تعد وسائل تكنولوجيا التعلم أحد عناصر الموقف التعليمى المتكامل حيث ترتبط عضويا بباقى العناصر، ويطرأ عليها العديد من التغيرات إذا ما تغيرت أحد العناصر لأن من أهم وظائفها إحداث التفاعل بين العناصر المختلفة والعمل على استمرارية عملية التعلم فى الاتجاه المحدد لها.
ويجب أن يهتم المعلم عند اختياره واستخدامه للوسائل بثلاثة جوانب رئيسية تتركز حولها عمليتا الاختيار الاستخدام وهى:
أولا: العوامل المختلفة المؤثرة فى عملية اختيار وسائل تكنولوجيا التعليم.
توجد عوامل عديدة يجب مراعاتها قبل البدء فى اختبار وسائل تكنولوجيا التعليم وهى تهتم بالعناصر المختلفة فى الموقف التعليمى وعلاقته باختيار الوسيلة.
وتتمثل فيما يلى:
(1) اختيار الوسيلة فى ضوء الأهداف التعليمية:فى البداية يجب أن تكون الأهداف محددة تحديدا دقيقا , وواضحا للمعلم:ماهى مكونات الهدف ؟ وما السلوك الواجب إكسابه للطلاب؟ وبأى درجة يكتسبونه ؟ وذلك حتى يتمكن من تحديد أنسب الوسائل اللازمة لتحقيقه , ويراعى فى ذلك مجال الهدف السلوكى , حيث تختلف الوسيلة اللازمة إلمام الطلاب بمواقع استخراج النفط فى الوطن العربى التى يمكن أن تفيد فيها الخرائط التعليمية عن الوسيلة اللازمة لإلمام الطلاب بعمليات تكرير البترول فى الوطن العربى والتى يفيد التدريس هل هو لاستثارة الطلاب فى عملية التدريس ومن ثم تكون الحاجة إلى جذب انتباه الطلاب واستثارة حاجاتهم نحو المادة العلمية وتشويقها لدراستها. فتكون الوسائل المحسوسة والقصة التعليمية مثلا مفيدة كثيرا , أم أنه هدف أكثر عمقا فى دراسة المعلومات , ومرتبط بأهداف أخرى سابقة تم تحقيقها فى الحصة الدراسية السابقة فتكون مدركات الطلاب الأولية قد تكونت وعمليات الاستقبال لديهم تعمل بنشاط وبكل قواها. هنا تصبح الوسائل التطبيقية التى تتطلب الاستفادة من مهارات الطلاب وتنمية أداءتهم مناسبة أكثر من غيرها.
(2) تكامل الوسيلة مع طريقة التدريس المستخدمة:تعتبر الوسيلة عنصرا فعالا فى المنهج يحقق أهدافه , ولن يتم ذلك إلا إذا كان هناك تكامل بينها وبين العناصر الأخرى وفى مقدمتها طريقة التدريس التى باختلافها يختلف نمط التفاعل فى الموقف التعليمى , ومن ثم تختلف معه نوعية الوسائل المؤدية لإحداث هذا التفاعل. وحتى تساعد طريقة التدريس على إحداث التغيرات السلوكية الجديدة فلا بد أن تكون الوسيلة من نفس صنف الطريقة , ونضرب مثلا لذلك بتطبيقات كان وأخواتها فى الجملة نجد أن البطاقات اللاصقة الملونة مع السبورة الوبرية إحدى فى تحقيق الهدف من الطباشير الملون مع السبورة الطباشيرية , كما أن الرحلة التعليمية لحديقة الحيوان أجدى لاكتساب الأطفال مدلول أسماء الحيوانات من استخدام الأفلام التعليمية مثلا. وليس معنى ما سبق هو أن تقتصر كل طريقة على نوع واحد من الوسائل لأفضليته , لكن – وذلك ما ستتم مناقشته فيما بعد – ينبغى التنوع فى الوسائل واستخدام الوسائل المناسبة لجميع عناصر الموقف التعليمى. لذا تكون الوسيلة المتعاملة مع الحواس التى تتطلبها طريقة التدريس هى وسيلة مفيدة عن الأخرى التى تتعامل مع حواس لا تهتم بها طريقة التدريس هى وسيلة مفيدة عن الأخرى التى تتعامل مع حواس لا تهتم بها طريقة التدريس فى الموقف التعليمى الحاضر.
