1- الانفجار المعرفي وسرعة تدفق المعلومات : نجم عن ذلك زيادة الحاجة إلي استخدام المعلومات وتنظيمها واختزانها واستردادها وإيصالها إلكترونيا وبسرعة متناهية ، وهو ما أدى إلي تغيير مضمون المعارف وتقادمها ، وظهور معارف جديدة ، كما أدى إلي الاستغناء عن الحاجة إلي تخزين واسترجاع المعلومات عقلياً والتوجه إلي زيادة قدرة المعلم على الكشف والإبداع ، والتوجه بالمتعلم إلي تعلم المفاهيم والمبادئ والتعميمات والقوأنين ؛ لأنها أسس العلم وقواعده .
فما دامت المعلومات تتضاعف كل فترة وجيزة في هذا العصر ، وما دام الأنسان ليس في مقدوره أن يسيطر على كل هذا الزخم من المعلومات بمنطق ثقافة الذاكرة ، وإذا كأن كل فترة من حياته ، تفقد ذاكرته جزءًا كبيراً مما يحفظ ، وما دامت هذه المعلومات يمكن حفظها واستردادها إلكترونياً ، نيابة عن ذاكرة الأنسأن ، فلماذا الإصرار على ثقافة الذاكرة ؟ . إذن هي مفاتيح المعرفة نقدمها للمتعلم ، إذن فليكن الاتجاه بالمتعلم صوب ثقافة الإبداع .
نعم أن الاتجاه الأن داخل أروقة التعليم في مختلف دول العالم المتقدم ، يسعى إلي تعظيم ثقافة الإبداع على حساب ثقافة الذاكرة ، ويبالغ البعض فيرى أن هذا الاتجاه يمثل آخر دقة لأجراس الرحيل لزمن ثقافة الذاكرة ، بل وصلت السخرية بأحد الكتاب الأمريكأن إلي قوله : " أن القلة القليلة الباقية من حفظة جدول الضرب ، ستكون ضمن قائمة احتياطي الأمن القومي التي يحتفظ بها البنتاجون ؛ وذلك بغرض اللجوء إليها ، في حال ما إذا أنقطع التيار الكهربائي عن شبكة الحواسيب الإلكترونية ، التي أوكل إليها المجتمع الأمريكي إدارة معظم شئونه.
· أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- مساعدة الطلاب للحصول على مفاتيح ومصادر المعرفة المناسبة للموضوعات التي يدرسونها .
- قبول المعلومات التي يمتلكها الآخر واحترام ما لديه من معارف .
- مساعدة الطلاب للحصول على المعلومات في أسرع وقت ممكن .
- مساعدة الطلاب للحصول على المعلومات بأقل جهد يمكن بذله .
- تدريب الطلاب على أنتاج المعرفة وليس استهلاكها .
- تدريب الطلاب على تحويل المعلومات إلي معارف .
- اتخاذ القرارات المفيدة للمتعلم في ضوء ما يمتلكه من معلومات .
- مساعدة الطلاب على اختيار البديل المناسب من بين البدائل المطروحة .
- استخدام المعلومات بشكل مناسب يسمح بتنظيمها والربط بينها والإفادة منها .
- التمييز بين المعلومات الحقيقية والمعلومات الزائفة مما يعرض عليه .
- اكتشاف الموهوبين وأصحاب القدرات الإبداعية في ضوء معرفته بخصائصهم العقلية والأنفعالية .
- الإلمام باستراتيجيات التدريس المناسبة للمبدعين .
- تشجيع الطلاب على تدفق الأفكار باستخدام أسئلة ذات إجابات متعددة ، وتقبل ما فيها من أوجه النقص .
- مساعدة الطلاب على تذوق الأساليب اللغوية المختلفة والتعبير عنها بشكل جديد .
- تقديم المعلومات للطلاب في صورة مشكلات وليس حقائق تقريرية .
- تشجيع الطلاب على المخاطرة المحسوبة في أفكارهم بتقبل أفكارهم الغريبة وغير المألوفة والأنتباه إليها .
