الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

اللغة العربية وعصر المعلومات :

العلاقة بين اللغة العربية وماضي الأنسأن وحاضره ومستقبله جد وثيقة ، فتاريخ اللغة يكاد يكون هو تاريخ شعوبها ، كما أن القرابة بين اللغة العربية وعصر المعلومات هي قرابة من الدرجة الأولى " فاللغة في مجتمع المعلومات موضع الصدارة ، كيف لا واللغة أهم مقومات ذكاء الأنسان محور هذا المجتمع ، ومصدر الذكاء الاصطناعي للكمبيوتر أداة هذا المجتمع الرئيسة "  .

هذا ويمكن الاستعأنة بتكنولوجيا المعلومات في مجال اللغة العربية من وجوه عدة ، من أهمها ما يلي:

1 - تكنولوجيا المعلومات كأداة للإحصاء اللغوي : ومن الأمثلة على ذلك : التقييم الكمي لبعض خصائص اللغة العربية ، كمعدلات استخدام الحروف والكلمات والصيغ الصرفية ، والموازين الشعرية ، وأنواع الأساليب النحوية والحالات الإعرابية .

2 - استخدام تكنولوجيا المعلومات في معالجة الكتابة العربية : ومن أهم تطبيقات الكمبيوتر في التعامل مع منظومة الكتابة العربية ونظم القراءة الآلية للنصوص العربية ، أما عن إظهار وطباعة النصوص العربية ، فقد قطعت تكنولوجيا المعلومات شوطاً كبيراً في هذا المضمار ، وأصبحت قادرة باستخدام طابعات الليزر على توليد معظم أنماط الحروف العربية " الثلث – النسخ – الكوفي – الرقعة .. إلخ "

3 - تكنولوجيا المعلومات كأداة للصرف العربي : تم تطوير عدة معالجات آلية للصرف العربي  قادرة على القيام بجميع عمليات التحليل والتركيب لكلمات اللغة العربية ، يقوم الشق التحليلي بتفكيك الكلمة إلي عناصرها الأولية الاشتقاقية والتصريفية والإعرابية ، واللواصق السابقة واللاحقة أما التركيب الصرفي فيمثل العملية العكسية لتكون الكلمات من عناصرها الأولية .

4 - تكنولوجيا المعلومات كأداة للنحو العربي : حيث يمكن استخدام الكمبيوتر في التحليل النحوي للغة العربية ، وقد تمت بعض التجارب بتطوير نظام للتحليل النحوي الآلي للغة العربية المكتوبة المشكّلة وغير المشكّلة ، يقوم بإعراب الجمل آليا ، ويشكّلها تلقائيا .

كما يعد المحلل النحوي الآلي مقوماً أساسياً لتحليل مضمون النصوص وفهمها آلياً  وعمليات الاستخلاص والتلخيص والفهرسة الآلية ، وكذلك نظم الترجمة الآلية من العربية إلي اللغات الأجنبية ، علاوة على كونه عنصراً لا غنى عنه في اكتشاف الأخطاء الهجائية والنحوية أتوماتيكيا .

كما يمكن صياغة قواعد النحو في صورة قواعد رياضية ، يمكن من خلالها توليد العدد اللأنهائي من التعابير اللغوية المسموح بها في اللغة . وقد قام " نبيل على " بوضع نحو توليدي للغة العربية قوامه ما يقرب من " 2 " ألف قاعدة لغوية  .

4 - تكنولوجيا المعلومات كأداة لدعم العمل المصطلحي : حيث يمكن أن تقدم دعماً لإقامة بنوك المصطلحات لمعاونة المترجمين ، ودعم الترجمة الآلية ، وبناء المعاجم المتخصصة ، وتحليل المادة المعجمية ، وتقديم الدعم للمعجميين في استخدام المعاجم والمكانز " المعاجم الموضوعية " العامة والمتخصصة . لقد بات في حكم المؤكد أنه لا بديل عن استغلال تكنولوجيا المعلومات وبشكل مكثف لتعويض تخلفنا في مجال العمل المصطلحي المتدفق .

5 - تكنولوجيا المعلومات في مجال الأدب : أن الدعم الذي يمكن أن تقدمه تكنولوجيا المعلومات للأدباء الوثائقيين لا تقتصر على إمداد المؤلف بمادة وثائقية أكبر ، بل يشمل – وهو الأهم – الإمكأنات التي تعينه على فرز قصاصاته وتبويبها وفقاً لمعايير عدة ، بل ويمكن أن تقدم له توليفات مقترحة لتنظيم قصاصاته ، وفقاً لما يراه من علاقات ، كنقطة بداية متقدمة يشرع منها في رحلة إبداعه ، كما يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات في تحليل الأنتاج الأدبي وأساليب الكتاب .

