تدريس التعبير الشفوي الوظيفي :
أولا: مفهوم التعبير: أورد صاحب معجم القاموس المحيط:"عبر الرؤيا عبرًا وعبارة، وعبرها: فسرها، وأخبر بما يؤول إليه أمرها(مجد الدين الفيروز آبادي، ١٩٩٨:٤٣٤)، ومنه قوله تعالى{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }[ يوسف:آية 43]؛ فالمعاجم اللغوية لا تشير مباشرة إلى لفظة "التعبير"المعروفة بمعناها المعاصر، وإنما أشارت إلى دلالات تشير إليها هذه الكلمة، وهي: الكشف، والتفسير، والإخبار، والتوضيح.
ويرى البعض أن المقصود بالتعبير اصطلاحاً هو وسيلة الإبانة والإفصاح عما في نفس الإنسان من فكرة أو خاطرة أو عاطفة ونحوها؛ بحيث لا يتجرد من طابعها وملامحها وإن تعددت ألوانه، وهي أداة الاتصال بين الناس وسبيله إلى المحافظة على التراث الإنساني، وهو الوسيلة الوحيدة لربط الماضي بالحاضر والاستعانة برصيد الأجيال والاستفادة منه في النهوض بالمستقبل(حسن جعفر الخليفة، 2004: 34)، بينما يعرفه آخر بأنه:ما يكون لدى الفرد من إمكانية التعبير عن أحاسيسه وأفكاره في وضوحٍ وتسلسل(محمد صلاح الدين مجاور، ٢٠٠٠: 22).
ويلاحظ أن في هذين التعريفين توضيحاً وبيانا لوظيفة التعبير، فهو وسيلة للتعبير عما يدور في نفس المتحدث من خواطر ومشاعر وآراء وأفكار ومعلومات وإبرازها في صورة لغة منطوقة، أو مكتوبة تتميز بالوضوح والتسلسل، وأشار البعض إلى أن التعبير هو إفصاح الإنسان بلسانه، أو بقلمه عما في نفسه من الأفكار والمعاني.
ولقد درج واضعو المناهج من فترة غير قصيرة على استخدام لفظ "الإنشاء" لما يعرف في المجال اللغوي بالتعبير، بل حتى بعض الدراسات العلمية التي عنيت بتطوير المناهج، ومنها دراسة ميلود أحبدو(1993)التي قام فيها بتحليل مناهج التعبير تحت مسمى الإنشاء، ودراسة حمدان نصر(1997)التي هدفت معرفة آراء طلاب المرحلة الثانوية حول مقدرتهم على استخدام عمليات الإنشاء الثلاثة.
ويفرق علي الغامدي(2006: 12)بين الإنشاء والتعبير حيث يرى أن الإنشاء يعنى بتكوين الموضوع من خلال انتقاء الكلمات، وتكوين جمل متماسكة من تلك الكلمات لتكون فقرات، وتحديد عناصر هذه الفقرات الرئيسة والفرعية وبلورتها، وتنسيق عناصر الفقرة وتوضيحها وهذه قدرات ضرورية لصناعة الإنشاء.
ثانيا: أهمية التعبير: يستمد التعبير أهميته من عدة نواح أهمها: أنه من الغايات المنشودة من دارسة اللغة؛ لأنه وسيلة الإفهام، كما أنه أحد جانبي عملية التفاهم، وهو وسيلة لتواصل الفرد مع غيره، وأداة لتقوية الروابط الفكرية والاجتماعية بين الأفراد، وأن العجز عن التعبير له أثر كبير في إخفاق الأفراد وتكرار ذلك يترتب عليه الاضطراب وفقد الثقة بالنفس، وتأخر نموهم الفكري والاجتماعي(فتحي يونس، 1996: 119).
ويري الباحث – تأسيساً على ما سبق ذكره - أن أهمية التعبير تكمن في أنه أداة ماهرة لتوظيف المعارف والمفاهيم المستقاة من قنوات المعرفة المتنوعة – باستخدام العقل وكل الحواس لوصف الفرد وجهة نظره تجاه المثيرات الخارجية فضلاً عما تختلج نفسه من مشاعر وأحاسيس.