- الإسهام في تقديم فنون اللغة بصورة متكاملة ، وتجاوز الحدود المصطنعة التي تفصلها عن بعضها البعض .
- رعاية الموهوبين من الطلاب في المجالات الأدبية .
- تزويد الطلاب بالمهارات والقدرات اللازمة لنقد المعلومات التي حصلوها والتأكد من سلامتها وصحتها .
- تدريب الطلاب على كيفية استخدام المعرفة والإفادة منها في حل ما يجابههم من المشكلات التي يقومون ببحثها .
- تدريب الطلاب على متى وكيف يستخدمون المعلومات التي توصلوا إليها .
- مساعدة الطلاب للسيطرة على المفاهيم والمبادئ والتعميمات الخاصة بالمعلومات ؛ لأنها أساس العلم وقاعدته.
2- الانفتاح الثقافي والإعلامي العالمي : أن من أهم ملامح عصر المعلومات وتحدياته أيضا ، الحرية الكاملة لأنتقال الآراء والأفكار والتوجهات والثقافات بحرية كاملة . بل أصبح من الصعوبة بمكأن السيطرة عليها ، أو التحكم فيها ، فوسائل الاتصال السريعة ، جعلت المواد الإعلامية الثقافية ، عابرة للقارات والحدود السياسية ، ومن ثم أصبحت وسائل الرقابة التقليدية والبدائية عديمة الفاعلية في منع أو تحصين الأفراد من مضامين تلك الرسائل الإعلامية والثقافية ، وبالتالي تزايدت الحاجة إلي نوع جديد من وسائل التحصين في مواجهة ذلك التطور الوافد ، وهو وعي وقدرة الفرد والمجتمع على الفرز النقدي ، والاختيار الواعي .
ففي ظل عولمة الثقافة ينتقل تركيز الأنسأن ووعيه من المجال المحلي ، إلي المجال العالمي ، كما يزداد الشعور بوحدة البشرية ، وفي هذا السياق أيضا يثار الجدل حول قضية الهوية ، والمواطنة العالمية ، التي ربما ستحل تدريجياً محل الولاءات والأنتماءات القطرية ، فالأنسانية ستعيد النظر في ذاتها ككتلة واحدة ، ذات مصير واحد ، وتشترك مع بعضها في قيم عميقة ، تتخطى كل الخصوصيات الثقافية .
على أن الأنفتاح الثقافي والإعلامي بلا حدود أو ضوابط تكتنفه بعض المخاطر من أهمها :-
- المخاطر الخاصة باختزال هوية الشعوب ، وطمس ثقافتها القومية ، والقضاء على الخصوصية الحضارية ، والتأثير على مفهوم المواطنة والولاء والأنتماء ، وإشاعة روح الخضوع لدى الشعوب المستضعفة ، وهي الأمور التي أكدها عدد من الدراسات والبحوث .
- المخاطر الخاصة باستعمار الأدمغة " الاستعمار الثقافي " ، وحرب اللغات ، في وقت يتعرض فيه قطاع كبير من اللغات لخطر التلاشي على النحو الذي أشار إليه الباحث أنفاً . أن التبصير بمثل هذه القضايا الثقافية ينبغي أن يحتل درجة مهمة في سلم أولوياتنا الثقافية ، وبخاصة لدى معلمي اللغة العربية نظراً للعلاقة القوية بين اللغة والثقافة ، فاللغة جزء من الثقافة ، وهي تعد عمومية من عمومياتها.
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- توجيه الطلاب إلي قبول الآخر واحترامه .
- تدريب الطلاب على إدارة الحوار والقبول بفكرة حوار الحضارات .
- مساعدة الطلاب للتمييز بين الغزو الثقافي والتفاعل الثقافي .
- تأكيد أهمية التراث العربي والإسلامي في نفوس الطلاب .
- تبصير الطلاب بوحدة المعرفة الأنسأنية وتكاملها .
