يطلق الوقت الصفي علي الوقت المخصص للعملية داخل الفصول والذي يحاول المعلمون تفعيله إلي أقصى حد، إلا أن هناك كثيرا من العوامل التي تدخل كعدم انتباه التلاميذ واستغراق البعض في أحلام اليقظة وإسراع البعض لإنهاء المهمات مبكرا، وغير ذلك من مضيعات الوقت الداخلية والخارجية ن مما ينتج عنه تقسيم هذا الوقت إلي قسمين، الوقت المشغول Engaged Time ، وهو الوقت الحقيقي الذي يقضيه التلاميذ في عمل معين إلا أنه لا يكون منتجا باستمرار فقد يكون التلاميذ مشغولين ظاهريا إلا أنهم في الواقع قد يكونوا غير منتبهين، لذا فإنه يوجد نوع آخر من الوقت يسمى وقت العلم الأكاديمي Academic Learning ، ويشير إلي الوقت الذي يكون فيه التلاميذ مركزين تماما في المهمات التعليمية.
ومن المفاهيم الحديثة المتعلقة بإدارة الوقت الصفي في تعليم القراءة– مفهوم القراءة الصامتة الصامدة Sustained Silent Reading ويرمز إليها باختصار ( SSR ) ، حيث يجب على كل معلم للقراءة ينبغى أن يعتقد أن هذا المفهوم يمثل قمة الانجاز فيما يتعلق بتدريس القراءة الماهرة، ومن الأمور الأساسية فيه اعتبار القراءة الصامتة أهم بكثير من القراءة الجهرية ، وأن القراءة السياقية أو القراءة بالسياق ذات أهمية أعظم من أهمية التعرف الذي يكون على مستوى الكلمات والحروف، وأن معظم مهارات القراءة التي يكتسبها القارئ هو استمرار القراءة الصامتة وصمودها على قدر كبير من المادة المطبوعة بدون انزعاج وبدون انقطاع . وأن تكوين مهارات القراءة الصامدة في حجرات الدراسة يتطلب مجموعة من الاتجاهات من قبل المعلم والتلاميذ ن وعلى كل قارئ أن يعرف أن العمل الجيد في هذا الصدد يعني:
- القيام بأكبر قدر ممكن من القراءة الصامتة خلال فترة القراءة.
- أن يركز ذهنه وانتباهه على الأفكار .
- الاستجابة بقوة أكثر للكلمات والجمل ذات القوة العالية الكبيرة.
- توجيه انتباه قليل للأفكار ذات الأهمية الأقل.
وهناك وسائل تعليمية ومتنوعة من شأنها أن تساعد الصغار في أن يتابعوا مقدار القراءة الصامتة الذي حققوه خلال فترة القراءة ، ومنها الخرائط والرسوم، أو من خلال أي مخطط لمعرفة الوقت والمحافظة عليه، وهذه الوسائل تجعل التقدم الذي يحرزه التلميذ مرئيا وملموسا ، وهناك أسلوب آخر هو أن يدعم ويساند كل تلميذ وهو يحاول أن يصل إلي أبعد ما يمكنه أن يصل إليه من المادة المقروءة خلال الوقت الذي يقضيه في دائرة القراءة .
