تعد اللغة العربية من أهم مقومات مجتمعنا العربي ، وهى من أهم وسائل الاتصال بين أفراد الأمة وبيئتهم ، كما أنها الأساس الذي نعتمد عليه في عملية تربية أطفالنا داخل المؤسسات التعليمية ، وعليها يعتمد كل نشاط تعليمي داخل المدرسة وخارجها .
واللغة العربية أداة التواصل والتخاطب بين الناطقين بها ، ووسيلة تربط الفرد بالجماعة ، وتربط كلا منهما بالحياة ، وتلقى من قبل أبنائها والقائمين على أمرها اهتماماً كبيراً ، وقد تمثل هذا الاهتمام في الحرص الشديد للمحافظة عليها ، ومقاومة كل لحن يطرأ عليها ، وبذل الجهد في ضوء أسس لها تضبطها وتحميها.
ويتم التواصل اللغوي بأربعة أشكال ، تمثل فنون اللغة ، والعلاقة بين فني الاستقبال (الاستمتاع والقراءة ) علاقة وثيقة تتمثل في أن كل منهما يتطلب فهم الرسالة المستقبلة ، منطوقة كانت أم مكتوبة ، ويعتمد على المعالجة اللغوية الفكرية لمضمونها ، وتحقق هذه المعالجة في إلحاق المعاني لكلمات الرسالة ورموزها ، وإعادة بناء معناها في ضوء خبرة المتلقي وقدرته اللغوية .
إن اكتساب فنون اللغة عملية تتمثل مراحلها في الخبرات الحسية التي يتعرض لها الطفل ، والتي يستقبلها من خلال سمعه وبصره.
مهارات اللغة:
يتم التواصل اللغوي من خلال أربع مهارات تمثل أشكال الاستخدام اللغوي، وتمثل كل مهارة منها أهمية في ذاتها، وأهمية بالنسبة للمهارات الأخرى، كما تعتمد كل مهارة في استخدامها على إجادة الفرد لمهارات أخرى متشابكة، ومترابطة تماما، ليؤثر بعضها في الآخر ويتأثر به ، وسوف نتحدث عن كل مهارة من هذه المهارات بالتفصيل فيما يلي:
1- الاستماع:ويعرف بأنه : عملية عقلية يعطى فيها المستمع اهتماما خاصا، وانتباها مقصودا لما تتلقاه الأذن من أصوات.
ويعني هذا التعريف أن الاستماع عملية إيجابية مقصودة، يبذل فيها الفرد جهدا أو نشاطا، ونظرا لأن الدراسة تهدف إلي تنمية بعض مهارات الاستماع، فقد أفرد الباحث للاستماع جزءا خاصا بين ثنايا هذا الفصل، وإنما ذكرها تمشيا مع السرد الطبيعي لنمو اللغة.
2- التحدث:أحد أبرز مهارات اللغة العربية، ويأتي اكتساب الطفل لمهاراته بعد مهارات الاستماع مباشرة وهو "الذي تنقل من خلال الاعتقادات، والعواطف، والاتجاهات، والمعاني والأحداث إلي الآخرين" ، كما عرفها "ويدزون" (Widdowzon, 1978: 59) بأنه "عملية يتم من خلالها إنتاج الأصوات، مضافا إليه تعبيرات الوجه المصاحبة للصوت، والتي تساهم في عملية التفاعل مع المستمعين، وهذه العملية تتضمن نظاما صوتيا ودلاليا ونحويا، بقصد نقل الأفكار والمشاعر من المتحدث إلي الآخرين.
كما يمثل التحدث أهمية كبيرة في المجتمع الحديث، وتبدو أهميته في أنه أداة للاتصال بين الفرد وغيره، والنجاح فيه يحقق الكثير من الأغراض في شتى ميادين الحياة ودروبها.
3- القراءة:القراءة عملية شعورية تعتمد على استخدام الحواس، وهى عملية "تعرف على رموز مطبوعة تستخدم كمثيرات تستدعى معاني تكونت خلال خبرات سابقة، وبناء الأفكار والمعاني الجديدة يتم من خلال دمج المفاهيم مع ما يتضمنه المقروء من مفاهيم جديدة" ,
وهى عملية تدخل فيها عوامل فسيولوجية وعقلية وانفعالية، يؤثر بعضها في بعض، ويكمل بعضها الآخر.
4- الكتابة:لقد كان اختراع الجنس البشرى للكتابة معجزة، اعتبرها كثير من العلماء أهم اختراعاته. ولا غرابة في ذلك، فهي وسيلة الإنسان-الآن- في نقل أفكاره إلي غيره في معظم الحالات، ووسيلة المجتمع في تدوين مأثره وتراثه، ليحفظها وتحفظه، لذا كانت الكتابة الصحيحة من أهم نوافذ المعرفة، والخطأ فيها قد يترتب عليه عجز في فهم المكتوب وإدراكه إدراكا عكسيا، مما لا يحقق الهدف من الكتابة.
