إذا كانت المواد الدراسية كلها تتساوى في أنها تقدم حصيلة من المعرفة في كل منها تختلف من مادة دراسية إلى مادة دراسية أخرى حيث ينظر إلى المواد الدراسية على أنها مكونة من معرفة , وهذه المعرفة لها بنية أساسية ينبغي أن تكون الهدف الرئيسي في التدريس. وتدريس التربية الدينية الإسلامية بوصفها مادة دراسية ينبغي أن تكون قائما على هذا الأساس بحيث يتم التركيز فيه على المبادئ العريضة والقيم والمفاهيم الكبرى , وبذلك يتاح لنا تقديم التربية الدينية بشكل ومستوى يضمن لنا في النهاية ما نرمى إليه من أهداف وغايات.
وإذا ما أردنا أن نقف على طبيعة المعرفة الدينية، فعلينا أولا أن نذكر الدلالة اللغوية لكلمة { المعرفة } المعرفة والعرفان: إدراك الشيء بتفكير وتدبر لأثراه , وهى أخص من العلم , يقال: فلان يعرف الله ولا يقال يعلم الله , والمعرفة { إدراك الشيء على ما هو عليه , وهي مسبوقة بنسيان حاصل. .. ولذلك يسمى الحق ـ تعالى ـ بالعالم دون العارف } والمعرفة كما يقول الماوردي: { عقلية تكتسب من استعمال العقل وكثرة التجارب وممارسة الأمور , وهذا يؤدي إلى معرفة حقائق الأمور } فهو يشير إلى أن محط المعرفة هو العقل وطرق اكتسابها من خلال تأمل العقل وإعماله فيما يمر بالإنسان من تجارب سواء تجاربه الخاصة به أم تجارب غيره، ومن خلال ممارسة الأمور التي تؤدى إلى معرفة حقائقها وبواطنها.
والعلم والمعرفة من مطلوبات التربية الدينية الإسلامية التي نصت مصادرها الأساسية على طلب المعرفة والعلم , ذلك العلم الذي اختص الله سبحانه وتعالى به آدم فهو { علم يتصل بالأرض والحياة على ظهرها واستثارتها واتصال عمرانها واستكشاف قواها وإسرارها , ولن تكون الأرض وحدها مهاد الحياة البشرية , فالأرض إحدى بنات الشمس والمعيشة فوق ترابها مرتبط بكواكب شتى في السماء , فلابد أن تتسع المعرفة الآدمية لتشتمل على علوم الكون والحياة.
فالعلم في الإسلام يستحيل أن يخاصم الدين أو يخاصمه الدين , وقضية النزاع الموهوم بين العلم والدين لا صلة لها بالدين الصحيح , وليس أدل على ذلك توجيهات القرآن الكريم وتلميحاته لطلب العلم من خلال ما أعطاه الله تعالى من أدوات للإنسان قال الله تعالى: { وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل 78.
مفهوم التربية الإسلامية:
يتفق علماء المنطق على أن الكلمة المركبة يمكن تعريفها بطريقتين؛ الأولى باعتبار الإضافة، والثانية باعتبار العلمية، ولذا لزم تعريف التربية الإسلامية باعتباره مركباً إضافياً وهذا يستلزم تعريف أجزائه - التربية الإسلامية، كل جزء على حده، وذلك من خلال تعريف جزئية، ثم تعريفة باعتباره اسما لعلم، وذلك على النحو التالي:
أ- تعريف كلمة التربية:
كلمة التربية في اللغة لها العديد من المعاني منها:
1- ربا الشيء يربوا ربواً ورباءً: زاد ونما وأربيته: نميته لقوله تعالى: وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ الروم، آية 39.
2- ربى على وزن خفي بمعنى نشأ وترعرع.
3- ربَّ « ربب » يقال ربَّ فلان الأديم: أصلحه بالشب ونحوه حتى يصلح شيئاً فشيئاً، ورب الضيعة يربها إذا أتمها وأصلحها.
4- ويقال ربى فلان فلاناً إذا تعهده بالرعاية والحماية وحسن التوجيه إلى طريق الخير والفلاح، ومنه قيل للحاضنة رابة وربيه لأنها تقوم بتدبير أمر من تربية وترعى شئونه.
وحول هذه المعاني نجد تفاسير متعددة للرب في شرح قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) نذكر أقربها وهو ما جاء في كتاب «أنوار التنزيل وأسرار التأويل» وهو قوله: (أصل الرب) بمعنى التربية وهى بلوغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً ثم وصفه تعالى للمبالغة.