(3) مستوى الطلاب العلمى وقدراتهم:الهدف الأساسى من استعمال الوسائل هو الطلاب ؛ ولذا فإنه ينبغى مر مستواهم العلمى وخبراتهم السابقة. فلا تكرر الوسيلة ما سبق للطلاب دراسته وتحصيله إلا إذا كان فيها جديد يقدم ويثير حماسة الطلاب لمتابعته , وإلا تسرب إليهم الضيق والملل مما يؤثر على فاعلية الموقف التعليمى. ومثال ذلك عندما يكون الهدف دراسة تأثير نقص الفيتامينات على أسنان الإنسان , وتأتى الوسيلة لتتحدث بإضافة عن عدد أسنان وضروس الإنسان فى كل فك والاختلاف بين التفكير والسفلى. هنا يشعر بالضيق وعدم الاهتمام ويستمر ذلك معه خلال التدريس إذا لم يدخل متغير جديد يضيف مثيرا آخر للموقف التعليمى. كما يجب أن تاتى الوسيلة لتلائم خصائص الطلاب الإدراكية واختلافها بينهم فهى التى تحدد قدرة الطالب على التفاعل مع الموقف التعليمى , ومنها مصادر الإدراك السمعى والبصرى , ومصادر الإدراك العلمية المتمثلة التذوق واللمس والشم وتناسق عضلات ومفاصل الجسم. من هنا تكون أهمية مصدر الإدراك الذى تتعامل معه الوسيلة ونوع التفاعل الذى يحدث من خلالها. مع مراعاة مراحل النمو الإدراكى لدى الطلاب , وهى كما يلى:
- مرحلة الإدراك الحركى عن الأطفال حتى سن سنتين , وسائل الحركة السريعة مثل الإضاءة والأصوات.
- مرحلة الإدراك الحدسى ( من 3 إلى 7 سنوات ) الوسائل المثيرة للانتباه مثل الألعاب.
- مرحلة الإدراك الحسى ( من 8 إلى 12 سنة ) وسائل سمعية وبصرية.
- مرحلة الإدراك النظرى ( أقل من 12 سنة ) المطبوعات والمواد والأجهزة التعليمية.
(4) الوسيلة ليست بديلة عن المعلم:وحيث إن المعلم له دور رئيسى فى الموقف التعليمى من بداية تصميمه واختيار متضمناته وتنفيذه ثم تقويمه – لذا فهو الذى يحدد الوسائل المستخدمة فى ضوء نوعية التعليم المتبع، وهو المقوم لفاعلية استخدام الوسيلة، والموجه إلى نوع آخر من الوسائل قد يكون أجدى فى عملية التعليم.
وقد يختلف دور المعلم وفق نوعية التعليم وعلاقته بوسائل تكنولوجيا التعليم ولكن لا يستغنى عنه، واختلاف دور المعلم نابع من أنه هل هو القائم بعملية التدريس وحده كما فى التعليم الجمعى ودور الوسائل كما فى التعليم باستخدام الوسائل ؟ أم أن عملية التدريس تتم باستخدام الوسائل كما فى التعليم عن طريق الوسائل ؟ وهنا يكون دور المعلم توجيه الطلاب إلى التعلم.
لذا فإن دور المعلم أساسى فى عملية التعليم ولم تأت بعد الوسائل التى تعتبر بديلة لهذا الدور فهو إنسانى متشعب الجوانب يتعامل فيه مع طلاب لهم خصائصهم وقدراتهم وسماتهم النفسية التى تحتاج إلى خبرته بصورة مستمرة.
(5) إلمام المعلم بجميع أنواع الوسائل:فى ضوء إلمام المعلم بالمادة التعليمية التى يقوم بتدريسها وحتى يتمكن من تحقيق الأهداف التعليمية للمادة يجب أن يكون ملما إلماما تاما بأنواع وسائل تكنولوجيا التعلم التى تناسب المادة، وفوائد وعيوب كل وسيلة، ومدى توافرها فى الوقت الحاضر، وهل هى بالمدرسة أم بالمنطقة التعليمية أم بمراكز تابعة لوزارة التربية، وطريقة الحصول عليها، وهل يمكن الحصول على أنواع منها لتبقى فى المدرسة بصورة مستديمة، إذا لم تكن كذا أم فقط يصرح له باستعارتها لمدة محددة ؟وما شروط الاستعارة ؟
(6) توافر مهارات اختيارها واستخدامها لدى المعلم:
وتتمثل فى الدراسة العلمية للوسائل وأنواعها ومعايير اختيارها فى ضوء تدريس المادة العلمية والمعايير العامة الشكلية والواجب توافرها فيها، والخطوات الصحيحة لاستخدامها، وأن تتوافق الوسائل مع ميوله والراحة النفسية لها وشعوره أنها تعتبر عنه عند عرض المادة العلمية.