وهى عملية تتضمن عدة مهارات حركية تتصل بالرسم الكتابي، وعدة مهارات عقلية تتعلق بالتفكير والتعبير، وتتطلب معرفة الرموز الكتابية التي تعبر عن الأصوات اللغوية، والقدرة على تهجى الكلمات والإلمام بفنيات الخط العربى، وقواعد الاستعمال اللغوى لمهارات الترقيم والقدرة على الربط بين الكلمات والجمل والفقرات، وإدراك العلاقات بينها، وتنظيمها وفق غرض معين، والربط بين الأسلوب ومواقف استخدامه.
التكامل بين مهارات اللغة العربية:
تتكامل فنون اللغة التي تحدث من خلالها عملية الاتصال الشفهي أو الكتابي، فيما بينها بعلاقات، كما أن العمليات العقلية المتضمنة في هذه الفنون تعد قاسما مشتركا بينها، فضلا عن أن اللغة هي ميدان ممارستها.
لذا يجب النظر إلي تعليم اللغة بصورة تكاملية مترابطة، وأي نمو يحدث في أى مهارة من مهاراتها، يتبعه نمو في المهارات الأخرى، وأي إهمال لمهارة من مهاراتها يمكن أن يؤدى إلي نقص في المهارات الأخرى؛ فالطفل عندما يدرك اللغة منذ الصغر، فإنه يدركها ككل متكامل، بدون عزل أي مهارة من المهارات الأخرى؛ فاللغة قد صنعت وموجودة حتى تمثل المعاني وتحضرها، فهي مكونة من رموز ترقد في بحر من القواعد المنظمة.
كما أن فنون اللغة تتداخل فيما بينها، وتتأثر مهارات كل فن من هذه الفنون بمهارات الفن الآخر، وتوجد مهارات مشتركة تفيد في أكثر من فن من هذه الفنون، كما توجد عوامل مشتركة بين هذه الفنون، فهذه المهارات تحتاج للإدراك والانتباه، كما يفيد التمييز السمعي للألفاظ، وتنظيم الأفكار، في الاستماع والقراءة، والكتابة، فالصلات بين فنون اللغة كثيرة ومتنوعة.
تتضح العلاقة بين الاستماع والقراءة في أن ممارسة كل منهما يتطلب فهم الرسالة المستقبلة، منطوقة كانت أم مكتوبة. وإن ما يحدث للاستماع والقراءة، إنما يرتبط بوظائف الحاسة التي يعتمد عليها كل فن منهما، فإذا وصل الرمز المستقبل إلي المخ، عن طريق الأذن استماعا، أو عن طريق العين قراءة، فإن معالجة الرمز بعد ذلك، تعد واحدة من حيث العمليات العقلية والهدف المحدد.
حيث يعتمد فهم الرسالة على المعالجة اللغوية الفكرية لمضمونها حتى تلائم المخزون المعرفي للمستقبل، وتتمثل هذه المعالجة في إلحاق المعاني لكلمات الرسالة ورموزها، وإعادة بناء معناها في ضوء خبرة المتلقي، وقدرته اللغوية، فكل من القارئ والمستمع، يقصد إلي ما هو أبعد من ظاهر الاتصال، مفسرا جمل التراكيب، ومحددا معنى الرسالة.
وإن المهارات المكتسبة في الاستماع، هي أيضا أساس للنجاح في تعلم القراءة، في دقة ومهارة وطلاقة، وقد أثبتت البحوث أن هناك علاقة بين الاستماع والقراءة، وأن معامل الارتباط بينهما عال، وله دلالة إحصائية".
لذا يعد إهمال الاستماع، وعدم العناية به عند بعض الأطفال، سببا من أسباب ضعفهم في القراءة، وتعد الكلمات الأكثر سهولة في القراءة، هي الكلمات التي سمعها الطفل، وتكلم بها من قبل.
من هنا يمكن القول أن القدرة على الاستماع أساسية في تعليم القراءة، وأن الاستماع والقراءة، متشابهان أساسا، فكلاهما يشمل استقبالا للأفكار من قبل الآخرين.
ولكي يكون التلميذ قادرا على إدراك الكلمات والجمل والعبارات المطبوعة، فإنه لابد أن يكون قد استمع إليها منطوقة بطريقة صحيحة من قبل، فالفهم في القراءة، يعتمد على فهم القارئ لغة الكلام.