فتربية النشء على هذا الأصل تكون بالعمل على إيصاله إلى الكمال شيئاً فشيئاً في حياته بصورة تضمن له الأمان والاطمئنان وفى السعادة وصلاح الحال.
أما عند علماء التربية فيمكن تعريفها بأنها: " عملية الحياة ذاتها وأسلوبها العضوي الطبيعي ومن ثم ويعرفها " بستالوزي بأنها: "النمو المتزن المنسجم لجميع قوى الفرد ". وفى مطلع القرن العشرين يأتي "جون ديوي" ليضيف فكرة جديدة إلى معنى التربية حينما يعد الطفل محور العملية التربوية، حوله تدور ومن أجله توضع البرامج وعلى أساس طبيعته وميوله واستعداداته، وعمره العقلي توضع الكتب وتعدل أساليب التعليم.
ومما سبق يمكن تعريف التربية تعريفا جامعا بأنها: العمل على تحقيق النمو المتزن في جو اجتماعي ينسجم مع سنه وطبيعة طفولته ويعتمد على ميوله ودوافعه واهتماماته في غير إجبار ولا إكراه.
ب- تعريف كلمة الإسلام في اللغة:
لكلمة الإسلام في اللغة ثلاث معان:
1- الاستسلام والانقياد والخضوع، يقال استسلم أي انقاد.
2- الدخول في الطاعة. قال تعالى: ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )( البقرة 131 ) أي أطعت.
3- الإخلاص: قال تعالى: (ورجلاً سلماً لرجل) أي مخلصاً.
* تعريف كلمة الإسلام عند العلماء:
يعرفها ابن تيمية (781هـ) قائلا بأن الإسلام هو: " الاستسلام لله وحده فمن استسلم له ولغيره فقد أشرك ومن لم يستسلم له كان مستكبراً، والمشرك والمستكبر كلاهما كافر، والاستسلام لله وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده" وذلك في كل زمن بما أنزل على نبي هذا الزمن.. .. ".
ويعرف ابن رجب الحنبلي الإسلام بقوله: "هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله وإتباعه فيما جاء به ". وبالجمع بين هذه المعاني يمكن أن نقول أن المقصود بكلمة الإسلام هي جملة ما أنزل الله على محمد -e - من الشرائع التي تدعو إلى الطاعة والانقياد والإخلاص في العمل لله وحده وفق منهج محدد ابتغاء المكافأة منه عز وجل.
تعريف التربية الإسلامية:
يشيع استخدام مصطلح التربية الإسلامية، وبخاصة بين المدرسين والطلاب على أنها المواد المنهجية التي يدرسها الطلاب في المدارس، والمشتملة على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والعبادات والمعاملات والسير والتهذيب.. . والحقيقة أن التربية الإسلامية أشمل وأعمق من ذلك بكثير، وفيما يلي عرض لبعض التعريفات الخاصة بالتربية الإسلامية.
يعرفها البعض بأنها: "التربية الإسلامية هي إنشاء الإنسان إنشاء مستمراً من الولادة حتى الوفاة.. . هذا على الامتداد الأفقي.. . أما على الامتداد الرأسي فهي تربية كاملة متوازنة، عقلية بالمعرفة، وجسمانية بالرياضة، ونفسية بالإيمان وهى جامعة من حيث أنها تغرس القيم الخلقية والاجتماعية التي تحمى الإنسان من أخطار الاضطراب والتمزق.
ويعرفها آخر أنها: " لون خاص من التربية يمثل صنع الإنسان المتوازن المتكامل وطريقة بناء ذاته وتكوين شخصيته عقلياً ووجدانياً والعمل على تكوين أفراد لهم خصائص ذاتية واجتماعية تؤهلهم للإسهام في تكوين مجتمع متقدم، كل هذا على أساس من فضائل السلوك وسامي المثل».
وبالنظر إلى التعريفات السابقة يلاحظ أنها تدور حول المعاني التالية:
- أن التربية الإسلامية تربية تنمى الإيمان وتقوى العلاقة بين الإنسان وخالقه، وفى ذلك إشباع لما لديه من مشاعر انفعالية كإحساسه بالحاجة إلى التدين، وإحساسه بالحاجة إلى الأمن والطمأنينة النفسية، وهى تربية تعنى بالعقل الإنساني وتدريبه على التفكير العلمي السليم والنظر والبحث، وتزوده بالعلم والمعرفة.