وألا يكرر المعلم استخدام الوسيلة الواحدة بصورة مفرطة حتى لا يتسرب الملل إلى نفوس الطلاب، ومراعاة انتقاء الألفاظ المناسبة للتعبير عن الوسيلة وطريقة تقديمها للطلاب وكيفية إشراك الطلاب فيها ليصبحوا جزءا متفاعلا من الموقف التعليمى.
بالإضافة إلى عدم استخدام المعلم الوسيلة الواحدة بصورة مفرطة حتى لا يتسرب الملل إلى نفوس الطلاب، ومراعاة انتقاء الألفاظ المناسبة للتعبير عن الوسيلة وطريقة تقديمها للطلاب وكيفية إشراك الطلاب فيها ليصبحوا جزءا متفاعلا من الموقف التعليمى.
ولا يعنى توافر أخصائي تكنولوجيا التعليم بالمدارس أن دور المعلم اقتصر على توظيف الوسائل داخل الفصل فيجب هنا التنويه إلى أن الأخصائي التكنولوجي غير متخصص فى المادة العلمية فهذه مهمة المعلم، ومن ثم فالمعلم أقدر على اختيار الوسيلة وإعطاء ملاحظاته العلمية لإعداد الوسيلة. وأن تكون لدية القدرة على استخدام الوسيلة فى الموقف التعليمى والإلمام بمكوناتها وطريقة تشغيلها وإصلاح بعض الأعطال البسيطة لمواجهة الموقف الطارئة التى تستلزم ذلك.
(7) عدد الطلاب فى الموقف التعليمى.
يؤثر عدد الطلاب على اختيار الوسيلة من حيث مدى مناسبة حجمها ومشاهداتهم لها وتفاعلهم إيجابيا معها. فالصورة التعليمية الموجودة بالمجلة العلمية لا يصلح عرضها على الفصل البالغ عددهم ( 40 طالبا ) دون استخدام جهاز عرض الصور المعتمة لتكبيرها بحيث يستطيع جميع الطلاب مشاهدتها بوضوح وتحديد مكوناتها. فمثلا الألياف التى يتم فحصها بجهاز الميكروسكوب لن يشاهده سوى طالب واحد، أما فى حالة توصيل جهاز الميكروسكوب بجهاز الكمبيوتر فيمكن لطلاب الفصل جميعا مشاهدة أجزائها والإلمام بمكونات. يحدد الهدف التعليمى للمادة وعدد الطلاب فى الفصل حجم الوسيلة , فإذا كان الهدف فحص الطلاب لمجموعة من الصخور وتحديد أنواعها فهنا ينبغى توافر الصخور كعينات وتوزيعها على الطلاب لفحصها ولا يكتفى بعرضها بجهاز عرض الصور والمواد المعتمة لأنه ليس المطلوب مشاهدتها فقط بل فحصها , ومن ثم تكون الحاجة لتقسيم الطلاب إلى مجموعات وتوزع على كل مجموعة عينات الصخور لفحصها.
لذا يجب بحث مدى الحاجة إلى تقسيم طلاب الفصل لمجموعات طلابية للاستفادة من الوسيلة فى الموقف التعليمى. وعادة تتمثل المجموعات فى أى مما يلى:
أ- مجموعة تشمل جميع طلاب الفصل يتفاعلون جميعا مع الوسيلة مثل عرض فيلم فيديو عن المصادر الطبيعية للمياه فى الوطن العربى.
ب- مجموعة تتضمن عشرة طلاب فأقل للاشتراك فى فريق عمل تقسم بينهم الأدوار بحيث يتساوى الجهد المبذول لدى الجميع مستخدمين وسائل جماعية مناسبة مثل جهاز الفيديو ويعدون تقريرا نهائيا جماعيا.
جـ- مجموعة زوجية بإشراف المعلم ويشترك فيها طالبان باستخدام وسيلة واحدة يتم تناوب الأدوار فيما بينهما عليها مثل التدريب العلمى باستخدام المواد والأدوات التعليمية.
د- فرد واحد , وفيها يستخدم الطالب الوسيلة بمفرده , وهى لا تناسب أكثر من شخص مثل التعليم المبرمج واستخدام الكمبيوتر الشخصى فى التعليم.
