من المعلوم أن الأطفال يأتون من بيئات مختلفة، متفاوتة في المستويات الثقافية والاجتماعية، ومن شأن هذا التفاوت أن يخلق فروقا في الاستعداد للتعلم. ولذلك نلحظ أن الأطفال ليسوا سواء من حيث السرعة القرائية ومن حيث إدراك المقروء، والاستفادة منه ، وتحليله ، ونقده .
ولعل وجود ظاهرة الفروق الفردية بين الأطفال المبتدئين تكشف أن تلك الشريحة من الأطفال الذين يملكون قدرة كافية على القراءة الصحيحة يواجهون بعض الأحيان بعضا من المعيقات القرائية ، يحلو للبعض أن يطلقوا عليها الضعف القرائي، أو التخلف القرائي، أو التأخر القرائي.
ويقصد بالتلميذ المتأخر قرائيا أو المتخلف فيها بأنه" التلميذ الذي يظهر في استجاباته القرائية وإمكانياته تأخرا ملحوظا، ويبدو نموه القرائي خارج الخط العام عمن هم في مثل نموه، وكانت إمكانياته التعليمية، ومعدل نموهم الشخصي القرائي أكثر من تحصيله وأن ذلك المتخلف إذا قورن بهم كأن مرجوحا ، وكانوا هم الراجحين عليه .
وهذا يعني أن المتأخر في القراءة، هو الذي يقرا بدرجة اقل من المستوى العام ويندرجون تحت واحدة من الفئات التالية:
· الفئة من التلاميذ الذين تعرضوا لحالات مرضية أعاقت تعليمهم .
· الفئة التي لم تستطع أسرهم وبيئاتهم أن تغرس فيهم الميل إلي القراءة المثمرة.
· الفئة التي أهملت المدارس ، بشتى مراحلها نموهم القرائي .
· الفئة التي تعرضت أسرهم للتنقل من مكان إلي آخر، وبالتالي انتقال أبنائهم من مدرسة إلي أخرى.
· الفئة التي تخضع لمشكلات شخصية أو انفعالية تقف حائلة دون استثمار قدراتهم القرائية .
· الفئة التي تعاني من صعوبات قرائية خاصة كالتأتأة والبأبأة والفأفأة واللثغة ولم يمنحوا الفرص الكافية لتدريب خاص لمعالجة تلك الصعوبات .
ويفرق بعض المربين بين الضعف في القراءة والتخلف فيها، فيرون أن الضعف القرائي مرهون بالضعف العقلي الذي يقف حائلا دون وصول التلميذ الضعيف عقليا إلي مستوى زميله التلميذ العادي، وأما المتخلف قرائيا فهو ذلك التلميذ الذي يقرأ في مستوى أقل عاما أو أكثر أو اقل عن المستوى العام في صفه.
ومن تمحيص التعريفين يمكن أن نستشرف أن التلميذ المتخلف قرائيا يستطيع أن يتعلم القراءة ، ويلحق بزملائه في صف عادي ، ومع اقرأنه ، شرط أن يتولاه المعلمون بشيء من العناية والرعاية ، وأفراد أنشطة علاجية له في حين أن الضعيف قرائيا يتطلب أن يلتحق بمؤسسات خاصة ، وأن يتلقى تعليمه القرائي في جو خاص يشعره بتقدمه في القراءة إذا ما نظر إلي غيره .
وتتراءى صور الضعف القرائي لدى التلاميذ في الجوانب التالية:
· صعوبة قراءة مادة تتكون من مفردات تعلمها التلاميذ ، ولكنها لم ترد فى كتابهم المدرسي المقرر.
· إخفاق بعض التلاميذ في قراءة نص من الكتاب المدرسي مقدمة له بصورة مغايرة لما وردت في الكتاب المدرسي.
· صعوبة التحدث، أو الكتابة للمادة المقروءة بلغة التلاميذ الخاصة.
· صعوبة إدراك معاني المادة الجديدة المقروءة.
ويذكر البعض أن الواجب يحتم على المربين والمشتغلين بتعليم القراءة أن يعملوا فى دأب وموضوعية لاكتشاف النواحي التي تساعد على تقدم القراءة عند الطفل والتي تقف حائلا دون انطلاقه في تعلم القراءة وقراءة ما يريد، ثم محاولة وضع العلاج المناسب على أسس علمية لمواجهة هذه العوائق.
ساحة النقاش