تعد وسائل تكنولوجيا التعليم واحدة من العناصر الرئيسية للمنهج، فهى تعمل مع العناصر الأخرى المتمثلة فى الأهداف والمحتوى وطرق التدريس والتقويم فى إطار واحد متكاملة لكل منها دوره المحدد الذى تعمل على تحقيقه من أجل اكتساب الطلاب للأنماط السلوكية الجديدة.
1- وسائل تكنولوجيا التعليم والأهداف التعليمية:تعمل وسائل تكنولوجيا التعليم على معالجة الأهداف بمستوياتها الثلاثة وتحقيق تدرجات كل مستوى منها داخل الموقف التعليمى، ومن خلال الأهداف نحدد نوعية الوسيلة المفيدة فى عملية التدريس حيث تختلف الوسيلة المستخدمة فى هدف معرفى مثل تعرف الطالب على عواصم الدول العربية الذى يمكن فيه استخدام خريطة تعليمية عن الوسيلة المستخدمة لتحقيق هدف حركى مثل استخدام المسرط لتشريح الضفدعة حيث تستخدم الأفلام المتحركة لبيان التنفيذ الدقيق للمهارة الحركية.
من هنا كانت أهمية أن يتعرف المعلم على الأهداف أولا من حيث نوعية كل منها والسلوك المطلوب تحقيقه والحد الأدنى للأداء ومن ثم يكون قد توصل إلى أول خطوات تحديد الوسيلة اللازمة لإتمام عملية التعلم. وفى ضوء ما سبق يمكن تحديد مواصفات الأهداف السلوكية التى ينبغى تحقيقها فى الموقف التعليمى والتى يكون لوسائل تكنولوجيا التعليم دور فعال فيها، وتتمثل فيما يلى:
أ- تحديد الأنماط السلوكية الجديدة المتوقع حدوثها لدى الطالب بعد إتمام عملية التعلم. ملاحظة قياس التغيرات السلوكية التى حدثت لدى المتعلم بصورة ملموسة.
جـ-إمكانية قياس التغيرات السلوكية الناتجة.
د- تحديد الحد الأدنى لمستوى الأداء المقبول من التغيرات السلوكية الجديدة.
هـ-تحديد الشروط الواجب توافرها لتحقيق التعلم وإتمام التغيرات السلوكية.
2- وسائل تكنولوجيا التعليم ومحتوى المادة التعليمية:لما كان هناك دور رئيسى للوسائل فى إيجاد التغيرات السلوكية الجديدة لدى الطلاب، فإنه يجب أن ترتبط ارتباطا عضويا بالمحتوى العلمى الذى يعد المصدر الأول لتحديد تلك التغيرات السلوكية المرغوبة حيث أنه ينبغى أن يتم اختيار الوسائل فى ضوء المعارف والمهارات المتضمنة بالمنهج المدرسى، من هنا يكون للوسائل دور فى إعطاء صورة واضحة لمتضمنات تلك المعارف والمهارات التى تقدمها للطلاب، ومن ثم تساعد فى زيادة فهم الطلاب وتفاعلهم معها.
* ويمكن تلخيص دور وسائل تكنولوجيا التعليم تجاه محتوى المادة الدراسية فى عدة نقاط تتمثل فيما يلى:
أ- تنظيم المادة العلمية لتقديمها للطلاب بصورة جذابة ومشوقة.
ب- تعزيز إدراك الطلاب الحسى للسلوكيات المرغوب فيها.
جـ- إتاحة الفرصة للطلاب لممارسة السلوكيات المرغوب فيها.
د- تنمية الإتجاهات الايجابية لدى الطلاب تجاه تعلم المادة العلمية.
هـ- زيادة دافعية الطلاب نحو الإقبال على تعلم الأنماط السلوكية الجديدة المتضمنة بالمادة العلمية وشعوره بأن لديه حاجة ماسة لتعليمها.
ز- تنويع مصادر المادة العلمية المتكاملة بنائيا وتطبيقاتها العلمية.
وتختلف نوعية الوسيلة التى يتم اختيارها لتقديم المادة العلمية فى موقف التعليم باختلاف الأفكار التعليمية المتضمنة بجوانب تعلم المادة، ولما كان المعلم هو باختلاف الأفكار التعليمية المتضمنة بجوانب تعلم المادة، ولما كان المعلم هو الذى يختار الوسيلة المناسبة لاكتساب الطلاب الأنماط السلوكية المتضمنة بجوانب التعلم المختلفة فإنه يجب أن تتوفر لديه عدة شروط وهى:
* الفهم المتعمق للمادة العلمية وجوانبها المختلفة والأفكار والمهارة المتضمنة بها.
* الإلمام التام بأنواع الوسائل ومدى توافرها، وخصائص كل منها، وإمكانية استخدامها فى الموقف التعليمى. وقدرته على استخدامها بفاعلية فى التدريس.
* الإلمام بقدرات الطلاب العقلية، وخصائصهم الجسمانية، وسماتهم النفسية.
* قدرته على إيجاد التفاعل الإيجابى داخل الموقف التعليمى بين عناصره المختلفة.