- أن التربية الإسلامية تربية تهدف إلى تهذيب الخلق وإعلاء الدوافع والارتقاء بالسلوك الإنساني وتوجيهه نحو خدمة الإنسانية وخيرها فهي لا تعطيه معلومات بقدر ما تعطيه سلوكاً وقيماً.
- أن التربية الإسلامية تربية لا تغفل عن صحة الإنسان وقوته الجسمية، وهى في كل ذلك تقوم على معتقد يربط الإنسان بالله عقلياً وعاطفياً يئول أخيراً إلى سعادته في الدنيا والآخرة.
الأهداف العامة للتربية العربية الإسلامية:
مع ظهور الدين الإسلامي الحنيف في الجزيرة العربية تعرض المجتمع العربي إلى نقلة نوعية كبيرة؛ فالبيئة الاجتماعية القائمة على التعددية القبلية أصبحت قائمة على أساس التوحد ومن التناحر والانقسام الاجتماعي إلى الوحدة الاجتماعية الكبرى التي تمثلت بالأمة وبعد أن خرج العرب حاملين رسالتهم إلى الأمم الأخرى حملهم الله سبحانه وتعالى مسؤولية عظيمة في تحرير الإنسان من الاضطهاد وقد رافق ذلك تمسكهم بمنهجهم الجديد منهج القرآن الكريم المبني على أساس تحكيم العقل بالاعتماد على الحجج والحوار وفي الإثارة والإقناع والتعليل والبرهان والحجة والمنطق. ومن الطبيعي أن تؤثر هذه النقلة بشكل مباشر على التربية وأساليبها وأهدافها.
ويمكن إجمال أهم الأهداف التربوية الإسلامية التي لها علاقة بالبيئة والسلوك الديني والاجتماعي والتربوي فيما يلي:
· عبادة الله عز وجل: تميزت الثقافة العربية الإسلامية عن الثقافات الأخرى بالتوحيد وقد اشتهرت في العالم على هذا الأساس والتوحيد كهدف لا يقتصر على المعنى الديني المحدود بل يشمل كل جوانب الثقافة العربية وإبداعاتها وذلك لسبب جوهري هو اختلاف معنى الدين في الإسلام عن المعنى الذي جرت عليه الديانات السابقة فلقد تجاوز الدين في مفهومه الجديد تلك الحدود أولا من صلات الإنسان مع قوى الغيب العلوية إلى حدود أخرى أعطاها نفس الاهتمام، ألا وهي صلات الإنسان مع الإنسان ثم فوق ذلك حمل المخاطبين به على الاحتكام في كل تلك الصلات مع الله والإنسان إلى العلم والعقل والفكر.
· تعد العبادة في نظر الإسلام الهدف الأساس فهي منهج حياة ويشتمل على ما يقوم به العبد من أقوال وأحاسيس أو أي مظهر من مظاهر سلوكه وهي لا تعني الانقطاع أو الخلو بل تعني المشاركة والتفاعل البشري على أساس ما أمر به الله سبحانه وتعالى أو ما نهى عنه فهي ضبط للسلوك الإنساني أولا وأخيرا، ولو تحققت بهذا المعنى لكان سلوك الإنسان مع نفسه وأسرته ومع مجتمعه وعالمه سلوكا أخلاقيا نبيلا خاليا من التعصب والحقد والكره والبغض ولكان في الوقت نفسه سلوكا ملتزما بالحق منصفا للآخرين دون تفريط أو إفراط.
· إن ذلك يقضي أن يتعلم الإنسان ويعي مسؤوليته اتجاه الآخرين ليتطابق ما تعلمه مع فعله الواقعي وتعامله مع فعله الواقعي وتعامله مع أفراد مجتمعه، ولذلك فقد نبه الله سبحانه وتعالى الذين يعلمون الناس أمور دينهم ولم يطبقوها على أنفسهم ولم يتجسد في سلوكهم اليومي فيقول تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } البقرة: 44.