"فالاستماع يساعد على توسيع الثروة اللفظية للتلميذ؛ فمن خلال الاستماع يتعلم التلميذ كثيرا من الكلمات و الجمل والتعبيرات التي سوف يراها مكتوبة، إن الاستماع يحدث في معظم الأوقات؛ فالمدرسون يوضحون شفويا معاني الكلمات، ومما يقوله الكتاب المدرسي، والطلاب يستمعون إلي الطلاب الآخرين وهم يقرؤون قراءة جهرية، أو يتحدثون عن موضوع معين في اكتساب القراءة، ويوضحون محتوياته، ومن هنا تتضح العلاقة بين الاستماع والقراءة" .
كما تتضح العلاقة بين الاستماع والتحدث في أنهما ينموان ويعملان معا بالتبادل، ويكمل أحدهما الآخر؛ حيث إن النمو في أحدهما يعنى النمو في الآخر، وبالتدريب يحصل الطفل على كفاءة فيهما، كما أن فرص تعلم الاستماع، توجد في كل مواقف الحديث.
ورغم أنه يمكن التمييز بينهما فإنه لا يمكن الفصل بينهما فصلا تاما، فهناك علاقة بينهما يمكن تصورها على أنها علاقة تفاعلية، كما تبدو العلاقة الوثيقة التي تربط بين جهازي النطق والسمع، في أن تلف جهاز السمع عند شخص ما في سن مبكرة يؤدى إلي تلف جهاز النطق مباشرة. ومما يدعم هذه العلاقة أنهما يقعان في الشق الأيسر من المخ.
فالاستماع الجيد عامل أساسي في القدرة على الكلام، بحيث لا يستطيع الطفل أن ينطق الكلمات نطقا سليما إلا إذا استمع إليها جيدا، فإذا استمع طفل- مثلا- إلي تسجيل من متحدث يتميز بطلاقة في حديثة، فإنه يستفيد من ذلك في تحدثه بهذه الطلاقة.
كما توجد ثمة علاقة بين مهارات الاستماع ومهارات الكتابة؛ فالكتابة – في أحسن أحوالها- محاولة للتعبير عن اللغة في واقعها الصوتي، ولذا تعد الكتابة الصحيحة وتدريب الطلاب عليها، عملية أساسية في تعليم اللغة.
"ولأهمية الكتابة وقيمتها، أصبح تعليمها وتعلمها يمثلان عنصرا أساسيا في تعليم اللغة؛ بحيث يتمثل ذلك في العناية بثلاثة أنواع من القدرات: قدرة في الخط، وقدرة في الهجاء والإملاء، وقدرة في التعبير.
كما أن إتقان الكتابة يعتمد أساسا على الاستماع الجيد، الذي يمكن الفرد من التمييز بين الحروف والأصوات، وتبدو العلاقة واضحة بين الاستماع والكتابة في أن الاستماع الجيد يمكن من التمييز بين أصوات الحروف، كما أن الكاتب الجيد مستمع جيد، لأنه يرغب في الإفادة من فكر المتحدث وآرائه، وأن المستمع الجيد يستطيع أن يزيد من ثروته اللغوية والفكرية والثقافية، فيزداد تعبيره غنى وثروة، وأن الاستماع الجيد يساعد على كتابة ما يسمع، وتدوينه للاستفادة منه عند الضرورة أو الحاجة إليه.
ورغم أن التحدث فن تعبيري، والقراءة فن استقبالي، فإن مهارات النطق والأداء الصوتي، تعد مطلبا أساسيا لممارسة كل منهما. هذا فضلا عن أن كل منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به؛ فيؤدى الضعف في التحدث إلي ضعف القدرة على القراءة، وبالتالي على الكتابة، كما أن القدرة على تمييز الأصوات اللغوية عامل أساسي لنمو التحدث والقراءة.
وتساعد القراءة الطلاب على اكتساب المعارف، وتثير لديهم الرغبة في الكتابة الموحية، فمن خلال القراءة تزداد معرفة الطلاب بالكلمات، والجمل، والعبارات المستخدمة في الكلام والكتابة، وعلى هذا فهي تساعد الطلاب في تكوين إحساسهم اللغوي، وتذوقهم لمعاني الجمال وصوره فيما يستمعون، وفيما يقرؤن، ويكتبون.
حيث يقرأ الطلاب الأشياء التي سبق لهم أن تحدثوا عنها بسهولة، وعلى هذا فالموضوعات التي تناقش في المدرسة، يمكن تسجيلها لتصبح موضوعات قرائية للتلميذ نفسه، فمن خلال حوار الطلاب ومناقشتهم داخل الفصل، يتعرف على اهتمامهم وميولهم، ويبنى على ذلك اختياره لكتب القراءة وموضوعاتها.
