الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

وسائل التعليم هي مجموعة المعلومات التي تتشكل بها الرسالة التعليمية من فكرة أو معنى لتسير فهمها وتوفير الوقت والجهد لتوصل هذه المعلومات لدى المتعلم من خلال حواس الإنسان " السمع والبصر والشم " الذوق " اللمس " لاكتساب المهارات والخبرات والمعلومات لتعديل سلوكه وتغيير اتجاهاته وكلما أمكن استخدام أكثر من حاسة واحدة في عملية التعليم كانت مدخلات التعليم أوضح وأكثر فائدة يقول جيلفورد: إذا كان تمام التعليم  بالطريقة المثلى يتطلب وسائل تعليمية معينة وجب علينا أن نحاول توفيرها فهي تعطى الخبرة المباشرة للمتعلم، وعن طريقها يواجه الموقف من جميع نواحيه معرفية وعملية ووجدانية وغيرها، إلا أن الحياة التعليمية لا تقوم كلها على أساس الخبرات المباشرة لأن مجال الخبرات المباشرة ضيق ومحدود – مثلا – فماذا نفعل إزاء الأماكن البعيدة والماضي بتراثه وأمجاده، وماذا نفعل في الأشياء التي لا ترى بالعين المجردة كالذرة وغيرها فالخبرة المباشرة تقف عاجزة هذا ولابد من الالتجاء إلى الوسائل التي تقرب البعيد وتكبر الصغير وتخرج المعنى المجرد في صورة محسوسة بالعين أو العين والشم معا أو اللمس أو الشم أو الذوق. ..

لذلك لم يعد ينظر إلى وسائل التعليم على أنها مواد إضافية وأن النظرة الجديدة والشمولية لتطوير التعليم تؤكد على أهمية استخدام وسائل التعليم والتعلم بل أن تنفيذ الاستراتيجية التعليمية وصولا إلى أهداف التعليم يقتضى الاستخدام الأمثل للوسائل التعليمية لهذا سوف يذكر الباحث أهمية وسائل التعليم في العملية التربوية في النقاط التالية:

· أنها تصلح لجميع المستويات التعليمية والمواد الدراسية.

· أنها تثير اهتمام المتعلم وتتبع كل متعلم ما يحقق أهدافه ويثير اهتمامه، وكلما كانت هذه الخبرات التعليمية أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموس وثيق الصلة بالأهداف التي يسعى الطالب إلى تحقيقها والرغبات التي يتوجه إلى إشباعها، كما تجعل المتعلم أكثر تقبلا واستعداداً للمادة الدراسية حيث تساعده على زيادة خبراته وتنوعه، وتجعله أكثر استعداداً للتعلم لأن النمطية في طريقة التدريس تبعث على الملل.

· تنويع الخبرات التي تهيئها المؤسسة التعليمية للطلاب حيث تتيح لهم الفرصة للمشاهدة والاستماع أو الممارسة والتأمل والتفكير فتصبح بذلك حقلا لنمو المتعلم واكتسابه اتجاهات تربوية سليمة ولا شك أن التأثير في الاتجاهات أو السلوك أمر صعب بيد أن الأبحاث أثبتت أن المعينات التعليمية المسموعة أو المرئية لها القدرة في التأثير في الاتجاهات كما أنها تساعد على تكامل الخبرة والمعرفة فمثلا إذا رأى التعلم شيئا ما ولمسه وتذوقه وشمه وسمع اسمه فإن الخبرات البصرية واللمسية والسمعية والذوقية تتكامل جميعها وتتم المعرفة متكاملة.

· مواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين فيتمكن كل متعلم من فهم المعلومات أو الرسالة التعليمية حسب قدراته.

· زيادة مشاركة المتعلمين في اكتساب الخبرة وتنمية قدرتهم على التأمل ودقة الملاحظة وإتباع التفكير العلمي السليم للوصول إلى حل المشكلات، كما يؤدى هذا الأسلوب إلى تحسين نوعية التعليم وكفاءة المادة الدراسية ورفع مستوى الأداء عندهم وتكوين القدرة النقدية لديهم يقول رونثرى: أن الوسائل التعليمية مدخل التربية قائم على حل المشكلات وطريقة للتفكير تتناول التعليم والتعلم تناولا منظوما وتحليلا لما فيه من أسس ومهارات يشبع الاحتياج الفردي للتلاميذ ويكون القدرة النقدية لديهم كما تؤدى إلى ترتيب الأفكار واستمراريتها عند المتعلم.