ويقوم التعبير على بعدين أساسيين هما: البعد اللغوي ويقصد به مجموعة المهارات اللغوية المتنوعة التي يجب أن يتقنها الطالب ليتمكن من التعبير عما يريد، والبعد المعرفي الذي يرتبط بتحصيل المعلومات والأفكار والخبرات عن طريق القراءة المتنوعة الواعية(حسن شحاتة، 2000: 242).
ثالثا: أنواع التعــبير:
تتعدد أساليب تصنيف التعبير بتنوع الباحثين، وذلك على النحو التالي(رحاب زناتي، 2005: 110؛ محمود عبد الحافظ، 2010: 85):
أ- تصنيف التعبير على أساس دور المعلم والطالب في اختيار الموضوع: حيث يصنف التعبير على أساس دور كل من المعلم والطالب في اختيار الموضوع وتناوله كما يلي:
التعبير المقيد: وهو الذي يفرض فيه المعلم على تلاميذه موضوعات محددة ليكتبوا فيه.
التعبير الموجه: وهو التعبير الذي يمنح فيه المتعلم قدرا من الحرية في اختيار الموضوع.
التعـبير الحر: وهو الذي يترك فيه المعلم للتلميذ الحرية في التعبير، فلا يقيده بموضوع محدد، ولا يفرض عليه عبارة معينة.
ب- تصنيف التعبير من حيث طريقة الأداء: وهو نوعان: شفوي وكتابي، وينقسم كل منهما من حيث الموضوع إلي قسمين: تعبير وظيفي وتعبير إبداعي، وتأتى الكتابة بعد التحدث وسيلة للاتصال بين أفراد المجتمع، حيث يصرف البعض جزءا كبيرا من نشاطه إما ناقلا لأفكاره كتابة، وإما قارئا لما هو مكتوب.
التعبير الشفوي:
أ: مفهوم التعبير الشفوي(التحدث( وطبيعته:
تعددت تعريفات التعبير الشفوي(التحدث)، ولعل من أهم التعريفات تعريف محمد صلاح الدين مجاور(1984: 233) بأنه :"ذلك الكلام المنطوق الذي يعبر به المتكلم عما في نفسه من هاجسة أو خاطرة، وما يجول بخاطرة من مشاعر وإحساسات، وما يزخر به عقله من رأي أو فكر، وما يريد أن يزود به غيره من معلومات أو نحو ذلك، في طلاقة وانسياب مع صحة في التعبير وسلامة في الأداء.
كما عرفه أحمد زينهم أبو حجاج(1993: 15)بأنه:" القدرة على استخدام الأصوات اللغوية في نقل الأفكار والمشاعر وتحقيق مختلف الأغراض الاتصالية، ويتضمن القدرة علي التفكير واستخدام الإشارات المختلفة في توضيح المعنى".
في حين عرفه فتحي يونسوآخرون(1981: 140)بأنه: " فن نقل الاعتقادات، والعواطف والاتجاهات، والأفكار، والأحداث. إلى الآخرين، وهو مزيج من العناصر التالية: التفكير بما يتضمنه من عمليات عقلية، واللغة بوصفها صياغة للأفكار والمشاعر، والصوت لحمل الكلمات والأفكار، والتعبير الملمحي.
أما محمود كامل الناقة(1994: 601)فقد عرفه بأنه: "فن نقل المعلومات والمعارف والخبرات والمشاعر والأحاسيس والآراء والرؤى، والحقائق والمبادئ والمفاهيم والنظريات من شخص إلى آخر، بحيث يقع كل هذا من المستمع موقع القبول والتفاعل".
وبتأمل التعريفات السابقة نجد أن كلا منها يكشف لنا جانبًا مهمًا من جوانب فن التحدث، حيث ركز التعريف الأول على أهمية المضمون في مهارة التعبير الشفوي، في حين ركز التعريف الثاني على أهمية استخدام الأصوات اللغوية والإرشادات الملحمية في تسهيل عملية الاتصال مع المستمعين. أما التعريف الثالث فقد جاء شاملا لعدد من الجوانب الأساسية لفن التحدث، حيث ركز على مضمون الحديث، واللغة المستخدمة، والأصوات والتعبيرات الملحمية. أما آخر التعريفات فقد ركز على جودة مضمون الحديث ودقه نقلة للمستمعين بالشكل الذي يضمن قوة التأثير فيهم وتأثرهم به وتفاعلهم معه.