وهناك تضمينات هامة لمفهوم القراءة الصامتة الصامدة فيما يتعلق بالعمل مع الصغار الذين يقفون عند الطرف الأدنى من مقياس القراءة ، وهناك خطر جسيم يتمثل في محاولة تعليم القراءة من المجموعة الأدنى هذه المهارة عن طريق القراءة الجهرية، والخطر الجسيم يتمثل في محاولة جعل الذين يقعون في المجموعات الدنيا من التلاميذ ينطقون نطقا جيدا وهم يقرءون جهريا جودة نطق الذين هم في المجموعات العليا، وبعد ذلك تمضي النظرية التي تقول أن كل واحد سوف يصبح على نحو ما قارئا مستقلا ، أن هذا الأسلوب لم يفلح إلي الآن ولا يمكن أن يفلح. أن مجرد محاولة الوصول إلي درجة عالية نسبيا فى الطلاقة فى القراءة الجهرية أولا لهو سير في الطريق العكسي الخاص بمجال المهارات، وأن مساعدة القارئ الصغير أن يكون قويا في القراءة الصامتة يمثل الأولوية الأولى، وينبغي للمعلمين أن يصنعوا القارئ الصامت أولا ثم بعد ذلك القارئ الجاهز، وليس العكس كما نفعل الآن، والمعلمون يستطيعون أن يصنعوا القراء الصامتين أولا إذا هم جعلوا ذلك همهم الأول وغايتهم الأولى، والطلاقة في القراءة الجهرية سوف تأتي بشكل طبيعي.
ومن المداخل القرائية الحديثة المرتبطة بموضوع إدارة الوقت الصفي – مدخل وقت الكتاب ( Book time ) حيث يحتاج التلاميذ وقتا لتنمية السلاسة في القراءة الصامتة ، ولكي يتعودا المثابرة مع الكتاب فيجب تخصيص وقت بالجدول المدرسي لما يسمى بقراءة الاستجمام أو ما يمكن تسميته القراءة الصامتة ويرمز لها بالاختصار ( SSR ) ويقصد بها النشاط المنظم الذي يعطي فيه التلاميذ فترة من الوقت المحدد لقراءة المواد التي يختارونها ذاتيا قراءة صامتة متبعين في ذلك الخطوات التالية :
· يجب أن يختار كل تلميذ كتابه الذي يريد أن يقرأ.
· يقرأ كل تلميذ قراءة صامتة دون مقاطعة لمدة معينة من الوقت.
· يقرا المعلم مع التلاميذ ولا يسمح بأية مقاطعات .
· يطلب المعلم من التلاميذ الإجابة عن مجموعة من الأسئلة ذات العلاقة بمحتوى القراءة أو أن يقدموا تقريرا عما قرءوا، أو يعبروا عن ردود أفعالهم للمقروء.
كما أن إجراءات القراءة الصامتة الصامدة تتضمن أن يكون لدى التلاميذ درجة من الكفاءة في مهارة القراءة قبل أن ينخرطوا فيها .
وهناك بعض الخطوات التي يمكن تبنيها للقراء الصغار في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، ويطلق عليه مدخل( Book time ) ويصلح هذا المدخل بصفة خاصة للتلاميذ المصنفين كقراء أقل كفاءة، وذوي قدرات قاصرة في الانتباه ، ولديهم فقر في المفردات البصرية، ويمكن توضيح معالم هذا المدخل فيما يلي :
· وقت الكتاب ( Book time ) يخصص له فترة زمنية تكون محددة في نفس الوقت يوميا، لكي يدرك الطفل ويعتاد على أن هذه الفترة جزءا هاما من نظامه اليومي، وعليه تصبح أيضا عملية إعادة التعليمات غير ضرورية، ويمكن أن تستغرق هذه الفترة من ( 10- 15) دقيقة يوميا.
· تتكون مجموعات القراءة لوقت الكتاب من خمسة إلي سبعة تلاميذ ؛ مما يسهم في زيادة التعاون والود بين أفراد كل مجموعة، ويسمح بالمشاركة دون حدوث فوضى.
· يقوم المعلم بالقراءة الجهرية لكل مجموعة من التلاميذ ، وبعد ذلك يتم وضع الكتب بمكتبة الصف ، والتي سوف يتراكم فيها بالتدرج عدد من الكتب تم قراءته لكل مجموعة جهريا من قبل المعلم في جلسات القراءة الجهرية، وبهذا الإجراء يتم تجنب أية مشكلة تواجه التلميذ عند اختيار كتاب من هذه المجموعة ، ويتم إضافة كتب جديدة تحت عناوين جديدة باستمرار بينما يتم الاستغناء عن الكتب الأكثر قدما .