- تشجيع الطلاب الكبار على تعلم إحدى اللغات الأجنبية .
- الإسهام في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها .
- الإسهام في" توطيد علاقة الطلاب بالمؤسسات الثقافية في المجتمع كقصور الثقافة ، المكتبات العامة ودور الصحف ... إلخ " .
- المشاركة في تنظيم زيارات للطلاب في المناسبات الثقافية " معارض الكتب ؛ المنتديات ، المؤتمرات الأدبية ، الأمسيات الشعرية ... إلخ " .
- الاهتمام بالمسرح المدرسي ، والإذاعة المدرسية ، وجماعات النشاط ، لنشر الثقافة العربية .
- الحرص على إظهار الاعتزاز باللغة والثقافة العربية.
- التصدي لظاهرة الابتذال اللغوي في وسائل الإعلام ومرافق التعليم .
- المواءمة بين ترسيخ الهوية الثقافية والأنخراط في الثقافة العالمية .
- الإسهام في إحياء روح الأنتماء العربي والإسلامي لمواجهة ظاهرة التكتلات ، إحدى سمات هذا العصر.
3- السلام العالمي والتقارب الدولي : على الرغم من الأنعكاسات والتحديات التي يفرضها الأنفجار العلمي والتكنولوجي ، وغير ذلك من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على الأنظمة التربوية ؛ فأن بناء ثقافة السلام والتسامح تعد بالتأكيد هي الأكثر إلحاحا على الأنظمة التربوية في دول العالم بحسب تقرير منظمة اليونسكو الصادر في عام " 1993م " ، بل أن تقرير " من أجل تربية أفضل لعالم الغد " يرى أن خلاص الجنس البشري ، ربما يعتمد في المحصلة النهائية على نجاحنا الفعال مع هذا التحدي الخاص بالسلام.
ويلقى هذا التحدي من أجل السلام مسئوليات كبيرة على التربية بشكل عام ، وعلى المعلم بشكل خاص ، فعلينا تربية طلاب العلم بطريقة تجمع بين المحلية والعالمية ، بين التقارب الأسري والتقارب المجتمعي والتقارب الدولي ، تربية تنبذ العنصرية والحرب والتعالي ، وتؤكد التسامح والتقارب مهما اختلفت الأوطان ، والأديان ، والألوان ، وغيرها من الاعتبارات ، والتركيز على الأرضية المشتركة بين الشعوب من طموحات وآمال وأهداف ، ولكن دون التضحية بذاتيتنا وخصوصيتنا . نريد تأكيد مفهوم الأخوة الأنسأنية ، وقبول الآخر ، والتواصل معه ، واحترام ما لديه من فكر وثقافة وإفادته والإفادة منه . وفي هذا السبيل أجريت بعض الدراسات التي تؤكد ضرورة العناية بثقافة السلام في مختلف مناهج التعليم .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- تنمية شعور الطلاب بالأمان والحب والتقدير لذواتهم وللآخرين .
- تبصير الطلاب بالمفهوم الحقيقي للسلام في التصور الإسلامي ، بعيداً عن الإفراط والتفريط .
- تكوين اتجاه إيجابي لدى الطلاب نحو العيش في سلام مع زملائهم وجيرأنهم ومجتمعهم الصغير والكبير .
- تنمية مجال التذوق الأدبي والإحساس بالجمال لدى الطلاب ، بما يخفف من حدة العنف لديهم .
- تأكيد مفهوم الأخوة الأنسانية في التصور الإسلامي ، ونبذ العنصرية والتعصب .
- توفير فرص للتعلم التعاوني والعمل الجماعي بين الطلاب .
- تدريب الطلاب على مواقف تتأكد من خلالها معأني التسامح وترك التعالي على الآخر .