وقد حدد ( وليام ألن ) فاعلية عدد من وسائل تكنولوجيا التعليم فى إكساب الطلاب جوانب التعلم المختلفة داخل المادة العلمية.
3- وسائل تكنولوجيا التعليم وطرق التدريس:التدريس عملية متعددة الجوانب تحتاج إلى توافر العديد من المهارات لدى المعلم للقيام بها وإحداث التفاعل فى الموقف التعليمى مستخدما فى ذلك الموارد والأدوات والأجهزة التعليمية. ويظهر حليا أن دور المعلم فى علمية التدريس لم يعد هو تلقين المادة العلمية للطلاب واعتباره المصدر الرئيسى للحصول عليها بل أصبح مصمما ومنفذا لاستراتيجية تدريسية تحتل فيها الوسائل التعليمية دورا بارزا للتكامل مع باقى عناصر الموقف التعليمى لتحقيق الأهداف التعليمية.
وتهتم وسائل تكونولوجيا التعلم بنفى تسمية اللفظية عن طرق التدريس فهى تقدم مادتها فى صورة خبرات حسية ليتفاعل معها الطلاب، وبدونها يصبح التدريس لفظها لا يستجيب له إلا عدد قليل من الطلاب فى الموقف التعليمى من ذوى القدرة العالية على إدارك المعانى الرمزية، ويحرم الطلاب من الاستفادة من أعضاء الحس المختلفة لديهم وتوظيفها كعناصر إدراك تنتقل إليهم المعانى المختلفة للمادة العلمية.
وتنوع طرق التدريس فى الموقف التعليمى يجب أن يقابله تنوع فى وسائل تكنولوجيا التعليم المستخدمة، فطريقة المحاضرة المستخدمة فى تدريس قراءة القرآن الكريم بمادة التربية الدينية تستخدم معها التسجيلات الصوتية بفاعلية كبيرة، بينما تستخدم النماذج التعليمية الشغالة فى تدريس البويات المنطقية بأجهزة الكمبيوتر فى مادة تكنولوجيا الإلكترونيات بالتعليم الصناعى، ويختلف ذلك عند استخدام العروض التوضيحية لتدريس مهارة التشريح بمادة البيولوجى، بذلك يستخدم مع كل طريقة تدريس نوع أو أكثر من الوسائل لتعمل على إيجاد التفاعل بين العناصر المختلفة فى الموقف التعليمى.
ولا يقتصر تنوع وسائل تكنولوجيا التعليم المستخدمة مع طرق التدريس على ماهية موضوع التدريس لكنه يمتد إلى أعداد الطلاب المشتركين فى الموقف التعليمى فتختلف الوسيلة الواجب استخدامها لإحداث التفاعل باختلاف العدد المشترك فى الموقف التعليمى، ويتضح ذلك مما يلى:
أ- مجموعة الفصل الواحد والتى لا يقل عدد طلابها عن عشرة طلاب ولا يزيد عن أربعين طالبا، ولإحداث التفاعل بين عناصر الموقف تستخدم عادة أجهزة العرض الضوئى.
ب- المجموعة المتوسطة والتى يقل عدد طلابها عن عشرة طلاب تستخدم جميع الوسائل المناسبة لإحداث التفاعلات بين الأزواج وبين أفراد المجموعة أجهزة التعليم الفردى وأجهزة العرض.
جـ- العمل الفردى وهى تخص تفاعلات الطالب الواحد وفيها تستخدم وسائل التعليم الفردى المختلفة مثلا للنماذج والعينات واستخدام الموارد المبرمجة والكمبيوتر الشخصى.
* وتختلف طريقة التدريس باختلاف درجة توظيف وسائل تكنولوجيا التعليم فى الموقف التعليمى.
فهناك ثلاثة أنواع من التدريس وهى:-
1- التدريس معدوم الوسائل:وفيه لا يستخدم الوسائل فى عملية التدريس نهائيا فهو تدريس روتينى يعتمد على عرض المادة العلمية من قبل المعلم على الطلاب، وليس هذا ما يطلق عليه التدريس اللفظى لأن التدريس اللفظى يعتمد على طريقة إخراج الأحرف والكلمات اللفظية من الفم والتفاعل معها بعضلات ومفاصل الجسم مثل تفاعلات الوجه واليدين والتحرك فى قاعة الدراسة وهى جميعا وسائل تعليمية، ويمكن أن يتضح ذلك من خلال دور كل معلم فى إلقاء المعلومات سواء بالقراءة من الكتاب أو بتذكرها من حافظته الذهنية دون التفاعل معها.
2- التدريس بمساعدة الوسائل:وتكون مسئولية التدريس قاسما مشتركا بين المعلم والوسيلة، فالمعلم يصمم إستراتيجية تعليمية ويختار الوسائل المناسبة لعناصر الموقف التعليمى ثم يستخدمها فى عملية التدريس فيكون دورها عرض المادة العلمية على الطلاب والمساعدة فى زيادة فاعليتهم واستمرارها، ويكون دور الوسيلة مرفقا للمعلم منذ بداية عملية التدريس حيث تهيئة الطلاب واستثارتهم لتلقى المادة العلمية حيث التنوع فى حديث المعلم واستخدام حركات الجسم وباستخدام وسائل التهيئة المتنوعة يتفاعل الطلاب ويستمر استخدام الوسيلة حتى نهاية عملية تقويم التدري وإجراء التغذية الراجعة.
