الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

وهى إحدى الطرق المستخدمة في تدريس مادة اللغة العربية، حيث يعتمد المعلم من خلالها على معارف التلاميذ وخبراتهم السابقة متوجه نشاطهم بغية فهم القضية الجديدة مستخدماً الأسئلة المتنوعة وإجابات التلاميذ لتحقيق أهداف دروسه، ففيها إثارة للمعارف السابقة، وتثبيت لمعارف جديدة، والتأكد من فهم هذا وذاك. 

كما تساعد الطريقة الحوارية في التوصل إلى تفسير أو نتيجة جديدة , وهذا يساعد على تعميق الفكرة , وتأصيلها في نفوس المتحاورين شريطة أن يراعى المعلم المبادئ والقوافل التي تكفل فعاليتها مثل: استخدام الأسئلة في التوقيت المناسب للتعليم , ومزج الأسئلة بالعرض , واستخدام الحوار لترغيب المتعلم وتشويقه للبحث والمناقشة والتعلم لا استخدامه لتعجيزه أو الحط من قدرته وتفكيره , والحوار الجيد يكون قصيرا , ويشترك فيه عدد من التلاميذ في وقت واحد , ويتوفر فيه جو من المرح والتآلف بين المعلم وتلاميذه , واستخدام الوسائل المعينة يساعد في إغناء الحوار وإنجاحه. 

والتربية الإسلامية تقدر أسلوب الحوار , وترى فيها أثارا ذهنيا تدعو إثارة النشاط وتحدي الفكر يبعث على المحولة وتكرارها. 

والحوار الجيد ذلك الذي  يعتمد على الإيحاء وإقناع الطلاب بالفكرة بطريقة غير مباشرة فقد يكون عن طريق القصة أو عن طريق عن مشهد وصفى ولذلك أثر يفوق في بعض الأحيان التلقين المباشر. 

ويمكن للمعلم عند استخدم الحوار أن يستخدم الأسئلة المتنوعة لأغراض مختلفة , فيبعد توجيه السؤال إلى التلاميذ مرة أخرى ليحقق المزيد من المشاركة وحفز الطلاب غير المشاركين على التحدث وتبادل الآراء.  ومن الأهمية أن يعطى المدرس فترة انتظار عقب توجيه السؤال لإتاحة الفرصة للتفكير وتقديم إجابات مقبولة , وإذا فشل الطلاب في الإجابة أو أجابوا إجابة خطأ يمكن أن يستخدم المعلم معهم أسلوب التلقين الذي  يقودهم إلى الإجابة الصحيحة بطرح مجموعة من الأسئلة القصيرة السهلة التي يمكن في ضوئها الوصول إلى الإجابة الصحيحة. 

وفيها استثارة للنشاط العقلي الفعال عند التلاميذ وتنمية انتباههم وتأكيد تفكيرهم المستقبلي.  ويرجع العديد من التربويين في مجال المناهج، وطرق التدريس تسمية الطريقة الحوارية بالطريقة السقراطية نسبة إلى سقراط الفيلسوف اليوناني المعروف كما قدمها عن أفلاطون في محاوراته فهي تسمى بهذا الاسم نظراً لاستعماله الكثير لها. 

ويرى البعض أن هذه الطريقة ترجع في الأصل إلى أبى الأنبياء الخليل -عليه السلام- الذي  يوافق مولده سنة 1996 ق.  م.  كما ترى موسوعة (وستمنستر  Westmenster) ومما هو واضح في آيات القرآن الكريم من محاورات لطيفة تقوم على أسس واضحة تماماً في أسلوب إبراهيم -عليه السلام- مع أبيه آزر ومع قومه الذين يعبدون الأوثان وكذلك مع ربه لمعرفة كيف يحيى الموتى، وفى مناظراته للنمرود الذي  ادعى لنفسه الربوبية، إن قصة إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم تصويرية وتعليمية للناس؛ حيث كان أسلوبه هو أسلوب تجاهل المعارف لغرض هداية من لا يعرف. 