واعتمادًا على التعريفات السابقة يمكن تعريف التعبير الشفوي(التحدث)في هذا البحث بأنه ذلك الفن اللغوي الذي يقوم فيه تلميذ المرحلة المتوسطة بنقل الأفكار والخبرات والمعلومات والحقائق والآراء، والمشاعر والأحاسيس.. وكل ما يجول بعقله وخاطرة، إلى المستمعين - نقلا يتسم بالصحة والدقة في التعبير، والسلامة في الأداء وقوة التأثير؛ بحيث يقع كل ما يريد نقلة، في نفوس المستمعين موقع القبول والتفاعل.
ويهدف التعبير الشفوي (التحدث) إلي تحقيق عدة أهداف(على مدكور ، 1991 ، 115 ؛ إبراهيم محمد عطا ، 1996 ، 108 – 109 ) يمكن إجمالها فيما يلي :
- تعويد المتعلم إجادة النطق وطلاقة اللسان وتمثيل المعاني .
- تعويد المتعلم التفكير المنطقي ، وترتيب الأفكار ، وربط بعضها ببعض .
- تنمية الثقة بالنفس من خلال مواجهة زملائه في الفصل أو المدرسة أو خارج المدرسة
- تمكين المتعلم من التعبير عما يدور حوله من موضوعات ملائمة تتصل بحياته وتجاربه وأعماله داخل المدرسة وخارجها في عبارات سليمة .
- تشجيع المتعلم على التلقائية والطلاقة والتعبير من غير تكلف .
- التغلب على بعض العيوب النفسية التي قد تصيب المتعلم وهو صغير كالخجل أو اللجلجة في الكلام أو الانطواء .
- زيادة نمو المهارات والقدرات التي بدأت تنمو عند المتعلم في فنون التعبير الوظيفي من مناقشة وعرض للأفكار والآراء وإلقاء الكلمات والخطب .
- الكشف عن الموهوبين من التلاميذ في مجال الخطابة والارتجال وسرعة البيان في القول والسداد في الأداء .
- تعزيز الجانب الآخر من التعبير وهو التعبير التحريري مما يكتسبه التلميذ من ثروة لغوية وتركيبات بلاغية ومأثورات أدبية .
- تهذيب الوجدان والشعور لدى المتعلم ليصبح فردًا في جماعته القومية والإنسانية .
- دفع المتعلم إلى ممارسة التخيل والابتكار .
- إكساب المتعلم القدرة على قص القصص والحكايات .
- إكساب المتعلم القدرة على مجالسة الناس ومجاملتهم بالحديث .
- إكساب المتعلم القدرة على التعليق على الأخبار والأحداث .
- إكساب المتعلم القدرة على البحث عن الحقائق والمعلومات والمفاهيم في مصادرها المختلفة والمتاحة .
- توفير الفرصة للمتعلم للتعبير عن ذاته وإثباتها واستقلال الشخصية ، والكشف عن الاستعدادات القيادية .
- التغلب على بعض أمراض النطق كالفأفأة والثأثأة والهمهمة .
و تبدو أهمية التعبير الشفوي في أنه أداة الاتصال السريع بين الفرد وغيره، والنجاح فيه يحقق الكثير من الأغراض في شتى ميادين الحياة ودروبها. فالعصر الذي نعيشه يتسم بأنه عصر الانفجار المعرفي، فحجم المعرفة يتضاعف، كما يتسم بأنه عصر العلم وتطبيقاته التكنولوجية، كما يتسم بأنه عصر المد الديمقراطي، وكل هذا يتطلب من الإنسان أن يفكر فيما يقول، وأن ينتقى كلماته وأفكاره، ويعرض فكره بصورة منطقية معقولة، ويخطط لما سيقول، ولا يمكن أن يحدث كل هذا إلا بنوع من التعلم المنظم، ومن أجل هذا يوجد اهتمام بالغ في كثير من الدول المتقدمة بلغة الكلام، وبالشروط التي تساعد المتعلم على إتقان الحديث في المجالات الحيوية المختلفة(محمود عبد الحافظ، 2010: 82).
