نظرا لأن التعبير يعد استجابات لدواعى نفسية معينة، يتحكم فيها الزمان، والمكان، فقد اهتمت بعض الأدبيات والدراسات الأجنبية المعاصرة بتفعيل الاتجاه النفسى فى تعليم التعبير .
ومن تطبيقات الاتجاه النفسى في مجال طرق تدريس التعبيرالتعلم بالترفية والألعاب التعليمية؛ حيث يعد التدريس باستخدام الألعاب التعليمية من أبرز الطرق والاستراتيجيات التدريسية التي تراعى سيكولوجية المتعلمين فمن خلالها يصبح للمتعلم دورا ايجابيا يتميز بكونه عنصرا نشطا وفعالا داخل الصف لما يتسم به هذا الأسلوب التدريسي من التفاعل بين المعلم والمتعلمين خلال العملية التعليمية وذلك من خلال أنشطة وألعاب تعليمية تم إعدادها بطريقة عملية منظمة.
وتعد الألعاب التعليمية إحدى مداخل التدريس الرئيسية التي تهتم بنشاط التعلم وايجابيته وبتنمية شخصيته تنمية شاملة في مختلف الجوانب لأنها تعنى بتجسيد المفاهيم المجردة وبإغراء المتعلم على التفاعل مع المواقف التعليمية بما تتضمنه من مواد تعليمية جيدة وأنشطة تربوية هادفة.
وتذكر سوزان فراويلة (1983م) أن موسن قد أكد أن فيجوتسكى اتفق مع فرويد على أن اللعب ينتج عن الضغوط الناشئة بين الرغبات التى لايمكن نسيانها من جانب الطفل ، ولا يمكن تحقيقها من جانب المجتمع ، ولذلك فإن الطفل يدخل فى عالم متخيل ، وهمى تتحقق فيه الرغبات غير المتحققة فى الواقع.وقد افترض موسن أن اللعب التخيلى يخدم نمو الذاكرة المصورة ، والتى هى ضرورية للتفكير فى الماضى وفى المستقبل .
اهتم المربون بفكرة التعلم عن طريق اللعب والألعاب الترفيهية منذ زمن بعيد، خاصة بالنسبة للتلاميذ الأطفال الصغار، وذلك لأنه يثير دافعيتهم وحبهم للتعلم، ويتيح لهم فرصة الاستمتاع أثناء الخبرات التعليمية، ويعمل على تنمية مهاراتهم، ويحقق لهم مزيدا من التوافق الاجتماعى .
ولقد تطورت النظريات التى تناولت اللعب ما بين النظريات الكلاسيكية ابتداء من نظرية جروس( (Groos 1901, مرورا بنظرية فريدريك شيلر(,1903 Fredrich schiller )والتى ترى أن اللعب عادة مكتسبة نتيجة طاقة زائدة حتى ظهرت النظريات الحديثة ومنها نظرية التحليل النفسي، والتى أسسها فرويد؛ حيث يرى أن اللعب وسيلة لتحقيق أمنيات الأطفال، وكذلك التحكم فى الغرائز ، ويرى أن المقابل للعب ليس ما هو جاد، ولكن ما هو حقيقى، كما أن الأطفال يقلدون كل شىء، مما قد يترك لديهم انطباعا قويا فى حياتهم الواقعية، وهم بذلك يتحررون من قوة الانطباع، ويجعلون أنفسهم المسيطرة على الموقف ، وقد أرجع "بياجيه "النمو العقلى إلى التبادل المستمر النشط للأدوار بين التمثيل والمواءمة، ويحدث التكيف الذكى حينما تكون العمليتان فى حالة توازن، ولكن حينما لا تكون كذلك فإن المواءمة أو التوافق مع شىء ما يمكن ان يتغلب على التمثيل .
كما يذكر(بياجيه )أن فيجوتسكى عرف اللعب على أنه تكوين الطفل لموقف متخيل ، فاللعب ينشأ من الضغوط الاجتماعية وليس من العوامل المعرفية.
ومن خلال استعراض النظريات التى تناولت اللعب يتضح أهميته والدور الفعال الذى يؤديه فى تعلم الأطفال كثيرا من المهارات حيث يتأثر التعلم بالفروق بين الأطفال فى زمن اللعب وكيفيته؛ تبعا لمستويات نموهم العقلى.
