الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

يعد مدخل الخبرة اللغوية من أشهر المدخل فى تعليم القراءة للمبتدئين الصغار، وقد ذكر أحد رواد هذا المدخل R.V. Allen أن الأساس المنطقي وراء هذا المدخل يعتمد على العلاقة المتبادلة بين الفنون الأربعة(الاستماع ، التحدث ، القراءة ، الكتابة )، واستخدام خبرات الأطفال كأساس لمواد القراءة، فما يستطيع الطفل التفكير فيه يمكنه التحدث عنه، وما يستطيع قوله يمكنه كتابته ، أو يمكن لأحد كتابته له، وما يستطيع كتابته يمكنه قراءته. إذن يستطيع الطفل  قراءة ما يكتب له الآخرون.

ويستمد هذا المدخل أنشطنه داخل الصف الدراسي أو خارجه من خلال الرحلات الميدانية، أو أشياء حيوية عالقة بذاكرة الأطفال في حياتهم الخاصة. ويجري المعلم مناقشات مع الأطفال حول هذه الخبرة ، ومن ثم تتسع اللغة المنطوقة عند الأطفال .

وقد اعتبر أنصار هذا المدخل أنه من أفضل المداخل في تعليم الصغار ؛ حيث إنه يحقق التوازن مهارات اللغة( الاستماع – التحدث – القراءة – الكتابة ) كما أنه يشكل حافزا قويا للأطفال في الرغبة والميل للمقروء؛ وذلك لأنهم ينتجون بأنفسهم المادة المقروءة ، مستخدمين في ذلك لغتهم.

وعلى هذا يتمكن الطفل من ممارسة العلاقة الطبيعية بين المقروء ولغته الشفهية، وبين القراءة والكتابة والتحدث، فعندما يكتب الطفل خبرته تكون الفرصة مهيأة له لتطبيق الكتابة التي تعلمها( التهجي، وأصوات الحروف، وبناء الجملة، وعلامات الترقيم )، و من هنا تكون العلاقة بين فنون اللغة.

ملامح مدخل الخبرة اللغوية:

1-     الاستفادة من خبرات التلاميذ.

2-     الاعتماد على الابتكارية ، وإبداع كل من المعلم والتلميذ ؛ فبرنامج القراءة فيه غير محدد .

3-     الربط بين فنون اللغة الأربعة.

4-     حديث التلاميذ هو الذي يحدد اللغة المقرؤة ، وخبراتهم تحدد المحتوى.

تطبيق مدخل الخبرة اللغوية:

أكد أنصار مدخل الخبرة اللغوية إمكانية تطبيقه في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية بنجاح في عديد من الدول أبرزها( الولايات المتحدة ، انجلترا، استراليا، نيوزيلاندا ، سنغافورة )، وذلك لما تضمنه من توازن بين فنون اللغة الأربعة، ويتضح ذلك في الخطوات التالية :

1-     يسهم الأطفال في خبرة مشتركة، ويتم التحدث عنها على شكل قصة .

2-     يطلب المعلم اقتراحاتهم فيما يتعلق بالفنون، سامحا للتلاميذ باختيار ما يفضلونه، عن طريق التصويت.

3-     يسجل المعلم العنوان على السبورة، أو على شفافية

4-     يقدم كل طفل تفاصيل يمكن إضافتها للقصة، ويسجلها المعلم أيضا.

5-     في أثناء الخطوات السابقة يستخدم المعلم تعزيزات مختلفة مع التلاميذ.

6-     في أثناء كتابة المعلم قصص الأطفال يلفت نظرهم إلي علامات الترقيم.

7-     بعد كتابة كل فكرة يقوم المعلم بقراءتها جهريا.

8-  عقب تسجيل الإسهامات يقرأ المعلم القصة كاملة للأطفال، مع الإشارة تحت كل جملة؛ لتأكيد الاتجاه من اليسار إلي اليمين.

9-  يطلب المعلم إلي الصف أن يقرأ القصة معه؛ لتأكيد الكلمات الجديدة، ومع إعادة القراءة يمكن للمعلم تقسيم الصف إلي ثلاث مجموعات أو أربع ، ويعمل مع كل مجموعة على حدة.

10-   يعيد العلم مع كل مجموعة قراءة القصة، مستخدما اللوحة الرئيسية التي تمت كتابتها في اليوم السابق.

11-   يقرأ الأطفال القصة قراءة جماعية.

12-   يختار المعلم أحد المتطوعين ؛ لقراءة القصة كاملة ، مع التركيز على الكلمات الجديدة.

13- بعد أن يحصل كل طفل على فرصته في القراءة يطلب المعلم إلي الأطفال تحديد كلمات معينة على اللوحة لمناقشتها وتفسيرها.

14-   يوضح المعلم للأطفال مقاطع أعدت – في اليوم السابع – ويطلب إليهم مضاهاتها مع مثيلاتها على اللوحة.

15- يطلب المعلم إلي المتطوعين إعادة تركيب اللوحة ، بأكملها من شرائط الجمل، وتستخدم كنشاط فردي أثناء ملاقاة المجموعات الأخرى.

