الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

التعلم التعاونى:

هو نسق من الأفكارالتي أسست لملائمة الفروق الفردية والذكاءات المتعددة وأنماط التعلم بين المتعلمينن، وقد ترجمت هذه الأفكار إلى استراتيجية تدريسية تقوم علي عمل المتعلمين في مجموعات صغيرة من أجل تحقيق أهداف تربوية مقصودة من خلال نشاط تعليمي من إعداد المعلم وبتوجيهه،ومن خلال تعاون المتعلمين يتعلم التلميذ البطئ من الفائق،أو يكمل المتعلم ما لدي زميله من معرفة ومهارات وقيم ، وتنمو لديهم المهارات الاجتماعية والمعرفية ، ويصبح دور المعلم ميسرا ومنظما وموجها وخططا ومقوما.

ويعد التعلم التعاونى من الاتجاهات الحديثة التى تساير أنماط التعلم الصفى من خلال العمل مع الآخرين داخل الفصل الدراسى، حيث يتم تبنى مبدأ التعلم الجماعي، ويتم تقسيم التلاميذ لعدة مجموعات تضم كل مجموعة عددا من التلاميذ يشتركون في إدارة مهمة معينة من خلال مبدأ المفاوضة الاجتماعية، وقد يتطلب الأمر توزيعاً للأدوار فيما بينهم، والمعلم ليس بعيدا عن المشاركة الجماعية بل إنه عضو في كل مجموعة ولكنه لا يمارس دور موزع المعرفة أو الحكم وإنما يوجه المجموعات إلي إعادة التفكير فيما وصلوا إليه، ومن خلال عمل التلاميذ في مجموعات صغيرة تنمو لديهم العديد من العلاقات الاجتماعية ، وتتوثق روابط الصداقة وتنمي لديهم العديد من المهارات والاتجاهات، بالإضافة إلي ارتفاع مستوي التحصيل.

وقد صنف التربويون مداخل عديدة للتعلم التعاونى، يحتوى كل مدخل منها على عدة طرق تدريسية ، وذلك على النحو التالى:

·         صنف( روجر ، كاجان Roger Olsen , Spencer Kagan ) التعلم التعاونى إلى  ثلاثة مداخل هى:

أ – المدخل التعاونى:وهذا المدخل يتكون مـن طريقه واحدة تصلح لأية سنة دراسية، ولأية مادة دراسية، وقد كان لكل من Johnson and Johnson  الفضل فى ابتكار هذه الطريقة عام 1975م وهذه الطريقة تسمى حلقات التعلم أو تعلم معا .

ب – المدخل البنائى:يعتمدُ المدخل البنائى على استخدام تتابعات مختلفة ( متنوعة ) من السلوك داخل الفصل الدراسى تسمى البنية ويمكن تعريف البنية على أنها طريقة مستقلة لتنظيم المحتوى، وطرق تدريسيه تتضمن أنواعا محددة من التفاعلات بين الأفراد فى كل خطوة .

ويمكنُ استخدام طريقة البنية أكثر من مرةٍ فى مختلف المواد الدراسية، أو فى مواضع مختلفة من الدرس المخطط.

جـ – رزم المناهج: وهذا المدخل يتكون من ثلاث رزم رئيسة تصلح لبعض المواد الدراسية ولصفوف دراسية محددة وهذه الرزم هى:

·   رزم الاكتشاف:وابتكرها De Avila   وزملاؤه، وهى تحتوى على برنامج فى الرياضيات والعلوم للمرحلة الابتدائية للتلاميذ الذين يجيدون لغتين هى الأسبانية كلغة أصلية ، والانجليزية كلغة ثانية.

·   التكامل التعاونى بين القراءةِ والتعبيرِ ، وقد ابتكرها Robert Slavina  وهى عبارة عن رزمة خاصة بتدريس اللغات فى المرحلة الابتدائية .

·         فرق المساعدة الفردية، وابتكرها Robert Slavin  وهى عبارة عن رزم خاصة بالرياضيات فى المرحلة الابتدائية.

·         أما جونسون وجونسون(,R. Johnson,D., & Johnson ) فقد صنف التعلم التعاونى إلى مدخلين رئيسين هما:

·         المكونات الضرورية: يفترضُ هذ المدخل أن كل معلم يواجه ظروفا تختلف عن ظروف المتعلمين الآخرين ، كما يواجه متعلمين ذوى طبائع واحتياجات خاصة ، وبالتالى ينبغى على المعلمين تكييف التعلم التعاونى حسب المواقف التى يواجهونها .