وقد اقترح فاربر(Farber,1997) دليلا للآباء والمعلمين لإرشاد الأطفال ومساعدتهم على التعلم باستخدام أفكار ابتكارية تم استخدامها من قبل 35 خبيرا. وقد أكد أن الآباء والمعلمين يتشوقون بتعليم الأطفال فى مرحلة ما قبل المدرسة أو يتعلمون أحداث وأشياء معينة. وهذا الدليل يوفر المعلومات حول كيفية تعلم الأطفال وتوفر أنشطة تربوية تشجع على تعلم القراءة والكتابة ، وتنمى الابتكار يشتمل القسم الأول على وصف طريقة تعلم الأطفال ويبين أهمية اللعب فى التعلم ،أما القسم الثانى فيتضمن تنمية اللغة عند الطفل خلال الخمس سنوات الأولى من حياته وكيفية تنميتها، أما القسم الثالث فيعرض للأنشطة التربوية التى تشجع حب القراءة والكتابة، أما القسم الرابع فيصف أنواع مختلفة من أدب الأطفال ويتضمن كتب مصورة وألعاب تعليمية وشعر وكتب ثقافية ويناقش القسم الخامس فوائد الوعى والتخيل لدى الأطفال أما القسم السادس يعرض بيانات عن القيم والفنون المناسبة للأطفال ونموهم والأنشطة اللازمة للتعبير عن الذات لديهم من خلال الحركة والفنون،والقسم السابع يصف الأطفال الذين يتعلمون بالفطرة من خلال الأنشطة التى تساعدهم على الملاحظة والتساؤل عن جوانب البيئة الطبيعية التى يعيشون فيها.
وقد ذكر عبد الكريم الشطناوى وآخرون(1991م) أن من أهم مزايا الألعاب التعليمية ما يلى:
- تثير حماس المتعلم أو المتدرب وتزيد من دافعيته.
- تؤدى إلى تنمية التفاعل الاجتماعى البناء بين التعليم والتدريب .
- وسيلة صالحة لجميع المستويات التعليمية والتدريبية فى مختلف الأعمار .
- تجعل المتعلمين يمارسون أنواع التعليم المختلفة سواء كانت معرفية أو انفعالية أو وجدانية.
- تقرب الحياة الحقيقية إلى المتعلمينز
هذا ويعد اللعب وسيلة من وسائل الاتصالات الحديثة التى تربط التلاميذ بعضهم ببعض ويساعد على المؤازرة والتقدم، حيث يؤكد (ناصف عبد العزيز،1982م)أن تقدم التلميذ فى اللغة يتوقف على عدد ساعات الاتصال التى يشارك فيها ؛ لأن الاتصال يتيح الفرصة لتعلم التلاميذ نظام الجمل النحوية وتركيب الكلمات وترتيبها والمزاوجة بينها وضبطها بالشكل .
كما يهدف نمط الألعاب الكمبيوترية إيجاد مناخ تعليمي يمتزج فيه التحصيل الدراسي مع التسلية لغرض توليد الإثارة والتشويق التي قد تحسن اتجاه التلاميذ نحو التعلم، ويقدم البرنامج التعليمي موقفاً يتنافس فيه طالب أو أكثر، ويحدد البرنامج النقاط التي يأخذها كل منهم وبالتالي الفائز، وعن طريق الألعاب التعليمية الكمبيوترية يمكن تحقيق أهداف تعليمية مثل: تعلم المفاهيم والمبادئ والمهارات.
كما تشير دراسة كوليير( Collier, 1978)إلى تأثير اللعب اللغوي على النمو اللغوي للأطفال فى ضوء نظرية "بياجيه " فى النمو العقلى"، وقد توصلت الدراسة إلى فعالية التدريس من خلال برنامج اللعب اللغوى،كما أكدت على تفوق الإناث على الذكور فى النمو اللغوى0
ومن الدراسات التجريبية البارزة دراسة إليوت(,1979 Elliott) والتى هدفت إلى استخدام اللعب التمثيلى كإستراتيجية تعليمية فى رياض الأطفال، وكان محتوى البرنامج عبارة عن ألعاب تمثيلية فى صورة مواقف مصطنعة وأنشطة لغوية، وقد توصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائية فى نمو قدرة الأطفال على الكلام والنطق لصالح المجموعة التجريبية التى طبق عليها برنامج الألعاب التمثيلية، دون أفراد المجموعة الضابطة الذين طبق عليهم برنامج رياض الأطفال العادى.