كما توجد بين القراءة والكتابة علاقة وثيقة؛ فالكتابة تعزز التعرف على الكلمة، والإحساس بالجملة، وتزيد من ألفة الطلاب بالكلمات. وكثير من الخبرات في القراءة تتطلب مهارات كتابية؛ فمعرفة تكوين الجملة، ومكوناتها، وعلامات الترقيم والهجاء، كل هذه مهارات كتابية، ومعرفتها بواسطة القارئ تزيد من فاعلية قراءته، ومن جانب آخر، فإن الطلاب عادة- لا يكتبون كلمات وجملا لم يتعرفوا عليها من خلال القراءة، وخلال الكتابة قد يتعرف التلميذ على الهدف أو الفكرة التي يريد توصيلها إلي القراءة؛ فالكتابة تشجع الطلاب على الفهم والتحليل والنقد لما يقرءون .
ويعد الاستماع Listening أحد أهم فنون اللغة ، إن لم يكن أهمها على الإطلاق ، وذلك لأن الناس يستخدمون الاستماع أكثر من استخدامهم لفنون اللغة الأخر ، وهو أسبق فنون اللغة؛ لأن بداية تعامل الطفل مع اللغة يتم من خلال الاستماع ، وهو عامل هام في عملية الاتصال ؛ حيث يؤدى الاستماع دوراً مهماً في عمليتي التعليم والتعلم على مر العصور ، وهو يعد أساس اكتساب المعاني التي تكون متاحة في عمليات التحدث والقراءة والكتابة .
وهو أحد أهم مهارات اللغة عامة، وهو الأساس الذي تقوم عليه مهارات اللغة الأخرى؛ فهو الأداة الأولى التي حملت التراث الثقافي من جيل إلي جيل، قبل ظهور عملية الكتابة؛ حيث كان الاستماع والتحدث، هما الوسيلتان الوحيدتان في نقل ونشر التراث والمعارف، في ظل عصر كان الاتصال يعتمد فيه على الكلمة المنطوقة.
والاستماع شرط أساسي للنمو اللغوي بصفة عامة ؛ حيث يتطلب النمو اللغوي فهم السامع للكلمات المنطوقة من الآخرين ، لذا فالاستماع لا غنى عنه لظهور الكلام والقراءة والكتابة " فالطفل الذي يولد أصماً ، أو يفقد القدرة على الاستماع في سن مبكرة ، يفقد القدرة على الكلام ، وكذا القدرة على القراءة والكتابة ".
مفهوم الاستماع:
يتم التواصل اللغوي من خلال عمليتي الإرسال والاستقبال، وتتمثل عمليات الإرسال في مهارتي الحديث والكتابة، أما جانب الاستقبال فينظر إليه عادة على أنه من عمل حاستي السمع والبصر، وبالتالي فهو يعتمد على الاستماع والقراءة، وكلاهما يتطلب عملا عقليا وهو الفهم الاستماعي والقرائي.
وتعددت الآراء التربوية حول طبيعة عملية الاستماع ، من حيث كونها مهارة تنمو طبيعياً مع نمو المتعلم مثلها مثل أية مهارة أخرى ، أو من حيث كونها مهارة تحتاج إلي البحث والدراسة ، والقياس الكمي ، أو من حيث كون الاستماع مرادفاً للسماع ، أو أنها مهارة تشترك مع غيرها من المهارات الأخرى ؛ مما لا يستوجب تخصيص حصص لها ، أو أوقات لتنميتها .
وعند تعريف الاستماع، يجب توضيح الفرق بين ما يراد به وما يراد بغيره؛ فهناك بعض الفروق بينه (الاستماع) وبين السمع، والسماع والإنصات.
"فالسمع: يقصد به الحاسة المعروفة، وآلته الأذن. أما السماع: فهو يقتصر على عملية استقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين، دون إعارتها انتباها مقصودا، وبدون إعمال لفكر فيها، وهى عملية فسيولوجية، يتوقف حدوثها على سلامة الأذن، وقدرتها على التقاط الذبذبات الصوتية.
والسماع أمر لا يتعلمه الإنسان، لأنه لا يحتاج إلي تعلم؛ فالطلاب عندما يسمعون (وهم داخل فصولهم) صفارة القطار، ومطارق الصناع، وجلبة الأسواق، فإنهم يسمعون دونما نشاط وانتباه؛ فكل هذا يعد من قبيل السماع.
أما الاستماع Listening: فقد عرفه البعض بأنه "أكثر من مجرد سماع، أنه عملية يعطى فيها المستمع اهتماما خاصا، وانتباها مقصودا لما تتلقاه أذنك من أصوات" ، ويعرفه البعض بأنه "فن يعتمد على عمليات معقدة؛ فهو عملية يعطى خلالها المستمع اهتماما خاصا، وانتباها مقصودا لما تتلقاه الأذن من أصوات" وهو أيضا : استقبال الأذن لذبذبات صوتية، مع إعطائها انتباها خاصا، وإعمال الذهن لفهم المعنى.