·         المداخل المباشرة: تفترض هذه المداخل أن المعلم فى حاجة إلى معرفة الطرق المستخدمة فى التعلم التعاونى وخطواتها.

·   رزم المناهج:وعبارة عن تدريبِ المعلمين على استخدام رزم المناهج المعدة مسبقا، والتى تم تصميم دروسها تعاونيا، وتكون محددة بصف دراسى ،ولمادة معينة. ويمكن أن يكون هناك أكثر من رزمة من رزم المناهج.

·   الــدروس:بعد أن يتدربَِ المعلم على استخدامِ التعلم التعاوني، وفى خلالِ مدخل الدروس يتمُّ إعطاء المعلم درسًا معدًا بطريقةٍ تعاونية، ويطلبُ منه أن يعرضَ لكيفية شرح هذا الدرس.

وهناك العديد من الدراسات التى حاولت تعرف فاعلية استخدام التعلم التعاونى ، ومنها :دراسة مادن وآخرون (1985 Madden , Nancy etal )والتى أكدت فعالية البرنامج التعاونى فى القراءة والكتابة وتحقيق أهداف القراءة ومنها: قراءة المفردات، وقطع الفهم ، وقواعد النحو ، كما  يمكن تحسين تحصيل التلاميذ فى القراءة والكتابة إذا ما تم تنظيم الفصل الدراسى وتقديم التعليمات وفق أسلوب التعلم التعاونى .

دراسة هيرمان(Herrmann,1989) والتى هدفت تعليم التعبير الكتابى من خلال التعلم التعاونى، وكيفية استغلال الحديث الشفهى الذى يدور بين التلاميذ فى قاعة الدرس فى تعليمهم التعبير الكتابى، وأكدت الدراسة أن التلاميذ فى حاجة إلى مجموعة من النقاد، حيث تؤثر ردود أفعالهم على تفتيح كتاباتهم.

كما قامت نانسى(Nancy1990) بدراسة استهدفت تطوير برنامج تدريبى يركز على سلوك حل المشكلة التعاونى، وفعاليات الكتابة التعاونية بغرض تحسين مهارات الكتابة وتحسين الاتجاه نحوها. وقد أكدت نتائج الدراسة تحسن الطلاب فى الكتابة ومهاراتها .

أما دراسة ريد بورز(1993, Reid, Powers) فقد استهدفت تنمية مهارات الإنتاج اللغوى لدى طلاب المستوى الجامعى ، وقد استخدمت الدراسة المناشط التعاونية من خلال العمل فى مجموعات صغيرة متعاونة ؛ لتنمية مهارات الإنتاج اللغوى(التحدث والكتابة)لديهم، ودلت نتائج الدراسة على أن هناك نمواً ملحوظاً فى الجانب الاجتماعى بالإضافة إلى تنمية مهارات التحدث والكتابة.

بينما هدفت دراسة سانتا وميسيك(1995, Santa , Messick) تعديل وتكييف بيئات العمل فى مجموعات صغيرة متعاونة لتنمية مهارات التعبير الشفوى، والمحادثة الحرة لدى الطلاب دارسى الإنجليزية ؛ حيث أكدت هذه الدراسة أن اكتساب العادات اللغوية عن طريق الحفظ ليس كاف فى حد ذاته للتمكن الحقيقى من اللغة؛ولذلك فقد تم توظيف فنيات التبادل اللغوى المكثف ، والمناقشة المفتوحة داخل المجموعات المتعاونة لتنمية مهارات التعبير عن النفس وزيادة القدرة على المشاركة فى المحادثات المفتوحة.

أما دراسة ستيفنس منتشيو(1996 Stevens Menchew) فقد تحدد لها هدفان: أحدهما بحث تأثير تعليم القواعد على تحسين استخدامها فى الكتابة، والأخر التحقق من قدرة التحرير التعاونى للنصوص المكتوبة على تقليل أخطاء القواعد التى يقع فيها الطلاب أثناء الكتابة. وقد أثبتت الدراسة أن تدريس القواعد من خلال مجموعات التحرير التعاونى قد أسهم  فى التقليل من أخطاء القواعد فى كتابات الطلاب، وذلك بصورة أكبر مما تحقق مع طلاب المجموعة الضابطة. كما ساعد تدريس القواعد فى المجموعتين – بوجه عام – فى تنمية قدرات الطلاب على تطبيق هذه القواعد فى الكتابة .