· تساعد على إرهاف الشعور وتذوق الجمال والميل إليه، كما تساعد في تكوين القيم والمثل العليا والاتجاهات كما تزيد من شوق المتعلم لدراسة الموضوعات التي يقدمها المعلم.

· تسهم في حل كثير من المشكلات التربوية مثل مشكلات المعوقين، محو الأمية ازدحام الفصول وقاعات المحاضرات، كما تختصر الوقت والجهد.

· تحاشى الوقوع في اللفظية بمعنى أن يستعمل المعلم أو المتخاطب ألفاظا ليس لها عند المتعلم نفس الدلالة التي لها عند قائلها ولا يحاول توضيح هذه الألفاظ المجردة بوسائل تعليم محسوسة، لذلك فإن استخدام الوسيلة المناسبة للموضوع تكسب اللفظ أبعادا من المعنى تقترب به من الحقيقة الأمر الذي يساعد على زيادة التطابق والتقارب بين معاني هذه الألفاظ في ذهن المعلم وذهن المتعلم حتى يتم التفاهم بينهما فهي تضفى الواقعية على التعليم اللفظي، وينتقل التعليم اللفظي إلى التعليم عملي محسوس.

· تثير النشاط الذاتى لدى المتعلم، لأن التدريس اللفظي يغلب عليه عنصر الحفظ والتلقين مما يجعل دور المتعلم في الموقف التعليمي دورا سلبيا ولكن عند استخدام وسائل التعليم استخدما سليما يتيح للمتعلم فرص المشاركة الإيجابية في المواقف التعليمية سواء عن طريق تحديد النواحي التي يرغبون تعرفها وفهمها من مشاهدة المعينات والاستماع إليها، أو عن طريق ما رواه أو سمعوه منها ثم عن طريق البحث عن إجابات ما قد يثيره استخدام المعين من أثارات جديدة حول موضوع الخبرة.

·    تزداد قدرة الطلاب على الإنجاز المعرفي ويرتفع معدل ذكاؤهم لمشاركتهم والأنشطة التعليمية  وللوسائل لتعليمية أهمية ودور في توصيل المعارف بوضوح ومغالية تتجاوز طرق التلقين والإلقاء بمراحل , كما أنها قادرة على توصيل المعارف بأشكال متنوعة وطرق مبدعة وألون جميلة وعروض شيقة.

إن استخدام النشاط والوسائل التعليمية يمكن أن يفيد فيما يلي:

·          توسيع خبرة التلاميذ بالعالم والأحداث الإنسانية.

·          تفجير الطاقات الإبداعية وتكوين الاتجاهات الإيجابية.

·          ملاءمة الفروق الفردية بين التلاميذ.

·          تنمية المهارات الاجتماعية في التعامل مع الآخرين.

·          إثراء الجوانب الوجدانية لدى الطلاب.

·          تطبيق واستخدام المعارف والمعلومات والإرشادات.

  هذا وقد وضع المتخصصون العديد من الأسس التي ينبغي مراعاتها عند استخدام الوسائل التعليمية في العملية التعليمية منها:

·          أن تحقق أهدافا محددة في مجالات التعلم المعرفية والمهارية والوجدانية.

·          أن تلائم مستويات التلاميذ وقدراتهم وبيئاتهم.

·          أن تلائم ميول التلاميذ وطبيعة المادة.

·          أن تقدم خبرات متنوعة ومناسبة.

·          أن تثرى عمليات التعليم والتعلم.

·          أن تتيح فرصة المشاركة.

·          أن تتيح فرصة للتعلم الذاتي والتعاوني والتنافسي.

·          أن تتضمن نطاقا للتغذية الراجعة والتقويم.

·          أن يراعى عند تقديمها الوقت والمكان المناسبين.

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 192 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,617