يقصد بالتعلم للإتقان الوصول للتعلم الأمثل كما وكيفا لدى المتعلمين. ويرى البعض أن أصول التدريس من أجل التمكن والإتقان تعود إلى طرائق التعليم الأولى التي اعتمدها المسلمون منذ أمد بعيد، وأيدتها كتابات المفكرين الأوائل مثل الغزالي وابن خلدون وغيرهما، وقد طورت أفكار التعلم للإتقان على يد عالم النفس "بلوم" واعتمدت على أفكار نظرية كارول في التعلم المدرسي التي تعتمد على عناصر خمسة هي: الاستعداد لنوع معين من التعليم، ونوعية التعلم، والقدرة على فهم التعلم، وتوفير الوقت المناسب للتعلم والمثابرة.
ويعتمد الإتقان على رغبة المتعلم الصادقة في أن يرتفع بمستوى ممارساته إلى أفضل درجة، كما يؤكد على الفروق الفردية، ولكنه يرفض التوقف عندها كعقبة تحول دون الإنجاز، فهو يستغلها استغلالا ذكيا كوسيلة للتغلب عليها حيث يعطى كل متعلم حقه في أن يتعلم وفقا لمستواه الشخصي في حدود قدراته وسرعة تعلمه، واستعداده، ودوافعه، لذلك فهو يعترف باختلاف الاستجابات بين الأشخاص لكنه يتخذ هذا الاختلاف أساسا للتعليم الفعال؛ ليرتفع مستوى أداء هؤلاء الأفراد فرديا وجماعيا. وتتمثل القيمة التربوية لهذا النوع من التعلم في تقديمه التغذية الراجعة المستمرة للمتعلم لتتحقق له استمرارية التعلم وفعاليته، وتعديل مساره أولا بأول حتى الوصول إلى التمكن، فالتعزيز يستمر، وتتنوع أساليبه مع كل تنوع في الموقف التدريبي، ومع تنوع شخصيات المتعلمين أنفسهم، في إطار من التنسيق والتفاعل بين الأنشطة التعليمية – سواء أكانت فردية أم جماعية، حرة أم مقيدة – حتى يصل المتعلم إلى أقصى درجات الإتقان.
ويقوم هذا المدخل على فكرة تجزئة الوحدة التعليمية وتدريجها في صورة متسلسلة ويتم التدريب على كل جزئية حتى يتقنها المتعلم ويحصل على درجة الإتقان ويمكن توظيفه في أي مادة دراسية وترجع أهمية هذا المدخل في تعليم التعبير الكتابي إلى العديد من الأسباب منها: مراعاته الفروق الفردية بين المتعلمين، تحسين مستوى المتعلمين في مهارات اللغة والعمل على إتقانهم لها، علاج الأخطاء أولاً بأول، تنمية الاتجاهات نحو ها.
ساحة النقاش