و قد يتصور البعض أن التعبير الشفوي عملية آلية تحدث فجأة، وعلى الرغم من المظهر الفجائي البسيط الذي تظهر به تلك العملية، إلا أنها في الواقع عملية معقدة، يتطلب حدوثها عدة خطوات أو مراحل تتمثل في الاستثارة، والتفكير، والصياغة، والنطق(محمود الناقة، 2000: 34).
ويمر التعبير الشفوي بثلاث مراحل مهمة وضرورية لنجاح عملية التعبير الشفوي لضمان استيفاء كافة جوانبه؛ حتى لا يبدو الحديث ناقصا أو مبتورا، وتتمثل هذه المراحل فيما يلي:
الإعداد للحديث: بما يتطلبه ذلك من إعداد جيد يساعد علي خفض القلق، وبما يضمن عدم النسيان أو الخوض في حقائق لا تنتمي إلى الحديث.
مرحلة توجيه الحديث: وتتضمن حسن الاستهلال والعرض المنظم، واستخدام اللغة المناسبة للموضوع مع الاهتمام بالتواصل غير اللفظي مع المستمع، بالإضافة إلي الحرص على عدم الإطالة تجنبا للملل، وأخيرا الحرص على الخاتمة الجيدة التي توجز الموضوع.
مرحلة تقويم الحديث: وهذه المرحلة مهمة لوقوف المتحدث على مدى نجاح حديثه في تحقيق أهدافه، فهي توفر له تغذية مرتجعة تمكنه من تحسين حديثه(رانيا شاكر، 2004: 90).
ويرى إبراهيم محمد عطا ( 1996 : 113 ـ 114 ) أن تعبير المتعلم عما في نفسه تعبيرًا شفويًا سليمًا بلغة خالية من الغموض والتعقيد هدفًا رئيسًا من أهداف تعليم اللغة ، ولا يمكن أن يصل التعبير الشفوي إلى هذا المستوى إلا من خلال تحقيق عدة جوانب تسهم في تحقيق الهدف من تدريس هذا النوع من التعبير ، وتحقيق الهدف في جانب اللغة يتأتى بكثرة التدريب ، والممارسة الفعلية للحديث . وأبرز ما يحققه التعبير ما يلي :
1. الثقة في النفس : وذلك من خلال المواقف المكررة المختلفة التي يقف فيها في مواجهة زملائه ، وحينما يعتاد هذه المواجهة وتصبح أمرًا مألوفًا يمكنه مواجهة مجموعة أخرى من الناس دون خوف أو تردد .
2. التغلب على بعض أمراض النطق ؛ خصوصًا وأن الكثير منها يعود لأسباب نفسية أو مواقف اجتماعية أُحبط فيها أثناء الكلام أو وُوجه بالحرج أو القمع سواء في البيت أو في غيره ، والتعبير الشفهي يساعد على تخطي ما يترتب على تلك المواقف .
3. الرغبة في زيادة الخبرات الشخصية عن طريق منافذ المعرفة المختلفة ؛ لأن هذه الخبرات تمنحه فرصة الحديث ، وتلفت نظر الآخرين إليه ، وتجعلهم ينظرون إليه نظرة احترام وتقدير .
4. الجانب القيادي : وينمو هذا الجانب لدى المتعلم من حيث أنه يشعر باستقلال شخصيته وقدرته على إثبات ذاته ، كما يشعر بكيانه الاجتماعي وسط جماعة الرفاق.