ويرى البعض أن الاستماع هو :أحد أدوات نقل اللغة الفظية؛ حيث يصدر الكلام عن الجهاز الصوتي للإنسان، ويحمله الهواء على شكل ذبذبات صوتية إلي أذن السامع القريب من المتكلم، حتى يستطيع أن يستقبل الذبذبات الصوتية واضحة قبل أن تتلاشى في الهواء .
أما الإنصات: "فهو الاستمرارية في الاستماع ، والفرق بين الإنصات والاستماع "هو فرق في الدرجة، وليس في طبيعة المهارة" ويرى البعض أن الإنصات لا يختلف عن الاستماع، غير أنه يشير إلي درجة معينة من درجاته، ونوع من أنواعه، ويتصف بالانتباه القوى والتركيز الحاد، وهو ما يمكن أن يطلق عليه الاستماع اليقظ Arrentivel listening.
يلاحظ مما سبق، أن هناك فروقا بين السمع Hearing والسماع Hearken والاستماع Listening والإنصات Auding. وهى –جميعها- مراحل متعاقبة، تبدأ من استقبال الأذن للذبذبات الصوتية وتنتهي بعملية الاستماع، وتبلغ الذروة في مرحلة الإنصات؛ حيث المبالغة في الاستماع والاستغراق فيه.
ويمثل الاستماع جانباً كبيراً في التعلم ، وأنه وسيلتنا الأساسية في التفاعل مع الناس ، وأن الأطفال يقضون ما بين 50% إلي 70% من أوقاتهم داخل الفصل في الاستماع إلي معلميهم ، أو إلي زملائهم ، أو إلي الوسائل السمعية ؛ ومن ثم يجب تدريب الطفل على ذلك حتى يستطيع فهم كل من حوله .
ويتضمن الاستماع نشاطاً يحتاج إلي انتباه واع لأصوات التعبير المتحدثة ، وذلك من أجل الحصول على بعض الأفكار والمعاني.
ويقصد بالاستماع السمع مع الفهم ، والتفكير والاستجابة ، كما هو عملية يعطى فيها السامع اهتماماً خاصاً ، وانتباهاً مقصوداً لما تتلقاه أذنه من أصوات .
أهمية الاستماع:
أعطى الله سبحانه وتعالي لحاسة السمع أهمية كبيرة في كتابه العزيز؛ حيث إن القرآن الكريم يركز على "حاسة السمع" ويجعلها الأولى بين قوى الإدراك والفهم التي أودعها الله في الإنسان؛ حيث قدم السمع على البصر في أكثر من سبعة وعشرين موقعا، ومن ذلك: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا" (الإسراء، آية 36). "إن الله كان سميعا بصيراً" سورة (النساء، آية: 58). "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" سورة(الشورى، آية: 11). و"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلك تشكرون" سورة (النحل، آية : 87).
يتضح من خلال الآيات السابقة أن حاسة السمع، أدق وأرهف من حاسة البصر.
"وهذا الأمر يؤكده علماء التشريح الآن؛ فمثلا يمتاز جهاز السمع على جهاز البصر، بإدراك المجردات، كالموسيقى، والتداخلات؛ مثل حلول عدة نغمات داخل بعضها، كما أن الأم تستطيع أن تميز صوت بكاء طفلها من بين عدة أصوات .
وأوضح البعض أهمية حاسة السمع وتقديمها على البصر "حيث إن السمع حاسة تستغل ليلا ونهارا، وفي الظلام والنور، في حين أن المرئيات لا يمكن إدراكها إلا في النور، كما أن الإنسان يمكنه أن يدرك الأصوات من مسافة قد لا تصل إليها الرؤية؛ حيث تحول موانع؛ من جبال ووديان، وأن الإنسان يستطيع أن يدرك عن طريق المقاطع الصوتية، أفكارا أرقى وأسمى مما قد يدركه بالنظر؛ من حيث اختلاف درجة الصوت، وتعدده، وشدته، وتنوعه.
ويتأكد دور الاستماع في عصرنا الحديث في عمليات الاتصال على نحو متزايد، بعد أن أهمل ولفترة طويلة، فنحن نعيش في عصر استخدام البرقيات المنقولة، والتليفزيون ، وتسجيل الأحاديث، والراديو، والتليفون، ورفاهية الإنسان أصبحت تعتمد على الاستخدام الكفء للغة الشفوية، في المحافل الدولية، ومنظماتها، ومؤسساتها السياسية والعسكرية.
والاستماع أداة رئيسة في الحفاظ على المنطوق، وجودة أدائه، وصحة التلفظ به، فلقد حفظ الصحابة القرآن الكريم لأنهم سمعوه، ثم نقلوه لمن بعده كما سمعوه، فمن أراد بعدهم أن يحفظ القرآن سليما كما أنزل على الرسول (صلى الله عليه وسلم) أخذه عن غيره تلقيا، ثم حفظا، وهكذا تواتر القرآن الكريم بالشكل الذي نزل به.