3- التدريس عن طريق الوسائل:وفيه تتجمل وسائل تكنولوجيا التعليم مسئولية التدريس كاملة من حيث نقلها للمعارف و المهارات العلمية إلى الطلاب وإحداث التفاعلات بينهم وتقييم تحصيلهم للمعلومات وتحديد مدى استمراريتهم فى تلقى المادة العلمية واستخدام الخيارات التعليمية ليكتسب الطالب المعلومات من خلال الوسائل المتنوعة والمتاحة لتعليم الطلاب.
وفى هذا النوع من التدريس يختلف دور المعلم فقد أصبح دوره مصمما للمواقف التعليمية وخططا لعمليات التفاعل المختلفة , ثم موجها للطلاب لاختيار أفضل الوسائل التى تساعد فى تحصيل المادة العلمية وتنمية قدراتهم , ثم مقيما لعملية تعلم الطلاب ومرشدا لعمليات التغذية الراجعة. وأخيرا معززا خارجيا للطلاب حيث أنه يتوافر فى الموقف التعليمى تعزيز داخلى يحصل عليه الطالب من خلال الوسيلة المستخدمة.
ومن أمثلة نوعية التدريس هذا استخدام الكمبيوتر التعليمى الذى يقوم بعملية التدريس بجميع جوانبها من استشارة الطلاب فى البداية ثم تقديم المعلومات فى صورة جذابة ومشوقة , ثم اختيار الطلاب وتقييم مستواهم وإرشادهم إلى أنسب الأساليب العلاجية لمن لم يحصل على الدرجات المحددة للانتقال إلى جزء دراسى أعلى ,وتقديم التعزيز الايجابى للطالب. وهكذا حتى يمكن الطالب فى النهاية من اجتياز الحد الأدنى لتحصيل المعلومات والمحدد بالأهداف السلوكية للمادة العلمية.
4- وسائل تكنولوجيا التعليم والتقويم:تستخدم وسائل تكنولوجيا التعليم فى تقويم أداء الطلاب ومستوى تحصيلهم. وهناك العديد من المواقف التى تستخدم فيها. نذكر منها ما يلى:
- التعليم الفردى: مثل التعليم البرنامجى والحقائب التعليمية والتليفزيون التعليمى والكمبيوتر التعليمى , وجميعها مواقف تستخدم الوسائل فى عمليات تقويم تحصيل الطلاب.
- الحاجة لاختصار الوقت فى إجراء التقويم. مثل تنفيذ التجارب التى تستلزم زمنا طويلا ونظرا لكبر عدد الطلاب يستعان مثلا بتنفيذ الطالب للتجربة على هيئة عرض توضيحى.
- ندرة الأجهزة التعليمية ؛ حيث يصعب الحصول على الأدوات والأجهزة التعليمية لتنفيذ المهارات العلمية لذا تستخدم النماذج لتنفيذ التجارب عليها.
- ارتفاع ثمن الأجهزة , ونتيجة للحرص عليها خوفا من التلف نظرا للحاجة إليها فى عمليات التدريس فإنه تستخدم النماذج التعليمية أو العروض العملية على الأجهزة.
- خطورة بعض المواد والأجهزة التعليمية على الطلاب. لذا تستخدم الوسائل بدلا منها حرصا على الصحة العامة للطلاب.
* وهناك نوعان من التقويم من حيث علاقته بالوسائل:-
أ- التقويم بمساعد الوسائل:وهو التقويم الذى يجريه المعلم فى وجود الوسيلة التعليمية مثل استخدام المعلم للصور التعليمية والرسومات والخرائط والأجهزة وغيرها من الوسائل للحكم على أداء الطلاب عليها ورؤيته الذاتية لها. ومن ثم يكون دور المعلم فى تحديد الوسيلة التى يختبر عليها الطالب وتحديد نقاط القوة والضعف لديه ثم إصدار الحكم وتحديد أساليب التغذية الراجعة أو التعزز اللازمة.
ب-التقويم عن طريق الوسائل:وهو ما يتم من خلال علاقة الطالب بالوسيلة مباشرة مثل التعليم البرنامجى حيث يمر الطال فيه بالسؤال , ويتعرف على الإجابة مباشرة ويحدد بعد ذلك الاستمرار أو تصحيح الإجابة, ومن ثم يتفاعل مع الوسيلة مباشرة لتحديد مستواه والتعزيز , أو يستخدم فى التدريس المصغر حيث يتم تصوير الطال بكاميرا الفيديو وفى نهاية عملية التدريس يشاهد الطالب الفيلم المصور ويحدد جوانب الصحة والخطأ فى أدائه. ويلاحظ هنا أن مسئولية عملية التقويم قاسم مشترك بين الطالب والوسيلة. وما بعد ذلك يكون دور لمعلم الحكم على النتيجة العامة التى حصل عليها الطالب.
ساحة النقاش