يقوم هذا المدخل على أساس إيجابية المتعلم ومشاركته مجموعة من المتعلمين حول وجهات نظر متعددة تتحمل رغباتهم وطموحاتهم ثم يتنافس الجميع للوصول إلى اتفاق يرضي الجميع، والتفاوض يكون على كيفية تحقيق وإتقان مهارة لغوية، وليس على أحد الأهداف من خلال بحث ونقاش فيما بين المتعلمين وبين المعلم.
والتفاوض في تعليم اللغة مثل التفاوض في سائر شئون الحياة، حيث يجتمع المتعلمون معا ويقدم كل طرف مقترحاته ووجهات نظره وما يطمح إليه على الموضوعات التي يريدون الكتابة فيها ضمن المجال الذي يحدده المعلم، وفي ضوء معايير الكتابة والأهداف المحددة والتي تم التفاوض حولها.
وبهذا يكتسبون المهارات اللغوية المستهدفة في ضوء حاجاتهم وميولهم ويكتسبون مهارات التفاوض وما يصاحبها من مهارات اجتماعية، كما يمكن أن تنمى لديهم مهارات التفكير الإبداعي لما يتاح للمتعلم من فرص مرنة وحرية اختيار وإيجابية وشراكة في الموقف التعليمي.
وهناك مجموعة من الأسس التي ينبغي مراعاتها عند تطبيق المدخل التفاوضي في تدريس اللغة ومنها: التفاوض ينمي الاستقلالية والثقة في النفس لدي المتعلمين، المعلم يقوم بدور المرشد والموجه والميسر والمنظم، التقويم خبرة سارة يشارك في تصميمها الطالب مع الزملاء والمعلم، التفاوض يساعد المتعلم علي إتقان المهارات التي يقوم بدراستها، ضرورة العناية بالأنشطة والتدريبات والممارسات التطبيقية لتعميق خبرات المتعلمين وتنمية قدراتهم على الإبداع.
وتتعدد استراتيجيات التفاوض فمنها: الاستراتيجية الهجومية، الهجوم والرفض، الحدود المغلقة، واستراتيجية الشرطي الطيب، واستراتيجية فائز فائز/يكسب يكسب.
وتمر خطوات المدخل التفاوضي بما يلي:
مرحلة التفاعل والاندماج: حيث يعرض المعلم فكرة موضوع الدرس(تحدث – كتابة) ثم يعرض الأهداف والمعايير وقواعد التفاوض، ويحدد الزمن والمكان إذا كان خارج الصف، مع مراعاة عرض الأهداف المنشودة(الإجرائية) للدرس، وتحديد المهارات المستهدفة ومعايير الجودة، مع تشجيع المتعلمين علي التفاوض والمشاركة وإبراز حقوقهم وواجباتهم، وتبصير المتعلمين ببعض المشكلات والصعوبات التي قد تواجههم وكيفية التعامل معها.
مرحلة الاستكشاف: في هذه المرحلة يكتشف المتعلمون طرائق التفاوض في مجموعات وأقران كاقتراح مجموعة من الأفكار أو الموضوعات أو القصص، وترتيب المقترحات وفقا لأهميتها، مع مراعاة توجيه الطلاب إلي المعايير ومنها معايير الشكل والمضمون المطلوب تحقيقها في كتابة موضوعات التعبير، أو أداء مهارات التحدث، مع توفير حرية المشاركة التعبير في مناخ صفي يسوده التسامح ومبادئ الاحترام بين جميع المتفاوضين.
مرحلة تقويم النتائج: حيث يحاول المتعلمون التحقق من مدى بلوغهم النواتج المرجوة، ويمكن أن يتم ذلك من خلال أساليب متنوعة منها تقويم الذات، وتقويم القرين وتقويم المعلم بإجابة الأسئلة وعمل تطبيقات مرتبطة بالدرس. ويمكن مراعاة المعلم طلب عرض المتعلمين لما تعلموه من مهارات وخبرات، والتأكد من فهم الطلاب للخبرات الجديدة وتطبيقها، وإبراز التأملات الذاتية ووجهات نظر المتعلمين في هذه المرحلة.
ساحة النقاش