بينما هدفت دراسة نوال ناظر( 1999م) تعرف أثر استخدام الألعاب التعليمية على تحصيل واحتفاظ تلميذات الصف الأول الابتدائى فى القراءة والكتابة بالمدينة المنورة ، وقد أوصت الباحثة بضرورة تضمين الأنشطة التربوية ألعابا تعليمية فى المدارس قد تفيد فى تنمية مهارات الكتابة لدى التلاميذ .
كما عرضت دراسة حسام الدين حسين(2000م )لبعض الألعاب التى يمكن أن تنمى بعض المفاهيم والاتجاهات الايجابية لدى التلاميذ بالصف الخامس الابتدائى .وأثبتت فعالية الألعاب التعليمية فى تحقيق ذلك .
كما أشارت دراسة ودز وجلينت( (Woods,Glinette,2005إلى أهمية فهم اللغة المنطوقة واستخدامها فى ألعاب الأطفال اعتمادا على المعلومات والأفكار العلمية بمصادر خاصة بالتحدث والاستماع من المنهج القومى .
وتؤكد دراسة خولة الغفيلى( 2007م) أن التعلم من خلال اللعب يساعد على كسر الروتين المعتاد فى طريقة التعلم ، كذلك يكسر حواجز الخوف من اللغة الانجليزية ، ويساعد على زرع حب المادة فى نفوسهم .
ويمكن أن تسهم الألعاب التعليمية إسهاما كبيرا فى تعلم التحدث والكتابة، حيث يتوقف ذلك على عدة عوامل منها: طبيعة نمو الطفل ومتطلبات تعلمه القراءة والكتابة فقد فطر الله الإنسان على حب المعرفة والاستطلاع على ما يجهل، ومن ثم ينبغى تعويد الأطفال ممارسة الآليات الضرورية للقراءة والكتابة . ويتطلب تعلم الطفل للقراءة والكتابة بذل مجهود معين، ذلك أن التعبير الخطى للطفل هو ثمرة تناسق حركى ليد الطفل على الورق مع تحكم بصرى لضبط تشكيلة الحروف المطلوب تعلمها .
ومن التطبيقات التربوية أيضا للاتجاه النفسي تمثيل الدور ومسرحة المناهج؛ حيث يعد الاتجاه الدرامى بما يتضمنه من أساليب ؛ تمثيل الدور، أو مسرحة المناهج، أو المحاكاة، من الاتجاهات الحديثة فى مجال المناهج وطرق التدريس؛ حيث يتم وضع المقررات فى قالب مسرحى ؛ يبعث الحياة فى المواد الدراسية، فتنساب المعلومات والحقائق إلى أذهان التلاميذ بسهلة ويسر ، وبصورة شيقة ومحببة إليهم. ولم يعد معيار الحكم على نجاح المتعلم فى ضوء هذا المدخل وتفوقه على مقدار ما حفظته ذاكرته من معلومات ، وبمقدار ما استرجعه ودونه فى كراسة الإجابة تلك النظرة الضيقة التى صبت معظم التلاميذ فى قوالب جامدة متشابهة ساهمت فى إهدار طاقتهم وقدراتهم العقلية، وجعلت المدرسة عبارة عن مكان تذوب فيه شخصية التلميذ، وتحولت التلقائية فى عملية التعلم إلى معاناة فى التعليم، وهى النظرة التى جعلت التعليم تعليما تلقينيا يعود التلاميذ على التذكر الآلى من خلال الحفظ والاستظهار، وتحولت عقول التلاميذ إلى آنية يصب فيها العلم كلماته وأفكاره، دون أن يترك للتلاميذ فرصة للتفكير والتساؤل. ويرى أصحاب هذا المدخل أنه يعد فعالا فى توضيح الأفكار واكتساب المفاهيم والقيم والاتجاهات والمهارات، والمتضمنة فى المناهج الدراسية ، وذلك فى سهولة ويسر، فالتلميذ الذى يشاهد حدثا ما ويتعرف فكرة معينة من خلال مسرحية قام بمشاهدتها ، يستطيع أن يتفهم هذا الحدث وتلك الفكرة بشكل أوضح وأعمق وتثبت فى ذاكرته مدة طويلة،عندما يشارك بنفسه فى تمثيل تلك المسرحية من خلال قيامه بلعب أحد أدوارها.
