الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

1-    الغزو الفكري:

يستهدف الغزو الفكري توهين الإسلام في نفوس أبنائه، وزحزحة التربية الإسلامية عن العمل في المجتمع؛ وفى هذا ضرب للإسلام من الداخل عن طريق إضعاف فاعليته، وعزله عن التأثير في حياة المسلمين، وتحويله إلى دين كهنوتي لا يهتم بالحياة الاجتماعية للناس من قريب أو بعيد، وفيه – أيضا –  منع انتشار الإسلام خارج أرضه وفرض الإقامة الجبرية عليه، وخطورة هذا الغزو أنه يتسلل إلى العقول والقلوب في صور شتى دون أن نستعد لمواجهته، كما أن له وسائل خداعه براقة محفوفة بالمغريات، مما يجعل المعرضين له يفقدون روح المقاومة وكثيرا ما يلجأ هذا الغزو إلى تجنيد نفر من أبناء المسلمين ليكونوا عونا للغزاة.

وقد استخدم هذا الغزو منافذ متعددة –  قد تبدو متباينة -  ولكنها تلتقي جميعا في محاربة الإسلام والمسلمين، ومن هذه التيارات: الاستشراف، والتبشير، والصهيونية، وغيرها. ويعد الاستشراف هو المنجم والمصنع الفكري الذي  يمد أنصار الغزو الفكري بالمواد التي يسوقونها في العالم الإسلامي، لتحطيم عقيدته وتخريب عالم أفكاره، والقضاء على شخصيته الحضارية التاريخية.

ويفرز هذا الغزو الفكري الوافد مشكلات تواجه التربية الدينية في مدارسنا وصعوبات يجب التفكير في مواجهتها، والتغلب عليها، فنحن أمام شباب – وبخاصة في المرحلة الثانوية – إذا لم يجد في هذه التربية إشباعا وإقناعا، وإذا لم تكن قادرة على جذبه نحو الدين ومبادئه، كان من السهل انحرافه نحو تلك التيارات، لاسيما وأنها ترتبط بكثير من المغريات، مما يشجع الشباب على السير نحوها.

ومما تجدر الإشارة إليه – هنا – أن معدل الأمية في بلدان العالم الإسلامي – أمة اقرأ – لا يزال في حدود 5و45 % أي نصف سكان العالم الإسلامي – تقريبا – يعانون من الأمية، إضافة إلى أن هذه الظاهرة لا تعرف تراجعا في عدد كبير من هذه البلدان، وإذا كان ذلك في شأن أمية القراءة والكتابة، فإن الحديث عن الأمية الدينية – حيث الجهل بالدين أو ببعض جوانبه، أو الفهم الخطأ له، وغير ذلك.

ولاشك أن ما تعانيه تربيتنا من قصور كمي وكيفي يستدعى – إزاء هذا الغزو الفكري – بذل جهود أكبر لتمكين المتعلم خاصة والمواطن عامة من ملاقاته، بالعقيدة الراسخة، والتفكير الموضوعي السليم في كل مناحي الحياة، والتعامل العقلاني مع عناصر البيئة، وبلوغ أقصى درجات الجودة في العمل والإنتاج، والسيطرة على منتجات تقانة المعلومات، بل الانتقال إلى إنتاجها وتطويرها لتسخيرها لخدمة المجتمع والأمة.

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 182 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,315