من هنا تختلف الوسيلة باختلاف عدد الطلاب فى الموقف التعليمى ونوع السلوك المرغوب إكسابه لهم.
(8) تنويع الوسائل المستخدمة:نتيجة لاختلاف الطالب فى قدراتهم العقلية وسماتهم النفسية وخصائصهم الجسمانية فإنه يجب أن تتنوع الوسائل المستخدمة فى إكساب هدف واحد للطلاب , وذلك لمواجهة هذه الاختلافات وجذب انتباه جميع الطلاب وتيسير التعامل مع خصائصهم الإدراكية المختلفة. وهذا التنويع يجب مراعاته حتى وإن كانت الوسيلة تلائم من وجهة نظر المعلم تحقيق الهدف المحدد. ويكون هنا من أهمية التنويع توظيف الحواس المختلفة لدى الطالب. فالطالب عندما يشاهد فيلما لمقرئ القرآن الكريم وهو يوضح أحكام تلاوته أفضل من أن يستمع إلى شريط تسجيل صوتى. والطالب عندما يفحص المحول الكهربى ويشاهده فى أثناء عملية التحويل الكهربائى من الجهد المنخفض إلى الجهد العالى أفضل من أن يشاهد فيلم فيديو فقط ويكون من الأفضل استخدام صورة لتطورات صناعة محولا كهربيا وأنواعها بالإضافة للوسائل الأخرى , ويصبح التعليم أكثر تحقيقا للهدف إذا استخدم محول كهربى ومارس عملية فكه وتركيبه عمليا , لذا فتنوع الوسائل يثرى عملية التعليم ويساعد المعلم على استثمار جميع حواس الطالب وجعل المعلومات التى يقدمها جزءا من سلوكه.
(9) حيث تصعب المفاضلة بين وسيلة وأخرى نظرا لأن كل وسيلة لها إمكانيات ووظيفة محددة تؤديها لتحقيق هدف تعليمى. فالوسيلة الأفضل هى المتوافرة والتى يمكن باستخدامها تحقيق الهدف التعليمى. ففى موقف تعليمى يكون للرسم التخطيطى أفضل الوسائل لتدريس مفهوم الحجوم والتشابه فى الرياضيات , وباختلاف درجة الهدف تكون الصور التعليمية أفضل من الرسومات التخطيطية. ونفس الشىء قد يكون معمل اللغات أنسب الوسائل لتدريب الطلاب على مهارة التحدث فى اللغة الإنجليزية , وفى موقف آخر قد يكون شريط التسجيل الصوتى هو الأنسب لتحقيق الهدف.
ثالثا:التخطيط لاستخدام وسائل تكنولوجيا التعليم:بعد انتهاء المعلم من مرحلة اختيار الوسيلة واقتناعه بها من حيث أهميتها فى عملية التدريس ودورها الرئيسى فى تحقيق الأهداف التعليمية، ويكون المعلم بالتالى مهيأ نفسيا لإعداد تخطيط علمى منظم لاستخدام الوسيلة، وذلك لتجنب استخدامها بشكل اجتهادى فى الموقف التعليمى مما يقلل من قيمتها التربوية، وتجنب جعل التفاعلات بين عناصر الموقف المختلفة تتم بصورة عشوائية.
والتخطيط لاستخدام وسائل تكنولوجيا التعليم ضرورى حتى وإن كانت الوسيلة المستخدمة لها أصبح أمر تلقائيا إلا أنه نتيجة كثرة استخدمها لها، ويشعر أن استخدامه لها أصبح أمرا تلقائيا إلا أنه يجب أن ننبه المعلم لاختلاف عناصر الموقف التعليمى الذى سيقدم عليه عن المواقف السابقة، ومن ثم فإن بعض خطوات استخدام الوسيلة فى السابق يصعب تنفيذها فى الموقف الجديد.
ونتيجة التوسيع فى استخدام الكمبيوتر التعليمى فى الوقت الحالى فإنه قد أصبح له دور رئيسى فى تخطيط واستخدام وسائل تكنولوجيا التعليم، فيجرى عليها المعالجات اللازمة ويقدم مقترحاته المنطقة بأنسب تخطيط لتقديم الوسيلة فى الموقف التعليمى.
هذا وتمر عملية التخطيط لاستخدام الوسائل فى الموقف التعليمى بعدة مراحل نذكرها فيما يلى:
1- الحصول على الوسيلة المختارة: بعد التأكد من توافر المعايير الشكلية والعلمية فى الوسيلة يجب أن يتم توافرها لدى المعلم قبل استخدامها بوقت كاف حتى يتمكن من دراستها أو إجراء التجارب بالمواد التعليمية الفعلية عليها والتأكد من مناسبتها.