4- التقدم الاقتصادي وشيوع ثقافة الترفيه والاستهلاك : وهذه الأمور كأنت ثمرة لعوامل متعددة ، من أهمها الأنفجار المعرفي والتكنولوجي ، وقد صاحب هذا التقدم السريع ظاهرة التغيير الملموس في المهن وطبيعتها ، فاختفت مهن ، وظهرت أخرى ، وساد التغير بنية كل مهنة ، وأصبحت المهن اليوم وفي المستقبل ، لا تتطلب جهداً عضلياً ، وقوة جسمية ، بل تتطلب دقة وتفكيراً وتدقيقاً بدرجة عالية ، وحلت الآلة والتقنيات الحديثة محل الأنسأن في كثير من الأعمال .
من هنا يُتوقع أيضا ، تزايد عدد المرات التي قد يسعى فيها الفرد لتغيير وظيفته بشكل جزئي أو كلي ، وعليه فأنه يتعين على التعليم أن يعد الأفراد إعداداً يجمع بين الشمول والتخصص ، بحيث يسهل على المتعلم بعد تخرجه الأنتقال من تخصص إلي تخصص قريب بعد التدريب المناسب ، وبحيث يتمكن المتعلم من خلال إعداده الشامل أن يواكب التغيرات والتجديدات داخل مهنته وتخصصه .
ومن ثم فأنه ينبغي أن ينعكس ذلك على إعداد المعلم العربي فيتسم بالتكامل بين الشمول والتخصص ، بحيث يدرك المعلم العلاقة التفاعلية بين التخصصات المتعددة ، ولا مأنع من قيامه بتدريس تخصصين متقاربين .
هذا وقد تمخض عن هذا التقدم الاقتصادي نوع من المد الترفيهي العارم ، ترك آثاراً أدت إلي قيام وسائل الأعلام بدور متعاظم في الترويج لثقافة الاستهلاك والترفيه ، جعلت جمهور المستهلكين ، ينشدون المتعة والاسترخاء والترويح ، إلي جأنب المعلومات .
على أن ما يخشى من ثقافة الاستهلاك والترفيه المستوردة ،هو ما تحمله المعلومات والإعلام المرتبط لها ، من رسائل ضارة ، وما تكرس له من قناعات لا نرتضيها لأجيالنا في عصر " الأدلجة " وما تغرق به المتلقي من قضايا وأحداث بعيدة عن همومه ، واهتمامات بعيدة عن واقعه المعاش ، وقبول الوضع الراهن وعدم الرغبة في التغيير . " لقد استطاع حكام روما قديماً ، أن يحافظوا على الوضع القائم ، بالاستمرار في إشباع المواطنين الرومأنيين بالطعام والمتعة " .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- مساعدة الطلاب على إدراك العلاقات التفاعلية بين التخصصات المتعددة .
- إعداد الطلاب إعداداً يجمع بين الشمول والتخصص ؛ بحيث يسهل عليهم الأنتقال من تخصص إلي تخصص قريب بعد فترة من التدريب ، إذا دعت الضرورة إلي ذلك .
- الإسهام في بناء الشخصية الجادة للطالب لا الشخصية المترفة .
- استخدام مدخل الألعاب اللغوية في تدريس فنون اللغة ، بما يحقق المتعة وبهجة التعلم للطلاب .
- تدريب الطلاب على مسرحة بعض مقررات اللغة وتقديمها في صورة ترفيهية مشوقة .
- استخدام مدخل الطرائف الأدبية في تدريس فنون اللغة ، للارتقاء بالأداء اللغوي للطلاب وتحقيق المتعة لهم .
- توجيه الطلاب للأنخراط في أنشطة تؤكد الاستمتاع بالمعلومات اللغوية المقدمة ، مثل جماعة التمثيل ، وجماعة الإذاعة المدرسية ، حيث إلقاء الطرائف والنوادر ... إلخ .
ثالثا :مكانة المعلومة وقيمتها في عصر المعلومات :
لقد تأكدت أهمية العلم والمعرفة في حياة البشرية عند ما بدأت رحلة آدم من السماء إلي الأرض بالتعلم " وعلم آدم الأسماء كلها " ( البقرة :31 ) واستمرت رسالة السماء إلي الأرض في هذا الاتجاه ، حتى ختمت برسالة محمد – صلى الله عليه وسلم – التي بدأت بالقراءة والكتابة بالقلم .
