تهدف عملية التدريس إلى تنمية القوى البشرية، ولا شك أن التنمية البشرية تعد من أهم أنواع التنمية، إذ تتوقف عليها التنمية في المجالات الأخرى، وكما أن الدور الرئيسي لإعداد الكوادر البشرية في توافر تلك الكوادر، ولذلك تتضح الأهمية الكبرى لعملية التدريس في بناء الاقتصاد القومي، ومن ثم فإن التدريس شأنه شأن كل الأعمال الهامة لابد أن يكون مخططا تخطيطا دقيقا حتى مخرجات التعليم الأهداف المرغوبة.
ولا أحد ينكر الدور الهام الذي يقوم به المعلم في عملية التدريس، حيث تقع على عاتقه مسئولية التخطيط لعملية التدريس، وتنفيذها وتقويمها، وإن لم يكن المعلم ملما بمهارات التدريس، تخطيطا وتنفيذا وتقويما، متمكنا منها، فسوف تخضع عملية التدريس للارتجال والعفوية التي تفتقد إلى التخطيط المحكم، والتنظيم الذي يهدف إلى رسم الأسلوب وطريقة العمل، مما يقلل من فرص تحقيق الأهداف المحددة أو المرغوبة.
ويمكن النظر إلى عملية التدريس على أساس أنها عملية تتضمن ثلاث مراحل التخطيط، ومرحلة التنفيذ، ومرحلة التقويم، وتتضمن كل مرحلة من هذه المراحل عددا من المهارات التدريسية التي يجب أن يمتلكها الطالب المعلم في مرحلة الإعداد، والمعلم في أثناء الخدمة، والتدريس عملية معقدة تشمل على العديد من المهارات، وهذه المهارات قد تكون متداخلة في موقف ما، وقد تكون منفصلة في وقت آخر، وعند إكساب المعلم هذه المهارات فلا بد من أن نفصل بينها بحيث نقوم بتفتيت المهارة الرئيسية إلى عدد من المهارات الفرعية المحددة، حتى يمكن التركيز على كل مهارة بسيطة، وفى وقت قصير، وتحت ظروف معينة، يتم فيها تدريب الطالب عليها مهارة تلو الأخرى.
وتعد مهارة التخطيط للتدريس من المهارات الأساسية التي تمثل عملية عقلية بالتنظيم، وتهدف إلى تحديد خطوات العمل الذي يؤدى إلى بلوغ الأهداف المرجوة التي تتمثل في إكساب المتعلمين مجموعة من الخبرات التربوية الهادفة.
ساحة النقاش