ويتم ذلك إما بحجزها من مركز مصادر التعلم بالمدرسة أو استعارتها من المراكز الأخرى إذا لم تتوافر بالمدرسة أو شرائها من أماكن الشركات التجارية المختصة.
2- دراسة محتويات الوسيلة:يتطلب التخطيط لاستخدام الوسيلة أن يدرس المعلم محتوياتها المختلفة للتعرف على أجزائها وتحديد أهم النقاط والمعلومات الأساسية فيها والتى ترتبط بتحقيق الأهداف السلوكية، ويتم ذلك بمراجعة خصائصها المختلفة ومدى صلاحيتها للاستخدام فى ضوء معطيات الموقف التعليمى الحالى، فكثيرا ما يحضر المعلم إلى الفصل المدرسى ويعرض على الطلاب صورة تعليمية دون فحصها مسبقا، ويتضح فى أثناء العرض أن بعض أجزائها غير واضحة الألوان ومسجل عليها بعض التعليقات مما يسئ لاستخدامها ولا تحقق النتائج المتوقعة، إضافة إلى اهتزاز ثقة المعلم فى نفسه نتيجة ارتكابه وحيرته أمام الطلاب.
وعلى المعلم أن يجرب الوسيلة علميا مستخدما فى ذلك المواد التعليمية الفعلية التى ستتم استخدامها أمام الطلاب للتعرف على الأجزاء العلمية بها، وتحديد نقاط القوة والضعف فيها، ولتحديد كيفية مواجهة جوانب الضعف وعلاجها باستخدام مساعدات علمية إضافية، وأن يحدد أى المكونات العلمية الواردة بالوسيلة هى التى ستتم عرضها والتأكيد عليها نتيجة لارتباطها بالهدف التعليمى، ومناسبتها لخبرات الطلاب السابقة، وأنسب وقت لاستخدامها حتى تكون مترابطة مع الأجزاء المختلفة للموضوع المعروض وتحديد المدة الزمنية التى تستغرقها الوسيلة فى العرض بحيث تكون متناسبة مع الزمن الكلى للحصة الدراسية.
3- وضع خطة لتقديم الوسيلة:بعد تأكيد المعلم من مناسبة الوسيلة لتحقيق الأهداف وتحديدها لأجزائها المختلفة بذلك يضع تخطيطا محدد المعالم لكيفية تقديمها فى الموقف التعليمى من خلال إعداد الأسئلة التى ستوجه للطالب ومن خلال الوسيلة يتم الإجابة عليها، علاوة على الأسئلة التى يحددها المعلم فى الخطة ثلاثة أنواع هى.
أ- أسئلة قبل عرض الوسيلة وتساعد على أثاره اهتمام الطلاب وتقوية الحاجة لديهم نحو استخدام الوسيلة لدى الطلاب كناتج لاستخدامها ويجب على المعلم الإجابة عليها.
ب- أسئلة تثيرها الوسيلة لدى الطلاب كناتج لاستخدامها ويجب على المعلم الاجابة عليها.
جـ-أسئلة بعد عرض الوسيلة لتقيم مدى تفاعل الطلاب مع المادة العلمية التى قدمت من خلال الوسيلة وتحقيق الوسيلة لأهداف استخدامها.
* وفى الخطة يراعى المعلم موضع الوسيلة من الوسائل الأخرى المستخدمة فى تقديم نفس الدرس وترتيبها وفق أولوية تحقيق الهداف التعليمة، مع التأكيد على عدم المبالغة من جانب المعلم فى استخدام الوسائل فيجب عليه مراعاة التوازن بين المادة العلمية المحددة بعد، وتركيبه فى جهاز العرض.
* وأن يحرص المعلم على دقة ترتيب الأجزاء المكونة للوسيلة – إذا كانت تتضمن أجزاء مختلفة – وجعلها فى وضع الاستعداد للاستخدام. ومن أمثلته ذلك ترتيبه للصور أو الشرائح أو الرسومات التخطيطية أو الشفافيات وفق أولوية استخدامها، أو تجهيز الفيلم التعليمى على بداية المادة العلمية المحددة بعد، وتركيبه فى جهاز العرض.