ب- نوعا التعبير الشفوي: ينقسم التعبير الشفوي إلى نوعين هما:
1:تعبير شفوي وظيفي: إذا كان الغرض من التعبير الشفوي اتصال الناس ببعضهم البعض لتنظيم حياتهم وقضاء حاجاتهم فهذا ما يسمى بالتعبير الوظيفي؛ مثل المحادثة والمناقشة، وقص الأخبار، وكتابة التقارير، وإلقاء التعليمات والإرشادات، وعمل الإعلانات، وإعداد قوائم الكتب والمراجع، وكتابة المذكرات والرسائل والنشرات، وما إلى ذلك(علي احمد مدكور، 1988: 34).
ويكن تعريفه في البحث الحالي بأنه: تعبير تلاميذ الصف الأول المتوسط شفويا عن المواقف الحياتية التي يتصل بأمور تهتم بقضاء حاجاتهم العامة.
مجالات التعبير الشفوي الوظيفي: يمكن عرض هذه المجالات من خلال الدراسات والبحوث التي تناولت موضوع التعبير الشفوي فيما يلي(علي أحمد مدكور، 1988: 34؛ محمد سمك، 1996: 708؛ خالد النجار،2006: 23):
المناقشة: تعد المناقشة أهم مجالات التعبير الشفهي الحي الذي يحبه المتعلمون على مختلف مستوياتهم التعليمية ويميلون إليه. وينبغي أن تحظى المناقشة بمكانة كبيرة في المدرسة لما لها من أهمية كبيرة في حياتنا؛ حيث يرى البعض أن حياتنا الحديثة بما تقتضيه من تخطيط وانتخابات ومجالس إقليمية ونقابات وما إلى ذلك، تقتضي أن يكون كل فرد قادرًا على المناقشة كي يستطيع أن يؤدي واجبه كعضو في مجتمع ديمقراطي.
المحادثة: وهي النشاط اللغوي الشفهي الذي يستعمل بصورة أكثر تكرارًا في حياة الإنسان، كما أنها أعظم نشاط كلامي يمارسه الصغار والكبار على السواء.
الحوار: وهو حديث يجري بين شخصين أو أكثر في العمل القصصي. وقد يكون الحوار سلسلة من الأسئلة والأجوبة المختصرة بين فردين أو أكثر، ويختلف الحوار عن المناقشة في أن الهدف من المناقشة يكون أكثر تحديدًا وأكثر وضوحًا منذ البداية، والهدف في المحادثة يكون أقل تحديدًا منه في الحوار.
إلقاء الخطب والكلمات: تعد الخطابة فنًا من فنون اللغة الشفهية، حيث يحتاج إليها الإنسان في كثير من المواقف الحياتية، كإلقاء كلمة أو خطبة في مناسبة معينة كالمناسبات الدينية، أو الاحتفالات الوطنية، أو عرض تقرير عن مؤتمر أو رحلة.
القصص والنوادر: تمثل القصة عاملاً تربويًا مهمًا ليس فقط في تعليم اللغة، ولكن أيضًا في تهذيب الأحاسيس وترقية الوجدان؛ حيث تمد المتعلم بألوان من الأدب الراقي في تعبيره وفكره وألفاظه وأساليبه.والقصة بما تحويه من فكرة وخيال ومغزى وحوادث ولغة لها أثرها في تكوين الناشئة.
المقابلات الشخصية: وهى محادثة جادة موجهة نحو هدف محدد، يستطيع الطلاب أن يجدوا الفرص للتدريب عليها من خلال مدرستهم، فيمكن أن يوجهوا إلى عمل مقابلات مع مدير المدرسة حول الأنشطة المدرسية مثلاً أو إمكانية خدمة البيئة من خلال المدرسة.
إدارة الاجتماعات: تعد إدارة الاجتماعات صورة من صور النشاط الاجتماعي الذي تبدو فيه الحاجة ملحة إلى الاستعمال اللغوي شفهيًا. وهو نشاط يمارس باتساع وخاصة في المجتمعات التي أصبحت لها ركيزة من الديمقراطية واشتراك الشعب في تحمل المسئوليات الخاصة به.
