يعد مدخل المهام من المداخل الحديثة في تعلم اللغة، وتنبع فكرة المهام من أن اللغة ليست مجرد نظام من القواعد، ولكنها مصدر ديناميكي لخلق المعاني؛ وعليه فالمعرفة باللغة وحدها لا تكفي لتعلمها، بل لابد من تطبيقها بشكل تواصلي يحقق وظيفية اللغة؛ حيث يهدف هذا المدخل إلى تنمية الكفاءة التواصلية لدى الطلاب.
وتعرف المهمة بأنها نشاط عملي يكلف به الطلاب نظير مكافأة أو بدون مقابل. وتتعدد المهام التي يقوم بها الأفراد كل يوم في الحياة، وفي العمل، وفي المنزل وما إلى ذلك، وقد تشتمل المهمة الواحدة عدة مهام.
بينما يعرفها آخر بأنها خطة عمل ذات غرض محدد لمساعدة الطلاب على تعلم اللغة وتندرج من السهل إلى الأكثر تعقيداً؛ مثل حل المشكلات، وصنع القرار.
وتقوم فكرة هذا المدخل علي أساس فكرة تقسيم تعليم التعبير إلى مهام بمعنى أن المهمة تتضمن مجموعة من المهارات يتم تدريب المتعلمين عليها فمثلاً في كتابة القصة يتدرب المتعلمون على كتابة مقدمة القصة باعتبارها مهمة تشمل عدة مهارات مثل حسن الاستهلال، والتمهيد للأفكار والأحداث والشخصيات التي تتناولها القصة تبعاً لنوع القصة واقعية أو خيالية أو بوليسية أو اجتماعية أو دينية وغير ذلك.
ويمكن القول إن المهمة جزء من النشاط الصفي يتضمن فهم اللغة وإنتاجها بشكل تفاعلي؛ حيث يتم استخدام أنشطة للعمل الزوجي أو الجماعي لزيادة معدلات التفاعل والتواصل اللغوي بين الطلاب. مثل اشتراك الطلاب في تمثيل مسرحية، أو اشتراك اثنين من الطلاب في عمل محادثة أو حوار. وينبغي التدرج في تقديم المهام من حيث الصعوبة وفقاً لمستويات الطلاب. بحيث تراعى قدرات الطلاب، وحاجاتهم، والفروق الفردية بينهم والمهارات المطلوب تعلمها، والإمكانات المتاحة، والوقت المحدد للمهمة.
وفي مهام الموقف التعليمي يتعامل المعلم مع طلابه في مجموعات صغيرة، وعلى هذا فالمعلم يؤدى دور المرشد إلى مصادر التعلم، ودور المستشار التعليمي أكثر من أي دور آخر. وتساعد المهام التواصلية على تحقيق كثير من الأهداف في مجال تنمية أفكارهم ومهارتهم ومعلوماتهم من خلال تمكين الطلاب من توسيع معارفهم وخبراتهم من خلال ممارسة القراءة والبحث عن مصادر المعلومات، الكشف عن ميول واتجاهات الطلاب بما يساعد المعلم على توجيههم الوجهة الصحيحة، تنمية شخصية الطلاب من خلال العمل في مجموعات متجانسة متقاربة في المستوى والاتجاهات؛ مما يؤدى إلى تنمية الثقة واحترام العمل التعاوني، وتحمل المسئولية، الاستفادة علمياً باللغة من خلال الممارسة لها في مواقف تواصلية، تدريب الطلاب على التفكير وكيفية التعبير عنه.
والتخطيط للمهمة التعليمية يتطلب عدة عناصر منها: تحديد الهدف من المهمة، تحديد مدخلات المهمة وقد تكون لفظية مثل عمل حوار، أو قراءة قطعة قصيرة، وقد تكون غير لفظية مثل ترتيب صورة ما، أو ترتيب عدة صور لتكوين قصة معينة، تحديد الأنشطة التي يقوم بها الطلاب لتنفيذ المهمة، تحديد دور العلم، تحديد دور الطالب، تصميم بيئة التعلم. وعلى سبيل المثال يمكن تصميم مهمة لغوية لتنمية مهارات التعبير؛ بحيث تكون عناصرها كالآتي:
الهدف: عمل مناظرة بين الطلاب.
المدخلات: مناظرة حول موضوع " الصداقة بين الفتى والفتاة ".
الأنشطة: البحث والاطلاع على المصادر المختلفة لموضوع المناظرة، إدارة المناظرة، المشاركة في المناظرة، تقويم المناظرة.
دور المعلم: موجه وميسر للأنشطة التي يقوم بها الطلاب، من خلال تقسيم الطلاب إلى مجموعات وتوزيع المهام عليهم.
دور الطالب: معد للمناظرة، ومشارك فيها.
بيئة التعلم: تستخدم حجرة الصف في عمل المناظرة مع تغيير في وضع المقاعد والصفوف مع شكل المناظرة؛ بحيث ينقسم الطلاب إلى فريقين(فريق مؤيد، فريق معارض) مع الاستعانة بكاميرا الفيديو لتصوير أداء الطلاب، واستخدامها في عملية التقويم، وتعتمد المهام التي يمكن من خلال تنمية مهارات التعبير الشفوي مثل: الألعاب التعليمية، تمثيل الأدوار، الاتصال الهاتفي، التعبير عن الصور وغيرها من المهام التي تذخر بها دروس التربية الإسلامية.
ساحة النقاش