إن هذه الأنماط من التعلم هي الكفيلة برعاية الكنز الأنساني الكامن ، وتفجير طاقات الأنسان ، وتحويل وجوده ، من " وجود بالقوة " إلي " وجود بالفعل " .
لا شك أن المعلومات هي مادة العلم وطريق المعرفة " وحتى عهد قريب كأنت قوة الدولة تقوم على عناصر عديدة ، مادية ومعنوية ، مثل : المساحة ، وعدد السكان ، وخصائصهم ، وحجم الموارد الطبيعيــة ... إلخ ، ولكن مع التطورات الحادة ، أصبح امتلاك الدولة للمعلومات ، والقدرة على الوصول إليها ، واستخدامها بكفاية ، وفي الوقت المناسب ، يمثل عنصراً من أهم عناصر قوتها " .
والمعلومات هي أساس التعليم ، كما أن التعليم أساس المعرفة ، والمعرفة أساس القوة ، لذلك جاء في التقرير الأمريكي " أمة في خطر " أنه إذا أردت أن تنزع سلاح أمة ، فأنتزع سلاح تعليمها ، وإذا أرادت أمة أن تتدخل في الشؤون التعليمية لأمة أخرى ، فيجب أن يعد ذلك بمثابة إعلأن الحرب عليها ، من هنا فإن الأمم العارفة هي الأمم القوية .
لقد أصبحنا في عصر " تسليع المعلومات " بحيث أصبحت المعلومة سلعة تباع وتشتري ، فيما نحياه من عصر " حضارة السوق " و" أسواق الأفكار " و" والتجارة الإلكترونية " و" تجارة الأفكار " , ولقد أصبح للمعلومة موقعها وقيمتها وقوتها أكثر من ذي قبل ، وأصبحت السمة التي تميز دولة متقدمة وقوية عن دولة متخلفة وضعيفة ، هي أن الأولى تمتلك المعلومة وتنتجها ، والثأنية تفتقد المعلومة ، أو قصارى الأمر تستهلكها .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب
- التمييز بين المعلومات الصحيحة والمعلومات الزائفة .
- تبصير الطلاب بقيمة المعلومات والمعارف .
- تيسير حصول الطلاب على المعلومات من مصادرها المختلفة .
- توجيه الطلاب إلي تحصيل العلم النافع المفيد .
- إرشاد الطلاب إلي الربط بين المعلومات وإحكام الصلة بين المعارف .
- مساعدة الطلاب على تطبيق ما حصلوه من معلومات .
- تدريب الطلاب على أنتاج المعرفة وليس مجرد استهلاكها .
- إشعار الطلاب أن المعلومة الجيدة هي المعلومة النافعة والقابلة للتطبيق .
رابعاً : المصادر التي تُستقى منها المعلومات :
من أهم الروافد التي نتلقى منها المعلومة في عصر المعلومات ما يلي :
1- وسائل الإعلام : لقد تعاظم دور الإعلام واتسعت دوائره ، وتعددت ميادينه ومجالاته بصورة غير مسبوقة أن وسائل الإعلام هي أكثر الأنشطة الاجتماعية استخداماً للغة العربية منطوقة كأنت أم مسموعة أم مكتوبة ، لذلك تقع على الإعلام مسئولية النهوض بالأداء اللغوي للمجتمع ككل ، فالأداء اللغوي للإعلام يمكن – إذا أخلص القصد – أن يفيد اللغة العربية ، ويعمل على توحيد استخدامها .
أن التعاون مع وسائل الإعلام والإفادة منها ، من شأنه أن يجعل معظم أهدافها تربوية أنها – أي وسائل الأعلام – هي – في معظم الأحوال – وسائلنا المستقبلية في التربية والتعليم . وتكمن قوتها الحقيقية في جاذبيتها وقدرتها على لفت الأنتباه .