والاستماع مهارة تعليمية كذلك؛ فعن طريقة يكتسب الطفل لغته؛ فالطفل يولد وهو مزود بالقدرة على التعبير، إلا أنه لا يستطيع القيام بهذه الوظيفة، إلا بعد أن تصل الأجهزة الداخلية الخاصة بالكلام إلي درجة معينة من النضج.
وللاستماع دوره الذي لا ينكر في تعليم من حرموا نعمة البصر؛ فقد كانت الطريقة الوحيدة لتعليمهم هى الاستماع عن طريق الأذن، قبل اختراع الأدوات الحديثة، وهذه الطريقة هى التي يتبعها المكفوفون في التعليم؛ حيث تعودهم التركيز والانتباه" .
والطفل يكتسب لغته عن طريق السمع؛ حيث يتعلم الكلام من أبويه، والمحيطين به، عن طريق السمع، فالاستماع من الأمور الأساسية لظهور الكلام عند الطفل؛ فهو يسمع ويحاكى ما يصل إليه عن طريق السمع؛ فالاستماع – حينئذ- تتمثل أهميته في المحاكاة.
ورغم الدور الهام الذي يقوم به الاستماع كمهارة استقبال، وكجانب لغوى له أهميته في عملية التواصل اللغوي- ألا أننا نلاحظ أنه يعد أكثر فنون اللغة إهمالا في مدارسنا؛ فمعاهدنا ومدارسنا لا تهتم إلا بتعليم القراءة والكتابة والتعبير الشفهي والتحريري.
"فهناك اعتقاد راسخ بأن الاستماع ينمو لدى الإنسان بطريقة تلقائية، ما دام له أذنان؛ فهو كالمشي والكلام، وهذا القياس خطأ؛ فالطفل في حاجة إلي من يعلمه الكلام رغم أن له فما، وبحاجة إلي من يدربه على المشي رغم أن له أذنين.
كما أن هناك بعض الاعتقادات التي ترى "أن الاستماع يتم بطريقة آلية استجابة لواقع الحياة، ولا يتم بطريقة موجهة، فيمكن ممارسته خارج المدرسة؛ حيث إن الناس يقضون معظم أوقاتهم مستمعين، ولا حاجة لهم بتعليم الاستماع، بخلاف القراءة والكتابة، وهذا الاعتقاد يعنى أن الجهد التعليمي تجاه تحسين القراءة والكتابة يكون أكثر فائدة من أي جهد يوجه نحو تحسن الاستماع.
فالاستماع- إذن- مهارة قابلة للتعليم والتدريب، وبالتالي للنمو والتطور والتعليم.
وتبرز أهمية الاستماع في كونه وسيلة فعالة، ومؤثرة في تعليم الإنسان بصفة عـامة ، والطفل الذي هو موضوع الدراسة بصفة خاصة ، فالإنسان منذ ولادته، وحتى نهاية حياته يبدأ مستمعاً ، فمتعلماً ، وليس العكس .
لذا فقد هيأ الله سبحانه وتعالي الإنسان لهذه العملية فخلق له حاسة السمع التي تعد إحدى الوسائل الأساسية والمهمة في اتصاله بالعالم المحيط به ، سواء أكان جنيناً أو كائناً يعيش في عالمه الخارجي .
وقد دلت بعض الآيات القرآنية على ذلك ، ومن هذه الآيات قوله الله تعالي ) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ( (الملك 23) وقوله تعالي ) وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( سورة(النحل 78) .
ففي مرحلة التعرف على الأشياء يربط الطفل ما يسمعه بما يراه ؛ فيسمى الأشياء بمسمياتها ، وتبد شخصيته في النمو ، وسلوكه في التطور الطبيعي فكرياً ، واجتماعياً ، وحركياً ، وتتطور قدرته في التعرف ، والتمييز في مرحلة النطق والكلام مع عمره العقلي ، ويتفاعل مع المجتمع ؛ وبهذا يمكن اعتبار تمييز الأصوات البداية الحقيقية لنمو الطفل ، وحاسة السمع أهم حواس الإنسان التي تمكنه من التعامل والتفاعل مع المجتمع الذي حوله .