كما يرى البعض أن تمثيل الدور أسلوباً معمليا لتدريب المتعلمين على الأدوار، والمهام، والمسؤوليات، والمواقف الموجودة في بيئة الأعمال الحقيقة، أو أنه يسمح بقيام المتدرب بتمثيل دور شخصي ما ويتصرف كما يعتقد بأن ذلك الشخص يتصرف في أدائه لذلك الدور. ويقوم المتعلم بالمشاركة في أداء الدور مع بعض زملائه أو مع بقية المتعلمين الذين يقومون بمتابعة تمثيله من خلال الملاحظة العلمية لتوفير التغذية الراجعة feed-back وليستفيد المشاركون من أداء الدور من إتقان أداء الدور والإلمام بكافة متطلباته وتبرز أهمية التغذية الراجعة في النقاش الذي يدور بعد الانتهاء من لعب الدور والذي يشارك فيه جميع المتدربين والمدربين ويهدف هذا الأسلوب على إتاحة الفرص للمتدربين لمعرفة وإدراك طبيعة مشاعرهم تجاه بعض المواقف ولتطبيق بعض المفاهيم النظرية في بيئة وظروف مشابهة لبيئة العمل.
ويعد تفعيل الاتجاه الدرامى استمرار لما اعتاد الطلاب أن يطبقوه في حياتهم العادية للحصول على المعرفة فالناس يتعلمون كيفية القيام بالأشياء عن طريق القيام بها وهذا ما نطلق عليه اسم التعلم بالعمل ، إن الأطفال وهم يلعبون دور الزوج والزوجة والعريس والعروس والقاضي ورجل الشرطة إنما يتعلمون وهم يؤدون هذه الأدوار.وإن عدم وجود الحماس والرغبة في التعلم من أهم المشكلات التي تواجه المعلم في تدريس طلبته، وتعمل هذه الطريقة على رفع درجة الحماس والرغبة عند المتعلم،وبخاصة إذا ما عرفنا أن الطلاب وبصورة خاصة صغار السن منهم يحبون اللعب، وهم يتعلمون عن طريقه .وهذا المدخل وبخاصة ما يتعلق منه بأنشطة المحاكاة تشجع عمليات التفكير والتحليل لدى الطالب، كما تشجع الطلاب على الاتصال والتواصل فيما بينهم ، يستطيع المعلم، مستخدماً هذه الطريقة،أن يتعامل مع مختلف فئات الطلبة بغض النظر عن قدراتهم.فهي طريقة جيدة للتعامل مع الفروق الفردية بين المتعلمين.
وهدف الاتجاه الدرامى الأساسي هو إدخال فكرة أو معلومة في أذهان الطلاب بيسر وسهولة ، فمسرحة المناهج مثلا باعتبارها أسلوبا دراميا وسيلة تربوية ناجحة تهدف إلى توصيل المعلومات إلى أذهان الطلاب وتخدم جميع المواد الدراسية ، وهذه الطريقة تسعى لتحقق ما يلى:
· تثبيت المعلومات في أذهان التلاميذ ، تشويق التلاميذ إلى الدرس المقرر عليهم دراسياً .
· تجديد النشاط للتلاميذ داخل الفصل من خلال المسرحة .
· خدمة المادة العلمية وإحيائها من جمود الحروف المكتوبة على صفحات الكتب وتحيلها إلى صورة حية نابضة الحركة ويجسدها أفراد من الطلاب .
· تنمية اتجاهات التلاميذ وميولهم الدينية.
ويقوم الأسلوب الدرامى فى تدريس اللغة على التنوع والتعدد بين الأجناس الأدبية المختلفة مثل القصة والرواية والمسرحية بأنواعها ؛ الشعر والنثر والحكم والأمثال ؛ حيث يتدرب التلاميذ من خلاله على الاستماع إذ يلاحظ أن هناك تلاميذ يتحدثون ويتحاورون ويتبادلون الكلام وهناك غيرهم يستمعون ، وهنا يسأل المعلم المستمعين حول ما استمعوا إليه وذلك من خلال موقف طبيعى يمكن أن يسهم فى تنمية مهاراتهم اللغوية .