4- تحديد أسلوب التعامل مع الطلاب:من خلال خيارات المعلم السابقة بالمادة العلمية، ودراسته للوسيلة وخصائص الطلاب، عليه أن يحدد أدوار الطلاب التى يقومون بها للتفاعل مع المادة العلمية المقدمة من خلال الوسيلة، وقيام الطلاب بأدوارهم يتوقف على خصائصهم من حيث مصدر الإدراك المستخدم لدى الطلاب ومدى توافقهم مع الوسيلة، والألفاظ والتركيبات اللغوية لديهم، هل هما نفس اللغة المستخدمة فى الوسيلة ؟ ومهارتا القراءة والكتابة لديهم. هل هى كافية للتعامل مع الوسيلة ؟ واتجاتهم نحو الوسيلة هل هى إيجابية ؟ وخبراتهم التعليمية السابقة هل هى مسايرة لما تقدمه الوسيلة ؟ وخصائصهم الجسمانية. هل هى تساعدهم على ممارسة المهارات العلمية التى تتطلبها الوسيلة ؟
بذلك يكون التخطيط لأدوار الطلاب وطريقة التعامل معهم قائما على رؤية المعلم لقدرتهم على القيام بها. وتحديد التفاعلات المختلفة من مناقشاته مع الطلاب حتى يمكن للمعلم أن يهيئ نفسه للتعامل معها عند حدوثها بالموقف التدريسى.
5- تهيئة الطلاب:وتشمل توجيه اهتمام الطلاب نحو الوسيلة والمادة العلمية المقدمة خلالها وهى تتضمن عدة أمور منها ما يلى:
- الأسئلة التمهيدية البسيطة التى تساعد الطالب على استدعاء المعلومات السابقة وتداخله فى حيز الوقف التعليمى الجديد للتفاعل مع الوسيلة.
- القصة العلمية عن أحداث هامة أو ابتكارات علمية أو بعض العلماء أو تطبيقات للمادة العلمية.
- تقديم حقائق مثيرة عن المادة العلمية وإبراز أهمية الوسيلة فى توضيحها.
- مشكلات تعليمية تدور حولها المناقشات الطلابية الموجهة من قبل المعلم وصولا إلى دخولهم إلى مادة الوسيلة واستخدامها.
- مطبوعات تقديم للطلاب وتتم مناقشتها وتحديد كل منهم للأسئلة التى تدور بذهنه ويحتاج للإجابة عنها من خلال عرض الوسيلة.
وعملية التهيئة يجب أن تصل بالطالب إلى جعل قدراته تحت سيطرة الموقف التعليمى وإرشاد من المعلم لإدماجه فى الموقف بغرض جعل المادة العلمية جزءا من سلوكه وفق رغبته وحاجاته التى كانت موجودة من قبل وتمت تنميتها باستخدام أى من صورة التهيئة الذهنية.
6- الخدمات البشرية المساعدة:وهم المختصون بوسائل تكنولوجيا التعليم فى المدرسة وتحديد دور كل منهم نحو استخدام الوسيلة والتعامل معها وهم:
أخصائيو تكنولوجيا التعلم، فنيو الوسائل، العمال المهرة.
7- المواد التعليمية المساعدة:وتهتم بالتخطيط للمواد التعليمية التى يتم تجهيزها لتعمل بالتوازى مع الوسيلة وتساعد على إيضاح دورها فى الموقف مثل توضيح بعض النقاط الصعبة فى المادة العلمية، أو تحليل عناصر جزيئات المعلومات، أو تحديد أدوار الطلاب فى أثناء العرض لتنفيذ بعض المهام، وبصفة عامة تساعد على تحقيق الهدف من الوسيلة وتكمل دورها التعليمى بتعزيز عملية التعليم، ومن أمثلة ذلك ما يلى:
- مطبوعة تعليمية مختلفة مثل أوراق العمل أو دليل المهام المطلوب من الطلاب تنفيذها، أو دليل إرشادي يحدد أدوارهم فى أثناء استخدام الوسيلة وما بعدها مثلما فى الرحلة التعليمية.
- صور أو رسومات توضيحية ينفذ عليها الطالب بعض المهام مثل التعليق عليها أو شرح المضمون أو تحديد بعض العناصر والمواقع.
- عينات تعليمية ليفحصها الطالب مثل الصخور للتعرف على مكونات وصلادتها.
8- تهيئة المكان:تتضمن مراجعة مكان الدراسة الذى وقع عليه الاختيار تتوافر فيه شروط حسن تتبع الطلاب لما تقدمه الوسيلة وتفاعلهم معها. إذا كان المكان داخل الفصل المدرسى فعلى المعلم مراجعة ما يلى.