الوصف: الحياة اليومية مليئة بالمواقف والأحداث التي تشكل مجالاً خصبًا للتحدث حولها، يمكن للمعلم استغلالها كموضوعات يتحدث فيعها المتعلمون لوصفها؛ مما يساعد على تنمية لغتهم الشفهية. ومواقف الوصف هي المواقف التي تتطلب من المتعلم أن يصف شيئًا معينًا أعجبه أو أثار انتباهه.
المناظرات: تؤدى المناظرات دورًا هامًا في تنمية اللغة الشفهية لدى المتعلمين، حيث إنها صورة من صور الجدل الحاد، تعتمد على العرض المثير للمزايا والعيوب لموضوعات علمية أو ثقافية أو فلسفية أو دينية أو اجتماعية أو غيرها.
التعارف والترحيب: وهى من الأمور التي يجب أن يُدرِّب المعلم متعلميه عليها، خاصة وأن مواقف التعارف والترحيب تتكرر في حياة المتعلم في البيت والمدرسة والنادي إلى آخره.
2: تعبير شفوي إبداعي: وهو التعبير الذي يعبر به التلميذ عن مشاعره وأحاسيسه النابعة من وجدانه بأسلوب واضح ومؤثر، بحيث يعكس هذا التعبير ذاتيته ويبرز شخصية في إطار أدبي يبرز كثيرا من خصائص الأسلوب الأدبي المؤثر في الآخرين. وهذا النوع من التعبير له أهميته، لأنه يمكن التلاميذ من التعبير عما يرونه من أحداث وشخصيات وأشياء تعبيرا يعكس شخصياتهم، وبه تتضح ذاتهم، كما يمكنهم من التأثير في الحياة العامة بأفكارهم.
جـ- مهارات التعبير الشفوي: هناك العديد من التصنيفات التي تتصل بتصنيف مهارات التعبير الشفوي؛ حيث قسمتها بعض الدراسات إلى مهارات رئيسة تندرج تحتها مهارات فرعية، وكانت أهم المهارات التي انتهت إليها تلك الدراسات كما حددها البعض في: المقدمة، النطق الصحيح، الطلاقة، الوقفة المناسبة، الصوت المعبر، الأسلوب، والخاتمة(عفت درويش، 1988: 34-36). وذكرها آخرون دون تصنيف لها (إبراهيم عطا، 1996: 112؛ فتحي يونس وآخرون، 1996: 136؛ مصطفي رسلان، 1999: 106–107؛ رشدي طعيمة ومحمد مناع، 2000: 103؛ محمود عبد الحافظ، 2010: 87).
ويرى كل من محمود كامل الناقة(2000 :599؛ وعبد الحميد عبد الله 2003: 210 -213 ؛ وحيد حافظ 2005: 9) أن التصنيف الأمثل لتلك المهارات هو ما يرتبط بطبيعة عملية التعبير وبمكوناتها، ومن ثم فإن المكونات الأساسية لعملية التواصل الشفوي هي:
الجانب الفكري، ويتضمن: الاستهلال بمقدمه مشوقة، تقديم حلول ومقترحات، التعبير عن الفكرة بوضوح، ترتيب الأفكار ترتيبا منطقيا أو تاريخيا، توليد فكرة من أخرى، واستخلاص النتائج.
الجانب اللغوي، ويتضمن: استخدام كلمات مناسبة للسياق، التعبير بكلمات محددة الدلالة، استخدام جمل صحيحة في تراكيبها، استخدام أنماط متنوعة للجمل، استخدام جمل تعبر عن المعنى، توظيف الصور البلاغية خدمة للمعنى.
الجانب الصوتي، ويتضمن: الحديث بصوت واضح، وبثقة في النفس ودون ارتباك، استخدام طبقة صوتية مناسبة، التحدث بالسرعة المناسبة، مراعاة مواطن الفصل والوصل، والتمييز بين الظواهر الصوتية.
الجانب الملمحي، ويتضمن: تحريك أعضاء جسمه وفق المعنى، استخدام تعبيرات وجهه وفق المعنى المعبر عنه، استخدام الإيماءات المناسبة، مواجهة المستمعين وتحريك النظر في جميع الأركان، استخدام حركات وإشارات تسهم في جذب انتباه المستمعين
الجانب التفاعلي الإلقائي: وفيه يكون التركيز على احترام المستمعين ومجاملتهم واستثارتهم للمشاركة في الحديث والحرص علي التمتع بالثقة والحس الفكاهي.