وقد ذكرت العديد من الدراسات والأدبيات السابقة المرتبطة بهذا المدخل طرقا مختلفة يمكن الإفادة منها عند تفعيل استخدام مسرحة المنهج أو تمثيل الدور ومنها: طريقة النماذج والتى تعتمد على محتوى المنهج الذى يتم تدريسه للطلاب، بحيث يعالج المحتوى أو جزء منه ليعاد صياغته ليخرج فى شكل مسرحية مع مراعاة عدم تغيير المعلومات والحقائق المتضمنة بالمحتوى ؛ حتى لا تقدم بصورة مبتورة أو مشوهة ويمكن للمعلم القيام بصياغة المسرحية ، إذا كان مزودا ببعض الأسس الخاصة بالكتابة المسرحية وإذا لم يستطع ذلك ، يمكنه الاستعانة بأحد المتخصصين فى الكتابة المسرحية، وقد يستعين بإحدى المسرحيات الجاهزة طالما تتناسب مع أهداف ومحتوى المنهج، بالإضافة إلى طريقة الدراما الإبداعية التى لا تعتمد على نص مكتوب.
كما تعد معالجة محتوى المنهج وتقديمه بصورة درامية، عمل جماعى يحتاج إلى تضافر الجهود ببين المعلم وتلاميذه لإنجازه على نحو جيد، وهو ما يعد فرصة مناسبة لاستثمار وتوظيف معظم القدرات والطاقات المتوفرة لدى التلاميذ، خاصة القدرات الإبداعية. ويعد هذا الأسلوب من الأساليب المناسبة للتدريب على مهارات التدريس فى معاهد وكليات المعلمين أو التربية ، ويعتبر أسلوب تمثيل الأدوار من الأساليب المكملة لأسلوب التدريس المصغر ، ويكون بديلاً عنه فى بعض حالات التدريب على المهارات؛ هنالك بعض المهارات التى يفضل التدريب عليها أو على بعض مهارتها الفرعية من خلال أسلوب لعب الأدوار ومن تلك المهارات : مهارة ضبط النظام،وتعزيز العلاقات الشخصية ومهارة طرح الأسئلة الصفية.
وقد حاولت العديد من الدراسات تجريب فاعلية استخدام بعض الأساليب الدرامية ومنها:
دراسة مارتينز (Martinez 1993) والتى استخدمت أسلوب إعادة تمثيل قصة درامية لتنمية كفاءة الأطفال في سرد القصة: عند إعادة تمثيل القصة الدرامية, يقوم الأطفال بالتمثيل، وقد يستخدمون الدمى لعرض القصص التي يعيدون صياغتها بشكل غير رسمي. شرحت مارتينيز في بحثها بالتفصيل, كيف يمكن للمعلمين أن يرعوا إحساس الأطفال ببناء القصة عن طريق تشجيعهم على إعادة تمثيل القصة الدرامية, مما يرقِّي كفاءتهم في سرد القصص .
كما أوضح سالتز( (Saltz & Jhonson, 1974 أن تمثيل القصص لأطفال ما قبل المدرسة حتى الصف الثاني الأساسي , قد يجعلهم أفضل في الربط بين الأحداث ودمجها عند سرد القصة أكثر من الأطفال الذين يكونون ضمن مجموعات قراءة القصص .
أما دراسة مجدى الدسوقى(1994م) فقد هدفت تحديد فعالية كل من أسلوبى لعب الدور والتعلم بالأنموذج فى تنمية مستوى النضج الخلقى، ومن بين نتائج الدراسة وجود تأثير دال لأسلوب لعب الدور على اختبار النضج الخلقى مما يدل على فعالية هذا الأسلوب فى تنمية مستوى النضج الخلقى.
أما دراسة نديدة دودين) ١٩٩٥م) فكان هدفها معرفة أثر استخدام أسلوب التمثيل الدرامي على قدرة الطلاب على التعبير الشفهي، ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الباحثة مادة دراسية كانت عبارة عن مواقف حياتية شملت أهم التراكيب التي تستخدم وظيفياً للتعبير والتواصل، وكان من أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة تحسن قدرات طلاب المجموعة التجريبية في التعبير الشفهي، مما يثبت فعالية المادة الدراسية في تنمية مهارات التعبير الشفهي.
بينما أشارت دراسة أمير القرشى(1998م)إلى فعالية استخدام مسرحة المناهج فى تنمية مهارات التواصل لدى التلاميذ الصم، واقترح إجراء دراسات لتعرف فعالية استخدام إستراتيجية مسرحة المناهج فى تنمية العديد من مهارات التواصل الاجتماعى الأخرى.