المبادئ التي تقوم عليها الطريقة التحاورية:

تقوم الطريقة التحاورية على العديد من المبادئ التي تكفل لها النجاح وهذه المبادئ هى:

·          تقوم على مبدأ الحرية في التفكير والتعبير والنقد.  

·          محصلة فكرة الجماعة أكبر من محصلة أفكار أفرادها كلاً على حده. 

·          البحث عن الحقائق والدفاع عن القيم مسئولية مشتركة بين الأفراد والجماعات. 

خطوات الطريقة التحاورية:

وثمة خطوات معينة وقواعد محددة تساعد المعلم على النجاح في التدريس بالطريقة التحاورية وهذه الخطوات تتمثل في الإعداد ثم التنفيذ ثم مجموعة من الضوابط التي ينبغي مراعاتها أثناء التدريس بالطريقة التحاورية. 

أولاً: الإعداد:

§تحديد موضوع الدرس. 

§تنظيم محتوى الموضوع بما يسهل فهمه للتلاميذ ويساعدهم في التحاور حوله. 

§بيان كيفية إجراء الحوار والمناقشة. 

ثانياً: التنفيذ:

تشتمل الخطوات التنفيذية لسير الدرس على الإجراءات التالية:

1-التمهيد:

 وفيه يتم تقديم الموضوع للتلاميذ بهدف إثارة ميولهم وتشويقهم لبحث موضوع الدرس ويتم ذلك إما بالربط بالدرس السابق لإكمال التسلسل الذي  قد يكون بينهما أو يربطه بخبرة التلاميذ والأحداث الجارية المهمة.  يلي ذلك كتابة موضوع الحوار على السبورة ثم يكتب المعلم خلاصة المقدمة على السبورة مستخلصة من أفواه التلاميذ أنفسهم. 

2-تناول الموضوع:

 حيث يبدأ الحوار حسب التخطيط المعد ويستمر الحوار هكذا في بقية نقاط الموضوع مع تدوين كل عنصر على السبورة، وفى النهاية يتحول الدرس إلى مناقشة عامة يشترك فيها التلاميذ؛ حيث يدلى كل واحد برأيه الخاص مدعماً إياه بالأدلة المختلفة. 

3-عرض خلاصة الحوار من قبل المعلم:

مع ملاحظة الاهتمام بالجانب التطبيقي للموضوع فيوجه المعلم أسئلة عن كيفية الاستفادة بالنتائج النظرية للموضوع. 

وعلى المعلم أثناء التدريس: -

بالطريقة التحاورية أن يتوخى السهولة في الحوار مع تلاميذه دون الاستهزاء بأسلوبهم، بحيث لا يركز على تلميذ معين وأن يمكنهم من التعبير السليم وتدريبهم على قبول النقد بصدر رحب مع إحكام السيطرة عليهم أثناء الحوار والتدخل بلباقة لإنهاء الحوار إذا تطرق إلى نقاط فرعية ليست من صميم الدرس. 

مزايا وعيوب الطريقة التحاورية:

تمتاز الطريقة التحاورية بالعديد من المميزات التي تم ذكرها، ورغم ذلك فهناك بعض العيوب وأوجه القصور التي يمكن اعتبارها بمثابة مشكلات تواجه هذه الطريقة ومن هذه الصعوبات أنها

1- تحتاج إلى وقت يتسع للحوار والإقناع. 

2- تتطلب معلم مقتدر مدرب وهو غير متوفر. 

3- وازدحام حجرات الدراسة بالتلاميذ وما قد يستتبعه من شيوع الفوضى بينهم أثناء الحوار. 

4- عدم صياغة المقرر بما يتناسب مع هذه الطريقة. 

ويمكن تفادى هذه الصعوبات بمزيد من الجهد والتخطيط من قبل القائمين على العملية التعليمية، وهذا ما تؤكد المقولة الشهيرة أن الطريقة التحاورية أصعب الطرق وأقلها شيوعاً في التعليم ولكنها أكمل الطرق وأدقها وأوفاها.  

المصدر: دكتور /وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 5456 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,459