- أماكن جلوس الطلاب وطريقة تنظيمها بحيث تتيح الرؤية الواضحة للجميع والمتابعة للوسيلة.
- الظروف الفيزيقية للمكان وضبطها ومنها: الإضاءة، التهوية، درجة الحرارة الضوضاء، الصوت.
- نوعية التيار الكهربى وفرق الجهد المتوفر، ستائر لإظلام فتحات حجرة الدراسة.
- السبورة أو لوحة العرض وجودتها وارتفاعها وحجمها المناسب.
- موقع وضع الجهاز فى حجرة الدراسة وعلاقته بمكان جلوس الطلاب.
رابعا:استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم:تأتى مرحلة استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم بعد تهيئة المعلم للمناخ المناسب للتعليم باستخدام الوسائل، وتحديده للحاجات التعليمية التى أوجدت مبررا قويا لاستخدام الوسائل لتحقيق الأهداف المحددة، وتسلسل مكونات الوسيلة الواحدة فى ضوء عناصر المادة العلمية ثم ترتيب السائل المختلفة إذا ما استخدم فى الموقف أكثر من وسيلة، واهتمام المعلم بضبط جميع متغيرات الموقف التعليمى بحيث يتفاعل الطلاب بإيجابية مع عناصره المختلفة، هو من الأولويات لديه عند استخدام لوسائل تكنولوجيا التعليم والتى تتضمن النقاط التالية:
1- استخدام الوسيلة فى الوقت المناسب:وهو وقت الحاجة إليها والملائم لاستخدامها بحيث يكون لها دور وظيفى فى تقديم المادة العلمية، مع ملاحظة ترابطها مع عناصر الموضوع الأخرى وتكاملها معه، وهذا الوقت المحدد وفق الخطة يطلق عليه اللحظة السيكولوجية لاستخدام الوسيلة والتى يكون لاستخدامها أثر قوى لإدراك الطلاب للمادة العلمية، وتلك اللحظة قد تكون فى بداية الحصة الدراسية أو فى نهايتها، ويتحدد ذلك من خلال الهدف من استخدام الوسيلة.
2- تقديم الوسيلة:وتقديم الوسيلة قبل عرضها فى الموقف التعليمى يساعد فى تهيئة الطلاب لاستقبالها، وتنمية الحاجة لديهم لاستخدام، وإعداد الطالب للتفاعل معها بإيجابية.
3- التأكد من وضوح الوسيلة وضبط المؤثرات الخارجية:وذلك بالتأكد من أنه لا توجد أية عوامل خارجية تؤثر فى وضوح الوسيلة وتفاعل الطلاب نعها مثل مؤثرات المكان من جلوس الطلاب والظروف الفيزيقية التى تؤثر على متابعة الطالب أو وجود ضوء معكوس على عين الطالب أو زغللة، أو عدم مناسبة الصوت ووجود شوشرة به، أو عدم ارتياح الطالب فى جلسته على المقعد.
4- جذب انتباه الطلاب فى أثناء العرض:ويأتي جذب انتباه الطلاب إلى الوسيلة فى أثناء العرض من خلال توجيه الطلاب إلى بعض الجوانب فى الوسيلة، والتغيير من طريقته التى يستخدمها فى عرضها للمادة العلمية من حيث السرعة أو تغيير درجات صوته وتفاعله مع المادة العلمية بجسمه، أو استخدامه لأى نشاط موجه لزيادة اهتمام ومتابعة الطلاب للمعلومات وتغلبهم على بعض النقاط الصعبة بتوضيحها.
5- الترابط بين الخبرات:
ويتم بمساعدة المعلم لطلابه لكى يتفاعلوا مع الخبرات المختلفة فى الموقف التعليمى فيصلوا إلى مدركات أوسع، وتصميمات أشمل، وفهم أعمق. من خلال إيجاد الترابط بين أدوار الوسائل المختلفة المستخدمة فى تقديم عناصر المادة العلمية.
وسيكون من الصعب على المعلم تحقيق هذا الترابط إذا لم يكن قد خطط لكيفية استخدام وسائل متعددة فى موضوع واحد من حيث وظيفة كل وسيلة وتوقيت استخدامها والفترة الزمنية المخططة لاستخدامها ؛ لذا يجب على المعلم ألا يكدس المادة العلمية بوسائل غير مترابط المضمون، ولكن من الفضل أن تعمل الوسائل على جعل تفكير الطلاب متصلا ومتماسكا، وأن تساعدهم فى التفاعل مع الموقف التعليمى بإيجابية.