أما دراسة فايزة السيد (1998م) فقد كان هدفها تجريب استخدام طريقة تمثيل الدور فى تدريس العبادات فى التمكن والأداء العملى للعبادات لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وقد استخدمت الباحثة المنهج التجريبى، وكان من أهم النتائج التى توصلت إليها فعالية استخدام طريقة التمثيل الدور فى جانب التحصيل والآدائى لدى المجموعة التجريبية .
بينما أوصت دراسة بدرية زيد( 1999م) بأن تستخدم المعلمة أسلوب لعب الأدوار كأسلوب فعال في تدريس المهارات اللغوية، مع تدريبهن على استخدام الأساليب التواصلية الحديثة التي أثبتت فعاليتها في عملية التعليم ومنها مثيل الأدوار، وتزويد كتاب الطالب ببعض أنشطة لعب الأدوار؛ وذلك لتوفير الفرصة لممارسة اللغة بشكل وظيفي.
أما دراسة تشاسين لي(2002، (Chasen-lee , Richardوالتى اهتمت بكيفيه توظيف المسرحية فى اكتساب النمو العاطفى وتعلم القراءة والكتابة من خلال الجمع بين هذه المحاور من خلال مسرحية يمكن أن تحقق هذه الأهداف مجتمعة .
بينما هدفت دراسة أيمن سكين(2003م)والتى هدفت تنمية بعض مهارات التحدث باستخدام بعض الأساليب الدرامية لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائى.
كما ميزت دراسة سمير إليا( 2000م )بين بين أسلوب تمثيل الدور والتدريس المصغر؛ حيث يعد التدريس المصغر نموذج مبرمج لمشاهدة أداء المعلم المقتدر، إذ يقوم كل معلم متدرب بتدريس جزء من الدرس لا يتعدى خمس إلى سبعة دقائق ، ثم يقوم المعلم المتدرب بملاحظة تسجيل أدائه مع بعض زملائه وتقويم هذا الأداء، ويعيد عملية التدريس حتى يجمع الجميع على نجاحه فى الأداء .
وتشير دراسة البير وفولى(Alber &Foil, 2003) إلى أن مهارة امتلاك المفردات لها دوراً حاسماُ في تطوير القراءة والكتابة لدى الأطفال ، كما أوضح أيضا كيف يتم عرض مفردات جديدة بفاعلية باستخدام التقنيات الدرامية.
بينما أكدت دراسة أمانى حلمى(2005م) دراسة فعالية استخدام المناهج المسرحية فى تنمية مهارات اللغة العربية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية ومنها مهارة الكتابة .
وقد أضافت دراسة جيهان زيد( 2006م)العديد من الأنشطة الدرامية، والتى يمكن أن تساعد فى تنمية مهارات التحدث لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية .
ويمكن أن يتم تفعيل الاتجاه الدرامي بكافة أنواعه في تدريس التعبير الشفوي من خلال تحويل المحتوي الدراسي إلى سيناريو يقوم بتمثيله التلاميذ مع متابعة الآخرين، ثم مناقشه الجميع في محتوى الموقف التمثيلي ، واستخلاص أهم عناصره، بتوجيه ومشاركة وتوجيه من المعلم للطالب لكيفية نطــق العبارات،والتعبير عن الموقف بعبارات مناسبة .
كما تعد طريقة تحقيق الذات أيضا من التطبيقات التربوية للاتجاه النفسي، وتعتمد هذه الطريقة على المدرسة الإنسانية في التربية، والتي تهدف إلى الوصول إلى غايتين رئيستين أولهما:منهج التربية الإسلامية وتحقيق الذات، حيث يسعى الإسلام إلى تحقيق هدف أسمى وهو إعداد الإنسان الصالح، الإنسان بجوهره الكامن في أعماقه والإنسان الذي يسعى الإسلام إلى تربيته هو الإنسان الذي يستمد منهج حياته من منهج الله، وهو بالجملة الإنسان الذي يفي بشرط الخلافة التي فضله بها خالقه على كثير ممن خلق فينشط في عمارة الأرض وفق منهج الله مستغلا كل الطاقات الممنوحة له.
