الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required

تعد مهارات التدريس من الموضوعات التي حظيت باهتمام كبير في السنوات الأخيرة وذلك في موضوع النمو المهني للمعلمين في مرحلة التعليم الجامعي؛ نظرا للتطورات التي شهدتها مهنة التدريس نفسها، وبسبب الثورة العلمية التكنولوجية في عصر أصبح العلم والتقنية فيه رمزين من رموز القوة، ذلك أن التقدم في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها لا يمكن أن يتحقق بدون امتلاك مقومات العلم والتقنية، وهذا يتطلب إعداد أو تدريبا مستمرين لمعلمي المستقبل(الطلاب المعلمين بكليات التربية). 

لقد كانت الخبرات  التي يراد للمتعلم اكتسابها في التربية التقليدية تقدم إليه دفعة واحدة من غير الوقوف على مدى التقدم الذي حدث  في كل خبرة من تلك الخبرات، ومستوى التحسن الذي وصل إليه المتعلمون  في الأداء، أما الآن وفى العصر الذي نعيشه، عصر الانفجار المعرفي، والانتشار الثقافي، فعلى المتعلم – حتى يواكب هذا العصر المتطور والمتوثب – أن يكون مسلحا بالمهارات التدريسية، كما هو معروف فإن التدريس عملية معقدة تتضمن الكثير من المهارات  التي يقوم بها المعلم بدءا بتحديد الأهداف التعليمية المراد تحقيقها في نهاية عملية التدريس، مرورا باختيار وتحديد المحتوى الدراسي المتعلق بالأهداف السلوكية المحددة،  ثم يقوم باختيار الاستراتيجيات التعليمية، وتحديد طرق التدريس المناسبة والوسائل التعليمية ثم يختار الأنشطة التعليمية  التي يجب أن يقوم بها المتعلمون أثناء عملية التدريس، والإجراءات السابقة  التي يقوم بها المعلم تقع في مرحلة التخطيط للدرس. 

مراحل عملية التدريس ومهاراتها:

يمر التدريس بثلاث مراحل هي: مرحلة التخطيط، ومرحلة التنفيذ، ومرحلة التقويم وتحت كل مرحلة من هذه المراحل السابقة تندرج العديد من المهارات التدريسية  التي يجب أن يتمكن الطالب المعلم منها أثناء الإعداد، فمن الأهداف المهمة للتربية العملية مساعدة الطلاب المعلمين على اكتساب هذه المهارات الأساسية في التدريس، وإذا اعتبرنا التدريس عملية هادفة تساعد الطالب على إدراك الخبرة التعليمية والتفاعل معها، والاستفادة من نتيجة هذا التفاعل عن طريق تعديل سلوكه، أو اكتساب سلوك جديد – فإنه يمكن النظر إليها على أساس مراحلها السابقة. 

أ- مرحلة التخطيط للتدريس:

يعد التخطيط للتدريس أحد المهارات الأساسية  التي يستعين بها المعلم في القيام بعمله بصورة جيدة، وتتطلب هذه المرحلة أن يكون المعلم لدية الوقت الكافي للتفكير في خطط طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى بالنسبة لما يقوم بتدريسه من مقررات. 

ويقصد بالتخطيط طويل المدى تنظيم منهج دراسي وترتيب وتوزيع أجزائه على الحصص الدراسية على مدار العام الدراسي، ويقصد بالتخطيط قصير المدى التخطيط للوحدات، ومع ملاحظة أن الوحدة الدراسية لا تعنى فصل أو باب من الكتاب المدرسي، ولكنها تنظيم لجزء من المنهج في إطار المنهج كله. 

ويتطلب التخطيط للدرس من المعلم اتخاذ قرارات فيما يتعلق بالأهداف  التي يسعى إلى تحقيقها، وتحديد استراتيجيات التدريس  التي تناسب هذه الأهداف والوسائل المساعدة له، وأساليب التقويم  التي تساعد في التعرف إلى أي مدى تحقق الأهداف. 

أما التخطيط للدروس اليومية فهو يرتبط بما سوف يقوم المعلم بتدريسه داخل الفصل المدرسي، وخطة الدرس اليومي ما هي إلا تصور نظري يشتمل على عدة عناصر يمثل مجموعها خطة الدرس الجيد وهذه العناصر هي:

1- عنوان الدرس: حيث يتم اختيار عنوان الدرس من خلال التوزيع الزمني للمقرر الدراسي على مدار الفصل الدراسي، ويلتزم المعلمون بهذا الترتيب. 

2- أهداف الدرس: وهي تمثل جوانب التعلم المراد تحقيقها في نهاية الحصة الدراسية وتبرز أهمية الدرس في تعيين عناصر المحتوى واستراتيجيات التدريس، والوسائل والأنشطة التراكمية  التي يستعين بها المعلم لتحقيق هذه الأهداف، وكذا اختيار أساليب التقويم  التي نتعرف بها إذا كانت هذه الأهداف قد تحققت كلها أم أن هناك أهداف لم تتحقق. 

3- محتوى الدرس: تتمثل عناصر المحتوى في الحقائق والمفاهيم والتعميمات والنظريات والقوانين  التي يتضمنها موضوع الدرس و التي تساعد على تحقيق أهداف الدرس. 

4- طرق التدريس: ويتم تحديد طرق التدريس في ضوء الأهداف المحددة للدرس، علما بأنه ليس هناك طريقة مثلى لتحقيق جميع الأهداف، فتعدد جوانب التعلم يستلزم التنوع في طرق التدريس  فهناك مهارات علمية تتطلب التدريب على هذه المهارة، وليس الشرح النظري، واكتساب التلميذ لبعض المفاهيم يحتاج إلى أساليب مناسبة لاكتسابها وتنميتها لدى التلاميذ، وهكذا فالمعلم يكون مضطرا لاستخدام أكثر من طريقة في الدرس الواحد. 

5- الوسائل التعليمية: ويتم اختيارها في ضوء الأهداف المحددة للدرس، ومن ثم تسجيل المواد  التي تستخدم في المساعدة على تحقيق الأهداف. 

6- الأنشطة التعليمية: وهي ترتبط أيضا بأهداف الدرس، وبالتالي فالأنشطة تختلف من درس لآخر، وقد يكون النشاط تمهيدا للدرس أو مصاحبا له، أو تاليا له، والنشاط التعليمي ما هو إلا وسيلة إلى جانب المحتوى والمواد والأجهزة التعليمية تتشابك جميعا من أجل المساعدة في بلوغ وتحقيق الأهداف. 

7- الملخص السبوري: وفيه يحاول المعلم أن يوجز العناصر والجوانب الأساسية  التي يتناولها مما يجعل ومتكملا أمام التلاميذ، ويتم ذلك بعد انتهاء المعلم من العرض التفصيلي لفكرة ما، وبعد الانتهاء من عرض الدرس كله ويفضل هذا أن يقوم التلاميذ بتحديد أهم النقاط  التي اشتمل عليها الدرس وتسجيله على السبورة. 

أنواع مهارات التدريس:

تتعدد مهارات التدريس العامة كما سبق عرضه وهي على النحو التالي:

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 19/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 1762 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,627,337