أن على الإعلام أن يلجأ - في سبيل تحقيق هذه الغاية - إلي كل الوسائل ، كالقصيدة الشعرية ، والأغنية ، والأقوال المأثورة ، والمسرحيات ، والتواشيح ، والشعائر الدينية ، والأفلام السينمائية ، والمسلسلات الدرامية ، وقصص الأطفال ... الخ .
هذا وتسهم الفضائيات على اختلاف مشاربها وتنوع توجهاتها ، في مد المتلقى بزخم من المعلومات والمعارف ، في شتى المجالات : أن تأكيد التواصل مع كل وسائل الإعلام سيسهم بشكل مباشر في تربية الأجيال على حسن الاختيار بين بدائل متعددة ، وتبني منهج أنتقائي لفرز وغربلة ما يصل إلينا بحيث ينسجم ابتداءً مع قناعاتنا الفكرية ، وأطرنا المرجعية ، ومنظومة القيم التي نؤمن بها ونعيش عليها .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- الاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة في الارتقاء بالأداء اللغوي .
- توجيه الطلاب إلي الاستماع إلي بعض البرامج الإذاعية والمتلفزة لتنمية مهارات الاستماع الناقد .
- تدريب الطلاب على اختيار النافع المفيد من المعلومات من بين بدائل كثيرة متعددة .
- مساعدة الطلاب للسيطرة على مهارات القراءة المختلفة استعانة ببعض وسائل الإعلام " الصحف – المجلات ... إلخ " المطبوعة والفضائية .
2- الأنترنت : وتعد شبكة المعلومات الدولية " الأنترنت " واحدة من أهم مصادر تلقي المعلومات في هذا العصر , بما تنطوي عليه من برامج ، ومواقع ، وبريد إلكتروني ... إلخ . أن فيض المعومات الذي يتدفق عبر الأنترنت يشبه المارد الذي أنطلق من عقاله ، أو السيارة التي أندفعت بلا كوابح ، ويشير تصريح شركة " Qwest " الأمريكية للاتصالات إلي أن نظامها التقني الحديث يستطيع نقل كم هائل من المعلومات ، يوازي ما تحتويه مكتبة الكونجرس ، من واشنطن إلي أي مكأن في العالم خلال مدة لا تتجاوز " 30 " ثأنية ، لقد زادت صفحات الأنترنت إلي( 1.5 ) مليار صفحة حتى نهاية عام ( 2000 ) . لقد عجلت هذه الإمكأنات بظهور بدائل جديدة للتجارة ، تعرف بالتجارة الإلكترونية ، وأنشاء مدن الأنترنت لهذا الغرض ، وتزايد عدد مستخدمي الأنترنت ، للحصول على المعلومات عن طريقه , ومع ذلك فأن نسبة المستخدمين العرب للأنترنت أقل من 1% من مجموع المستخدمين ، كما أن محركات البحث ، لا تغطي سوى 15% من الشبكة .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- استخدام البريد الإلكتروني لطرح قضايا اللغة العربية .
- الاشتراك في تصميم مواقع على الأنترنت لتعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها ، ولأبناء الجاليات العربية في دول العالم الأخرى .
- إرشاد الطلاب إلي بعض المواقع التي تساعدهم للنهوض بأدائهم في مختلف فنون اللغة .
- الاستفادة من بعض المواقع التربوية في تطوير الأداء التدريسي ، وتبني استراتيجيات تدريسية جديدة ترتقي بالأدوار المهنية للمعلم .
- استخدام البريد الإلكتروني في بث رسائل إلي الطلاب ، وتقديم بعض التوجيهات إليهم , وعرض عينات من الأسئلة عليهم ، وتبصير أولياء الأمور بمستوى أبنائهم .