وهذا يعنى أن التعليم يبدأ من خلال الاستماع أولاً لكل من حوله من مخلوقات وكائنات ، ثم تتكون بعد ذلك عملية الفهم التي تتضمن الإدراك الذي يوصله فيما بعد لعملية التمييز التي يستطيع من خلالها تصنيف الأشياء المسموعة من أصوات ، وحركات ، ونبرات ، وصيحات ، وهمسات ... الخ إلي مجموعات تختلف كل منها عن بعضها البعض ، ولذا فقد كانت الآيات القرآنية المتعلقة بتوجيه الأنبياء ، وإرشادهم ، وتعليمهم ، يوحى بها من الله سبحانه وتعالي إليهم عن طريق الاستماع لما يتلى عليهم ، ولما يوحى لهم به ، والدليل على ذلك عندما كلم الله سبحانه وتعالي موسى عليه السلام في (سورة طه) ليعلمه التوراة ، وليرشده إلي المبادئ القويمة التي يبلغها لقومه . فقد كانت الكلمات الأساسية في هذا التعليم تبدأ بـ ) وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى( (سورة طه )
ويتضح تدريب المتعلم على الاستماع الجيد فيما تحدثه هذه العملية من نتائج على المستقبل ( المتعلم ) للرسالة ، وكيفية توصيلها كما استمع إليها ، وكما فهمها ، وكذلك في العمليات العقلية التي تمت بداخل المخ حتى ترجمت هذه الرسالة المستقبلة إلي حروف ، وكلمات وجمل ، وتعبيرات لغوية لا دلالة ، ولها معنى متفق مع مضمون الرسالة المستقبلة . وقد أشارت بعض الدراسات التربوية ، وآراء بعض التربويين المهتمين بمجال تربية الطفل إلي أهمية تعليم الطفل الاستماع الجيد في جميع المراحل الدراسية ؛ لما له من أثر في تعليم الطالب الفنون اللغوية الأخرى مثل (القراءة والكتابة والتحدث) .
ويجب تضمين برامج تنمية اللغة مهارات الاستماع ،والتي يمكن تصنفها في ثلاثة جوانب هى :
1- جانب حسا حركي : وهو ما يتعلق بطريقة الجلوس،وتركيز الانتباه واتخاذ الأوضاع المناسبة للإنصات الجيد ، واحتدام الصمت الواجب ، وعدم مقاطعة المحدث أو الانشغال عنه .
2- بعض التقنيات لتنمية مهارات الاستماع: من خلال شرائط الكاسيت والتسجيل والألعاب الصوتية.
3- جانب معرفي : ويتضمن الإدراك السمعي ؛ وذلك من خلال تعزيز مهارات الذاكرة السمعية – التمييز السمعي – التخليل السمعي .
وتبرز أهمية تعليم الاستماع من خلال إتاحة الفرصة للمتعلم للتخيل ، والتفكير بصورة حرة دون التقيد بالرسوم أو الصور التي تحملها الصحافة أو التلفاز؛ التي قد تشكل عائقاً على انطلاقه ذهن الطفل ، فصياغة الأفكار من خلال الأصوات تتيح للطفل أن يرسم بعقله الصور اعتماداً على المضمون المسموع.
ويستطيع المتعلم أن يستخلص قاعدة لغوية معينة من النماذج التي يسمعها ، ثم يطبق هذه القاعدة ، وبعد ذلك يعدلها إلي أن تطابق القاعدة التي يستعملها الكبار.
ومن خلال ما سبق يتضح أن الاستماع الجيد أساس التعلم الجيد ، ويمكن أن يتم ذلك في مرحلة الطفولة المبكرة ، من خلال عدد من الأنشطة الموجهة التي تقدم للطفل في هذه المرحلة ، والتي تكون ملائمة لمراحل نموه العقلي والمعرفي ، وتتمثل هذه الأنشطة في : القصص – الأناشيد – الموضوعات الشائقة لطفل هذه المرحلة – الألعاب اللغوية – الأنشطة السمعية واللغوية التي تكشف عن قدرات الطفل .
ويمكن تلخيص أهمية الاستماع لطفل الرياض فيما يلي :
· تنمية اللغة الشفوية والمهارات المتعلقة بها من قدرة على التعبير ، وصياغة الجمل الصحيحة – والنطق الصحيح – ترتيب الأفكار وتنظيمها .
· تنمية قدرة الطفل على تمييز الأصوات، والحروف، والكلمات تمييزاً صحيحاً.
· إثراء حصيلة المتعلم اللغوية بالعديد من الألفاظ، والأساليب، والعبارات الجديدة.
· مساعدة المتعلم على تنظيم أفكاره بصورة مرتبة ومتسلسلة .
· مساعدة المتعلم على التخيل .
· تنمية التفكير الناقد لدى المتعلم من خلال ما يسمعه من آراء، وأفكار متفقة ، أو مختلفة حول موضوع معين .
· تنمية الذاكرة السمعية لدى الطفل، وتدريبه على الاحتفاظ بالمعلومات لمدة أطول.
· زيادة مدة الانتباه لدى المتعلم من خلال التدرج في استماعه للموضوعات ، أو الأناشيد ، أو القصص .