وثانيهما: تحقيق الذات والإصلاح الاجتماعي، فقد هاجم كل من إيفان اليتش وباولو فرير باعتبارهما مؤسسي هذه المدرسة الأنماط التقليدية للتربية، ويشبه فرير المدرسة التقليدية بالنظام المصرفي فالعملية في هذا النظام ما هي إلا عملية تحويل المعلومات من أدمغة المعلمين وإيداعها أدمغة المتعلمين ، وهى تعكس الطبيعة القهرية للمجتمع ككل.
إن التعليم من وجهة نظر فرير يجب أن يكون قوة ثورية من خلاله يصل المتعلمون إلى الوعي بذواتهم ، وإلى النظر الناقد لنظامهم الاجتماعي وذلك من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة لتغييره كما أنه يجب أن يهدف إلى تحرير الذات الإنسانية ، وإلى النظر إلى المتعلمين على أنهم أفراد نشطون فاعلون، لا على أنهم أهداف سلبية مستقبلة.
وقد ظهرت العديد من الأفكار التقدمية مثل فكرة تحقيق الذات والإحساس بالذات والعلاج النفسي المتمركز حول المفحوص في أعمال كثير من المعالجين النفسيين وخاصة عالم النفس المشهور كارل روجرز، فقد بدأ روجرز من مفهوم العلاج النفسي المتمركز حول المفحوص إلى تجريب أسلوب التدريس غير المباشر مستعملا نفس مبادئ تحقيق الذات ، فهو يرى أنه من الممكن في مجال العلاج النفسي أن نعتمد على قدرة المفحوص في التعامل مع مواقف حياته بإيجابية فلماذا لا نطبق مثل هذه الطريقة في التدريس .
ويتمثل المبدأ الذي تعتمد عليه هذه الطريقة في أن مسئولية المعلم هي تشجيع مقدرة التلميذ ومساعدته في توجيه ذاته وتحقيقها على السواء وأن المتعلمين إذا ما توفرت لهم ظروف حقيقة فإنهم يصدرون عن رغبة صادقة للنمو ولبحث عن الذات والتعبير عنها بإبداع وابتكار.
وتعد دراسة علي مدكور (1985م) ومن الدراسات الرائدة في تطبيق هذه الطريقة، وقد حددت أهم خطواتها على النحو التالي :
1-مرحلة تحديد الموضوعات: يطلب المدرس من التلاميذ تحديد الموضوعات التي يريدون التحدث عنها، ثم الكتابة فيها ثم يقوم بتسجيل الموضوعات المقترحة على السبورة، ويقوم كل تلميذ بتسجيل هذه الموضوعات لديه ليختار من بينها الموضوع الذي يناسبه ويود التعبير عنه.
2- مرحلة البحث عن المعارف والحقائق:ينتقل التلاميذ مع المدرس إلى المكتبة لقضاء بقية الحصة ، حيث يقرأ كل تلميذ عن الموضوع الذي قرر هو التحدث فيه ثم الكتابة عنه وذلك تحت إشراف المدرس ولا بأس من إرشاد التلاميذ إلى الاستماع إلى برنامج إذاعي يتحدث عن موضوع ما من الموضوعات المطروقة أو الاستماع إلى شريط مسجل
3- مرحلة التعبير الشفوي:في هذه المرحلة يناقش التلاميذ مع بعضهم البعض المعلومات والحقائق التي جمعوها وكتبوها في المسودات ودور المدرس في هذه المرحلة هو دور المنظم الذي يوزع النقاش ويعمقه بتساؤلاته المثيرة والمفتوحة
4- مرحلة كتابة الموضوع في صورته النهائية: في هذه المرحلة يقوم التلاميذ بكتابة الموضوع في صورته النهائية مع اعتبار الملاحظات والنقاط التي ثارت أثناء المناقشة في حصة التعبير الشفوي ثم يعطونها للمدرس
5- مرحلة التقويم:يقوم المدرس بتقويم الموضوعات وفق مجموعة من المعايير وهى ،سلامة الكتابة ووضوح الخط، سلامة الأسلوب، سلامة المعنى، تكامل الموضوع، ومنطقية العرض، بالإضافة إلى جمال التعبير.
6- مرحلة المتابعة: يسجل المدرس مجموعة الأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية الشائعة في تعبير التلاميذ ثم يقوم بمعالجتها معهم في اللقاءات القادمة.
ساحة النقاش