن حى يؤثر كل جزء من أجزائه فى سائر أجزائه الأخرى ، ويتأثر بها ، ويقتض مراعاة الشمول فى ميدان تطوير المناهج أن ننظر إلى المنهج ككل ، وأن نعمل على تطويره من حيث جميع مجالاته وأن تكون على بيئة بالناتج التى يمكن أن تترتب على أى تعديل أو تطوير ندخله عليه وأن ندرك أن التطوير الحقيقي للمنهج لا يمكن أن يكون تطويرا جزئيا يتناول جانبا من جوانبه دون أن يؤثر فى بقية الجوانب الأخرى ويتأثر بها .

وقد أخفقت كثير من الجهود التى بذلت من قبل لتطوير المناهج بسبب تجاهلها لهذا الأساس الهام من أسس التطوير " فإصلاح المقرر الدراسى وحده أو الكتاب المدرسى أو المعلم أو الطريقة أو غيرها لا يمكن أن يكون وسيلة إلى تطوير حقيقى فى مجال التعليم ما لم يرتبط بغيره من مكونات المنهج والعوامل المؤثرة فيه ومن بينها على سبيل الميثال أسلوب الامتحانات وعلاقة المدرسة بالبيت والبيئة والمجتمع ، ولقد فشلت كثير من التجديدات لحديثة وعلاقة المدرسة بالبيت والبيئة والمجتمع ، ولقد فشلت كثير من التجديدات الحديثة ى مدارسنا مثل الهوايات والدراسات العملية والنشاط المدرسى ونظام اليوم المدرسى الكامل لأسباب كثيرة فى مقدمتها أنها أدخلت فى جو الامتحانات المعتادة التى تزن تقدم التلميذ بمدى تحصيله لما فى الكتب وكان من نتائج ذلك انصراف كل من تلميذ و المدرس عن جميع ما لا يتصل بتحقيق هذا الهدف التربوى المحدد وهو تحصيل المعرفة من الكتب استعدا للامتحانات ، أن التطوير الحقيقى للمناهج لابد أن يتناول جميع مكوناتها وعواملها وفى آن واحد وبطريقة تتسم بالشمول والتكامل ، فإذا أهملنا جانبا من هذه الجوانب فإنه يعمل كالسلك المقطوع فى دائرة التوصيل الكهربى .

سابعا : ينبغى أن يكون التطوير تعاونيا :حيث تتضافر الجهود وتشترك فى عملية تطوير المناهج ، وذلك لأن عملية بناء المناهج وتطويرها لم تعد عملا قاصرا على بعض المدرسين أو الخبراء فى ميدان المناهج وحدهم . فهو عمل يتطلب جهود مجموعة من الفئات المتعاونة من مدرسين وموجهين فنين وخبراء المادة والطريقة والدراسات النفسية وعلماء الاجتماع ورجال المجتمع من ساسة المجتمع وإداريين وآباء ورجال الأمن والشرطة والجيش ورجال الزراعة والصناعة والاقتصاد والصحة والإعلام وغيرهم من ذوى التخصصات الأخرى بل من التلاميذ أنفسهم .

وليس معنى اشتراك هؤلاء جميعا وتعاونهم فى تطوير المناهج ، أن لهم أوزانا متساوية فى هذه العملية ، أو أن اشتراكهم وتعاونهم يمكن أن يتم بطريقة موحدة أو أن تجمعهم مائدة يجلسون حولها للاتفاق على اتجاهات التطوير وأساليبها ودقائق تفصيلها ، إنما المقصود أن يكون لكل من أولئك الذين تربطهم بالمناهج بمفهومها الواسع صلة أولئك الذين يستطيعون أن يقدموا خدمات فى مجالاتها – دور يحدد مداه وأسلوب البحث العلمى ، فاشتراك التلميذ مثلا قد يكون عن طريق دراسة مشكلاته واهتماماته وما قد يواجهه من صعوبات فى المناهج الحالية وتتبع أسبابها ، واشتراك السياسى والاقتصادى ورجال العمال قد يكون عن طريق الاستفادة من وجهات نظرهم لإثراء المناهج ، ان بناء المناهج شبيه ببناء المنازل فكلاهما يحتاج إلى خبرة المهندس الخبير بأصول فن البناء ولا بد للمهندس فى كلتا الحالتين من دراسة الحاجات والمطالب والإمكانات واستعانة فى ذلك بكثير من الأشخاص والجهات .

ثامنا : التطور المستمر :إن عملية التطوير لا يمكن أن تكون عملية منتهية تتم فى وقت معين وتقف عند هذا الحد أنها ترتبط أساسا بالتطورات المستمرة الشامل فى جميع مجالات المادة والطريقة والبيئة والمجتمع والمدرس ، بل التلميذ نفسه وعلى ذلك فإن عملية التطوير ينبغى أن تكون مستمرة لكى تواكبه تطور الحياة ذاتها .

وتحقيقا لهذه الغاية ينبغى أن يصاحب تنفيذ المناهج عملية متابعة وتقويم علمى مستمر ودائمة تستخدم الأساليب العلمية فى التقويم وتساعدنا على تحديد نواحى القوة والضعف فى مناهجنا ومعرفة الأسباب وتحديد العوامل المؤثرة فى العملية التعليمية وتقديم المقترحات وتجربتها وتعميمها .

ويتطلب ذلك عقد الندوات والمؤتمرات وإجراء البحوث وإعداد الرسائل والأدوات والقوى والإمكانات البشرية اللازمة لإحداث التطوير وتهيئة الظروف المناسبة لنجاحه والتأكد من بلوغ الأهداف وتحقيق النجاح .

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 3299 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,400