كما يمكن استخدام الكمبيوتر في بناء المعاجم المفهرسة للشعراء القدامى والمحدثين ، كذلك يمكن للمعاجم الشعرية الآلية أن تمدنا بقوائم عديدة تعكس تواتر الألفاظ ، وإحصائيات عديدة عن الخصائص المعجمية والصرفية والنحوية لهذه الألفاظ ، وتراكيب الجمل ، أن هذه الفهارس الشعرية الآلية ، يمكن أن تكون مصدراً عنياً لإثراء المعجم العربي ، وإحياء المهجور من ألفاظه ، وتوسيع نطاق المعاني للألفاظ الواردة فيه .

أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :

من خلال العرض السابق يمكننا استخلاص الأدوار اللغوية لمعلم اللغة العربية والمرتبطة بتكنولوجيا المعلومات ، وذلك على النحو التالي :

-   تدريب الطلاب على التعامل مع الأجهزة والتقنيات الحديثة  " الكمبيوتر .. الأنترنت .. إلخ " للحصول على المعلومات المرتبطة بفنون اللغة العربية .

-   تدريب الطلاب على طرق تخزين المعلومات المرتبطة باللغة العربية واسترجاعها باستخدام الوسائط الضوئية ذات سعة التخزين العالية ، وقواعد البيأنات ، واستخدام النص الفائق .

-         استخدام نظم المعلومات في تحقيق بعض كتب التراث العربي وتقريبها للطلاب .

-         الاشتراك في إقامة قاعدة بيأنات لذخيرة النصوص العربية في مجالات الفكر والأدب والشعر .

-   استخدام نظام قواعد النصوص الكاملة في حفظ واسترجاع نصوص اللغة العربية ، وتحليل تواتر الحروف والألفاظ والأصوات والأساليب البلاغية .

-   تدريب الطلاب على استخدام نظم الإعراب الآلي والتشكيل التلقائي لنصوص اللغة العربية في إعراب وتشكيل ما يحتاجون إليه .

-         تدريب الطلاب على استخدام معالج الصرف الآلي ، بما يسهم في ميكنة المعجم العربي.

-         الإسهام في استخدام نظم المعلومات لبناء بنوك للمصطلحات العربية .

-         الاشتراك في تصميم الكتاب الإلكتروني للغة العربية ونشره على الأقراص الضوئيةالمدمجة .

-         استخدام الكمبيوتر مع برامج اللغة الممسرحة " الروايات والقصص وغيرها "  في التحكم في الإضاءة ، وسرعة تغيير المناظر ، وحركة ,, الديكورات  .

-          يسهل قراءة كتب التراث اللغوي للطلاب من خلال التكبير الرقمي باستخدام الكمبيوتر .

-         الاستفادة من مختبر اللغة في تطوير الأداء اللغوي للطلاب .

-   الاستفادة من وسائط الإعلام المختلفة ,, الأقمار الصناعية – الفيديو – التلفاز - ... الخ,, في تدريب الطلاب على الاستخدامات اللغوية السليمة .

-   مساعدة الطلاب على استخدام المعاجم الإلكترونية في تحديد معأني المفردات والمفاهيم والمصطلحات وتفسير النصوص .

-         استخدام الكمبيوتر في بناء معاجم مفهرسة للشعراء القدامى والمحدثين .

-   الاشتراك في بناء معاجم شعرية آلية تمدنا بقوائم عديدة تعكس تواتر الألفاظ ، وإحصائيات عديدة عن الخصائص المعجمية والصرفية والنحوية لهذه الألفاظ ، وتراكيب الجمل ، بما يجعل هذه القوائم مصدراً غنياً لإثراء معجم اللغة وإحياء المهجور من ألفاظه .

-   الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات في الاشتراك في بناء دوائر معلومات حية تمزج النص اللغوي بالصوت والصورة ، استعأنة " بتكنيك " الوسائط الضوئية ذات سعة التخزين الهائلة .

-         مساعدة الطلاب على استخدام نظم المعلومات المتنوعة في تحقيق التعلم الذاتي والمستمر لفنون اللغة العربية .

-         المشاركة في توطين مصطلحات الحضارة الحديثة في لغة الحديث والكتابة .

-         توجيه الطلاب لاستخدام الكلمات العربية المولدة وتسويتها بالكلمات المأثورة عن القدماء

-         تزويد متن العربية بكلمات جديدة عن طريق النحت اللغوي .

-         الإسهام في حركة الوضع اللغوي بوسائله المعروفة ، من اشتقاق وغيره .

-         المشاركة في حركة التعريب والترجمة وصك المصطلحات الجديدة  .

سابعاً : تحديات عصر المعلومات واللغة العربية:

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 356 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,661,913