وهذا يعنى أن تعلم الاستماع لطفل هذه المرحلة يحتاج إلي وقت وجهد ؛ حتى يتدرب على كيفية الاستماع الجيد ، وكيفية صياغة الأفكار ، وإدراك المقصد منها ، ثم التعبير عنها حتى يصبح متحدثاً جيداً فعالاً ، وهذا الأمر يحتاج من المهتمين بمجال تربية الطفل الاهتمام بتربية هذه العادة لديه منذ طفولته.
سمات المستمع الجيد:
إن كفاءة المستمع – كما هو الحال مع كفاءة القارئ- هى أحد العوامل الحاسمة في تكوين الأمم المتحضرة، والتمييز بينها وبين الأمم المتخلفة.
ومن أهم سمات المستمع الجيد :
أولا: سمات عامة: وهى أن يعرف لماذا يستمع؟ ولمن يستمع؟ ولأي كلام يستمع؟ وأن يبتعد عن أماكن التشويش لما لها من أضرار في إعاقة عملية الاستماع. وأن يركز انتباهه ويكيف نفسه لسرعة المتكلم، بحيث يكون راغبا أو مستعدا للاشتراك مع المتحدث في مناقشة ما يبديه من آراء وما يعرض من أفكار، أن يتطلع إلي المتكلم، وأن يشارك المتكلم في المسئولية.
ثانيا: سمات أثناء عملية الاستماع: وهى القدرة على فهم أغراض المتكلم، وحمل نفسه على تذكر النقاط الهامة، ومتابعة الأمثلة والأدلة بعناية، والقدرة على فهم ما يقال فهما جيدا قبل الحكم عليه.
ثالثا: سمات عند تقديم الموقف. وهى أن يربط بين النقاط التي يثيرها المتحدث وبين خبراته وميوله الشخصية. وأن يحدد بين أسباب موافقته أو معارضته .
طبيعة عملية الاستماع:
إن اللغة ليست وسيلة للتعبير عما بنفس المتكلم أو الكاتب فقط، بل هى وسيلة للتفكير أيضا، وإثارة أفكار المستمع والقارئ ومشاعرهما، وتحريك وجدانهما، استجابة لأثر الكلام المستمع إليه أو المقروء. وإن عملية تصور المدلولات والمفهومات ضرورية لكل من المتكلم والكاتب، قبل أن تصدر منهما الكلمات والتراكيب والجمل، كما أن على المستمع والقارئ أن يعيدا تركيب هذه المدلولات والمفهومات، التي يظنان أن المتكلم والكاتب يقصدانها، وذلك بواسطة نظام اللغة الرمزي المشترك بينهم.
وتتضمن عملية الاستماع انتقال المعنى المسموع من المتكلم إلي المستمع، تحدث وفقا لعدة اعتبارات."وأهم هذه الاعتبارات ما يلي:
(1) إن المستمع أو القارئ يعيد تكوين صور ومعاني، قد تكون قريبة جدا أو بعيدة مما يقصده المتكلم أو الكاتب؛ فالناس يختلفون في إدراكهم للمعاني، وفي ترجمتهم للرموز التي استمعوا إليها أو قرءوها؛ وهذا الاختلاف يمكن ترجمتهم للرموز التي استمعوا إليها أو قرؤوها، وهذا الاختلاف يمكن تفسيره في ضوء الفروق الفردية والثقافية.
(2) إن المعاني لا تنتقل من المتكلم إلي المستمع، ولا من الكاتب إلي القارئ، وإنما الذي يحدث في عملية الاتصال، أن المتكلم أو الكاتب يمد المستمع أو القارئ بجملة من الرموز، يتم ترجمتها إلي معانيها في إطار من خبرة كل منهما.
(3) إن اللغة سواء أكانت شفهية أم كتابية ليست إلا نظاما رمزيا؛ فالمستمع لا يستمع إلي معان، بل رموز لمعنى في عقل المتكلم، والقارئ. والكاتب، والمتحدث، هكذا، فكل منهما يستخدم الكلمة كرمز للتعبير عما لديه من معاني الأفكار.
(4) إن المستمع لا يستطيع أن يترجم الألفاظ، أو الرموز المنطوقة، ويعطيها معانيها الكاملة التي قصدها المتكلم، ولو حدث ذلك ما رأينا سوء الفهم الذي تشاهده كثيرا بين الناس.
ومن والملاحظ أن المتحدث لا يذكر كل المعلومات المهمة بصورة صريحة، لذا يجب علينا استخدام معرفتنا لعمل الاستنتاجات المتعلقة بالمعنى. وحتى يتم فهم معاني المفردات يجب أن يحاول السامع فهم ما يقصده المتحدث بتلك الكلمات ويعد ذلك ضروري لفهم مدلول المعنى الحقيقي، وهذا يعنى التوصل إلي الاستنتاجات التي تعد لب عمليات الفهم .
ساحة النقاش