16- يستخدم المعلم اللوحات الجماعية في تطوير عدة مهارات من أبرزها:( الحروف المتحركة ، والحركات الطويلة ، والقصيرة ، وعلامات الترقيم ).

17- يعد المعلم بطاقات من الكلمات، التي تم التركيز عليها أثناء القراءة؛ لتصبح بداية بنك الكلمات الخاص بالأطفال.

وتعد الخطوات السابقة محاولة أولى من قبل الأطفال، بعدها يصبح أغلب الأطفال قادرا على كتابة قصصهم، في مجموعات صغيرة.

وفي بعض الأحيان ينتجون قصصا فردية، وفي بعض الأحيان، ويملي المتعلمون ممن لم يحرزوا تقدما ملحوظا قصصهم على زملائهم الأسرع أو المتطوعين من الصفوف الأكبر سنا.

وينبغي على المعلم أن يقبل قصص الأطفال بأي مستوى لغوي ، ومع مناقشة الطفل يمكن أن يتحسن مستوى القصة .

مزايا مدخل الخبرة اللغوية:

حدد أنصار مدخل الخبرة اللغوية عدة مزايا أبرزها ما يلي:

-          أن الكلمات المستخدمة في هذا المدخل أسهل في تعلمها وقراءتها؛ لأنها مستمدة من أحاديث التلاميذ وخبراتهم.

-          أنه يهتم بالمعاني والأخبار.

-          أنه مشوق، يستثير اهتمام التلاميذ، وشغفهم للقراءة.

-    أنه يعلم التلاميذ تمييز الكلمات المفردة؛ حيث يقوم التلاميذ بالمطابقة بين الكلمات المكتوبة والكلمات المسموعة .

-    يستطيع الأطفال تكوين مكتبة من إنتاجهم اللغوي، وعمل كروت فحص، وتصنيف هذه القصص، وتنظيمها على الأرفف كما لو كانت مكتبة نظامية .

-    يدرب التلاميذ – من خلال هذا المدخل – على مهارات : تركيب الجملة، وبنائها، ودلالات الألفاظ، واستخدام بنوك الكلمات ؛ لصياغة قصص جديدة.

-    وبرغم نجاح تطبيق هذا المدخل في تعليم الصغار اللغة الأم، فأنصار مدخل القراءة الأساسية Basal reader approach   يرون أن لهذا المدخل سلبيات منها ما يلي :

-          يفتقر مدخل الخبرة اللغوية إلي تنمية المهارات المتسلسلة.

-          عدم وجود تكرار نظامي للكلمات.

-          قد لا تتمتع المواد المقروءة المختارة من قبل التلاميذ بجودة أدبية عالية.

-          إعداد لوحات المواد المقروءة يستغرق وقتا طويلا .

كما أنه يحقق ما يلي:

-          أنه يشجع التلاميذ على القراءة من الذاكرة، ولا يساعدهم على تعرف الكلمات .

-          أنه يشتمل على كلمات كثيرة مختلفة؛ مما لا يساعد في تحقيق شرط التكرار الكلي للكلمة.

-          أن تحليل الجمل والكلمات صعب؛ لكثرة الجمل والكلمات فيه.

و باستعراض آراء المؤيدين والمعارضين لمدخل الخبرة اللغوية يمكن استخلاص ما يلي:

-    يستند تطبيق مدخل الخبرة اللغوية على أساس علمي وهو التوازن بين مهارات اللغة ( الاستماع، التحدث، القراءة، الكتابة ).

-          يجسد هذا المدخل أشكال التعلم البصرية والحركية، فضلا عن استخدام الفنون اللغوية سالفة الذك .

-          يعزز الاتصال الوثيق بين المعلم والتلاميذ.

-          يستخدم كتقنية فعالة في الصفوف الأعلى.

-    تكرار مشاركة الأطفال القصص الشفهية أو المكتوبة من العوامل المهمة لقراءة الكلمات المألوفة وتقديم الأبنية اللغوية الشائعة.

-    تباين البيئات والمستويات الاقتصادية والاجتماعية للأطفال ينتج عنه – بالضرورة – تباين في الخبرات اللغوية التي لديهم ؛ ما أدى إلي تساؤل عن أنسب خبرة لغوية لتلاميذ الصف في ضوء هذا التباين، وما إذا كان تلاميذ الصف الواحد يمتلكون خبرات لغوية متماثلة ؛ يمكن أن يتسنى من خلالها تحقيق أهداف هذا المدخل.

-    يشكل تطبيق هذا المدخل بعض الأعباء على كاهل المعلمين ، تتمثل في وضع محتوى لغوي، وهو مسؤولية إضافية ، فضلا عما يحتاج إليه من كفاءة لغوية، وتدريسية قد لا تتوافر لدى العديد من المعلمين.

-    أن الاعتماد على لغة الطفل والتوقف عندها، لا يحقق الارتقاء بلغته – وهو أحد أهم أهداف تعليم اللغة – ويعتمد هذا المدخل اعتمادا كليا على لغة الطفل.

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1969 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,478