· يجب أن يختار الطفل كتابا واحدا بمعنى أن الطفل يمكنه أن يمر على عدد من الكتب في فترة واحدة ولكن يجب عليه أن يستمر مع كتاب واحد في الوقت المخصص ن كما يجب عليه ألا يحجب بعض الكتب بالجلوس عليها أثناء القراءة أو وضعها تحت ذراعية.
· لأن الأطفال ربما يمكنهم التعامل مع أكثر من كتاب في فترات زمنية متوالية فأن مدخل وقت الكتاب يفضل أن يدار مع الأطفال قريبا من المكان المخصص للكتب، بدلا من أن يأخذ كل طفل كتاب ويعود إلي مقعده.
· يقرأ المعلم مع الأطفال كما في القراءة الصامتة الصامدة المعيارية ، ولكنه في هذا الموقف يمكنه أن يجيب عن أسئلتهم حول ما يقرءون كالاستفسار عن معنى كلمة، مما يعطي الأطفال تغذية راجعة عن فروضهم فيما يتعلق بالكلمة المكتوبة، ويولد لديهم الشعور بالنجاح والتشجيع عندما يفكوا شفرة كلمة جديدة ، من ناحية أخرى يتجنب المعلم بهذا الإجراء أن يصبح ماكينة كلمات لرفع الإبهام عن كلمة غير معروفة وذلك عن طريق تشجيع الأطفال على القراءة بكفاءة قدر المستطاع ومحاولة تعرف الكلمات وتمييز معانيها بأنفسهم، كما أنه يجب على المعلم ألا يستجوب التلميذ أثناء أو بعد القراءة، المعلم فقط عليه أن يستجيب لاستفسارات .
· يمكن للأطفال في هذا المدخل أن يقرءوا في أزواج وأن يتحدث بعضهم إلي بعض قبل اختيار الكتب مما يمكن معه تجنب الخلاف عندما يريد كل منهم نفس الكتاب، وبعد القراءة يدور الحوار حول مراجعة ما تم قراءته وتبادل ردود الأفعال حوله .
· خلال وقت الكتاب يتم توجيه التلاميذ لكيفية التعامل مع الكتاب، بوصفة شيئا ثمينا يجب أن يعامل باحترام لا يقذف ولا يتم التخطيط فيه ولا يجذب بعنف.
4-التقويم باستخدام الملف الحقائبي( portfolio ) :
والملف الحقائبي (portfolio ): عبارة عن سجل تعليمي خاص بالطفل يمكن من خلاله معرفة ماذا تعام الطفل ، وكيف سلك طريقة للتعلم ، وكيف يفكر ويفسر ويحلل، ويركب وينتج ويبدع ويتفاعل عقليا وعاطفيا واجتماعيا مع الآخرين. أو هو تجميع هادف لما يقوم التلميذ بعملة ، يمكن من خلاله عرض مجهودات التلميذ للتلميذ نفسه، أو للآخرين، وذلك في مقرر واحد أو مجموعة من المقررات عبر وقت أو زمن معين.
وعلى نقيض الاختبارات التحصيلية في القراءة ، ذلك التي تعرض لقطة واحدة من أنجاز الطفل، لا يمكن معها في اغلب الأحوال الحصول على معلومات كافية لتقرير المستوى الحقيقي ومدى التقدم الذي حققه الطفل في برنامج تعليم القراءة بالمرحلة الابتدائية – ظهر التقويم بالملفات الحقائبية كأحد البدائل ذات الفعالية في إعطاء صورة واضحة ومكتملة عن الطفل تيس عملية تعليمه وتوجيهه حسب قدراته الفردية .
