يتخذ الأدب اللغة وسيلة له، بل أبعد من هذا إن الأدب يحاكي الحياة، والحياة – في معظمها- حقيقة اجتماعية، رغم أن عالم الطبيعة الخارجي والعالم الداخلي الذاتي للفرد كانا أيضاً موضوعاً للمحاكاة الأدبية؛ فالأديب نفسه عضو في المجتمع، له وضعه الاجتماعي الخاص، يكافئه المجتمع معترفاً بجهده، وهو يتوجه بأدبه لجمهور من المتلقين، كما أن للأدب وظيفة نفعية أو اجتماعية، لأنه يرتبط في نشأته بمفاهيم وتقاليد اجتماعية.
لهذا يهتم الناقد الاجتماعي بالعلاقة بين النص الأدبي والعوامل الاجتماعية التي تظهر في النص الأدبي، فإن كان بينه وبين الحياة والمجتمع صلة فهو أثر أدبي قيم، تجب العناية به والإشادة بمنزلته، وإن كان لا يعالج شأناً من شئون الحياة والمجتمع والناس فهو أثر أدبي يجب أن يموت وأن يختفي.. فإن عالج الأدب الموضوعات الإنسانية العالية الخالدة كان أقرب إلى الخلود الأدبي، ومن هذا المنطلق يُعرف الأدب بأنه: فن جميل غايته تبليغ الناس رسالة ما في الحياة من حق وجمال.
ومن الرواد العرب الذين طبقوا المنهج الاجتماعي عمر فاخوري الذي أسس مدرسة التحرر الفكري، وقد نادى بأن الأدب كسائر الفنون الجميلة "ظاهرة اجتماعية أصلاً ووظيفة اجتماعية فعلاً.
ساحة النقاش