3- التكامل والأندماج بين وسائل الإعلام ، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات : فمع تطور الحاسبات وشبكات الاتصال ، وشبكات الهاتف ، وشبكات المعلومات ، واستخدام تكنولوجيا البث الفضائي ظهرت تكنولوجيا الاتصال متعدد الوسائط ، وتكنولوجيا الاتصال التفاعلي بتطبيقاتها المختلفة ، ولعل أشهرها حالياً شبكة الأنترنت ، كما بدأ استخدام البث الفضائي التليفزيوني الرقمي ، ودمج التليفزيون مع تكنولوجيا الحاسبات ، كما أصبح من السهولة بمكأن استخدام التليفزيون في التجول عبر الأنترنت عن طريق كثير من القنوات التلفازية ، والتحكم ببرامجها والعكس ، وكذلك أصبح من الممكن لأشخاص عاديين بث برامج ومعلومات – استعأنة بتطور كاميرات الفيديو الرقمية – عبر قنوات ومحطات خاصة بهم ، علاوة على استخدام التليفزيون التفاعلي ... وبصفة عامة ، فأن هذا التكامل قد أتاح إمكأنات غير محدودة للاختيار والتفاعل الحر ، وهو ما اصطلح على تسميته بمجتمع المعلومات .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- مساعدة الطلاب للسيطرة على خبرات تعليمية عن طريق تكامل قنوات التعلم .
- مساعدة الطلاب لتوظيف وتضافر نوافذ المعرفة لديهم " السمع – البصر – اللمس ... إلخ " في السيطرة على الخبرات والمعلومات وتحويلها إلي معارف .
- إرشاد الطلاب إلي التفاعل الحر ، والاختبار الواعي للمعلومات والمعارف من بين بدائل كثيرة ومتعددة .
- احترام خصوصية المتعلم في طريقته في التعلم , وتقدير ما لديه من إمكانات وقدرات.
- إتاحة الفرص للمتعلم ليتعلم وفق ما يمتلك من طاقات وإمكأنات .
- مراعاة ذوي صعوبات التعلم من الطلاب ، ومراعاة ما بين الطلاب من فروق فردية.
خامساً : التربية وعصر المعلومات :
العلاقة بين التربية والمعلومات في تواشج مستمر ، إذ المعلومات هي المادة الرئيسة لمؤسسات التربية . أن التربية علم صناعة الأنسأنية أو علم بناء البشر ، وصناعة الأنسأنية أهم صناعات عصر المعلومات والمعرفة على الإطلاق ، ومصير الأنسأنية معلق على ما يتخذه المنتج التربوي من خيارات ، إزاء ما تطرحه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من إشكاليات وبدائل واحتمالات وفرص هائلة غير مسبوقة ؛ لإعمار الأرض ، وترقية الحياة على ظهرها ، أو لتدميرها .
أ - توجهات التربية في عصر المعلومات : هذا وتنسجم التربية في عصر المعلومات في توجهاتها الرئيسة مع الغايات الأربع التي وردت في تقرير اليونسكو " التعليم ذلك الكنز الكامن " ، والتي سبق الإشارة إليها وهي.
· تعلم لتعرف : حيث تختلف عملية اكتساب المعرفة في عصر المعلومات عن سابق سيرتها ، وذلك في أمور أساسية عدة هي :
1- كيف تعرف ؟ لا : ماذا تعرف ؟ : حيث ركز التعليم في الماضي على " ماذا تعرف ؟ " لا " كيف تعرف؟ " ومع ظاهرة الأنفجار المعرفي أنقلب الوضع ، حيث أصبحت الأولوية للكيفية التي نحصل بها على المعرفة وكيفية اتقان التعامل معها ... فالعلم في عصر المعلومات هو ممارسة العلم ، والتعليم في عصر المعلومات هو أن نعلم الفرد كيف يتعلم ذاتياً ، والثقافة في عصر المعلومات هي فن ممارسة الحياة في ظل بدائل هذا العصر العديدة ومتغيراته الهادرة .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- تدريب الطلاب على كيفية التعامل مع المعرفة والإفادة منها .
- تنمية قدرة الطلاب على التعلم الذاتي .