6- تشجيع الطلاب على التفاعل:كلما كان المعلم إيجابيا عند استخدامه للوسيلة وتفاعله معها كان وقع ذلك على اهتمام الطالب كبيرا فيساعده على التفاعل مع الموقف التعليمى بحماسه وشوق مما يقضى على الملل بمشاركته الفعالة.
ويتحقق ذلك بتشجيع المعلم للطلاب بإبداء آرائهم وطرح الأسئلة حول النقاط الصعبة والغامضة فى المادة العلمية، وهنا يجب أن يتصف المعلم بالديمقراطية فى تصرفاته معها سواء بالسؤال أو التجريب – وفق ما يناسب الموقف التعليمى – فى صورة فردية أو جماعية مما يثرى عملية التعلم ويحقق أهدافها.
7- ممارسة الطلاب للأنشطة المتعلقة بالمادة العلمية:ينصب الاهتمام فيها على تشجيع الطلاب لممارسة الأنشطة المختلفة المتعلقة بالمادة العلمية المقدمة من خلال الوسيلة مع توفير الإمكانيات اللازمة لذلك، وهى تبدأ بالتأكيد من مدى استفادة الطلاب من الوسيلة أو أحد أجزائها لاكتشاف معلومات جديدة لم يتوصلوا إليها فى العرض الأول، ويمكن للمعلم أن يوجه الطلاب إلى القيام برحالات علمية أو تجارب معملية مكملة لدور الوسيلة التعليمية بحيث يؤدى فى النهاية إلى عملية تعليمية متكاملة.
خامسا: تقويم استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم:يعد تقويم استخدام وسائل تكنولوجيا التعلم مرحلة مكملة مرحلة مكملة للمراحل الثلاث السابقة وتعتبر مدخلا لعمليات تطوير الوسائل وزيادة فاعليتها. إلا أننا لن نطلب من المعلم أن يجرى تقويما علميا لكل وسيلة يستخدمها بحيث تتوقف عملية التدريس ويبحث مع الطلاب مدى فاعلية الوسيلة مستخدما فى ذلك أدوات القياس المقننة، فقط نطلب منه أن يجرى تقييما عاما من طرفه، ومن خلال مناقشات الطلاب ودرايته بالجوانب المختلفة بالوسيلة عليه التأكيد من مدى تحقيق الوسيلة للأهداف التى استخدمت من أجلها. وتبدأ مرحلة تقييم الوسيلة منذ بداية التفكير فيها وتستمر إلى ما بعد استخدامها فى الموقف التعليمى، وهى تشمل كلا من فاعليتها فى ارتقاء التحصيل العلمى لدى الطلاب، وعلاقتها بالعناصر المختلفة فى الموقف التعليمى، والجوانب الفنية المتعلقة بالوسيلة.
وفيما يلى النقاط التى يجب أن تشملها عملية تقويم استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم:
- ما مدى حداثة مادتها العلمية ؟
- ما مدى صحة المادة العلمية التى تقدمها ؟
- ما مدى ارتباطها علميا بالمعلومات الواردة بالكتاب المدرسى؟
- هل أضافت معلومات جديدة لما ورد بالكتاب المدرسى ؟
- ما مدى وضوح العلمية التى تعرضها ؟
- هل تراعى فى معلوماتها خبرات الطلاب السابقة ؟
- هل النواحى الفنية والجمالية لا تطغى على المادة العلمية فيها ؟
- هل استخدمت كل المادة العلمية المطروحة من خلالها فى نفس الدرس ؟
- ما مدى تناسبها مع الطلاب من حيث قدراتهم العلقية وسماتهم النفسية، وخصائصهم الجسمانية ؟
- ما مدى تناسبها مع متوسط أعمار الطلاب والمرحلة الدراسية التى يدرسون فيها ؟
- هل أدت إلى زيادة اهتمام الطلاب وإدراكهم لمعانى أفكارها ؟
- هل أدت إلى حماسة الطلاب تجاه المادة العلمية وقضت على الملل والسرحان لديهم ؟
- ما مدى توافر النواحى الجمالية الجذابة والبساطة والواقعية فى إخراجها ؟
- ما مدى تنظيم معلوماتها وتسلسلها ووضوح وسلامة لغة كتابتها ؟
- هل الجوانب التقنية فيها مثل الصوت والضوضاء الصادرة عنها
ساحة النقاش