ويذكر البعض أن أهداف تعليم اللغة واستراتيجيات تدريسها قد شهدت تحولا كبيرا في الأعوام القليلة الماضية ومن أبرز تلك التحولات النظرة التكاملية لمهارات اللغة وفنونها مما ألزم معه البحث عن وسائل تقويم تتفق مع فكرة التكامل ن ويعتبر الملف الحقائبي الأداة المناسبة للتقويم الشامل الذي يمكن عن طريقه تقويم أداء التلميذ في مهارة لغوية منفردة ، كما يمكن تقويمها في ضوء غيرها من المهارات اللغوية. وعن مزايا استخدام هذا النوع من التقويم مفصلة يذكر ما يلي :
1- يعد الملف الحقائبي نمطا من التقويم المستمر الشامل المنظم للطفل .
2- عن طريقه يتمكن المعلمون من تقييم نمو التلميذ وتقدمه القرائي.
3- توطيد العلاقة بين الآباء والمعلمين بخلق أداة مشتركة للحكم على مستوى التلميذ حيث يمكن للآباء والمعلمين عن طريقها متابعة تقدم الطفل بمراجعة كتابات الطفل ورسومه ، ومجموعات الكتب إلي قام بقراءتها، أو قرأها له الآخرون، ويمكنهم أن يطلعوا على أشرطة فيديو مسجلة لأنشطة الطفل وممارساته الصفية .
4- يتتبع الملف نجاح الطفل أكثر مما يتتبع فشله ، وباستخدام هذه الأداة يمكن إضفاء معنى لما يقوم به الطفل من عمل ، وإعطاء الحفز للاستمرار في الانجاز، وربط أعماله في سياقات أكبر.
5- إتاحة الفرصة أمام كل الجهات المسئولة عن برنامج تعليم القراءة– لتقييم البرنامج بطريقة موضوعية، والاستخدام الجيد لهذه الأداة يدفع المهتمين إلي تغيير الكثير من الممارسات الصفية والسياسات التعليمية للوصول إلي تعليم أكثر فعالية، وأكثر مقابلة لحاجات النمو الخاصة بالأطفال.
6- أن الملف يساعد التلميذ على المشاركة في تقدير أعماله، ويساعد المعلم على معرفة الخطو الذاتي بعينه، وتقديم أداة تعد أساسا لتقويم جودة الأداء الكلي للتلميذ.
ويؤكد البعض أن هناك مجموعة من التساؤلات الي يجب الإجابة عنها عند استخدام الملفات الحقائبية لتقييم تعليم القراءة بالمرحلة الابتدائية وهي:
· ما الأهداف التعليمية والسلوكية والنواتج التي نريد قياسها .
· ما هي العناصر التي لم يتم تقديرها بكفاية بواسطة وسائل أخرى.
· هل سوف نستخدم مدخلات الملف وتحليلاتها في قياس تقدم تلميذ حول التلميذ نفسه فى فترة من الزمن أو مقارنة أنتاج التلميذ بآخرين مع الأخذ في الاعتبار عملية الفروق الفردية .
· ما أدلة تقدم أو الإنجاز المتطلبة ؟ وما الأدلة على التقدم أو الانجاز التي يسمح بها ؟
· من الذي يختار ما يتم تجميعه بالملف الحقائبي ؟ ولماذا ؟
· ما أنواع الشواهد والبراهين التي يتم تسكينها في الملف ؟ ولماذا ؟
· كيف يمكن إعطاء تقديرات أو درجات أو الحكم على مكونات الملف ؟ وكيف يستخدم الملف في تقييم التلميذ وتقويم البرنامج والتحسن التدريجي ؟
· من الذي سوف يسهم في هذا القياس ( التلميذ / المعلم / آخرون ؟
· كيف سيتم تدريب المقومين؟ وما الضوابط التي سوف تستخدم لضمان درجة من الصدق والثبات في نتائج هذا التقدير ؟
· كيف سيتم توصيل نتائج القياس الملفي للتلاميذ وللآباء وللإدارة التعليمية ؟
· كيف ومتى يتم الاستغناء عن محتويات الملف ؟
· ماذا يمكن أن نعرف عن نجاح برنامجنا القرائي من تحليل الملفات الحقائبية ؟
ساحة النقاش