بينما أكدت دراسة محمد المرسى(1995م) فعالية التعلم التعاوني في اكتساب طلبة المرحلة الثانوية مهارات التعبير الكتابي .

أما دراسة  هيل وروس ( 1996 Hill , Ross ,) فقد اهتمت بالتعرف على تأثير استخدام مدخل التعلم التعاونى فى مقررات الاتصال القائمة على الأداء الشفوى ،و مثلت هذه الدراسة المرحلة الأولى فى مشروع بحثى مكون من ثلاثة أجزاء يستهدف تطوير طرق التدريس المختلفة فى تنفيذ مقررات الاتصال القائمة على الأداء الشفوى كمكون رئيس بها.

وأيضا هدفت دراسة  هنتر(Hunter ,1996) تحديد مدى فعالية إدماج استراتيجيات التعلم التعاونى مع مقرر للتحدث فى تحسين الإنتاج الشفوى للطلاب الذين يدرسون هذا المقرر، وقد تمت مراجعة دقيقة لمهارات التحدث والخطابة المتضمنة فى هذا المقرر، ثم أعيدت صياغة هذا المقرر بعد إضافة خبرات تعلم تعاونية .

 أما دراسة هولجين (Holguin 1997) فكان هدفها تعرف أثر استخدام التعلم التعاوني  فى تنظيم الفصل الدراسي على زيادة الكفاءة في اللغة الشفهية وتنمية المهارات الاجتماعية، وتقدير الذات لدى التلاميذ،  وتكونت عينة الدراسة من عشرين تلميذًا من تلاميذ الصف الثالث ممن يتحدثون لغتين، كما كشفت النتائج عن تحقق نمو ملحوظ في المهارات الاجتماعية لصالح المجموعة التجريبية.

ومن هذه الدراسات دراسة أمال المطراوى( Amal El matarawy, 1998)والتى هدفت بيان أثر استخدام أساليب التعلم التعاونى فى تنمية الطلاقة اللغوية الشفهية فى اللغة الإنجليزية لدى مجموعة من الباحثين العاملين بالمركز القومى للبحوث التربوية والتنمية. كما استهدفت الباحثة بيان تأثير استخدام طريقة البحث العلمى على تقويم أداء القائم على العملية التعليمية(المعلم– الباحثة)وبالتالى مدى إمكانية اقتراح استخدام هذه الطريقة فى مدارسنا المصرية.

كما أكدت دراسة محمود السيد(1998م) فعالية طريقتى المهام المتقطعة التعاونية، والتدريب المصغر مقارنة بالطريقة السائدة فى تنمية كل من القدرة على التعبير الكتابي، ومهارات تدريسه لدى طلاب العينة.

كما قام حازم راشد(2000م)بدراسة استهدفت تعرف فعالية أساليب التدريس(التعلم التعاوني– حل المشكلات – التعلم للإتقان )فى تنمية مهارات التعبير الكتابى الوظيفى لدى تلاميذ الصف الخامس من مرحلة التعليم الأساسي، وقد توصلت الدراسة إلى فعالية مدخل التعلم التعاوني فى تنمية مهارات التعبير الكتابى الوظيفي لدى تلاميذ الصف الخامس من مرحلة التعليم الابتدائي. كما أثبتت الدراسة تفوق مجموعتى التعلم الإتقانى وحل المشكلات على مجموعة التعلم التعاونى فى تنمية بعض مهارات التعبير الكتابى الوظيفى لدى أفراد العينة .

 بينما أكدت دراسة دعاء سمير( 2006م) فعالية بعض استراتيجيات التعلم التعاوني في تنمية مهارات تحدت اللغة الإنجليزية لدى طلاب المرحلة الإعدادية.

ويمكن تفعيل استخدام التعلم التعاونى مستقبلا من خلال تطبيق العديد من استراتيجياته فى تنمية مهارات التعبير، حيث يتوافر مدى أرحب لتجريب هذه الاستراتيجيات داخل الفصل بهدف الإفادة من إيجابيات التعلم التعاونى فى العملية التعليمية. ويمكن تنمية مهارات التعبير لدى التلاميذ من خلال القيام بالأنشطة التالية :

·        يكتب كل منهما للآخر في حين يتابعه الثاني في طريقة كتابته.

·        يلخص كل منهما ما فهمه من موضوع القراءة للأخر كتابة.

·        يتدرب كل منهم على تهجئة الكلمات وذكر معناها للأخر .

·        يستخلص كل منهم الفكرة الرئيسية ويكتبها للأخر.

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1558 مشاهدة
نشرت فى 29 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,524