د- أساليب تنمية التعبير الشفوي:
هناك العديد من الأساليب التي تعين على تنمية هذه المهارات، منطلقًا من حقيقة لا يمكن إغفالها وهي أن المتعلمين لا يمكن أن يتعلموا الكلام دون أن يتكلموا، ومن هذه الأساليب: لعب الأدوار، الترجمة أو التفسير، مشاركة المتعلمين في التحدث حول بعض المثيرات الموجودة في حجرة الدراسة، الأنشطة خارج الفصل، استخدام القصص القصيرة، استغلال المواد الدراسية المختلفة وما فيها من مجالات متنوعة، نشاطات المجموعة، التعبير عن المواقف الحياتية، التعبير عن الدوافع، الحديث حول الاهتمامات، الحديث حول التصورات عن العالم، التعبير الشفوي الحر، التعبير الشفوي عقب القراءة، أسلوب المشاركة أو المقايضة(محمود رشدي خاطر، ومصطفي رسلان، 2000؛ رانيا شاكر، 2004؛ علي مدكور، 2008).
هـ- أساليب تقويم التعبير الشفوي:
تشير العديد من الدراسات والبحوث السابقة في مجال تدريس التعبير الشفوي إلى صعوبة تقويم التعبير الشفوي، ويرجع ذلك للعديد من الأسباب لعل أهمها: أن درجات اختبارات التعبير الشفوي من أقل درجات الاختبارات اللغوية مصداقية بسبب صعوبة تقدير القائم بالملاحظة لأداء عدد كبير من الطلاب في وقت واحد، طبيعة مهارات التعبير الشفوي نفسها، فمن الصعب تحديدها وتعريفها بشكل دقيق، تأثر الحكم بالانطباعات الشخصية لدى من يقوم به(رانيا شاكر، 2004: 148).
وبشكل عام فإن أساليب تقويم التعبير الشفوي تتنوع لتشمل الاختبارات التحريرية، واختبارات التتمة، وأسلوب الملاحظة والذي يعد من أفضل أساليب التقويم للتعبير الشفوي، حيث يمكن من خلاله تقديم مواقف وظيفية طبيعية للطلاب، وملاحظة أدائهم الشفوي.
و-أسس اختيار طرائق تدريس التعبير الشفوي:
هناك عدة أسس يتم من خلالها اختيار الطرائق المناسبة لتدريس التعبير، ومنها: أن توفر الطريقة للتلميذ الأمن الذي يطلق حريته في التعبير دون خوف من السخرية أو النقد اللاذع، وأن يرتبط التخطيط فيها بنموه بمعنى أن تراعي خصائص المرحلة العمرية والفروق الفردية التي تجبر المعلم على التنويع في طرائق تدريسه؛ فمثلاً حينما يكون نمط المتعلم حسياً نتبع الطريقة المعتمدة على الحس-عبر الوسائل السمعية والبصرية-، حينما يكون نمطه حركياً يستهويه اللعب توظف الألعاب اللغوية في أنشطة التعبير، وأن تتيح الطريقة للتلميذ اختيار أفكاره في الموضوع المتناول كذلك اللغة التي يعبر عنها وألا نفرض عليه خطاً فكرياً معيناً، بالإضافة إلى مساعدة الطريقة التلميذ على استثمار فرص التعبير المواتية في مختلف الأنشطة اللغوية، وأن تربط الطريقة بين تعبيره وقراءته؛ بحيث تكون الموضوعات المختارة موصولة بنشاط قرائي سابق أو حافزاً لنشاط قرائي جديد يهدف لتزويد المتعلم بالجديد من الخبرات والمهارات التعبيرية مع تنمية ما مرَّ منها، وأن يظهر المعلم فيها نموذجاً لتلاميذه في التزامه اللغة وترتيب أفكاره، وفي دقه استخدامه للغة(حسن جعفر الخليفة، 2004: 252)
ساحة النقاش