· تهذيب الأخلاق وضبط السلوك: إن هدف الأخلاق وضبط السلوك يعد من أهم الأهداف التي تسعى التربية العربية – الإسلامية إلى تحقيقها في تنشئة الطفل وهو محور النشاط التربوي وقد ظهرت أهمية هذا الهدف واضحة من خلال ما ورد في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة من آيات وأحاديث تحث المسلم على التحلي بالخلق الكريم وقد خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم في قوله تعالى: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))( القلم 4) وذهب المفكرون المسلمون أمثال الإمام الغزالي إلى ربط العلم بالعمل والسلوك الديني بالسلوك الأخلاقي فالتربية بالنسبة له هي: إخراج الأخلاق السيئة وغرس الأخلاق الحسنة في نفس المتعلم. والتربية الصحيحة ما هي إلا عملية بناء للقيم وبذلك فهي تشجيع التلاميذ على الخلق النبيل وان يكون اللوم والتوبيخ والعقاب برفق معهم وهي عملية توجيه لا تأنيب وعقاب وعنف لذلك نجد أن الغزالي كان ضد الإسراع في معاقبة التلاميذ بل انه كان يحبذ التعرف على الدوافع الكامنة وراء السلوك الشاذ والسعي إلى تغيرها وتعديلها فالتلميذ لا يولد شاذا ولا منحرفا وإنما هناك ظروف تدفعه إلى مثل هذا السلوك غير السوي.
· التوحد مع الجماعة: إن التوحد مع الجماعة بالدرجة الأساس هي حماية للفرد وتأمين حاجاته النفسية والمادية وهي بذلك تحفظ كيانه الذي هو جزء من كيان المجتمع الذي يعيش فيه ومن هذا المنطلق فقد شددت التربية العربية - الإسلامية على صيانة حقوق الفرد وتوفير متطلبات حياته ودعت إلى تحقيق العدل بين الأفراد والتجرد من الأنانية والمنفعة الشخصية على حساب حقوق الآخرين. وقد تطلب التوحد بناء علاقات وثيقة مع الأسرة والأقارب والتأدب في المحيط الاجتماعي هي إحدى وظائف الأسرة في صياغة سلوك الطفل وتشربه بالقيم الأخلاقية السامية في الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه.
· الجهاد في سبيل الله، فرض الدين الإسلامي الجهاد على كل مسلم يستطيع عليه وهو يختلف عن الحرب من حيث المعنى فالحرب قد تكون بغيا وعدوانا وقد تكون جهادا للدفاع عن أمن المسلم وإبعاد الأذى عنه. والجهاد بهذا المعنى يرتبط ارتباطا وثيقا بالأهداف التربوية التي سبق ذكرها فهو التزام بعقيدة التوحيد والدفاع عنها ويرتبط بغرس الأخلاق الحميدة وحماية القيم الفاضلة. فالمسلمون ممنوعون من الاعتداء لقوله تعالى: ((وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ))( البقرة 190) ولكنهم من جهة أخرى مطالبون برد العدوان بحيث لا يتجاوزوا حدود الاعتداء لقوله " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ "( النحل 126). وللجهاد أخلاقيات تأمر المسلم بالحفاظ على الأطفال والنساء والعجزة ووسائله لها حدود وقواعد أخلاقية تمتد في أعماق نفس المسلم منها عدم إفزاع النساك واحترام بيعهم وخلواتهم وعدم الخيانة الغدر أو قتل الأسرى أو التمثل بهم وما يتصل بكل أنواع العنف.
· احترام العقائد الأخرى: لم تكن الثقافة العربية الإسلامية منغلقة على نفسها بل العكس من ذلك فهي ثقافة متفاعلة منذ تكوينها وصيرورتها الأولى حيث احتكت مع الثقافات القائمة آنذاك وتعاملت مع أجانس وأقوام متباينة من البشر لهم ثقافاتهم الخاصة بهم، وقد أعطت جل احترامها وتقديرها لها، وكثيرا ما يوجه الأفراد والمؤسسات باحترام هذه العقائد كالتوجيهات التي كانت توجه بها الجيوش الفاتحة لحماية المؤسسات الدينية لغير المسلمين وعدم الإساءة إليها وقد بين لنا التاريخ العربي الإسلامي أن الكثير من الملل غير العربية المسلمة ارتقت مناصب في كثير من الدول والإمارات الإسلامية كما وأن المؤسسات التعليمية الخاصة لهذه الملل استمرت تؤدي عملها في ظل الحضارة العربية الإسلامية دون مصادرة لها أو تعطيل عملها.
مما تقدم نستطيع القول بأن التربية العربية الإسلامية اتجهت إلى صقل شخصية الفرد وتنميتها باتجاه صلاح المجتمع وسعادته ضمن إطار محكم من الضبط الأخلاقي والاجتماعي وموازنة دقيقة بين الحقوق والواجبات فهي تتضمن في محتوياتها تنشئة وتكوين الإنسان المؤمن الصالح العابد لربه العارف بنفسه مستعينا بعقله الذي كرمه الله به وفضله على سائر المخلوقات.
ساحة النقاش