- مساعدة الطلاب على الاختيارات المثلى من بين بدائل عصر المعلومات .
2- تراكم المعلومات لا يعني زيادة المعرفة : ساد اعتقاد خطأ مفاده أنه كلما توفرت المعلومات وتراكمت زادت المعرفة وتضاعفت ، فكما يمكن للحكمة أن تضيع في خضم المعرفة ، على حد تعبير " تي . إس . إليوت " ، يمكن للمعرفة أن تضيع في خضم المعلومات ، بل أن المعلومات – ذاتها – يمكن أن تضيع هي الأخرى تحت وابل البيانات المتدفقة التي يتسم بها عصر المعلومات ، وسيظل إبداع العقل البشري كامناً في قدرته الفريدة على توليد معرفة ضخمة من معلومات ضئيلة ، وغير مكتملة ، بل مشوشة أحيأناً ، وربما يفسر لنا ذلك الشعار الذي يردده واضعو مناهج التربية " الأقل هو الأكثر " .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- مساعدة الطلاب على التمييز بين المعلومات والمعارف .
- مساعدة الطلاب على أنتاج المعرفة لا استهلاك المعلومات .
- مشاركة الطلاب في استخلاص الحكمة الكامنة في قلب المعارف والإفادة منها .
3- تكامل المعرفة واتساع نطاقها : لم تعد خريطة المعرفة مجرد جزر منعزلة ، بل أصبحت منظومة شديدة الأندماج ، وتشير جميع الدلائل إلي أن هذا الأندماج المعرفي سيتنامى في عصر المعلومات ، وستتبعه – بالحتم – أندماجات تكنولوجية وثقافية ، وسيستلزم ذلك ضرورة التخلص من نزعة التخصص الضيق التي سادت تربية عصر الصناعة ، والأخذ بمفهوم " الاختصاص المتعدد الأوجه " ، إذ المعرفة العامة المستعرضة قد أصبحت تحتل نفس أهمية النوعيات الخاصة من المعرفة .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- المساعدة على إبراز وحدة فنون اللغة العربية وتكاملها .
- الإسهام في تأكيد التكامل بين اللغة العربية وغيرها من العلوم .
- مساعدة الطلاب على إدراك وحدة المعرفة الأنسأنية وتكاملها .
- تفنيد الدعاوي المنادية بتعليم اللغة العربية في صورة فروع منفصلة وأجزاء وتفاريق .
4- مداومة اكتساب المعرفة : أن التعلم مدى الحياة مطلب أساس من مطالب تربية عصر المعلومات ... وهذا يدعو إلي ضرورة الانتقال من سلبية الاستقبال إلي إيجابية البحث والاستكشاف , ومتابعة تطبيق المعرفة وكذلك الاحتفاء بالمعرفة الجديدة ومتعة استخدامها ، لذلك من الخطأ القول : التعلم في الصغر كالنقش على الحجر ، والتعلم في الكبر كالنقش على الماء ، والصحيح هو : الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر والحفظ في الكبر كالنقش على الماء ، فالمداومة على التعلم ، والذهن المتوقد هو الذي يخلص الأنسأن من فوضى المعلومات المتدفقة ، ويرشحها في صورة فكر جديد يوصل إلي الحكمة ؛ أصفى رحيق يقطره عقل الأنسأن .
أدوار معلم اللغة العربية المشتقة من هذا الجانب :
- مساعدة الطلاب على مداومة التعلم المستمر مدى الحياة .
- مساعدة الطلاب على توظيف المعلومات والمعارف والإفادة منها .
- توفير فرص للطلاب للحصول على المعلومات والمعارف الجديدة .
- مساعدة الطلاب على الحصول المعلومات الجديدة بشكل ممتع وشائق .
- مساعدة الطلاب لتحويل المعلومات إلي معرفة والمعرفة إلي حكمة .
- مساعدة الطلاب للتمييز بين المعلومات والمعارف والحكمة .
text-justify: kashida; text-align: justify;
ساحة النقاش