هناك العديد من الدراسات التى اهتمت بتقييم واقع طرق تدريس التعبير محليا وعالميا، حيث أكدت العديد من هذه الدراسات على أن الطريقة التقليدية فى تدريس التعبير بشقيه تدور فى دائرة مغلقة – محورها اختيار الموضوع ثم الحديث فيه ثم الكتابة عنه، وأن تدريس التعبير فى الواقع يركز على المنتج، ويعمد إليه مباشرة ويتجاهل عمليات التعبير وتعليمها للمتعلمين أو تنمية وعيهم بها؛ مما أدى إلى ضعف مستوى الطلاب فى مهارات التعبير.
كما تشير دراسات أخرى إلى ضعف المهارات اللغوية لدى التلاميذ فى التعبير، وأرجعت العديد منها هذا الضعف إلى مجموعة من العوامل، جاء فى صدارتها معلمو اللغة العربية، حيث يقصرون موضوعاتهم على اللون التقليدى، كما أن طرائق تدريس التعبير تهمل إكساب التلاميذ مهارات التعبير المختلفة، وكذلك يقيدون التلاميذ بأفكار الموضوع وعناصره وتكرار الموضوعات فى كل صف دراسى مع نفس التلاميذ مما يشعرهم بالملل.
كما ذكرت دراسة أخرى العديد من طرائق تنمية التعبير ومن بينها طريقة تحدث ثم اكتب، أو فكر ثم اكتب وناقش وأعد الكتابة، طريقة استخدام كتابة المذكرات، بالإضافة إلى طريقة طريقة تقويم النظير).
كما تؤكد دراسة سلوى عزازى (2004م) على سيادة المدخل التقليدى المتبع فى المدارس الآن، والذى يقوم على تحديد الموضوع من قبل المعلم ، ثم كتابته على السبورة، وكتابة الأفكار أسفله،سواء كانت الأفكار محددة من قبل المعلم أم من قبل المتعلم، ومناقشتهم فيه شفويا، ومطالبتهم بكتابته فى المنزل، ثم تصحيحه من قبل المعلم، بوضع علامات لا يفهم التلميذ منها شيئا، وأشارت إلى وجوب الإفادة من الاتجاهات الحديثة عند تدريسه.
كما حددت بعض الدراسات العديد من المشكلات التى تتعلق بأساليب معالجة موضوع التعبير ومنها؛ التدخل المباشر من المعلم لتصويب الأخطاء في التعبير الشفهي عندما تكون ثمة مناقشة بين الطلاب، وعدم إتباع آداب المحادثة والاستماع في حصة التعبير الشفهي أثناء المناقشات،بالإضافة إلى استئثار المعلم بالكلام ، إذ لا يعطي طلابه حظاً من المشاركة، وهذا الأسلوب يجعل الطلاب في موقف القابلين، لا موقف الفاعلين في الموقف التدريسى،ومنها إهمال التقويم المستمر لمهارات التعبير.
ثالثا: مبررات تطوير طرق تدريس التعبير فى مدارسنا.
يتضح مما تم عرضه من نتائج دراسات سابقة مرتبطة بهذا المجال أن واقع تدريس اللغة العربية بشكل عام والتعبير بشكل خاص فى حاجة ملحة للتطوير؛ تطويرا يتناول الأهداف وتنمية المهارات، وتحديد المجالات، والتقويم، ويساير التوجهات العالمية، وأن هذه الدعوة لم تأت لمجرد الرغبة في التطوير، وإنما استجابة لعوامل مختلفة، من أهمها:
· التغيير السريع الذي يشهده المجتمع في مختلف مجالات الحياة الذي كان له أثر كبير على السياسة التعليمية التي تتبناها وزارة التربية والتعليم، وخاصة ونحن نعيش في عصر لا يهدي ولا يستقر على حال فهو عصر متغير في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والصحية والتكنولوجية، وهذا التغيير يفرض على المسئولين الاهتمام بطرق التدريس وبرامج إعداد وتدريب المعلمين عليه لكي يُحقق أهدافه في إعداد المعلمين مهنيا كما يعدهم علميا واجتماعيا.
· الحرص على مسايرة الاتجاهات الحديثة في طرق تدريس التعبير وتدريب المعلم قبل وأثناء الخدمة عليها لمسايرة هذه الاتجاهات، الأمر الذى أدى إلى إعادة النظر في خطط وزارة التربية والتعليم وكليات التربية وفي سياسة القبول فى بعض بلدان العالم المتقدم.
· كثرة الشكوى عالميا وعربيا ومحليا من ضعف المستوى المهنى، والثقافي، والأكاديمي، والتربوي، والاجتماعي للمعلمين عامة، ومعلمي اللغة القومية والعربية خاصة. وهذا يفرض على المجتمعات العالمية، والعربية إعادة النظر في خطط وزارة التربية والتعليم وكليات التربية وبرامجها ومقرراتها.
· أن نجاح العملية التربوية بمدخلاتها وعملياتها وعناصرها المختلفة لا يمكن أن يُؤتي ثماره إلا من خلال معلم كفء, معد إعدادا جيدا ثقافيا, وتربويا, وعمليا ويمتلك مقومات مهنته ومنها طرق التدريس الحديثة .
ساحة النقاش